السعودية.. مخاوف من إعدام وشيك للدرازي ولباد
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
يتخوّف نشطاء حقوقيون من تنفيذ حكم الإعدام، بالمواطن السعودي، عبد الله الدرازي، الذي تتهمه السلطات بـ"الإرهاب"، بينما تقول عائلته إنه شاب اجتماعي مرح يهوى تربية عصافير الكناري.
والدرازي (28 عاما) واحد من تسعة سعوديين على الأقل محكوم عليهم بالإعدام بتهم بأفعال ارتكبوها عندما كانوا قُصّر، حسب النشطاء الحقوقيين الذين يدينون استخدام المملكة المكثّف لعقوبة الإعدام.
وتستقطب قضية الدرازي وشاب آخر يدعى جلال لباد المنتميين الى الطائفة الشيعية، اهتمام الحقوقيين بعدما ذكرت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي أنّ المحكمة العليا السعوديّة "أيدت سرًا" حكمي إعدامهما، ما يعني إمكانية تنفيذهما في أي وقت.
في منزل الدرازي في مدينة القطيف (شرق) الذي هجرته طيور الكناري وببغاء الحب (فيشر) التي كان الدرازي يطعمها يوميا، تعيش أسرته في خوف مستمر من تلقّي خبر إعدامه الذي ينهي أحلامهم برؤيته مجددا يوما ما.
وبما أن السلطات السعودية لا تبلّغ عادة المحامين وذوي المتهمين قبل تنفيذ عملية الإعدام، أعرب قريب له تحدّث بشرط عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس عن خشيته من أن "نتلقّى خبر إعدامه في أي لحظة".
ولم تردّ السلطات السعودية على طلب فرانس برس التعليق على القضية.
حكم "مبالغ به"وكانت السعودية العام الماضي واحدة من أكثر ثلاث دول تنفيذا لعقوبة الإعدام في العالم. إذ أعدمت 147 شخصا، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية، من بينهم 81 شخصا في يوم واحد في مارس، جميعهم دينوا بجرائم مرتبطة بـ"الإرهاب".
خلال العام 2023، أُعدم 123 شخصا، من بينهم 33 شخصا دينوا باتهامات "مرتبطة بالإرهاب".
وتندّد المنظمات الحقوقية بقانون الإرهاب الذي أقرته السعودية نهاية 2017 وتقول إنّه يشمل "تعريفا مبهما للإرهاب" وقد يسمح "للسلطات بمواصلة استهداف الانتقادات السلمية".
بالنسبة للمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ومقرها برلين، هناك ستة من تسعة أشخاص متهمين بارتكاب جرائم حين كانوا قُصّر، دينوا بسبب مشاركتهم في تظاهرات.
واعتقل الدرازي ولباد لمشاركتهما في احتجاجات مناهضة للحكومة خلال فترة الاحتجاجات النادرة التي شهدها شرق المملكة حيث تتركز الأقلية الشيعية، إبان فترة الربيع العربي في 2011، على ما أفادت منظمة العفو الدولية.
ولا يواجه الدرازي الموقوف منذ أغسطس 2014 فحسب اتهامات بـالمشاركة في التظاهرات، لكنّ أيضا "الاشتراك في تكوين خلية إرهابية واستهداف رجال الأمن"، حسب عريضة الاتهامات الرسمية التي اطلعت عليها فرانس برس. وهي اتهامات تنفيها أسرته تماما.
وقال قريب الدرازي "عبد الله ليست له أي علاقة بهذه الاتهامات. إنها اتهامات أكبر من تفكيره واهتماماته".
وأشار قريب للباد اشترط عدم ذكر اسمه لحساسية الأمر، إلى أن السلطات تتهمه بـ"مساعدة" مطلوبين، لكنّه أشار إلى أنّ الأمر مرتبط بتوفيره ضمادات ومواد تعقيم لشخص جريح مطلوب أمنيا في بلدته العوامية ذات الغالبية الشيعية.
وقال "الحكم جدا ظالم ومبالغ فيه". وتساءل "هل توفير إسعافات أولية يستحق حكما بالإعدام؟".
وقال أقارب المتهمين إنّ اعترافاتهما انتزعت منهما تحت التعذيب، فيما ندّدت العفو الدولية بـ"محاكمات فادحة الجور اعتمدت في المقام الأول على اعترافات مشوبة بالتعذيب".
وتنفي السلطات السعودية قيامها بتعذيب السجناء والمتهمين.
"لا تسامح"ويسعى ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، لتحويل أكبر مصّدر للنفط في العالم، إلى مركز تجاري وسياحي عالمي.
لكنّ نشطاء يقولون إنّ مواصلة استخدام عقوبة الإعدام يلطّخ صورة المملكة كبلد أكثر تسامحا وانفتاحا بحسب رؤية 2030 الإصلاحية التي يعمل بن سلمان على تنفيذها.
ومطلع العام الجاري، قالت منظمة "ريبريف" المناهضة لأحكام الإعدام ومقرها لندن، إنّ الإعدامات "زادت بشكل حاد" منذ وصول الملك سلمان للحكم في 2015.
وبين الذين نفذت بهم أحكام إعدام، 11 شخصا دينوا باتهامات ارتكبوها وهم قُصّر.
وقرّرت السعودية في 2020 إلغاء أحكام الإعدام الصادرة في حق مدانين بجرائم ارتكبوها وهم قصّر، لكنّ نص المرسوم الملكي لم يُنشر قط ومن غير الواضح مدى تطبيقه.
وتقول الباحثة في المنظمة الأوروبية السعودية، دعاء دهيني، لفرانس برس "عدد القاصرين المدانين بالإعدام في السعودية قد يكون أعلى بكثير لأنّ الأسر تخشى التواصل والتعبير عن مخاوفها".
ودعا المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالات الإعدام خارج القضاء موريس تيدبال-بينز السلطات السعودية للكشف عن تفاصيل المرسوم و"تطبيقه على جميع المتهمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، بغض النظر عن جريمتهم".
ويرى المدير القانوني في المنظمة الأوروبية السعودية طه الحاجي أن استهداف القُصّر يهدف الى القضاء على أي احتجاج في المملكة الخليجية.
ويضيف أن هذا الأمر "يوجّه رسالة واضحة للجميع بأنه لا يوجد تسامح ولا توجد أي خطوط حمراء".
ويخلص "الكلّ بدون استثناء يعاقب لو كان طفلا أو شيخا أو امرأة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السلطات السعودیة فرانس برس
إقرأ أيضاً:
في الوقت الذي تهديد فيه مليشيا الحوثي السعودية..الرياض تجدد دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن
اعلنت اليوم المملكة العربية السعودية، دعمها لخارطة الطريق وجهود السلام في اليمن الغارق بالحرب منذ عشر سنوات.
جاء ذلك خلال لقاء السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، مع سفير جمهورية العراق لدى سلطنة عمان والغير مقيم لدى الجمهورية اليمنية قيس العامري.
وقال السفير آل جابر، في تغريدة على منصة إكس، إن اللقاء ناقش مستجدات الأزمة اليمنية، واستعراض جهود المملكة السياسية والإنسانية والاقتصادية والتنموية في اليمن.
وأشار لمواصلة المملكة دعمها لجهود السلام في اليمن، ودعمها لجهود المبعوث الأممي الخاص لليمن وخارطة الطريق بين الأطراف اليمنية، للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
وتأتي تصريحات السفير السعودي، في ظل تهديدات حوثية بإستهداف المملكة في حالة عودتها لدعم الشرعية عسكريا، في ظل أنباء عن تصعيد عسكري محتمل مع فشل جهود المبعوث الأممي للوصول إلى تسوية سياسية بين الأطراف اليمنية.
وقال زعيم مليشيا الحوثي في خطاب بثته قناة المسيرة التابعة لجماعته إنه "إذا استؤنفت الحرب في غزة، فإن الكيان الصهيوني بأكمله، بدءا من تل أبيب، سيكون تحت النار".