إدانة قاتل العائلة المسلمة في كندا بـ4 جرائم قتل والسجن مدى الحياة
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
أدانت محكمة أونتاريو العليا بكندا أمس الخميس قاتل الأسرة المسلمة ناثانيال فيلتمان الذي يبلغ 22 عاما، بارتكاب 4 جرائم قتل من الدرجة الأولى، بالإضافة إلى الشروع في ارتكاب جريمة قتل خامسة.
وكان فيلتمان اعترف بقتل الأسرة عبر دعسهم بشاحنته "لأنهم مسلمون"، حيث تعرف على هويتهم الدينية من خلال حجاب الأم والجدة، وأثارت الجريمة إدانات في جميع أنحاء كندا وفي جميع أنحاء العالم، بعد أن وصفتها الشرطة بأنها جريمة كراهية تتعلق بالمشاعر المعادية للمسلمين.
وارتكبت الجريمة في مدينة لندن التابعة لمقاطعة أونتاريو في السادس من يونيو/حزيران 2021، وأسفرت عن مقتل طلعت أفضل التي تبلغ من العمر 72 عاما، وابنها سليمان أفضل الذي يبلغ 46 عاما، ويعمل أخصائي علاج طبيعي، وزوجته مديحة سليمان التي تبلغ 44 عاما وهي طالبة دكتوراه في الهندسة البيئية بجامعة ويسترن، وابنتهما يمنى أفضل وعمرها 15 عاما وهي طالبة بمدرسة أوكريدج الثانوية، في حين أصيب الابن الذي كان يبلغ 9 أعوام وقت وقوع الحادث بجروح خطيرة.
توابيت ملفوفة بالعلم الكندي تظهر خارج المركز الإسلامي في جنوب غرب أونتاريو خلال جنازة عائلة أفضل (رويترز) دموع المسلمينوامتلأت القاعة العامة في محكمة أونتاريو العليا يوم الخميس، حيث انتظرت المحكمة دخول هيئة المحلفين والمحامين والمتهم. وبكى أفراد الجالية المسلمة وتعانقوا وهم ينتظرون الحكم.
وقبل أن تصدر هيئة المحلفين حكمها، قالت القاضية رينيه بوميرانس لقاعة المحكمة المكتظة إنها تعلم أن المحاكمة كانت عاطفية وصعبة، لكنها طلبت من الجمهور الامتناع عن الرد على النتائج التي توصل إليها المحلفون، ورغم ذلك، أمكن سماع شهقات في قاعة المحكمة وبكى الكثير من الناس، كما قال رئيس هيئة المحلفين، "لقد وجدنا المدعى عليه مذنبا بارتكاب 4 جرائم قتل من الدرجة الأولى".
وكان القاتل أخبر الشرطة بعد اعتقاله أن عائلة أفضل كانت أهدافا عشوائية لغضبه كشخص أبيض من وجود المسلمين في كندا، وأضاف أنه صادفهم بينما كان يقود سيارته في لندن بأونتاريو، وقاد شاحنته مع دفع دواسة الوقود إلى الأرض بنية دعسهم.
وأثارت الجريمة موجة من الحزن والغضب بين أوساط الجالية المسلمة، وأدت إلى تنظيم وقفات احتجاجية وإحياء ذكرى المأساة سنويا، وتم بناء نصب تذكاري في المكان الذي وقعت فيه عمليات القتل.
ونظرا لتكرار التظاهرات والاحتجاجات، صدر أمر بنقل المحاكمة من لندن إلى مدينة وندسور.
"عمل إرهابي"وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قد صرح عقب ارتكاب الجريمة بأنها عمل إرهابي، وهو ما أكده المدعي وأراد إثباته في المحاكمة، وتمت مناقشة قوانين الإرهاب الكندية أمام هيئة محلفين، وخاصة جرائم القتل من الدرجة الأولى.
وبدأت هيئة المحلفين، المكونة من 12 عضوا، الاستماع إلى الأدلة في سبتمبر/أيلول الماضي، ثم نوقشت القضية لمدة 90 دقيقة يوم الأربعاء و4 ساعات أخرى في اليوم التالي، حيث استغرقت المداولات 6 ساعات للتوصل إلى أحكام الإدانة.
وطبقا لقانون العقوبات في كندا، فإن عقوبة القتل من الدرجة الأولى هي السجن مدى الحياة مع عدم وجود فرصة للإفراج المشروط لمدة 25 عاما، لكن المحكمة العليا الكندية ألغت في العام 2022 قانونا سابقا لعام 2011، كان يشير إلى عدم إمكانية الإفراج المشروط في قضايا القتل الجماعي.
واعتمدت القضية على 19 شاهدا، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو والصور والأدلة الصوتية، واعتراف القاتل فيلتمان الكامل لمحقق شرطة لندن بعد اعتقاله في ساحة انتظار السيارات القريبة من مكان اقتراف الجريمة بعد دعسه للعائلة بدقائق قليلة.
واستسلم فيلتمان، الذي كان يرتدي خوذة عسكرية وسترة مضادة للرصاص وقميصا أبيض عليه صلبان سوداء مرسومة على الأمام والخلف، وكان قد طلب من سائق تاكسي تصادف مروره الاتصال بالشرطة وخلال المكالمة الهاتفية، سُمع فيلتمان وهو يصرخ "فعلت ذلك عمدا".
وأظهر الاعتراف المسجل بالفيديو فيلتمان وهو يشرح بالتفصيل آراءه العنصرية ورغبته في إيصال رسالة إلى المسلمين.
واستمعت هيئة المحلفين أيضا إلى مقتطفات من بيان فيلتمان بعنوان "الصحوة البيضاء"، الذي وصف فيه آراءه العنصرية ودعا البيض إلى الانتفاض ضد المسلمين. تم العثور على الوثيقة في شقة فيلتمان بوسط مدينة لندن بمقاطعة أونتاريو على محركات أقراص صغيرة وعلى جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به، التي تُركت على مرأى من الجميع لتجدها الشرطة بعد اعتقاله.
وأشار الادعاء إلى "قيام فيلتمان بعمل إرهابي لإرسال رسالة إلى المسلمين وإلهام متطرفين بيض آخرين".
رجل يحمل لافتة بعد جنازة عائلة أفضل بدافع الكراهية خارج المركز الإسلامي في جنوب غرب أونتاريو (رويترز)أخبر القاتل في شهادته للدفاع عن نفسه هيئة المحلفين أنه نشأ في منزل أصولي مسيحي صارم، ودرس في المنزل مع أم مستبدة، وقال إنه كان مصابا بالوسواس القهري، وكان مدمنا على المواقع العنصرية اليمينية المتطرفة، وأضاف أنه تناول عقار هلوسة قبل حوالي 40 ساعة من الاصطدام، مما تركه في "حالة تشبه الحلم". وأصر على أنه لم تكن لديه نية القتل، بل الاصطدام بالعائلة.
وقال تقرير للجنة حقوق الإنسان بمجلس العموم الكندي صدر في بداية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إن "الإسلاموفوبيا في كندا تشكل تهديدا على الكنديين المسلمين ولا بد من التحرك لحمايتهم".
وأضاف التقرير أن اللجنة "شعرت بالانزعاج عندما علمت أن حوادث الإسلاموفوبيا أصبحت حقيقة يومية للعديد من المسلمين، وأن كندا تقود مجموعة السبع فيما يتعلق بعمليات القتل المستهدف للمسلمين بدافع الإسلاموفوبيا".
ووجد التقرير أن النساء المسلمات أصبحن "الأهداف الرئيسية عندما يتعلق الأمر بالعنف والترهيب"، لأنه يمكن التعرف عليهن بسهولة من ملابسهن.
ونتيجة لذلك، يخشى الكثيرون مغادرة منازلهم للعمل أو المدرسة أو أنشطة أخرى، وأن الآثار العميقة لكراهية الإسلام على أساس النوع الاجتماعي هي أنها تجبر بعض النساء على التفكير في إزالة حجابهن لتعزيز فرص عملهن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هیئة المحلفین فی کندا
إقرأ أيضاً:
إدانة جندي إسرائيلي بعد تعذيبه أسرى في سديه تيمان
أقر الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس 6 فبراير 2025 ، بإدانة جندي في قوات الاحتياط بارتكاب أعمال تنكيل وحشية بحق أسرى فلسطينيين أثناء خدمته كحارس في قادة "سديه تيمان" العسكرية، ورغم ذلك أصدر القضاء الإسرائيلي حكما مخففا ضد الجندي بالسجن لمدة لا تتجاوز الـ7 أشهر.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن الجندي اعترف بقيامه بالاعتداء على أسرى فلسطينيين معتقلين في منشأة الاعتقال التي أقامها جيش الاحتلال في قاعدة "سديه تيمان" جسديًا في عدة مناسبات، رغم كونهم مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين.
ووفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي، قام الجندي بضرب المعتقلين باللكمات واستخدام سلاحه في إطار الاعتداء عليهم، في أفعال تم توثيق بعضها عبر هاتفه المحمول، بينما شهدها عدد من الجنود حاول بعضهم منعه عن ممارساته.
ورغم اعتراف الجندي بجرائمه، قضت المحكمة العسكرية بحكم مخفف يقضي بسجنه 7 أشهر فقط، مع تخفيض رتبته إلى جندي عادي وفرض عقوبة بالسجن مع وقف التنفيذ، وذلك ضمن صفقة ادعاء بين النيابة العسكرية والجندي المدان.
وفي حين وصف المحكمة أفعال الجندي بأنها "خطيرة ومخالفة للقواعد العسكرية"، فقد بررت قبولها بصفقة الادعاء بالإشارة إلى "ظروفه الشخصية وتعاونه خلال التحقيق"، في حكم يعكس نهج التساهل المستمر مع جرائم الجنود بحق الأسرى الفلسطينيين.
وجاء في البيان الذي صدر عن الجيش الإسرائيلي أن المحكمة العسكرية قررت أن أفعال المتهم "خطيرة وجسيمة"، وقالت إن جنود الجيش الإسرائيلي ملزمون باستخدام القوة الموكلة إليهم وفقًا لما وصفته بـ"قيم الجيش" والأوامر العسكرية، في جميع الأوقات، ولا سيما أثناء الحرب.
وأضاف أنه "بناءً على التوازن بين خطورة الأفعال والظروف الشخصية للمتهم، ومسؤوليته التي أقر بها خلال عملية الوساطة، إضافة إلى فترة الاحتجاز الطويلة التي عليه أن يقضيها بعد الإفراج عنه من الاعتقال، قررت المحكمة الموافقة على صفقة الادعاء".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية كاتس يأمر بإعداد خطة للسماح لسكان غزة بمغادرتها طواعية مقتل جنديين إسرائيليين جراء الرياح الشديدة في غلاف غزة نتنياهو: دولة عربية غنية ستمول خطة ترامب بشأن غزة الأكثر قراءة كتائب القسام تنعى 5 من عناصرها بالضفة نتنياهو: أطالب الوسطاء بضمان أمن الرهائن وعدم تكرارها إسرائيل تقرر منع زكريا الزبيدي من العودة إلى جنين ليبرمان: علينا الانفصال عن غزة إلى الأبد عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025