تتنافس القطاعات داخل مجموعات الألتراس المناصرة لفلسطين لإنتاج الشعارات واللافتات، وتجهيز الأغاني التي يتم ترديدها داخل الملاعب، أو تنشر على شبكات التواصل الاجتماعي.

وترفع مجموعة ألتراس "دودجارز" المناصرة للنادي الأفريقي، أحد أكبر فرق كرة القدم بالعاصمة التونسية عدة شعارات منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من بينها "كل الأوطان يعاش فيها إلا فلسطين.

هي وطن يعيش فينا"، و"ليس المهم أن ننتصر، المهم أن نجعل من أنفسنا درسا للأمة وللأجيال القادمة". 

يقول أحمد، وهو أحد الناشطين في "دودجارز"، إن "العقيدة الأساسية لمجموعات الألتراس هي دعم القضايا العادلة وقوى التحرر في العالم، والقضية الفلسطينية لم تغب يوماً عن ملاعب كرة القدم التونسية، بل كانت ولا تزال القضية المحورية لجماهير الفرق الرياضية، وتستغل مجموعات الألتراس الدخلات والأغاني للتعبير عن رأيها في القضايا التي تعتبرها قضايا عادلة".

ويضيف في حديثه لـ"العربي الجديد" "كل قطاع داخل المجموعة يقدم مقترحاته وتصوراته للشعارات التي سترفع داخل الملاعب، أو ستنشر على وسائط التواصل الاجتماعي، ويتم الاتفاق على أفضلها أو أكثرها تأثيراً. تضم المجموعة تخصصات مختلفة تتوزع بين صياغة المضامين، وتصميم المعلقات، وكتابة كلمات الأغاني وتلحينها، كما تضم متخصصين في فن لوحات الحوائط (جرافيتي) التي تحوّلت أيضاً إلى شكل من أشكال النضال ضد كل أشكال الظلم عبر جداريات عملاقة".

ويؤكد أن "الشعارات التي ترفع داخل الملاعب مساندة للمقاومة الفلسطينية، وتدعو الحكام العرب إلى فتح باب التطوع للجهاد في فلسطين، ومن بين هتافاتها (يا دولة ايش تديرو بينا. هزونا لفلسطين نقاتل الصهاينة)، إضافة إلى رفع شعارات من قبيل (جهاد نصر أو استشهاد)، و(زعماء الحرية. رواد القضية)، و(مع فلسطين ظالمة أو مظلومة) وغيرها".

أغاني ولافتات

وتتنافس مجموعات الألتراس لفريقي الترجي والأفريقي، وهما أكبر وأعرق فرق العاصمة، على إنتاج المضامين الحماسية،  مستغلة الدخلات والأغاني للتعبير عن مواقفها في القضايا التي تؤمن بها.

يقول مطلع أغنية من إنتاج إحدى مجموعات الألتراس التابعة للترجي دعماً للقضية الفلسطينية: "يا فلسطين قوليلهم. رجال الأمة وين؟ باعوا الهمة ضيعوا الدين. وينو عمر وصلاح الدين". 

وخلال فترة إعداد اللافتات التي سترفع في الملاعب، تتحول ورش الألتراس إلى خلايا نحل تشتغل على مدار الساعة، ويشارك مئات الشباب المنتمين للمجموعات في عمليات الرسم والطلاء، كما تموّل كل الأنشطة عبر مساهمات الناشطين.

ويقول أحمد: "لمجموعات الألتراس قوانين صارمة، ونظامهم أشبه ما يكون بالنظم العسكرية، إذ تحاط أعمالهم في فترة الإعداد بالسرية التامة، لتكون أكثر تأثيراً عند الكشف عنها في داخل الملاعب، أو نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي".

"كما أن طرق الألتراس في مناصرة القضايا خارجة تماماً عن السائد، ومتمردة على المألوف، ما يجعل حضورهم لافتاً، وعادة ما يخيف الحكام. بينما حضورهم في المسيرات والتظاهرات محدود، وملاعب كرة القدم هي ميدان تحركهم الأساسي في كل المحطات السياسية والاجتماعية الكبرى". يقول أحمد

مربع الفعل السياسي

من جهته، يقول الباحث الاجتماعي محمد جويلي، إن "جماهير الألتراس انتقلت من مرحلة الدفاع عن عدالة كرة القدم إلى سياق أوسع، هو الدفاع عن العدالة الاجتماعية والاقتصادية في بعديها المحلي والدولي".

وتابع "هذا يفسر الحضور الدائم للقضية الفلسطينية في شعاراتهم وتحركاتهم. جماهير كرة القدم تؤثر في المجتمعات المشهدية من خلال الفرجة التي تصنعها داخل الملاعب، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل رسائلها تصل إلى آلاف المتلقين في ظرف زمني وجيز".

وبحسب جويلي: "مجموعات الألتراس خرجت من مربّع كرة القدم إلى مربع الفعل السياسي عبر الرسائل التي تبعث بها إلى الأنظمة والحكام، محلياً ودولياً".

ويتابع "ما تنتجه مجموعات الدعم الكروية من شعارات ومضامين وأغان تكتسح الفضاء العام، وتتحول إلى مواقف سياسية تسجلها الجماهير ضد الأنظمة التي تعاديها، وبات الألتراس ضمن أبرز الفاعلين الاجتماعيين، وبالتالي بات ما تنتجه هذه المجموعات من شعارات قادرا على التأثير في القرارات السياسية".

المصدر | متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تونس غزة فلسطين ألتراس التواصل الاجتماعی داخل الملاعب کرة القدم

إقرأ أيضاً:

الخليفة: تصريحاتي فُهمت بشكل خاطئ والخلود أثبت نفسه بين أندية روشن.. فيديو

ماجد محمد

تعرض محمد الخليفة، رئيس نادي الخلود، لموجة من الانتقادات من جماهير كرة القدم بعد تصريحاته التي سبقت مباراة فريقه ضد الهلال في الدوري.

وكان الخليفة قد صرح في وقت سابق بأنه ذاهب إلى الرياض “لمشاهدة المملكة أرينا”، مما اعتبره البعض استسلامًا مبكرًا قبل المواجهة.

وفي أول رد رسمي له، أوضح الخليفة أنه يستمتع بالانتقادات، مؤكدًا أنه كان يعي تمامًا ما يقوله.

وعلل تصريحه بأن فريق الخلود كان يلعب في دوري يلو الموسم الماضي، وقبلها في الدرجة الثانية، وأن هذا الموسم هو الأول للفريق في الملاعب الكبيرة، لذا لم يشاهدوا مثل هذه الملاعب.

وأضاف: “بصفتي رئيس نادي، استمتعت بمشاهدة ملعب المملكة أرينا، وإن شاء الله سأذهب أيضًا إلى الأول بارك مع النصر”.

وأكد الخليفة أنه يرغب في الاستمتاع بتجربة اللعب في هذه الملاعب الكبيرة، مشيرًا إلى أن الخلود أثبت نفسه بين أندية دوري روشن للمحترفين، وسعيد بالفوز الثمين أمام الخليج.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/03/X2Twitter.com_KHXoXPG5WeRexlVN_720p.mp4

اقرأ أيضا

الخلود يعترض على حكم مواجهة الخليج القادمة

مقالات مشابهة

  • إنقاذ شخص سقط عن جرف صخري ارتفاعه 25 متراً في وادي الريان
  • من العالم.. فاجعة داخل أسرة بالمغرب وكويتي يقتل جدته بطريقة «شنيعة» وذبح طفلة في تونس
  • “النقل” تُعلن فرض عقوبات وغرامات مالية للشاحنات الأجنبية المخالفة التي تُمارس نقل البضائع داخل المملكة
  • نجم إنتر ميلان يغيب عن مواجهة فينورد بدوري الأبطال
  • 17 يوليو .. قرعة الملحق الآسيوي المؤهلة للمونديال
  • السعودية.. الهلال يكشف مدة غياب كانسيلو عن الملاعب
  • إحباط صربي بعد إصابة ميتروفيتش
  • الخليفة: تصريحاتي فُهمت بشكل خاطئ والخلود أثبت نفسه بين أندية روشن.. فيديو
  • مهاجم الاتحاد السابق يعود من الاعتزال في تجربة فريدة مع نجله
  • إياد مشعل: أغاني مسلسلات رمضان تؤثر على نسبة المشاهدات