مؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للطاقة الشمسية يسلط الضوء على أحدث الابتكارات في تقنيات الطاقة الشمسية لبناء مستقبل مستدام
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
دبي – الوطن
سلط مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للطاقة الشمسية الذي نظمته هيئة كهرباء ومياه دبي ( ديوا ) على هامش معرض ويتكس عدة موضوعات حول إستخدام الطاقة حول العالم والتي شهدت تحولا كبيرا في السنوات الأخيرة، في ظلّ توجّه المجتمعات لاعتماد موارد الطاقة المتجددة في سبيل بناء مستقبل أكثر استدامة. واكتسبت الطاقة الشمسية في هذا الإطار أهميّة متزايدة ميّزتها عن غيرها من موارد الطاقة المتجددة، حيث تشكّل أحد موارد الطاقة النظيفة التي تَعِد بحلول مبتكرة تدعم تحوّل الطاقة وتحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة، وبدأت المجتمعات حول العالم تبني تقنيات الطاقة الشمسية وغيرها من الحلول الطبيعية للاستفادة من منافعها وتحقيق الحياد المناخي.
وتشهد تقنيات الطاقة الشمسية الناشئة تطورات عدّة تمكنها من تعزيز الفعالية والكفاءة في قطاع الطاقة. ويعدّ تطوير مكونات جديدة لصناعة الطاقة، مثل مواد الامتصاص المتوفّرة طبيعياً، ومواد الاتصال الجديدة، جزءاً من العناصر المبتكرة والمختلفة المستخدمة في تطوير البنية الداخلية للخلايا الشمسية التي تَعِد بتعزيز الكفاءة. وتعدّ مادة البيروفسكايت المكتشفة حديثاً من التطورات الأخرى التي طرأت على قطاع الطاقة، والتي اكتسبت شعبية كمادة بديلة منخفضة التكلفة ومستقرة وفعالة لإنتاج الألواح الشمسية، حيث تعدّ الخلايا الشمسية المصنوعة من مواد البيروفسكايت أفضل من تلك التقليدية السيليكونية من حيث تكلفة الإنتاج والكفاءة.
كما تشكّل إلكترونيات الطاقة وعملية تكامل الشبكة إحدى التحديثات الأخرى في هذا القطاع، حيث تسهم التطورات التقنية المستخدمة في تصميم ونمذجة ومراقبة محولات الطاقة، فضلاً عن وظائف دعم الشبكة لعمليات نظام التوزيع، في تحسين كفاءة وموثوقية أنظمة الطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة. وتحافظ الألواح الشمسية الذكية على مكانتها في الطليعة بين جميع الابتكارات في قطاع الطاقة، فمن المتوقّع أن يتضمّن الجيل التالي من الألواح الشمسية ميزات وتقنيات ذكية تسمح بالتحكم والإدارة عن بعد، بما يحسّن إنتاج الطاقة ويعزز القدرة على التكيف مع مجموعة متنوعة من الأحوال الجوية.
وأظهرت عمليّات الاستثمار في البحث والتطوير في هذه المجالات قدرتها على تحويل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مركز عالمي للابتكار في مجال الموارد المتجددة. وسيتم استكشاف طرق جديدة لاختبار الألواح الشمسية الكهروضوئية بما يضمن فعاليتها وملاءمتها للمناخ والبيئة في المنطقة.
وإدراكاً منها لأهمية هذه الابتكارات الجديدة، تنظم هيئة كهرباء ومياه دبي، مؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للطاقة الشمسية، في الفترة من 15 إلى 18 نوفمبر 2023 في مركز دبي التجاري العالمي، ويجمع نخبةً من الخبراء والمتخصصين والباحثين من جميع أنحاء العالم، للمشاركة في العديد من المناقشات المعمقة حول أحدث التطورات والتقنيات والأبحاث العلمية في مجال الطاقة الشمسية.
ويعد هذا المؤتمر أول مؤتمر علمي وتقني من نوعه في المنطقة متخصص في مجال الأنظمة الكهروضوئية.
يتزامن المؤتمر مع معرض تكنولوجیا المیاه والطاقة والبیئة (ویتیكس) ودبي للطاقة الشمسیة 2023، الذي نظمته الهيئة ويعد أكبر معرض لتقنيات المياه والطاقة والاستدامة والابتكار في المنطقة وأحد أكبر المعارض المتخصصة على مستوى العالم.
وتكتسب الدورة الأولى من المعرض أهمية خاصة حيث تتزامن مع استعدادات دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ (COP28) في مدينة إكسبو دبي في 2023. ويشكّل هذا التزامن زخماً إضافياً لجمع أبرز صنّاع القرار والمسؤولين والخبراء والباحثين العالميين في مجالات الاستدامة والطاقة النظيفة والمتجددة تحت سقف واحد، إضافة إلى استعراض أحدث التقنيات والممارسات والتجارب المبتكرة في هذه المجالات.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الشرق الأوسط وشمال الألواح الشمسیة الطاقة الشمسیة
إقرأ أيضاً:
مصر تخطو بثبات نحو الطاقة النظيفة|افتتاح محطة "أبيدوس 1" للطاقة الشمسية.. وخبير اقتصادي: "شمس إفريقيا" رهان المستقبل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ضوء سعي مصر لتعزيز استخدام الطاقة النظيفة والاعتماد على مصادر مستدامة، تم افتتاح محطة "أبيدوس 1 للطاقة الشمسية" في صحراء كوم أمبو بمحافظة أسوان، بقدرة إنتاجية تصل إلى 500 ميجاوات، مما يعزز موقع مصر على خريطة الطاقة المتجددة عالميًا.
استثمارات بـ 500 مليون دولار بالشراكة مع جهات دوليةتأتي المحطة، التي أُقيمت على مساحة 10 كيلومترات مربعة، كمشروع استراتيجي ضمن خطة الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتم تمويل المشروع بتكلفة بلغت 500 مليون دولار، بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) التابعة للبنك الدولي، والبنك الهولندي للتنمية (FMO)، والوكالة اليابانية للتعاون الدولي. (JICA). وتولت شركة صينية متخصصة تنفيذ الأعمال الإنشائية
تحتوى المحطة على غرفة المحولات، التي تُحول الكهرباء النظيفة المنتجة إلى الشبكة القومية. كما استعرض منظومة العمل في المحطة التي تضم أكثر من مليون خلية شمسية و1920 محولًا فرعيًا و64 محطة تحويل، إلى جانب محولين رئيسيين يعدان الأكبر من نوعهما في إفريقيا والشرق الأوسط، بقدرة 300 ميجاوات لكل منهما ووزن يصل إلى 255 طنًا.
تقليل انبعاثات الكربون بـ 760 طن سنويًاتُعد المحطة خطوة نوعية نحو توفير الطاقة لـ 256 ألف منزل، مع الإسهام في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 760 طنًا سنويًا، كما يبرز المشروع الجهود المصرية في تعزيز الاعتماد على الكوادر المحلية؛ إذ تم تنفيذ العمل بأيدٍ مصرية بنسبة 100% للعمالة، و95% على المستوى الإداري، ووصل عدد العاملين في المشروع إلى 3500 شخص خلال ذروة العمل، محققين 4.9 مليون ساعة عمل آمنة.
وتأتي محطة "أبيدوس 1" ضمن استثمارات قطاع الطاقة المتجددة في مصر، حيث تتجاوز إجمالي استثمارات الشركة الإماراتية المسؤولة عن المشروع 2 مليار دولار. وتشمل هذه الاستثمارات مشروعات أخرى مثل مزرعة الرياح بقدرة 500 ميجاوات ومحطة الطاقة الشمسية "أبيدوس 2" بقدرة 1000 ميجاوات.
العالم يراهن على شمس أفريقياقال الدكتور أحمد خطاب الخبير الاقتصادي لـ (البوابة نيوز) إن مصر تتجه إلى الاقتصاد الأخضر الصديق للبيئة، المعتمد على الطاقات المتجددة كالهيدروجين الأخضر، وإن الرئيس السيسي خلال زيارته لأوروبا وقع العديد من التعاقدات مع دنمارك والنرويج وفيرلندا في هذا المجال، لأنهم دول متقدمة في الاقتصاد الأخضر، مؤكدا أن العالم في المستقبل لا يراهن على الغاز والبترول الموجود في إفريقيا، وإنما يراهن على شمس إفريقيا، لأن إفريقيا قارة مشمسة معظم العام، خاصة مصر، ففي محافظة أسوان وبالأخص قرية ابي سمبل الشمس ساطعة بها طوال العام بدون شوائب، ولذلك تم إنشاء محطة بنبان للطاقة الشمسية، بالتعاون مع البنك الدولي، وصنفت المحطة كأعلى محطة على مستوى العالم كفاءة لإنتاج الطاقة الشمسية، بالإضافة لإنشاء محطات أخرى ستكون في سيوة وسيناء لتنقية وتحلية مياه البحر بالطاقة الشمسية، لأنها ارخص أنواع الطاقة.
الربط الكهربائي مع السعودية لتبادل الطاقةوفسر (خطاب) أن إنشاء تلك المحطات ويرجع لرمل سيناء، الذي يتم تصديره للدول المنتجة لألواح الطاقة الشمسية،لأنها من أجود أنواع الرمال، لذلك ستنتج مصر منها الألواح الشمسية، ثم إنتاج الكهرباء، ثم يأتي الربط مع الأردن والسعودية وأوروبا من خلال الكابلات، ثم تصدر كهرباء، وبالفعل تم الربط مع السعودية في ساعات الذروة وارتفاع درجات الحرارة في السعودية، لأن عند ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير كالذي يحدث في السعودية يصعب إنتاج الطاقة الشمسية، بعكس درجات حرارة مصر المعتدلة.