كاتب بريطاني: لا تنخدعوا فبايدن شريك كامل في الإبادة بغزة
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
يقول الصحفي البريطاني جوناثان كوك إن البيت الأبيض يواجه معضلة، وإنه رغم قدرته على وقف الموت والدمار الذي تسببت فيه إسرائيل بغزة في أي وقت شاء، إلا أنه اختار ألا يحرك ساكنا.
وعلق في عموده بموقع ميدل إيست آي بأن الولايات المتحدة مصممة على دعم "دولتها العميلة" إلى أقصى حد، وهو ما يمنح إسرائيل تفويضا لتدمير القطاع الساحلي الصغير، مهما كانت التكلفة -على ما يبدو- في أرواح الفلسطينيين.
ولفت كوك إلى تحول الحرب الإسرائيلية المعلنة على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى حرب مفتوحة على مستشفيات غزة، وهو ما صاحبه تزايد في غضب الرأي العام الغربي، وأصبح الحلفاء الغربيون يجدون صعوبة أكبر في إخفاء وتبرير تواطئهم في الجرائم الإسرائيلية ضد الإنسانية التي لا جدال فيها.
وأشار الكاتب إلى خروج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الصف في نهاية الأسبوع، عندما لخصت هيئة الإذاعة البريطانية رسالته بصراحة على النحو التالي "ماكرون يدعو إسرائيل إلى التوقف عن قتل النساء والأطفال في غزة".
حل الدولتينوفي السر يناشد حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط واشنطن أن تستخدم نفوذها لكبح جماح إسرائيل. وفي الوقت نفسه تدرك واشنطن تماما مدى السرعة التي يمكن بها جر خصوم إسرائيل الإقليميين إلى التدخل، مما يؤدي إلى توسيع الصراع وتصعيده بشكل خطير.
ومع ذلك كان ردها الفوري يائسا وسخيفا وارتجاليا لتخفيف الانتقادات، بما في ذلك رسالة قدمها 500 موظف في الإدارة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء الماضي احتجاجا على دعم البيت الأبيض الشامل لإسرائيل.
وبدا واضحا هدف وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال قمة مجموعة السبع الأسبوع الماضي في تحويل التركيز بعيدا عن سياسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، ودعم واشنطن لها، إلى مناقشة نظرية بحتة حول ما يمكن أن يحدث بعد انتهاء القتال والحاجة إلى تسليم السلطة في غزة "لقيادة فلسطينية محبة للسلام"، في إشارة إلى محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية. وهو ما وافقه فيه نظيره البريطاني السابق جيمس كليفرلي.
ومع ذلك يرى الكاتب أن هذه المناورة سيئة النية خارجة عن المألوف، حتى وفقا للمعايير الكاذبة المعتادة لبلينكن وكليفرلي، حيث تريد واشنطن ولندن أن نصدق، على الأقل أثناء ذبح الفلسطينيين كل يوم، أنهما جادتان في إحياء الجثة الهامدة لحل الدولتين.
وأردف الكاتب أن ما تحتاجه إدارة بايدن حقا هو قصة بديلة لتبرير استمرارها في توفير الأسلحة والتمويل الذي تحتاجه إسرائيل لارتكاب جرائمها في وضح النهار.
خداع البيت الأبيضوالحقيقة هي أن واشنطن تخلت رسميا عما يسمى بحل الدولتين منذ سنوات، مدركة أن إسرائيل لن تسمح أبدا حتى بالدولة الفلسطينية الأكثر تقييدا.
وكما تعلم إدارة بايدن جيدا، فإن إسرائيل لن تسمح أبدا بتأسيس قيادة فلسطينية "معتدلة" في غزة وتوحدها مع الضفة الغربية، وتعزيز قضية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
وتابع كوك بأن أكثر خدع البيت الأبيض زيفا واحتيالا هو الافتراض بأن حماس، وبالتالي كل المقاومة الفلسطينية، يمكن استئصالها من غزة. وقال إن المقاتلين الفلسطينيين ليسوا قوة غريبة غزت القطاع، وليسوا محتلين، رغم أن هذه هي الطريقة التي تصورهم بها كل الحكومات ووسائل الإعلام الغربية. لقد خرجوا من رحم شعب عانى عقودا من الانتهاكات العسكرية والقمع الإسرائيلي. وحماس هي إرث تلك المعاناة.
إن سياسات الإبادة الجماعية التي تنتهجها إسرائيل، ما لم تكن تنوي إبادة كل فلسطيني في غزة، لن تؤدي إلى تهدئة جذوة المقاومة، بل ستؤدي ببساطة إلى تأجيج المزيد من الغضب والاستياء، ودافع أقوى للانتقام. وحتى لو قضي على حماس، فإن جماعة مقاومة أخرى، ربما أكثر يأسا وشراسة، ستظهر لتحل محلها.
وختم الكاتب مقاله بأن إسرائيل والولايات المتحدة تعرفان كل هذا أيضا. والتاريخ مليء بمثل هذه الدروس التي لُقنها المستعمرون والمحتلون الجشعون والمتغطرسون.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: البیت الأبیض فی غزة
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يسخر من ترامب بعد مشادة البيت الأبيض
اعتذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، بأسلوب ساخر، خلال حفل أقيم في كييف، عن عدم ارتداء "بزة رسمية"، في إشارة إلى زيارته للبيت الأبيض أواخر فبراير (شباط) الماضي، حيث تعرّض لانتقادات بسبب ملابسه.
ويرتدي زيلينسكي ملابس عسكرية منذ بدء الغزو الروسي لبلاده في فبراير (شباط) 2022.
وقال مبتسماً، خلال إلقائه كلمة في حفل توزيع جائزة تاراس شيفتشينكو الثقافية في كييف،: "آسف، أنا لا أرتدي بزة رسمية"، ما أثار ضحك الجمهور وتصفيقه، بحسب ما أظهر مقطع فيديو نشرته الرئاسة الأوكرانية، الأحد.
وتوترت العلاقات بين الرئيس الأوكراني ونظيره الأمريكي ترامب خلال زيارة للبيت الأبيض نهاية فبراير (شباط)، شهدت مشادة علنية حادة بينهما.
فبمجرد وصول الرئيس الأوكراني مرتدياً سترة وسروالاً داكني اللون مازحه ترامب قائلاً "أنت ترتدي ملابس أنيقة اليوم".
وفي المكتب البيضاوي، سأل الصحافي براين غلين وهو مراسل تلفزيون "صوت أمريكاً الحقيقي"، اليميني المتشدد، الرئيس الأوكراني بشكل ساخر عن سبب عدم ارتدائه بزة رسمية، وما إذا كان يملك واحدة.
ورد زيلينسكي: "سأرتدي بزة رسمية بعد انتهاء هذه الحرب".
وانتشر سؤال المراسل على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار السخرية.
ونقل موقع "أكسيوس" عن مصادر لم يسمها أن ترامب استاء من عدم ارتداء زيلينسكي بزة رسمية كما طُلب منه.
وشهد الاجتماع في المكتب البيضاوي مشادة كلامية حادة بين ترامب ونائبه جاي دي فانس من جهة، وزيلينسكي من جهة أخرى.
وخلال الشجار العلني أمام وسائل الإعلام صاح ترامب وجاي دي فانس في وجه زيلينسكي، واتهماه بعدم إبداء "الامتنان"، ورفض قبول شروط السلام المقترح.
ومذاك، خفف ترامب من حدة لهجته، لكن واشنطن جمدت هذا الأسبوع مساعداتها العسكرية والاستخبارية لكييف.
ومد الرئيس الأمريكي يده إلى روسيا بخلاف أسلافه، معتبراً أن التعامل معها "أسهل" من التعامل مع أوكرانيا.