خطيب الجمعة: مقتدى الصدر حمل راية مواجهة الفاسدين والمنحرفين
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
الجمعة, 17 نوفمبر 2023 4:06 م
بغداد/ المركز الخبري الوطني
أفاد خطيب جمعة الكوفة، اليوم الجمعة، بأن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حمل راية مواجهة الفاسدين والمنحرفين.
وقال خطيب الكوفة مهند الموسوي في صلاة اليوم وتابعه/ المركز الخبري الوطني/: إن” الدين الحنيف ومذهب أهل البيت (عليهم السلام) لم يدخر أي جهد في مواجهة الظلم والظالمين واعوانهم؛ وما كربلاء إلا نشيدنا الذي نتغنى به وأجل المواقف التي اختزلت مشروع الأنبياء والرسل في مواجهة الظلم والانحراف”.
وأضاف الموسوي: “وتاريخنا حافل بالمواقف والتضحيات وصولًا إلى العصر الحديث الذي شهد أعظم ثورة قادها الشهيدين الصدرين وقد حمل راية ذلك المنهج اليوم مقتدى الصدر في مواجهة الفاسدين والمنحرفين”.
وأشار خطيب صلاة الجمعة إلى أن “كل تلك المواقف أكدت على مبدأ مهم تجاه الظلم والظالمين هو عدم معونتهم ومساعدتهم والركون إليهم ولو بأي شكل من الأشكال مهما كانت اسمائهم وهوياتهم وانتمائاتهم فالظلم والفساد والإنحراف يتلون ويخادع”.
كما أوضح الموسوي: إن الإسلام أوجب مواجهة الظالمين للتخلص من الظلم والانحراف والفساد والاضطهاد وأول وسيلة لذلك هي حرمة التعاون مع السلطة الجائرة، ولم يجز بأي حال من الأحوال تأييدها والانضمام إليها والاشتراك معها بأي عمل يؤدي إلى تدعيم حكمها وتقوية نفوذها لأن في بقائها بقاءا للظلم والجور والفساد”.
ونوه إلى “بعض الأمور الخطيرة في معونتهم ومنها رفع الألم عن نفس الظالم وتسليته وإشغاله عن وخز ضميره الذي يؤنبه على الظلم ويردعه عن الجور، وتسهيل طرق الغي والجور له فإنه لولا الأعوان والأنصار لما تمكن الظالمون على نشر الظلم”.
ولفت خطيب مسجد الكوفة إلى “المسؤولية أمام الله عن أخذ الرشوات والهدايا والهبات من السلطة الجائرة فإنها إنما تهب ذلك من أموال المسلمين وهي أموال مسروقة مغصوبة، وأن الدنو من الظالم والقرب منه يوجب إقرار الفرد للظلم وتأييده للجور والغي، ويجعل منه قنطرة يعبرون عليها إلى ضلالتهم واستبدادهم ونهبهم إلى أموال الناس وبذلك يكون قد خرّب دينه لإصلاح دنيا غيره”.
وذَّكَر الموسوي بأن “من وسائل مواجهتهم هي حرمة الاتصال بهم والتواصل معهم ومن هنا جاءت كلمة مقتدى الصدر في قضية الانتخابات حيث قال: “مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً .. ومقاطعتكم للإنتخابات أمر يفرحني ويغيض العدا … ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب حماه الله تعإلى من كل سوء ومن كل فاسد
وظالم”.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: مقتدى الصدر
إقرأ أيضاً:
جدار صلب بين المبتلى به والآخرين .. خطيب المسجد الحرام يحذر من مرض كريه
قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن داء التعصب ومرض العصبية يعدان داءً اجتماعيًا خطيرًا يورث الكراهية، وينبت العداوة، ويمزق العلاقات، ويزرع الضغائن، ويفرق الجماعات، ويهدد الاستقرار، وينشر القطيعة.
مرض كريهوأوضح “ بن حميد ” خلال خطبة الجمعة الأخيرة من جمادي الآخر من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه مرض كريه، يبني جدارًا صلبًا بين المبتلى به وبين الأخرين، ويمنع التفاهم، ويغلق باب الحوار، يعمم في الأحكام، ويزدري المخالف.
وأضاف أن التعصب داء فتاك، وعلة كل بلاء، وجمود في العقل، وانغلاق في الفكر، يعمي عن الحق، ويصد عن الهدى، ويثير النعرات، ويقود إلى الحروب، ويغذي النزاعات، ويطيل أمد الخلاف.
وأشار إلى أن التعصب عنف، وإقصاء، ويدعو إلى كتم الحق وسَتْرِه، لأن صاحبه يرى في الحق حجةً لمخالفه، كما أنه يقلل من فرص التوصل إلى الحلول الصحيحة، وينشر الظلم، وهضمَ الحقوق، ويضعف الأمة، وينشر الفتن والحروب الداخلية.
وأفاد بأن التعصب يكون غلو في الأشخاص، وفي الأسر، وفي المذاهب، وفي القوم، وفي القبيلة، وفي المنطقة، وفي الفكر، وفي الثقافة، وفي الإعلام، وفي الرياضة، وفي كل شأن اجتماعي، مستدلاً بالموقف النبوي الحازم الصارم.
موقف نبوي صارمواستشهد بما أخرج الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صل الله عليه وسلم في غزاة فكسع رجل من المهاجرين - أي ضرب - رجلًا من الأنصار فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجرون: يا للمهاجرين، فقال النبي صل الله عليه وسلم: ما بالُ دعوى الجاهلية ؟! ثم قال: دعوها فإنها منتنة.
ونبه إلى أن أن التعامل بالرفق مع الحبيب يستديم المودة، و مع الغريب يجلب المحبة، ومع العدو يكف الشر، ومع الغضوب يطفئ الجمر، فيما أن المتعصب ينسُب نقائصه وعيوبه إلى غيره.
وبين أن المتعصب يعرف الحق بالرجال، ولا يعرف الرجال بالحق، المتعصب لا يود أن يكون الحق مع الطرف الآخر، فهو أسير أفكاره ورؤيته الضيقة، همه المراء، والترفع على الأقران، و المتعصب يعتقد أنه على الحق بحجة وبغير حجة.
وتابع: ومن خالفه فهو على الباطل بحجة وبغير حجة، والمتعصب لا يرى إلا ما يريد أن يراه ، فمن صفات المتعصب التشدد في الرأي، والجمود في الفكر، والميل إلى العنف ضد المخالف، حيث إن المتعصب يميز الناس ويقيِّمهم حسب انتماءاتهم الدينية.
وأردف : والقبلية، والمناطقية، والمذهبية، والطائفية، والسياسية، و المرء لا يولد متعصبًا ، وإنما يكتسب التعصب من أسرته، ومن أقرانه، ومن مدرسته، ومن الوسط المحيط به، منوهًا بأنه من أجل علاج التعصب فلا بد من تقرير المساواة بين الناس.
وواصل: ، ونشر ثقافة الحوار، والتعايش، وقبول الآخر، والمحبة، والاعتذار، وبذل المعروف لمن عرفت ومن لمن تعرف، لأنه يقي من التعصب - بإذن الله - الاعتقاد الجازم، واليقين الصادق، أنه لا عصمة لغير كتاب الله، ولا لبشر غير رسول الله صل الله عليه وسلم، والنظر إلى العلماء والشيوخ على أنهم أدلاء على الحق، مبلغون عن الله بحسب اجتهادهم وطاقتهم غير معصومين، ولا مبرأين من الأخطاء والأغلاط ، وكذلك القوة والعزيمة في نبذ العادات والأعراف الخاطئة ، والتقاليد المجافية للحق والعدل.