الحرة:
2024-12-26@18:24:54 GMT

السعودية.. مخاوف من إعدام وشيك للدرازي ولباد

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

السعودية.. مخاوف من إعدام وشيك للدرازي ولباد

يتخوّف نشطاء حقوقيون من تنفيذ حكم الإعدام، بالمواطن السعودي، عبد الله الدرازي، الذي تتهمه السلطات بـ"الإرهاب"، بينما تقول عائلته إنه شاب اجتماعي مرح يهوى تربية عصافير الكناري.

والدرازي (28 عاما) واحد من تسعة سعوديين على الأقل محكوم عليهم بالإعدام بتهم بأفعال ارتكبوها عندما كانوا قُصّر، حسب النشطاء الحقوقيين الذين يدينون استخدام المملكة المكثّف لعقوبة الإعدام.

وتستقطب قضية الدرازي وشاب آخر يدعى جلال لباد المنتميين الى الطائفة الشيعية، اهتمام الحقوقيين بعدما ذكرت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي أنّ المحكمة العليا السعوديّة "أيدت سرًا" حكمي إعدامهما، ما يعني إمكانية تنفيذهما في أي وقت.

في منزل الدرازي في مدينة القطيف (شرق) الذي هجرته طيور الكناري وببغاء الحب (فيشر) التي كان الدرازي يطعمها يوميا، تعيش أسرته في خوف مستمر من تلقّي خبر إعدامه الذي ينهي أحلامهم برؤيته مجددا يوما ما.

وبما أن السلطات السعودية لا تبلّغ عادة المحامين وذوي المتهمين قبل تنفيذ عملية الإعدام، أعرب قريب له تحدّث بشرط عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس عن خشيته من أن "نتلقّى خبر إعدامه في أي لحظة".

ولم تردّ السلطات السعودية على طلب فرانس برس التعليق على القضية.

حكم "مبالغ به"

وكانت السعودية العام الماضي واحدة من أكثر ثلاث دول تنفيذا لعقوبة الإعدام في العالم. إذ أعدمت 147 شخصا، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية، من بينهم 81 شخصا في يوم واحد في مارس، جميعهم دينوا بجرائم مرتبطة بـ"الإرهاب".

خلال العام 2023، أُعدم 123 شخصا، من بينهم 33 شخصا دينوا باتهامات "مرتبطة بالإرهاب".

وتندّد المنظمات الحقوقية بقانون الإرهاب الذي أقرته السعودية نهاية 2017 وتقول إنّه يشمل "تعريفا مبهما للإرهاب" وقد يسمح "للسلطات بمواصلة استهداف الانتقادات السلمية".

بالنسبة للمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ومقرها برلين، هناك ستة من تسعة أشخاص متهمين بارتكاب جرائم حين كانوا قُصّر، دينوا بسبب مشاركتهم في تظاهرات.

واعتقل الدرازي ولباد لمشاركتهما في احتجاجات مناهضة للحكومة خلال فترة الاحتجاجات النادرة التي شهدها شرق المملكة حيث تتركز الأقلية الشيعية، إبان فترة الربيع العربي في 2011، على ما أفادت منظمة العفو الدولية.

ولا يواجه الدرازي الموقوف منذ أغسطس 2014 فحسب اتهامات بـالمشاركة في التظاهرات، لكنّ أيضا "الاشتراك في تكوين خلية إرهابية واستهداف رجال الأمن"، حسب عريضة الاتهامات الرسمية التي اطلعت عليها فرانس برس. وهي اتهامات تنفيها أسرته تماما.

وقال قريب الدرازي "عبد الله ليست له أي علاقة بهذه الاتهامات. إنها اتهامات أكبر من تفكيره واهتماماته".

وأشار قريب للباد اشترط عدم ذكر اسمه لحساسية الأمر، إلى أن السلطات تتهمه بـ"مساعدة" مطلوبين، لكنّه أشار إلى أنّ الأمر مرتبط  بتوفيره ضمادات ومواد تعقيم لشخص جريح مطلوب أمنيا في بلدته العوامية ذات الغالبية الشيعية.

وقال "الحكم جدا ظالم ومبالغ فيه". وتساءل "هل توفير إسعافات أولية يستحق حكما بالإعدام؟".

وقال أقارب المتهمين إنّ اعترافاتهما انتزعت منهما تحت التعذيب، فيما ندّدت العفو الدولية بـ"محاكمات فادحة الجور اعتمدت في المقام الأول على اعترافات مشوبة بالتعذيب".

وتنفي السلطات السعودية قيامها بتعذيب السجناء والمتهمين.

"لا تسامح"

ويسعى ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، لتحويل أكبر مصّدر للنفط في العالم، إلى مركز تجاري وسياحي عالمي.

لكنّ نشطاء يقولون إنّ مواصلة استخدام عقوبة الإعدام يلطّخ صورة المملكة كبلد أكثر تسامحا وانفتاحا بحسب رؤية 2030 الإصلاحية التي يعمل بن سلمان على تنفيذها.

ومطلع العام الجاري، قالت منظمة "ريبريف" المناهضة لأحكام الإعدام ومقرها لندن، إنّ الإعدامات "زادت بشكل حاد" منذ وصول الملك سلمان للحكم في 2015.

وبين الذين نفذت بهم أحكام إعدام، 11 شخصا دينوا باتهامات ارتكبوها وهم قُصّر.

وقرّرت السعودية في 2020 إلغاء أحكام الإعدام الصادرة في حق مدانين بجرائم ارتكبوها وهم قصّر، لكنّ نص المرسوم الملكي لم يُنشر قط ومن غير الواضح مدى تطبيقه.

وتقول الباحثة في المنظمة الأوروبية السعودية، دعاء  دهيني، لفرانس برس "عدد القاصرين المدانين بالإعدام في السعودية قد يكون أعلى بكثير لأنّ الأسر تخشى التواصل والتعبير عن مخاوفها".

ودعا المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالات الإعدام خارج القضاء موريس تيدبال-بينز السلطات السعودية للكشف عن تفاصيل المرسوم و"تطبيقه على جميع المتهمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، بغض النظر عن جريمتهم".

ويرى المدير القانوني في المنظمة الأوروبية السعودية طه الحاجي أن استهداف القُصّر يهدف الى القضاء على أي احتجاج في المملكة الخليجية.

ويضيف أن هذا الأمر "يوجّه رسالة واضحة للجميع بأنه لا يوجد تسامح ولا توجد أي خطوط حمراء".

ويخلص "الكلّ بدون استثناء يعاقب لو كان طفلا أو شيخا أو امرأة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السلطات السعودیة فرانس برس

إقرأ أيضاً:

تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.

 

وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.

 

وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.

 

وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.

 

وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".

 

وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.

 

وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.

 

دولة، وليس قطاعاً غير حكومي

 

وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.

 

وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.

 

"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.

 

وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".

 

ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.

 

وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.

 

إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور

 

أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.

 

وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.

 

وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.

 

بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.

 

وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.

 

يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".

 

ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.

 

وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.

 

وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.

 


مقالات مشابهة

  • السعودية تعلن تنفيذ أحكام إعدام جديدة في البلاد
  • كم مواطنا أعدمت السعودية في 2024 بتهمة الخيانة؟
  • إفشاء معلومات سرية.. الداخلية السعودية تعلن إعدام مواطنين بتهم إرهاب
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • ارتفاع حاد في عدد عمليات الإعدام في المملكة العربية السعودية خلال 2024
  • حصيلة الإعدامات في السعودية لعام 2024 الأعلى منذ عقود
  • سفارة السودان في الرياض تعلن توجيهات من السلطات السعودية للسودانيين بالمملكة
  • أسوأ القتلة..دونالد ترامب يهاجم بايدن بعد إلغائه إعدام 37 مداناً
  • بخصوص منفِّذ هجوم سوق عيد الميلاد.. السعودية توجه طلبا للسلطات الأمنية بألمانيا
  • الرئيس الأمريكي جو بايدن يخفف أحكام إعدام صادرة بحق 37 سجينا