قال الشيخ، صفوت عمارة من وعاظ الأزهر الشريف، إنَّ خلق الأمل هو أفضل الطرق للحصول على الطاقة الإيجابية، والدين الإسلامي حريص على غرس الأمل في النفوس؛ فالمؤمن لا يمكن أن ييأس أو يصاب بالإحباط والقنوط أو يتسرب القلق إلى نفسه، لأنه يثق في اللَّه وفي عدله وفي رحمته، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ومن هنا يرتبط الإيمان بالأمل ارتباطًا وثيقًا ويشكلان وحدة واحدة؛ فعندما يتمسك  الإنسان بالأمل تتولد لديه الرغبة في الحياة، ويرى الحياة بألوانها الوردية التي تُعيد له الشغف والإقبال على العمل والطموح وتحقيق الأهداف، ومن الآيات التي تُعطيك أملًا في غدٍ أفضل، قوله تعالى: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1].

وأضاف «صفوت عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ طبيعة الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، وخلق الأمل يُشعر صاحبه أن السعادة قادمة بإذن اللَّه، وأن في كل شيء جانبٌ مضيء يجب البحث عنه، وأن مع العسر لابد وأن يأتي اليسر، قال تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7]؛ فاللَّه أرحم بعباده الذين خلقهم من الأم بولدها، ولذلك يرزق المؤمن والكافر، ولكنه يمهل الظالم ولا يهمل عقابه إن عاجلاً أو آجلاً.

وأكد «صفوت عمارة» أنَّ خلق الأمل من حسن الظن باللَّه، أما اليأس فهو يُشير إلى عدم اليقين وعدم حسن الظن باللَّه؛ فمن عرف باب الأمل لا يعرف كلمة اليأس أو المستحيل، ويؤكد القرآن الكريم أن المؤمن لا يعرف اليأس قال تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87]، ومن ذلك يتضح أن الأمل يعد نتيجة طبيعية للإيمان، وهو نعمة كبرى ومنّة إلهية، ورحمة من عند اللَّهَ لعباده؛ فلولا الأمل ما أرضعت أم ولَدًا ولا غرس إنسان شجرة؛ ففي قلب كل شتاء ربيع نابض ووراء كل ليل فجر باسم؛ فالمتفاؤل يرى الفرص في كل مصيبة والمتشائم يرى الهلاك في كل مصيبة.

وأشار «صفوت عمارة» إلى أنَّ حياة الأنبياء مليئة بصور الأمل نذكر منها:
«نوح عليه السلام»، ظل يدعو قومه إلى الإيمان باللَّه دون أن يمل أو ييأس ألف سنة إلا خمسين عامًا، ولم يُفارق الأمل «إبراهيم عليه السلام»، حيث صار شيخا كبيرا في السن ولم يرزق بأولاد، ودعا الله عز وجلّ فاستجاب له ووهبه إسماعيل وإسحاق، ولم يُفارق الأمل «يعقوب عليه السلام»، حينما فقد يوسف عليه السلام، حيث لم ييأس ولم يقنَط من رحمة الله، ولم يُفارق الأمل «يوسف عليه السلام»،  عندما مر بمحن اتهامه بمحاولة التعدي على زوجة العزيز وتفضيله السجن على أن يرضخ لمطلبها، فأصبح عزيز مصر ومالك خزائنها واتى بابيه وإخوته وقومه لأرض مصر، ولم يُفارق الأمل «أيوب عليه السلام»، حينما ابتلاه الله بذهاب العافية، والولد، والمال، ولم يُفارق الأمل «يونس عليه السلام»، حيث التقمه الحوت وكان الأمل في نجاته منعدمًا وخاصة إذا علمنا أنه في ظلمات ثلاث، ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، لكن يونس عليه السلام لم يفقد الأمل: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (الأنبياء: ٨٧)؛ فجاءه الرد الرباني على جناح السرعة: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} (الأنبياء: ٨٨).

ولم يفقد «موسى عليه السلام»، الأمل والثقة في نصر اللَّه حين طاردهم فرعون وجنوده؛ فأمره الله أن يضرب بعصاه البحر، فانشق نصفين، وعبر موسى وقومه البحر في أمان، ثم عاد مرة أخرى كما كان، فغرق فرعون وجنوده، ونجا موسى ومن آمن معه، ولم يُفارق الأمل نبينا «محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم»، فأحسن الظّنّ بربه في كل أوقاته، وفي حادثة الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، عندما وقف المشركين على باب غار ثور فقال أبو بكر رضي اللّه عنه، للنبي: لو أنَّ أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: «ما ظنك يا أبا بكرٍ باثنين الله ثالثهما» [رواه البخاري ومسلم].

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صفوت عمارة وعاظ الأزهر الازهر الشريف الامل خلق الأمل علیه السلام

إقرأ أيضاً:

وكيل أوقاف الفيوم: الإسراء والمعراج هى رحلة الأمل المتجدد في نفوس المؤمنين بالسعة بعد الضيق والفرج بعد الشدة

شهد الدكتور محمود الشيمي،وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم،مساء اليوم الأحد، احتفال مديرية أوقاف القيوم بذكرى ليلة الإسراء والمعراج بمسجد ناصر الكبير بالفيوم،بحضور الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم،واللواء أحمد عزت،مدير أمن الفيوم، والدكتور محمد التوني،نائب المحافظ،وعدد من القيادات الدينية والتنفيذية والشعبية،وجمع غفير من رواد المسجد.

جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات معالي وزير الأوقاف الدمتور أسامة الأزهري،الذي يولي اهتماما بالغا بالمناسبات الدينية.

وفي بدايته كلمته هنأ الدكتور محمود الشيمي،وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والشعب المصري، والأمتين العربية والإسلامية، بذكرى الإسراء والمعراج،سائلًا الله (عز وجل)أن يعيد هذه الأيام المباركة على الرئيس والشعب المصري كله والأمتين العربية والإسلامية وعلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وعلى البشرية جمعاء بالخير واليمن والبركات.

 

كما أكد أن رحلة الإسراء والمعراج رحلة الأمل المتجدد في نفوس المؤمنين بالسعة بعد الضيق، والفرج بعد الشدة، فقد آنس الله (عز وجل) سيدنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) وقت الضيق، ورفع ذكره في الأرض والسماء بعـدَ أنْ أصـابَه مِـن أذَى قومِـهِ مـا أصـابَهُ، وبعد حصار اقتصادي واجتماعي للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأهله دام ثلاث سنوات في شِعب أبي طالب، وبعد خروج النبي (صلى الله عليه وسلم) من الطائف وما ناله من ثقيف وسفهائها، إذ سـلطُوا عليـهِ عبيـدَهُم وصبيانَهُم يرمونَـهُ بالحجارةِ حتـى سـالَ الـدمُ مِن قدميهِ الشريفتين.

وأضاف: هنا يتجلى درس عظيم للأمة، وهو أن لها ربا حكيما قديرا يفرج هم المهمومين، وينفس كرب المكروبين، ويكتب النصر لأوليائه ولو بعد حين، فالإسراء والمعراج رحلة التميز لمن وعى دروسها، وأعاد للأجيال تحدياتها وذكرياتها بروح العصر الذي نعيش فيه، فلم يتوقف مدد وعطاء هذه الرحلة بزمن النبي (صلى الله عليه وسلم) لأن تكريم الله لنبيه تكريم لأمته إلى يوم القيامة:
وإذا ما الجناب كان عظيما
مد منه لخادميه لواء
وإذا عظمت سيادة متبوع
أجل أتباعه العظماء

وأكد فضيلته أن هذا يدفعنا إلى أن نملأ القلوب بالأمل في وعد الله،وأن نعمل ونتوكل على الله، فمهما اشتدت الصعاب فلا يأس، فالمؤمن القوي من لا تغلبه الهُموم والأَحْزان، ولاَ ينَغِّص عَيشَ اليَوْمِ بِالتَّفْكِيرِ والخَوفِ مِنَ المُستَقبَلِ، فالنَّصْر مَعَ الصَّبْرِ، والفَرَج مع الكَرْبِ، وإذا ضاق الأمر اتسع، والشدّة لا تدوم، والألم لا يبقى، ولكل داء دواء يستطبّ به، والله يُبَدِّلُ مِنْ بَعْدِ الخَوفِ أَمْنا، ومِنْ بَعْدِ العُسْرِ يُسْرا.

وأشار  إلى أن العطاءات الإلهية والمنح الربانية جاءت تكريمًا للنبي (صلى الله عليه وسلم) على صبره وجهاده وتحمله المحن، فمن رحم المحن تولد المنح، فكيف والمنح توهب لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فالحبيبُ ضيف على الكريمِ (عز وجل)، وحق على المزور أن يكرم زائره، فأسري برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، لم يسمعْهُ الناسُ في الطائفِ فجمعَ اللهُ له الأنبياءَ والمرسلينَ في "بيتِ المقدسِ".

واختتم قائلًا: ثم فتحت السماء أبوابها سماءً بعد سماء لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكان المعراج من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى، حيث ارتقى من عالم الأرض إلى عالم السماء، فرأى في ملكوت الله من الحقائق الغيبية والأسرار الكونية مالم يمتن الله به إلا على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليصبح ما كان غيبا مسموعا مشاهدا مرئيا، فانتقل من علم اليقين إلى عين اليقين، رأى ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
حفظ الله مصر من كل سوء ومكروه.

 

 

 

 

 

 

محافظ الفيوم يتسلم المخططات الاستراتيجية العامة المعدلة لمدينتي "الفيوم ويوسف الصديق" IMG-20250126-WA0132 IMG-20250126-WA0131 IMG-20250126-WA0130 IMG-20250126-WA0128 IMG-20250126-WA0129 IMG-20250126-WA0126 IMG-20250126-WA0127

مقالات مشابهة

  • ما معنى الظلم في دعاء سيدنا يونس عليه السلام؟ تعرف عليه
  • نزول المطر: عطاء إلهي يحمل الخير والبركة ويجدد الأمل في النفوس
  • الإعجاز القرآني فى قوله سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ.. تعرف عليه
  • سعد الحريري: التمسك بالحق هو الطريق للنصر
  • وزير الأوقاف السابق: التشكيك في الإسراء تشكيك في ثوابت الدين
  • مختار جمعة: تكبير الله مفتاح الفرج والثقة في وعده تفتح أبواب الرزق
  • محافظ قنا يشهد الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج بمسجد العارف بالله سيدي عبد الرحيم القنائي
  • وكيل أوقاف الفيوم: الإسراء والمعراج هى رحلة الأمل المتجدد في نفوس المؤمنين بالسعة بعد الضيق والفرج بعد الشدة
  • "ليلة الإسراء والمعراج" معجزة نبوية وأعمال مستحبة لتعزيز العلاقة بالله
  • عالم أزهري: كن يقظا على الدوام وجاهد نفسك باستمرار