أغاني ولافتات ألتراس تونس.. دعم غير تقليدي لفلسطين
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
تتنافس القطاعات داخل مجموعات الألتراس المناصرة لفلسطين لإنتاج الشعارات واللافتات، وتجهيز الأغاني التي يتم ترديدها داخل الملاعب، أو تنشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
وترفع مجموعة ألتراس "دودجارز" المناصرة للنادي الأفريقي، أحد أكبر فرق كرة القدم بالعاصمة التونسية عدة شعارات منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من بينها "كل الأوطان يعاش فيها إلا فلسطين.
يقول أحمد، وهو أحد الناشطين في "دودجارز"، إن "العقيدة الأساسية لمجموعات الألتراس هي دعم القضايا العادلة وقوى التحرر في العالم، والقضية الفلسطينية لم تغب يوماً عن ملاعب كرة القدم التونسية، بل كانت ولا تزال القضية المحورية لجماهير الفرق الرياضية، وتستغل مجموعات الألتراس الدخلات والأغاني للتعبير عن رأيها في القضايا التي تعتبرها قضايا عادلة".
ويضيف في حديثه لـ"العربي الجديد" "كل قطاع داخل المجموعة يقدم مقترحاته وتصوراته للشعارات التي سترفع داخل الملاعب، أو ستنشر على وسائط التواصل الاجتماعي، ويتم الاتفاق على أفضلها أو أكثرها تأثيراً. تضم المجموعة تخصصات مختلفة تتوزع بين صياغة المضامين، وتصميم المعلقات، وكتابة كلمات الأغاني وتلحينها، كما تضم متخصصين في فن لوحات الحوائط (جرافيتي) التي تحوّلت أيضاً إلى شكل من أشكال النضال ضد كل أشكال الظلم عبر جداريات عملاقة".
ويؤكد أن "الشعارات التي ترفع داخل الملاعب مساندة للمقاومة الفلسطينية، وتدعو الحكام العرب إلى فتح باب التطوع للجهاد في فلسطين، ومن بين هتافاتها (يا دولة ايش تديرو بينا. هزونا لفلسطين نقاتل الصهاينة)، إضافة إلى رفع شعارات من قبيل (جهاد نصر أو استشهاد)، و(زعماء الحرية. رواد القضية)، و(مع فلسطين ظالمة أو مظلومة) وغيرها".
أغاني ولافتات
وتتنافس مجموعات الألتراس لفريقي الترجي والأفريقي، وهما أكبر وأعرق فرق العاصمة، على إنتاج المضامين الحماسية، مستغلة الدخلات والأغاني للتعبير عن مواقفها في القضايا التي تؤمن بها.
يقول مطلع أغنية من إنتاج إحدى مجموعات الألتراس التابعة للترجي دعماً للقضية الفلسطينية: "يا فلسطين قوليلهم. رجال الأمة وين؟ باعوا الهمة ضيعوا الدين. وينو عمر وصلاح الدين".
وخلال فترة إعداد اللافتات التي سترفع في الملاعب، تتحول ورش الألتراس إلى خلايا نحل تشتغل على مدار الساعة، ويشارك مئات الشباب المنتمين للمجموعات في عمليات الرسم والطلاء، كما تموّل كل الأنشطة عبر مساهمات الناشطين.
ويقول أحمد: "لمجموعات الألتراس قوانين صارمة، ونظامهم أشبه ما يكون بالنظم العسكرية، إذ تحاط أعمالهم في فترة الإعداد بالسرية التامة، لتكون أكثر تأثيراً عند الكشف عنها في داخل الملاعب، أو نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي".
"كما أن طرق الألتراس في مناصرة القضايا خارجة تماماً عن السائد، ومتمردة على المألوف، ما يجعل حضورهم لافتاً، وعادة ما يخيف الحكام. بينما حضورهم في المسيرات والتظاهرات محدود، وملاعب كرة القدم هي ميدان تحركهم الأساسي في كل المحطات السياسية والاجتماعية الكبرى". يقول أحمد
مربع الفعل السياسي
من جهته، يقول الباحث الاجتماعي محمد جويلي، إن "جماهير الألتراس انتقلت من مرحلة الدفاع عن عدالة كرة القدم إلى سياق أوسع، هو الدفاع عن العدالة الاجتماعية والاقتصادية في بعديها المحلي والدولي".
وتابع "هذا يفسر الحضور الدائم للقضية الفلسطينية في شعاراتهم وتحركاتهم. جماهير كرة القدم تؤثر في المجتمعات المشهدية من خلال الفرجة التي تصنعها داخل الملاعب، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل رسائلها تصل إلى آلاف المتلقين في ظرف زمني وجيز".
وبحسب جويلي: "مجموعات الألتراس خرجت من مربّع كرة القدم إلى مربع الفعل السياسي عبر الرسائل التي تبعث بها إلى الأنظمة والحكام، محلياً ودولياً".
ويتابع "ما تنتجه مجموعات الدعم الكروية من شعارات ومضامين وأغان تكتسح الفضاء العام، وتتحول إلى مواقف سياسية تسجلها الجماهير ضد الأنظمة التي تعاديها، وبات الألتراس ضمن أبرز الفاعلين الاجتماعيين، وبالتالي بات ما تنتجه هذه المجموعات من شعارات قادرا على التأثير في القرارات السياسية".
المصدر | متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تونس غزة فلسطين ألتراس التواصل الاجتماعی داخل الملاعب کرة القدم
إقرأ أيضاً:
ترامب يتوعد الطلاب المشاركين بالاحتجاجات الطلابية نصرة لفلسطين بالترحيل
كشف مسؤول بالبيت الأبيض، الأربعاء، عن عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيع أمر تنفيذي لمكافحة "معاداة السامية" في الولايات المتحدة، وإلغاء تأشيرات الطلاب لجميع "المتعاطفين" مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
ويشمل القرار الذي من المقرر أن يقوم ترامب التوقيع عليه في وقت لاحق الأربعاء، ترحيل طلاب الجامعات الأجانب وغيرهم من الأجانب المقيمين الذين شاركوا في الاحتجاجات المناصرة لفلسطين، خلال العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.
وبحسب لائحة تتضمن أهم بنود الأمر، فإن الرئيس الأمريكي سيوجه أمرا إلى وزارة العدل يقضي "بملاحقة التهديدات الإرهابية والحرق والتخريب والعنف بحق اليهود الأمريكيين بشكل صارم"، وفقا لوكالة رويترز.
وقال ترامب في اللائحة "إلى جميع الأجانب المقيمين الذين انضموا إلى الاحتجاجات المؤيدة للجهاديين، نحذركم: في 2025.. سنعثر عليكم وسنرحلكم".
وأضاف "سألغي أيضا تأشيرات الطلاب لجميع المتعاطفين مع (حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية) حماس في الحرم الجامعي، والتي أصبحت موبوءة بالتطرف بشكل غير مسبوق".
يأتي ذلك بعد أيام من عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعد حفل تنصيبه الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، وهو ما تزامن مع دخول صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة حيز التنفيذ.
وكانت الولايات المتحدة شهدت احتجاجات طلابية واسعة نصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي تعرض لحرب إبادة جماعية ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي على مدى 15 شهرا بعد السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023.
وفي سياق متصل، تحدث ترامب قبل أيام عن تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان العربيان وأثار انتقادات واسعة على الصعيد العربي والإسلامي.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن المصادر تتحدث عن أن المقترح يتمحور حول مغادرة عدد من الفلسطينيين قطاع غزة، لمدة تتراوح بين ستة أشهر إلى عام، ومن ثم العودة في بداية عام 2026.
ونوهت إلى أنه رغم رفض رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، سيعقد مسؤول أمريكي اجتماعات مع الوسطاء والدول العربية، لمناقشة قضية استيعاب الفلسطينيين خلال الأيام المقبلة.