السيل بلغ زُباه.. إمام المسجد النبوي: القلب يعتصر ألمًا لما يحدث في غزة
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
قال الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن الزمان صروف تجول، ومصائب تصول، سلمٌ وحربٌ، وأجاجٌ وعذب، ورخاءٌ وجدب، والمؤمن مهما تفاقمت الشدائد والبلايا، وحلّت المحن والرزايا، يعلم أنه لا راد للقضاء المسطور، ولا مانع للقدر المقدور.
لا راد للقضاءوأوضح " البدير " خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن ما قضي كائن، وما قُدّر واجب، وما سٌطّر منتظر، وما يشأ الله يكُن، وما يحكم به الله يحقّ، لا رافع لما وضع، ولا واضع لما رفع، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وما شاء ربُنا صنع، فلا جزع ولا هلع، وإنما صبرٌ ومصابرة، وتفاؤل بأن النصر والظفر لأهل الإسلام والإيمان، والذلّ والصغار والخسار لأهل الظلم والعدوان والطغيان.
واستشهد بقول الله تعالى: "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "، موصيًا المسلمين بتقوى الله، والتوكّل عليه، واللجوء إليه بالدعاء، والإيمان بأن النصر ملازم للصبر، وأن الظلم والبغي عاقبته الخزي والخذلان، منوهًا بأن القلب ليعتصر ألماً وحسرة لما حلّ بأهلنا في غزة من كربة ونكبة، لقد بلغ السيل زُباه، والكيد مداه، والظلم منتهاه، والظلم لا يدوم ولا يطول.
عاقبة الغروروتابع: وسيضمحلّ ويزول، والدهر ذو صرفٍ يدور، وسيعلم الظالمون عاقبة الغرور، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله ليُملي للظالم فإذا أخذه لم يُفلته) ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: (وكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).
وأضاف ، قائلاً: كم شَحَن الظالمون المعتدون من الشوكة الرادعة، والشكّة القاطعة، والقوة الجامعة، لكنهم غفلوا عما أجراه الله لعباده المظلومين من منح الصبر، وعوائد النصر، فمهما بلغت قوة الظلوم، وضعف المظلوم، فإن الظالم مقهور مخذول، مصفّد مغلول، وأقرب الأشياء صرعة الظلوم، وأنفذُ السهام دعوة المظلوم، يرفعها الحيّ القيوم فوق الغيوم.
ونبه إلى أن الظالم الجائر سيظلّ محاطاً بكل مشاعر الكراهية والعداء والحقد والبغضاء، لا يعيش في أمان، ولا ينعم بسلام، حياته في قلق وعيشه في أخطار وأرق، مهما تدرّع بالأكاذيب، وتلبّس بالمكر، وتظاهر بأنه المظلوم المهضوم المعتدى عليه، لأن الظلم مسبّب المحن، والجور مَسلبةٌ للنعم، مجلبةٌ للنقم.
بعد المطر صحواوأفاد بأن الله سبحانه يُنعم على الكافر نعم نفع أو نفع دفع أو نعم رفع، ولكنه استدراج وإملاء في صورة إنعام وإعطاء، ذاكراً قول الله تعالى: "وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ"، مضيفاً أن للدهر طعمان حلوٌ ومرّ، وللأيام صرفان عُسر ويُسر، وكل شدة فإلى رخاء، وكل غمرةٍ فإلى انجلاء.
وأشار إلى أن بعد الكدر صفواً، وبعد المطر صحواً، والشمس تغيب ثم تشرق، والروض يذبل ثم يورق، ولله أيام تنتصر من الباغي وتنتم من العاتي، ناصحًا بالتحلّي بالطاعة، ولزوم الجماعة، والبعد عن التشاحن والتطاحن، والحذر من الجدل والمراء، وأن من فعل ما شاء لقي ما ساء، ومن أصلح فاسده أهلك حاسده، وأحصن الجُنة لزوم الكتاب والسنة على منهج سلف الأمة، موصياً باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء ليرفع الكرب ويدفع البلاء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة من المسجد النبوي
إقرأ أيضاً:
425 جولة تبخير وتعطير بالمسجد النبوي خلال العشر الأوائل من رمضان
في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الأجواء الروحانية في المسجد النبوي، نفذت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين 425 جولة تبخير وتعطير خلال العشر الأوائل من شهر رمضان، ما أسهم في نشر عبق الطيب والبخور في أروقة وساحات المسجد، ليحظى ضيوف الرحمن بتجربة روحانية فريدة تعكس قدسية المكان وأجواء الشهر الفضيل.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } GlZEnR1WEAAe1TG
وأوضحت الهيئة في تقريرها أن كمية البخور المستخدمة بلغت 6 كيلوجرامات، فيما تم توزيع 57 لترًا من العطور والطيب، وذلك ضمن خطة متكاملة تهدف إلى توفير بيئة معطرة تبعث على الراحة والسكينة، بما يسهم في تحسين تجربة الزوار والمصلين داخل المسجد النبوي.
أخبار متعلقة وزير الخارجية يبحث المستجدات الإقليمية والدولية مع ممثلة الاتحاد الأوروبيالموافقة على ممارسة غير السعوديين للأنشطة الصيدلانية ومراكز الأعشاب مؤقتًاوأكدت الهيئة أن هذه الجهود تأتي في إطار العناية المستمرة بالحرمين الشريفين، وتقديم أفضل الخدمات لزوار المسجد النبوي، حيث استفاد من خدمات التعطير والتبخير خلال هذه الفترة أكثر من 220 ألف زائر.
وتعد هذه المبادرة جزءًا من منظومة متكاملة من الخدمات التي تعمل على تعزيز الأجواء الروحانية في المسجد، إلى جانب الجهود الأخرى التي تشمل أعمال النظافة والتطهير والتعقيم، إضافة إلى تنظيم حركة الزوار لضمان راحتهم وسلامتهم.
ويُعد المسجد النبوي أحد أبرز المعالم الإسلامية التي يقصدها المسلمون من مختلف بقاع الأرض، وتحرص الجهات المختصة على تقديم أعلى مستويات الخدمة لضيوف الرحمن، خصوصًا خلال شهر رمضان، حيث يتوافد الملايين لأداء الصلوات والعبادات في هذا المكان المقدس.
وتأتي مبادرة التبخير والتعطير كجزء من تقاليد عريقة تهدف إلى تعزيز الأجواء الإيمانية وإضفاء لمسات من الراحة والانتعاش على زوار المسجد النبوي، وهو ما يعكس اهتمام المملكة المستمر بتحسين تجربة الزائرين والحفاظ على قدسية المكان ورونقه.
يُذكر أن الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين تواصل جهودها المكثفة خلال الشهر الفضيل، عبر تنفيذ خطط تشغيلية متكاملة تشمل خدمات التبخير والتعطير، إلى جانب برامج الإرشاد والتوجيه، والتوسع في الخدمات الرقمية لضمان تجربة ميسرة ومتميزة لزوار المسجد النبوي.