قال رئيس بعثة المجلس الدولي لحقوق الإنسان إلى الأمم المتحدة في جنيف، هيثم أبو سعيد، إن الاحتلال الإسرائيلي استعمل جميع أنواع الأسلحة الفتاكة، والمُدمّرة، والمحظورة دوليا، في عدوانه على قطاع غزة، لافتا إلى أنهم يجرون تحقيقات بشأن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، وسيتم إعلان نتائج تلك التحقيقات خلال المرحلة المقبلة.



وأضاف، في مقابلة خاصة مع "عربي21": "قيل لنا بأنه قد يكون هناك استعمال لبعض القنابل (التكتيكية النووية) من قِبل إسرائيل، ومعطيات هذا الأمر ستدرسه لجان التحقيق مستقبلا، وسنرى ما إذا كانت هذه القنابل (التكتيكية النووية) قد اُستعملت فعلا أم لا؛ لأن شكل الدمار الظاهر يشير إلى أن هناك شيء ما استعمل فوق العادة".

وفنّد أبو سعيد، اللغط بشأن ما يُثار حول المدنيين الإسرائيليين، قائلا إنه "يصعب جدا أن نفرّق بين المدنيين والعسكريين الإسرائيليين؛ لأن ما هو معروف أن معظم مَن يوصفون بالمدنيين الإسرائيليين هم عسكريين في الأصل، وهم على ذمة الاحتياط الإسرائيلي، ولا يوجد فرق لديهم بين النساء والرجال".

ولفت الحقوقي الدولي، إلى أن "ما يحصل اليوم في غزة يرقى إلى جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي غير المسبوق، ونحن ندين بشدة صمت البعض تجاه تلك الجرائم البشعة".

وفيما يلي نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

كيف تنظرون لمجمل الوضع الإنساني الحالي في غزة اليوم؟

منذ بداية أحداث غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر والوضع يأخذ منحى تدريجي في العنف من قِبل الطرف الإسرائيلي. إن أنواع الأسلحة الإسرائيلية التي اُستعملت في تلك الحرب "كارثية جدا"، وهي ضد الإنسانية، ومَن تم استهدافه بشكل مُحدد ومنهجي هم الأطفال؛ فأكثر من 40% من الضحايا في غزة من الأطفال، ونتساءل: ما الفكرة الأساسية من استهداف الأطفال؟، هل لإعطاء انطباع بأن هذا الكيان لا يُسأل عن أي شيء؟، وبالتالي كل شيء مُباح له، أو ما يفعله لا يمكن محاسبته عليه.. ما حصل في غزة يفوق كل الجرائم الدولية التي مررنا بها أو التي كتبها ودوّنها التاريخ.

وبعد أن قامت حركة حماس بعملها العسكري وأسرت -بمشاركة مواطنين فلسطينيين- عددا من الإسرائيليين (عسكريين ومدنيين)، يجب أن نشير إلى أن هناك أمر مهم للغاية لا زال يثير لغطا حتى اليوم بشأن أن هناك إسرائيليين مدنيين وغير مدنيين، لكن ما هو معروف أن معظم مَن يوصفون بالمدنيين الإسرائيليين هم عسكريين في الأصل، وهم على ذمة الاحتياط الإسرائيلي، ولا يوجد فرق لديهم بين النساء والرجال، وبالتالي يصعب جدا أن نفرّق بين المدنيين والعسكريين الإسرائيليين.

في المجمل، ما يحصل اليوم في غزة يرقى إلى جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي غير المسبوق، وندين بشدة صمت البعض تجاه تلك الجرائم البشعة.

البيت الأبيض أعلن مؤخرا أن إسرائيل بدأت تطبيق هدنة لأربع ساعات يوميا في شمال غزة.. فكيف ترى هذه الهدنة؟

لهذا السؤال شقان أحدهما عسكري، وآخر إنساني، فما يخص الشق العسكري لن أتدخل فيه، وفيما يتعلق بالشق الإنساني فأرى به مبالغة كبيرة؛ فمسألة الأربع ساعات تبدو مرتبطة بالشق العسكري، وكأنهم يحاولون كسب بعض الوقت من أجل التقاط الأنفاس.

وهناك مَن يقول بأنهم يحاولون استغلال هذا الأمر من أجل فتح ممرات للفلسطينيين الذين يرغبون في الخروج من شمال غزة باتجاه الجنوب، وبالتالي هذه لا تعتبر هدنة إنسانية وإنما تدخل ضمن "التكتيك العسكري" من أجل تحقيق مُخططات التهجير القسري التي يُشاع تمسكهم بها.

وزير الدفاع الإسرائيلي قال إنهم لن يوقفوا القتال حتى يعيدوا الأسرى ويقضوا بالكامل على حركة حماس.. ما تعقيبكم؟

هذه التصريحات بها بعض السذاجة والاستهتار، وتدل على قلة معرفة بالواقع الفلسطيني؛ لأن الحركات المسلحة في فلسطين يصنفها الشعب ضمن المقاومة، ولا يمكن إزالتها بكبسة زر، لأنها من نسيج هذه الشعوب، وبالتالي القضاء على شعب بأكمله أمر شبه مستحيل؛ فإن قرّر الشعب بنفسه إنهاء هذه الحركات فهنا يصبح الأمر مقبولا، ويمكن تنفيذه، وإلا فالأمر مستحيلا.

ولو كان الفلسطينيون يريدون إنهاء المقاومة لكانت القضية الفلسطينية انتهت منذ زمن بعيد؛ نتيجة المغريات التي تقدمت بها بعض الدول العظمى.

وأنصح الوزير في الكيان الإسرائيلي بأن يفصح عن حقيقة المشروع الذي بدأه، وأن يوفر على نفسه عناء الاجتهاد في هذا الأمر.

المدير التنفيذي السابق لهيومان رايتس ووتش، كينيث روث، أشار لوجود صفقة بين مصر وإدارة بايدن من أجل محاولة القضاء على حركة حماس.. فهل ترى أن هناك نوع من التآمر العربي أو الدولي ضد حركات التحرر الفلسطينية؟

مثل هذا التصريحات سمعناها كثيرا، منها وجود تنسيق كامل بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي حول تنفيذ مشروعات أعدّت منذ فترة لتصفية القضية الفلسطينية؛ فالمسألة ليست وليدة اللحظة، وإنما تأتي ضمن مُخططات قديمة جديدة، ولكن يبدو أن هناك استعجال لتنفيذ هذه المخططات.

الأمر مرتبط اليوم ببعض القضايا الاقتصادية الدولية، وكلنا يعرف مشروع أنبوب الغاز الذي سيمتد من الهند إلى أوروبا ليمد الاتحاد الأوروبي ودول الغرب بالغاز، ولأن الخط سيمر بغزة فعلينا أن نصفي هذه المنظمات التي قد تُشكّل عائقا لأي مشروع اقتصادي في المستقبل، والذي قد يضر بالمصالح الدولية، وليس فقط الإسرائيلية، من وجهة نظرهم.

لكوني عربي: أتمنى ألا يكون هناك تورطا للأنظمة العربية؛ لأن قضية فلسطين بالنسبة لكل عربي مؤمن مخلص -سواء كان مسلم أو مسيحي- هي القضية المركزية لكل العرب المسلمين والمسيحيين؛ فلا تنسى بأن فلسطين معقل كل الأديان السماوية، ومركز انطلاق الديانات لكل العالم، ولم يخرج أي نبي لهذه الديانات السماوية إلا من منطقة الشرق الأوسط، لذا هذه البقعة المقدسة يجب أن تبقى.

وقد يكون هذا اجتهاد سياسي؛ فلا أحد له مصلحة في أن يتآمر على القضية الفلسطينية التي لا يمكن تصفيتها بمجرد تكالب بعض القوى الدولية العسكرية على شعب مؤمن يدافع عن قضيته، ومؤمن بحق وجوده.

وزير التراث بالحكومة الإسرائيلية عميحاي إلياهو دعا إلى إلقاء قنبلة نووية على غزة، مؤكدا أن قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض.. كيف استقبلتم تلك التصريحات؟

ما تبين لنا، وبحسب ما شاهدناه من دمار شامل، يشير إلى أن الكيان الإسرائيلي استعمل تقريبا جميع أنواع الأسلحة الفتاكة، والمُدمّرة، والمحظورة دوليا.

وسنرى لاحقا عواقب هذه التصريحات على مستوى المجالس الدولية، التي رفضت رفضا قاطعا هذه المقاربة الدموية التي ذكرها الوزير الإسرائيلي؛ لأنها "تصريحات جهنمية"، وهذا التصريح سيكون مدار تساؤلات متعددة لاحقا في المجالس الدولية، وفي اللجان الدولية المعنية بمتابعة قضايا الانتهاكات، خاصة وأن التصريح موثق، ولم يتم نفيه، والإجراءات التي قيل بأنها ستتخذ بحق هذا الوزير لم نرَ شيئا منها.

ما نخشاه أن تكون هذه التصريحات التي ذكرها وزير التراث الإسرائيلي أن تكون حقيقة مبيتة للقوة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وأنها تمرّر هذه الرسالة بغية استعمال هذه القنبلة لاحقا، وقيل لنا بأنه قد يكون هناك استعمال لبعض القنابل النووية "التكتيكية" ومعطيات هذا الأمر ستدرسه لجان التحقيق مستقبلا، وسنرى ما إذا كانت هذه القنابل "التكتيكية النووية" قد اُستعملت فعلا أم لا؛ لأن شكل الدمار الظاهر يشير إلى أن هناك شيء ما استعمل فوق العادة.

قلت إن المجلس الدولي لحقوق الإنسان بدأ إجراء تحقيقات بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة.. فمتى ستنتهي تلك التحقيقات وإلى ماذا ستنتهي برأيكم؟

نحن في المجلس الدولي لحقوق الإنسان المُعتمد لدى الأمم المتحدة مَن نقوم بهذه التحقيقات، ووصلنا إلى قرب نهايتها تقريبا، وربما يتم إعلان نتائج تلك التحقيقات خلال المرحلة المقبلة، ولكن ستبقي تلك التحقيقات مفتوحة؛ فربما تحدث بعض المستجدات -ونأمل ألا يحدث شيئا- لأن المعركة ما زالت قائمة، ونحن نتوقع ارتكاب الكيان الإسرائيلي للمزيد من الانتهاكات البشعة.

وبالتالي، الإجراءات بدأت بالشكل والإطار الإداري، وهناك عدد من النقابيين والقانونيين في العالم العربي والإسلامي تقدّموا بمذكرات من خلالنا، لنضيف هذه المذكرات إلى الشكوى التي أعددناها؛ حتى تأخذ طابع نقابي على مستوى المجلس الدولي لحقوق الإنسان الذي نمثله في الأمم المتحدة، وفي مجلس حقوق الإنسان في جنيف؛ فالطابع النقابي المهني في هذا الشأن سيكون مُحرجا لبعض الدول والحكومات، لأن تلك النقابات هي نقابات رسمية في دولها، وبالتالي هذا الأمر يلزم هذه الدول بأن تتقدم بشكوى، وأن تلحق بهذا الركب القانوني الدولي؛ من أجل تحقيق العدالة وإعادة الحق إلى أصحابه.

كيف تُفسّر التباطؤ والصمت من قِبل المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية تجاه الكوارث المتواصلة في غزة إلى الآن؟

لا أوافق على هذا التوصيف؛ فليس هناك صمت في الأمم المتحدة، ولكن هناك آلية عمل نعمل من خلالها، وليس كل ما نفعله نخرجه إلى الإعلام؛ فهناك عمل صامت يقوم به المجلس الدولي لحقوق الإنسان، واللجان الدولية المعتمدة في المجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والعمل الصامت عادة يكون أكثر فاعلية مما يخرج إلى الإعلام؛ لأن ما يخرج من هذه الموضوعات في الإعلام لا يحقق الكثير مما نبتغيه، لذا العمل الصامت هو الأجدى والأنجح، وهو الذي يوصل إلى النتائج المرجوة.

أما فيما يختص بالمحكمة الجنائية الدولية: فالمدعي العام بالمحكمة السيد «كريم خان» قد زار الحدود الفلسطينية المصرية، واطلع على الوضع، ودوّن ملاحظاته، حتى إذا ما وصلت إليه القضايا يكون لديه فكرة ميدانية شخصية، وتتكون لديه المعطيات من كل الأطراف.

وليس هناك تقاعسا في الجنائية الدولية؛ فحتى الآن لم يبدأ عمل المحكمة الجنائية الدولية حتى يتم اتهامها بالتقاعس.

المحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الإنسان الدولي التابع للأمم المتحدة يعتمد على آليات داخلية، إذا لم تتوافر هذه الآليات الداخلية لا يمكن له أن يشرع في العمل القانوني والقضائي. ولذا، نطلب من كل الدول المعنية أن تتقدم سواء لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أو إلى الجنائية الدولية بالإطار القانوني؛ فهناك إطار وآلية عمل يجب أن يتم احترامها، وهناك طرق يجب أن نسلكها من أجل تحقيق العدالة الشاملة.

ما مدى سيطرة أو تأثير إسرائيل على المؤسسات الدولية؟

هذا كلام مبالغ فيه؛ فأحيانا نسمع بأن هناك سيطرة إسرائيلية، أو هناك سيطرة أوروبية.. هذا غير صحيح، وبحكم عملي في رئاسة بعثة المجلس الدولي لحقوق الإنسان المُعتمدة من الأمم المتحدة بصفة خاصة، وبحكم عملي داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: أجزم لك بأننا لم نلمس يوما أي ضغط أو أي سيطرة لأي جهة من الجهات؛ لأن مجلس حقوق الإنسان يعمل أولا بالإطار التشريعي، وبالإطار القانوني، ويضم عددا من الدول مختلفة الأفكار والسياسات والمقاربات؛ فلا يمكن أن نجزم بأن هناك سيطرة، ولو كانت هناك سيطرة ما كانت الدول المعارضة للكيان الإسرائيلي، أو لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية، قد خرجت بهكذا بيان، ولقالت بكل صراحة: لا يمكننا أن نفعل شيئا لأن هناك سيطرة من هذه الجهة أو تلك.

عندما يخرج القرار من مجلس حقوق الإنسان ويكون لصالح فئة، نسمع اتهامات من الفئة الأخرى بأن هناك انحياز في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وقد حدث واتُهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه مُنحاز للولايات المتحدة الأمريكية ولحلفائها، لكن رأيناه بعد أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر في غزة، وكيف كان موقفه صادعا ساطعا ولا لبس فيه.

لا يمكن اتهام الأمين العام بالانحياز لأي دولة، وإن ما صدع به هو محض قوانين إنسانية دولية تجبر كل الدول للانصياع، وتجبرهم على العمل بها، إن لم يكن اليوم فسيكون غدا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات الأمم المتحدة الإسرائيلي غزة حقوق الإنسان إسرائيل الأمم المتحدة غزة مجلس الأمن حقوق الإنسان مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الکیان الإسرائیلی مجلس حقوق الإنسان الجنائیة الدولیة الأمم المتحدة تلک التحقیقات هذا الأمر أن هناک لا یمکن إلى أن فی غزة یجب أن من أجل

إقرأ أيضاً:

تصاعد الدعوات لاستبعاد إسرائيل من البطولات الدولية الكروية

تصاعدت الدعوات الجماهيرية في مختلف دول العالم، لاستبعاد إسرائيل من مختلف البطولات الدولية الكروية، في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية.

وفي الأشهر الماضية، تحوّلت ملاعب كرة القدم في إسبانيا، وإسكتلندا، وماليزيا، وتركيا، والبرازيل، وإيطاليا، وبلجيكا، وتشيلي، والبرازيل، وغيرها إلى منصات احتجاج ضد السياسات الإسرائيلية، حيث رفع المشجعون لافتات تدعو إلى "إشهار البطاقة الحمراء في وجه إسرائيل"، في تعبير واضح عن تضامنهم مع شعبنا الفلسطيني وقضيته.

حملة "الكتيبة الخضراء"، التي انطلقت من مدرجات نادي سلتيك الإسكتلندي العريق الذي يعد من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية، انتشرت بسرعة، لتوحّد الجماهير خلف رسالة واحدة بضرورة "استبعاد إسرائيل من البطولات الرياضية عقابًا على جرائمها بحق الفلسطينيين".

الحملة أطلقها مشجعو نادي سلتيك أواخر شباط الماضي تحت شعار "أشهر بطاقة حمراء في وجه إسرائيل" للمطالبة بطردها من البطولات الدولية عقابا على سياساتها مع الفلسطينيين وإبادتها لهم في قطاع غزة، وحظيت بدعم واسع من أندية وجماهير في أكثر من 30 دولة.

الحال لا يختلف بدوري الدرجة الأولى الاسباني، حيث رفع آلاف المتفرجين خلال مباراة أوساسونا وريال لافتة ضخمة كتب عليها "إسرائيل تستحق بطاقة حمراء"، في احتجاج قوي على العدوان الإسرائيلي.

واستمر ذلك في مباراة ألافيس وإسبانيول يوم 22 شباط الماضي، حيث حمل المشجعون البطاقات الحمراء إلى جانب العلم الفلسطيني.

وفي 1 آذار الجاري، خلال لقاء رايو فاييكانو وإشبيلية، رفع مشجعو رايو، لافتة ضخمة تدعو لاستبعاد إسرائيل من البطولات الرياضية، إلى جانب بطاقات حمراء ولوحات ضخمة كُتب عليها "إسرائيل مجرمة حرب".

وفي الدوري الإيطالي، شهدت مباراة إمبولي وأتالانتا، رفع جماهير إمبولي لافتات ضخمة تدعو لاستبعاد إسرائيل من البطولات الدولية، إلى جانب بطاقات حمراء غطّت جزءًا كبيرًا من المدرجات.

وهتف المشجعون بشعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وطالبوا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) باتخاذ إجراءات صارمة ضد الفرق الإسرائيلية.

وفي قارة أميركا الجنوبية، وتحديدا في البرازيل، انضم مشجعو نادي ساو باولو إلى الحملة خلال مباراة الفريق أمام ساو برناردو، ورفع المشجعون لافتة ضخمة كتب عليها "فلسطين حرة ومستقلة"، إلى جانب بطاقات حمراء تعبيرًا عن إدانتهم للجرائم الإسرائيلية في غزة.

أما في تشيلي، فقد شهدت مباراة كولو كولو وأوهجينس، رفع الجماهير لافتة ضخمة كتب عليها "إسرائيل تستحق بطاقة حمراء"، في مشهد أعاد التأكيد على الموقف الدولي المتزايد ضد إسرائيل والانتهاكات التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية.

وفي القارة الآسيوية، نظم مشجعو فريق سلانغور الذي ينافس في الدوري الماليزي (سوبر ليغ)، واحدا من أبرز الاحتجاجات ضد إسرائيل، وأعد المشجعون لوحة فنية كبيرة، ظهر فيها رسم ضخم لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ، على هيئة شيطان تُرفع في وجهه بطاقة حمراء، كما تضمنت اللافتات المرفوعة شعارات مثل "لا للإبادة الجماعية"، و"استبعدوا إسرائيل"، و"العدالة لفلسطين"، فيما أطلق المشجعون اسم "جزار غزّة" على نتنياهو.

وفي تركيا، وخلال مباراة بورصا سبور ضد أناضولو أونيفرسيتسي، في دوري الدرجة الثالثة، رفعت الجماهير لافتة تطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والاتحاد الأوروبي "يويفا" باتخاذ موقف ضد إسرائيل، وجاء في اللافتة عبارة "اطردوا إسرائيل من كرة القدم".

وفي الدوري الأوروبي، وخلال مباراة غالاتا سراي التركي ضد ألكمار الهولندي، رفعت الجماهير التركية لافتة كتب عليها "نشكر جماهير سلتيك على دعمهم الثابت لفلسطين"، إضافة إلى لافتات أخرى حملت عبارات "إذا لم تكن فلسطين حرة، فالعالم بأسره أسير"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية في فلسطين".

أما نادي بودو/ غليمت النرويجي دخل في موجة التضامن مع فلسطين، وأعلن التبرع بكامل إيرادات مباراته أمام مكابي تل أبيب الإسرائيلي في الدوري الأوروبي لصالح جهود الإغاثة في قطاع غزة.

وحقق الفريق النرويجي فوزا بنتيجة 3-1 على خصمه الإسرائيلي خلال اللقاء الذي جمعهما في 23 يناير الماضي على ملعب آسبمیرا في بلدة بودو النرويجية، والذي يتسع لـ8 آلاف و270 متفرجًا.

وفي بيان رسمي، أكد النادي أن "إجمالي العائدات من مبيعات التذاكر، والتي بلغت 735 ألف كرونة نرويجية (أكثر من 63 ألف دولار)، قد تم التبرع بها للصليب الأحمر لدعم عمليات الإغاثة في غزة".

وفي ازدواجية واضحة للمعايير ورغم بشاعة الجرائم وآلاف الشهداء والجرحى الذين سقطوا، لا تزال الفرق الإسرائيلية تشارك في بطولات دولية، دون أي عقوبات أو إدانات من قبل الهيئات الرياضية العالمية.

وبينما يواصل اتحادا كرة القدم الدولي "فيفا" والأوروبي "يويفا" فرض عقوبات صارمة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، لم يصدرا بيان إدانة واحدا ضد جرائم إسرائيل، أو فرض أي إجراءات رياضية بحق فرقها ولاعبيها، رغم استمرارها في قتل الرياضيين الفلسطينيين على أرضهم.

ولم يتخذ "فيفا" و"يويفا" أي موقف تجاه إسرائيل، بل التزما الصمت التام حيال ما يحدث في غزة، ما يعكس ازدواجية المعايير في الاتحادات الرياضية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين هيئة الأسرى: معتقلو "عتصيون" يعيشون أوضاعا سيئة الجيش الإسرائيلي يفجر شقتي عائلتين فلسطينيتين بالخليل مقررة أممية: الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين بغزة كانت مدمرة الأكثر قراءة دوجاريك: صعوبات كثيرة في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة ليلة الشك رمضان 2025 في المغرب موعدها وفضلها امساكية رمضان 2025 غزة وموعد السحور والإفطار تحقيق يكشف تعرّض أطباء من غزة للتعذيب والضرب والإهانة بسجون الاحتلال عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الشيباني يتعهد بتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا
  • جنوب إفريقيا تدعو لاتخاذ موقف دولي.. إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا
  • تقرير حقوقي: نحو 700 انتهاكًا للحوثيين في صنعاء خلال 2024
  • دعم دولي واسع لسيادة المغرب على صحرائه خلال الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف
  • أهم أنظمة الأسلحة الأميركية التي قد تخسرها أوكرانيا
  • تصاعد الدعوات لاستبعاد إسرائيل من البطولات الدولية الكروية
  • وزير الخارجية: تواصل مع الولايات المتحدة وستكون هناك زيارات لعرض خطة إعادة إعمار غزة
  • الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
  • هيئة حقوق الإنسان والمنظمة الدولية للهجرة توقّعان اتفاق المرحلة الثالثة ضمن مشروع تعزيز آليات مكافحة الاتجار بالأشخاص في المملكة
  • البعثة الدائمة للمملكة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف تقيم إفطارًا رمضانيًا يوميًا خلال الدورة 58 لمجلس حقوق الإنسان