كيف أفلت "فريق الأحلام" لحماس من قبضة إسرائيل؟
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
فوتت إسرائيل فرصة اغتيال القيادي في حماس محمد ضيف في 2003 وكان القيادي الآخر يحيى السنوار في سجونها حتى 2011.
المفاوضات على الرهائن مربكة بشكل خاص لنتانياهو، لتاريخ عائلته
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل، إلى الابتعاد عن "تحكم الغضب"، فيها عندما توعد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "بانتقام القوي" من حماس.لكن الانتقام ليس الغضب الوحيد، أو الأكثر فتكاً. الغضب الذي يأكل حكومة الحرب الإسرائيلية هو الندم. وبغض النظر عن رد فعل الجيش، هناك شعور بأن الأوان، فات.
وتنقل الباحثة لورا بلومنفلد في "وول ستريت جورنال" عن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، بعد غارة جوية يوم 6 سبتمبر(أيلول) 2003 ضد قيادة حماس "لقد أفسدنا الأمر".
The fury that’s eating Israel’s war cabinet is regret. No matter how the military responds, there’s a sense that it’s too late, writes Laura Blumenfeld https://t.co/ow2G6LstHt
— Wall Street Journal Opinion (@WSJopinion) November 16, 2023كانت بلومنفلد حينها مراسلة لـ "واشنطن بوست". وكان ثمانية من كبار قادة حماس، بينهم صانعو قنابل، ومطورو صواريخ القسام، يتناولون الغداء في الطابق الأرضي من منزل بغزة. وكان ذلك ظهوراً نادراً في وضح النهار لمحمد ضيف، القائد العسكري الغامض لحركة حماس.
ووصف آفي ديختر، رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي آنذاك، قائمة الضيوف بـ" فريق الأحلام الإرهابي". وانخرط ديختر، والجنرال غالانت، ومسؤولون أمنيون إسرائيليون آخرون في غرفة الحرب في 2003 في ساعات من النقاش حول حجم القنبلة التي يجب إسقاطها على اللقاء في غزة، وموازنة مخاطر إصابة المدنيين.
كان أطفال فلسطينيون يلعبون خارج المنزل. وقال أحد الجنرالات: "كانت معضلة مأساوية، وقراراً خاسراً من النوع الذي جادلوا فيه وعانوا منه مرات عديدة من قبل".
أيد ديختر شن هجوم شامل. وتحدث وزير الدفاع وقتها عن "فرصة تأتي مرة واحدة في العمر"، بذريعة أن التخلص منهم سينقذ حياة الإسرائيليين والفلسطينيين على المدى البعيد.
https://t.co/wo9DGUAhnn
— Jim Rose (@JimRosenz) November 17, 2023داخل منزل في غزة، كان الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، يسكب الأرز في طبق الشيخ أحمد ياسين، المؤسس الروحي لحماس، عندما أطلقت طائرات F-16 للقوات الجوية الإسرائيلية قنبلتها على السطح.
وتنقل بلومنفلد عن هنية قوله لاحقاً إن الانفجار هز غرفة الطعام. وتساقط الغبار من السقف. وقال هنية وهو يضحك بمرارة: "لقد ضُربنا يا شيخ".
في اللحظة الأخيرة، استبدل الإسرائيليون الحمولة القاتلة التي تزن طناً واحداً بقنبلة ربع طن. لقد أرادوا تجنب سقوط ضحايا مدنيين. وخلص المسؤولون الإسرائيليون إلى أن القنبلة الأصغر كانت ضرورة أخلاقية وتهم الرأي العام. وكانت شرعية الحكومة تعتمد على الدعم والتعاطف المحليين والدوليين. وفر جميع قادة حماس الثمانية من المنزل أحياء.
وعندما سألت بلومنفلد غالانت عن قرار استبدال القنبلة، قال غاضبًا: "إما أن تهاجم أو لا تهاجم".
وقال ديختر، وهو ينقر على حافة مكتبه بخاتم زفافه: "ثلاثة نجاحات معنوية لا تساوي نجاحاً عملياتياً واحداً". وهو الآن وزير الزراعة في إسرائيل.
ويتولى محمد ضيف حالياً قيادة الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام.
وقال جنرال إسرائيلي شارك في مناقشة قنبلة 2003 في مقابلة معه أخيرا، إن أفضل صديق لابنته قُتل على يد حماس في مهرجان الموسيقى. وأضاف بصوت مثقل بالحزن: "ارتكبنا خطأ...كان يجب أن نقتلهم".
الخطأ الثاني الذي يطارد حكومة الحرب الإسرائيلية هو يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة. وتقول القوات الإسرائيلية الآن إنه "وجه الشر". ويُعتقد أن السنوار، وضيف، كانا العقل المدبر لمذبحة 7 أكتوبر.
وفي 2011، بادل نتانياهو أكثر من 1000 سجين فلسطيني بجندي إسرائيلي واحد، جلعاد شاليط. وشمل التبادل السنوار. ويقول منتقدو رئيس الوزراء إن الصفقة غير المتكافئة في 2011، ألهمت احتجاز حماس للرهائن في الشهر الماضي، في محاولة لإفراغ السجون الأمنية الإسرائيلية مرة أخرى.
وتعتبر المفاوضات على الرهائن مربكة بشكل خاص لنتانياهو، لتاريخ عائلته. فأثناء تحرير الرهائن اليهود في عنتيبي في 1976، قُتل شقيقه يوني عن ثلاثين عاماً.
وتقول والدته سيلا: "لأي غرض قتل؟".عند سؤالها بعد نحو 20 عاما من مهمة عنتيبي: " لماذا رفضت الحكومة الإسرائيلية التفاوض مع الخاطفين الذين كانوا يسعون إلى إطلاق سراح 53 سجيناً؟ لقد أطلق سراح آلاف السجناء اليوم. لذلك، كان لا بد من قتل يوني؟ لم يكن الأمر يستحق ذلك."
واليوم يقول بنيامين نتانياهو: "لا وقف لإطلاق النار دون إطلاق سراح رهائننا".
ووضع نتانياهو هدفاً عسكرياً صارماً، هو القضاء التام على حماس، مع وضع ضيف والسنوار هدفين رئيسيين.
وتقول بلومنفلد: "كان لدى إسرائيل الهدفان قبل سنوات وسمحت لهما بالرحيل. إنهما الآن في غزة، تحت الأرض، ويضحكان بالتأكيد. لا يوجد ضوء في نهاية أنفاق حماس. ولا نهاية للندم قبل أن يموتا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
تصاعد الاحتجاجات الإسرائيلية وسط تعثر صفقة تبادل الأسرى مع حماس
تواصلت المظاهرات في عدة مدن إسرائيلية للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة الإسرائيلية ووسائل الإعلام بشأن تعثر المفاوضات.
وفيما تؤكد حماس تمسكها بشروطها، تتصاعد التوترات الداخلية في إسرائيل بين الحكومة وعائلات الأسرى المحتجزين في غزة.
احتجاجات متزايدةشهدت مدن إسرائيلية كتل أبيب وحيفا والخضيرة مظاهرات حاشدة قادتها عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وطالب المحتجون الحكومة بإبرام صفقة شاملة تضمن عودة جميع المحتجزين، وعبّر المتظاهرون عن قلقهم من أن التأخير في التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى تدهور أوضاع الأسرى، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
في بيان صادر عن عائلات الأسرى، دعت العائلات إلى تنظيم عشرات المظاهرات في مختلف المدن الإسرائيلية، مشددة على أن “الوقت ينفد”، وأن حياة الأسرى في خطر.
اتهامات لنتنياهو وعرقلة الصفقةاتهمت وسائل إعلام إسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بعرقلة المفاوضات، وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن نتنياهو فرض على الفريق المفاوض السعي لصفقة جزئية تحت ضغط شركائه في الائتلاف الحكومي، مما حال دون إبرام صفقة شاملة.
من جانبه، رد مكتب نتنياهو على هذه الاتهامات، واصفًا إياها بأنها “دعاية كاذبة” من مصادر مجهولة.
وأكد أن الحكومة ملتزمة بإعادة جميع الأسرى وتحقيق أهداف الحرب، بما في ذلك القضاء على حماس وضمان أمن إسرائيل.
شروط حماس وتعثر المفاوضاتأكدت حركة حماس، التي تدير المفاوضات بوساطة قطرية ومصرية، تمسكها بشروطها، وعلى رأسها وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وقالت الحركة إن الاحتلال يضع شروطًا جديدة تتعلق بالانسحاب وعودة النازحين، مما أدى إلى تأجيل الاتفاق.
تصعيد ميداني
ميدانيًا، واصل الاحتلال الإسرائيلي غاراته على قطاع غزة، مستهدفًا مناطق مدنية ومستشفيات، وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، تنفيذ عملية تفجيرية استهدفت قوة إسرائيلية في شرق جباليا، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
في الضفة الغربية، كثف الاحتلال حملته العسكرية عبر اقتحام بلدات واعتقال عشرات الفلسطينيين، في تصعيد مستمر يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي.
أزمة مستمرة
بينما تتصاعد الاحتجاجات في الداخل الإسرائيلي، يبدو أن مفاوضات تبادل الأسرى تواجه عقبات متزايدة، مما يثير تساؤلات حول قدرة الحكومة الإسرائيلية على إدارة الأزمة واستجابة مطالب عائلات الأسرى، في المقابل، تواصل حماس تمسكها بمطالبها، مما ينذر بمزيد من التصعيد في الأيام المقبلة.