دبي – الوطن
سلط مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للطاقة الشمسية الذي نظمته هيئة كهرباء ومياه دبي ( ديوا ) على هامش معرض ويتكس عدة موضوعات حول إستخدام الطاقة حول العالم والتي شهدت تحولا كبيرا في السنوات الأخيرة، في ظلّ توجّه المجتمعات لاعتماد موارد الطاقة المتجددة في سبيل بناء مستقبل أكثر استدامة. واكتسبت الطاقة الشمسية في هذا الإطار أهميّة متزايدة ميّزتها عن غيرها من موارد الطاقة المتجددة، حيث تشكّل أحد موارد الطاقة النظيفة التي تَعِد بحلول مبتكرة تدعم تحوّل الطاقة وتحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة، وبدأت المجتمعات حول العالم تبني تقنيات الطاقة الشمسية وغيرها من الحلول الطبيعية للاستفادة من منافعها وتحقيق الحياد المناخي.


وتشهد تقنيات الطاقة الشمسية الناشئة تطورات عدّة تمكنها من تعزيز الفعالية والكفاءة في قطاع الطاقة. ويعدّ تطوير مكونات جديدة لصناعة الطاقة، مثل مواد الامتصاص المتوفّرة طبيعياً، ومواد الاتصال الجديدة، جزءاً من العناصر المبتكرة والمختلفة المستخدمة في تطوير البنية الداخلية للخلايا الشمسية التي تَعِد بتعزيز الكفاءة. وتعدّ مادة البيروفسكايت المكتشفة حديثاً من التطورات الأخرى التي طرأت على قطاع الطاقة، والتي اكتسبت شعبية كمادة بديلة منخفضة التكلفة ومستقرة وفعالة لإنتاج الألواح الشمسية، حيث تعدّ الخلايا الشمسية المصنوعة من مواد البيروفسكايت أفضل من تلك التقليدية السيليكونية من حيث تكلفة الإنتاج والكفاءة.
كما تشكّل إلكترونيات الطاقة وعملية تكامل الشبكة إحدى التحديثات الأخرى في هذا القطاع، حيث تسهم التطورات التقنية المستخدمة في تصميم ونمذجة ومراقبة محولات الطاقة، فضلاً عن وظائف دعم الشبكة لعمليات نظام التوزيع، في تحسين كفاءة وموثوقية أنظمة الطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة. وتحافظ الألواح الشمسية الذكية على مكانتها في الطليعة بين جميع الابتكارات في قطاع الطاقة، فمن المتوقّع أن يتضمّن الجيل التالي من الألواح الشمسية ميزات وتقنيات ذكية تسمح بالتحكم والإدارة عن بعد، بما يحسّن إنتاج الطاقة ويعزز القدرة على التكيف مع مجموعة متنوعة من الأحوال الجوية.
وأظهرت عمليّات الاستثمار في البحث والتطوير في هذه المجالات قدرتها على تحويل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مركز عالمي للابتكار في مجال الموارد المتجددة. وسيتم استكشاف طرق جديدة لاختبار الألواح الشمسية الكهروضوئية بما يضمن فعاليتها وملاءمتها للمناخ والبيئة في المنطقة.
وإدراكاً منها لأهمية هذه الابتكارات الجديدة، تنظم هيئة كهرباء ومياه دبي، مؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للطاقة الشمسية، في الفترة من 15 إلى 18 نوفمبر 2023 في مركز دبي التجاري العالمي، ويجمع نخبةً من الخبراء والمتخصصين والباحثين من جميع أنحاء العالم، للمشاركة في العديد من المناقشات المعمقة حول أحدث التطورات والتقنيات والأبحاث العلمية في مجال الطاقة الشمسية.
ويعد هذا المؤتمر أول مؤتمر علمي وتقني من نوعه في المنطقة متخصص في مجال الأنظمة الكهروضوئية.
يتزامن المؤتمر مع معرض تكنولوجیا المیاه والطاقة والبیئة (ویتیكس) ودبي للطاقة الشمسیة 2023، الذي نظمته الهيئة ويعد أكبر معرض لتقنيات المياه والطاقة والاستدامة والابتكار في المنطقة وأحد أكبر المعارض المتخصصة على مستوى العالم.
وتكتسب الدورة الأولى من المعرض أهمية خاصة حيث تتزامن مع استعدادات دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ (COP28) في مدينة إكسبو دبي في 2023. ويشكّل هذا التزامن زخماً إضافياً لجمع أبرز صنّاع القرار والمسؤولين والخبراء والباحثين العالميين في مجالات الاستدامة والطاقة النظيفة والمتجددة تحت سقف واحد، إضافة إلى استعراض أحدث التقنيات والممارسات والتجارب المبتكرة في هذه المجالات.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الشرق الأوسط وشمال الألواح الشمسیة الطاقة الشمسیة

إقرأ أيضاً:

يوم “مبادرة السعودية الخضراء”.. إنجازات طموحة ترسم ملامح مستقبل أخضر مستدام

الرياض : البلاد

 أكّد وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس اللجنة الوزارية للبيئة بمبادرة السعودية الخضراء المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي أن المملكة تحتفي بـ “يوم مبادرة السعودية الخضراء” عبر استعراض إنجازاتها البيئية الطموحة التي تسهم في تحقيق الاستدامة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تعكس التزام المملكة بحماية البيئة وتعزيز جودة الحياة، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى إعادة تأهيل (40) مليون هكتار و حماية (30%) من مساحة المملكة البرية والبحرية وخفض انبعاثات الكربون بـ 287 مليون طن سنويًا.

 جاء ذلك في تصريح بمناسبة يوم مبادرة السعودية الخضراء، الذي يتزامن مع ذكرى إطلاق المبادرة في 27 مارس من كل عام، حيث تحتفي المملكة بالإنجازات المتميزة التي حقّقتها المبادرة، مجدّدةً التزامها بحماية البيئة وتعزيز دورها الريادي ضمن الجهود العالمية في مجال الاستدامة.

 وأوضح الفضلي أن المبادرة التي حققت منجزات طموحة خلال السنوات الماضية، تواصل مسيرتها لتعزيز الاستدامة البيئية، والوصول إلى مستهدفاتها التي تم رسمها لها من خلال مخطط إستراتيجي شامل، إذ تمكن من زراعة ما يزيد على (137) مليون شجرة حتى اليوم، وأعاد تأهيل ما يزيد عن (310) آلاف هكتار من الأراضي المتدهورة، بالإضافة إلى حماية أكثر من (4.4) ملايين هكتار من الأراضي لضمان استدامة وتأهيل الغطاء النباتي، وأن هذه الأرقام تعكس جهودًا ميدانية هائلة وانتشارًا واسعًا للمشاريع عبر مختلف المناطق، من خلال التركيز على زراعة الأشجار المحلية والنباتات الملائمة لكل بيئة لتعزيز الاستدامة وزيادة فرص النجاح وشارك في تحقيقها أكثر من (205) جهات منها (110) جهات حكومية و(75) جهة خاصة و(20) جهة غير ربحية.

 وبيّن الوزير الفضلي أن الإنجازات شملت جوانب مؤسسية وتنظيمية ساعدت في ضمان نجاح واستدامة تلك الجهود، حيث تم إنشاء أكثر من (65) مكتبًا للتشجير موزعة بين الجهات الحكومية والخاصة، ما أسهم بشكل كبير في تعزيز القدرات التنفيذية وضمان متابعة دقيقة وجودة عالية للأعمال الميدانية، وجرى تطوير إطار حوكمة متكامل يهدف إلى ضبط الجودة من خلال استخدام أحدث التقنيات في المراقبة والتقييم، بما في ذلك أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS) والأقمار الصناعية.

 وأفاد أن الجهود الوطنية للمبادرة الرامية لحماية النظم البيئية تتجلى في رفع نسبة المناطق البرية المحمية إلى (18.1%) من مساحة المملكة، وزيادة المناطق البحرية المحمية إلى (6.49%)، ما يعكس حجم الجهود المبذولة في الحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع الحيوي.

 وأشار إلى أن الحراك البيئي أسهم بتحسين جودة الحياة من خلال خفض العواصف الغبارية وسجلت فيه الحالات الغبارية خلال الفترة 2020-2024 انخفاض بنسبة (63%).

 وفي ختام تصريحه، أكد وزير البيئة والمياه والزراعة أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا تكاتف الجهود على المستويات كافة بين العديد من الجهات ذات العلاقة، مشددًا على أهمية استمرار الجهود المجتمعية؛ لدعم المبادرة والإسهام في تحقيق مستقبل أكثر خضرة واستدامة للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • «لديكم رئيس يحبكم في البيت الأبيض».. ترامب في رسالة للمسلمين
  • ترامب في رسالة للمسلمين: لديكم رئيس يحبكم في البيت الأبيض
  • يوم “مبادرة السعودية الخضراء”.. إنجازات طموحة ترسم ملامح مستقبل أخضر مستدام
  • «مصدر» تستكمل استحواذها على مشروع «فالي سولار» للطاقة الشمسية بإسبانيا
  • مصدر الإماراتية تشتري مشروعا للطاقة الشمسية في إسبانيا
  • وزير الكهرباء: لابديل عن إستيراد الكهرباء من الخارج
  • مشاريع للطاقة الشمسية في تونس بقدرة 500 ميغاواط
  • وزير الكهرباء: سنوقع عقداً مع شركة إماراتية لإنشاء محطة للطاقة ‏الشمسية بقدرة 1000 ميغاواط
  • نمو الطاقة المتجددة لم يبلغ المستهدف رغم زيادة قياسية العام الماضي
  • رغم النمو غير المسبوق.. العالم لا يزال بعيداً عن أهداف الطاقة المتجددة