أبوظبي/ وام
شهدت فعاليات اليوم الثالث من النسخة الثانية للكونغرس العالمي للإعلام الذي اختتم أمس في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، عقد طاولة مستديرة تحت عنوان «من وسائل الإعلام الرقمية إلى الذكاء الاصطناعي: التنقل في التحولات الصناعية والتحديات الأكاديمية»، بحضور المتخصصين والأكاديميين من كليات الإعلام.
وناقشت الطاولة المستديرة، التطور التقني الذي تشهده التخصصات المختلفة في المؤسسات الأكاديمية، حيث يشهد تخصص الإعلام دخول تقنيات حديثة خاصة الذكاء الاصطناعي، ما شكل تحدياً جديداً لقطاع الإعلام في العالم، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي فرضت نمطاً جديداً وأسست لنهج مختلف في التعامل مع المعلومة وتناولها وطريقة تقديمها للجمهور.


وأكد المشاركون، أن التقنيات الحديثة والقفزات الهائلة التي يشهدها العالم في هذا الإطار بشكل شبه يومي، أدت إلى أفول نجم بعض وسائل الاتصال وبزوغ فجر أخرى، وتغير أنماط وأمزجة أفراد الجمهور وميولهم ورغباتهم، ما يتطلب من وسائل الإعلام الجاد والرصين السعي نحو التكيف وابتكار أساليب وطرق ومنتجات تمكنها من مواكبة المستجدات والمحافظة على وجودها واستمراريتها.
وأوصى الدكتور حسين أمين أستاذ الصحافة والاتصال الجماهيري في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ورئيس مركز كمال أدهم للتلفزيون والصحافة الرقمية، بوضع خارطة طريق مهمة وواضحة لوضع الآليات والاستراتيجيات من الأكاديميين والمتخصصين للتعامل مع مسألة الذكاء الاصطناعي وتطويعه مع الإعلام الرقمي الجديد ودمجه مع برامج التدريس الإعلامي، والتكيف مع المتغيرات الحاصلة في القطاع.
وأوضح الدكتور وي لو عميد كلية الإعلام والثقافة الدولية بجامعة زيجانج الصينية، أن عصر التواصل الاجتماعي أصبح مهيمناً ومختلفاً، كما تحول المتلقي من الجمهور إلى صانعي المحتوى وأصبحوا مبدعين ينشؤون قصصاً ومحتوى إبداعياً، مشيراً إلى أن تبني التقنيات الحديثة يعد مهماً لتمكين الإعلام من مواكبة الأجيال التي تتعلم الخوارزميات الحديثة.
ودعا لو إلى تشجيع الطلاب في كليات الإعلام على مواكبة العصر الرقمي والتغلب على التحديات وإعادة صياغة المناهج الأكاديمية للجامعات وتعيين أعضاء من هيئة التدريس مسؤولين عن تدريس مناهج الاتصالات وتكنولوجيا الإعلام لربط القطاعين معاً.
من جانبه أكد الدكتور أحمد الجودي أستاذ الإعلام بجامعة الإمارات، أن الكونغرس العالمي للإعلام كان فرصة مثالية لمناقشة الفرص والتحديات حول موضوع الذكاء الاصطناعي وتحول وسائل الإعلام، ومحاور الإبداع والسرد المبني على الذكاء الاصطناعي، والأخلاق والمساءلة في وسائل الإعلام التي يولدها الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى التحديات في مواكبة التغيرات التكنولوجية السريعة التي تتطلب تدريس مواد إعلامية جديدة في المناهج الأكاديمية.
وأوضح الدكتور خلف الطاهات أستاذ مساعد بقسم الإعلام بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية- جامعة الإمارات، أن الكونغرس العالمي للإعلام يعد منصة مثالية من أجل بناء الجسور بين الأوساط الأكاديمية وصناعة الإعلام، وتسليط الضوء على البحوث الإعلامية وشراكات الصناعة والأوساط الأكاديمية ودراسات الوسائط الرقمي، ودمج الدراسات الإعلامية مع العلوم الأخرى.
ورحب الدكتور عبدالله بن خميس الكندي رئيس قسم الإعلام- جامعة السلطان قابوس- مسقط، بضرورة الاتجاه إلى التطبيقات التكنولوجية الحديثة والعمل على ربط تلك الصناعات الجديدة، حيث بدأت بالطابعات مروراً بثورة ظهور الإنترنت وصولاً إلى الثورة الصناعية الرابعة، داعياً إلى عدم التخوف أو القلق من الذكاء الاصطناعي.
وكشف الكندي عن تجربة جامعة قابوس لوضعها تغييرات جذرية في الخطط الدراسية الجديدة للمقررات الإعلامية أهمها تدريس ريادة الأعمال وعلاقته بقطاع الإعلام، والذكاء الاصطناعي وغيره من المواد الأكاديمية التي تطلب مواكبة التكنولوجيا.
ولفت الدكتور أمجد بدر منصور القاضي، عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك، إلى ضرورة الاهتمام بالدراسات الجديدة عن الذكاء الاصطناعي ومواكبة التطورات الرقمية الجديدة، مشيراً إلى أن هناك اختلافاً الآن حول مفاهيم الذكاء الاصطناعي كونها العلاقة بين الآلة وتطويعها مع العنصر البشري وهي ميزة تعزز الإبداع وتقديم حلول مبتكرة وإبداعية وأيضاً في نفس الوقت فرصة للاستثمار بأفضل الطرق لتلك التطبيقات الحديثة.
ودعا الدكتور أحمد بن علي الزهراني رئيس قسم الصحافة في كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز، إلى ضرورة الخروج من دائرة القلق حول التعامل مع الذكاء الاصطناعي والانتقال إلى التعامل مع إشكالية أهم وهي سرعة مواكبة التحول الرقمي في الجامعات العربية، وأن تشمل المناهج علوم البيانات والاتصال والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وإنتاج المحتوي الإبداعي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الذكاء الاصطناعي الإمارات الذکاء الاصطناعی وسائل الإعلام

إقرأ أيضاً:

هل يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل أطفالنا؟

شمسان بوست / متابعات:

الذكاء الاصطناعي حديث الساعة على صفحات الجرائد والمجلات، وبات يشكل حيزًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، ولديه القدرة على المساعدة في حل المشاكل المعقدة، ولكننا عرفنا أيضًا مخاوف جدية عنه، خصوصاً الطرق التي قد يغير بها حياة الأطفال والمراهقين.



فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يتقدم بشكل أسرع مما يتوقعه أي شخص، فإننا لم نفكر بعد في تأثيره على الرفاهية الاجتماعية والعاطفية للأطفال، الذين لديهم قابلية كبيرة للارتباط بالألعاب- وحتى قبل مرحلة الإنترنت والأجهزة المحمولة-!


من هنا يتبادر إلى الذهن سؤال واحد هو: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي بين السلبيات والإيجابيات في حياة أطفالنا؟ اللقاء والدكتور محمود حسن أستاذ الحاسب الآلي والبرمجة الإلكترونية للشرح والتفسير.



*فوائد الذكاء الاصطناعي للأطفال

أشار خبراء صحة الأطفال في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إلى أن الأطفال في جميع أنحاء العالم أصبحوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل يومي تقريبًا، ويمكن للذكاء الاصطناعي والمراقبة الأبوية الجيدة أن تحسن حياة الأطفال بطرق إيجابية وعصرية ومنها:



*تحسين الخبرات التعليمية


مع تقدم الذكاء الصناعي، تسابقت الشركات المهتمة بالتعليم لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة، ويولّد ردودًا مناسبة بحسب العمر فقط.

لقد أنشأ الذكاء الاصطناعي قوته وإمكاناته المثيرة، طريقة تعليمية وممتعة للأطفال؛ للوصول إلى المعلومات على الإنترنت، ولكن مع مراعاة الحماية والأمان المناسبين للعمر.

كما يمكنه مساعدة الأطفال في تحسين مهاراتهم اللغوية وحتى تعلم لغات جديدة، مع تقدم الذكاء الصناعي تسابقت الشركات المهتمة بالتعليم لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات الأطفال.


* الذكاء الاصطناعي يعزز الإبداع:

نحن نعيش في عالم مرئي، لذا يحتاج الأطفال إلى طرق للتعبير عن أفكارهم من خلال الصور والتصوير والرسوم البيانية وغيرها،

لهذا يعد الذكاء الاصطناعي ذا قيمة للفنانين الناشئين، وأيضًا للأطفال الذين يرغبون في إنشاء عروض بيانية ومخططات، ورسوم متحركة.

وقد يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على تحفيز الأطفال والتفاعل معهم بطرق جديدة؛ حيث يوفر طرقًا جديدة للاستمتاع واكتشاف عالمهم.

الذكاء الاصطناعي يساعد في حل المشكلات:

من خلال التفاعل مع الروبوتات الاجتماعية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن الطريقة التي يعبر بها الأطفال عن أفكارهم وتحليلهم للمواقف، ويمكنه أيضاً تحسين قدرات فهمهم بشكل نقدي.

كما أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتفاعلون مع هذه الروبوتات الاجتماعية عرضة لأن يعاملوها كشريك بشري، كما يساعد التفكير النقدي الأطفال في التعاون والتواصل مع الروبوتات بشكل إنتاجي.

الذكاء الاصطناعي يجهز الأطفال لفرص الوظائف في المستقبل:

الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُعِد الأطفال في سن مبكرة للفرص المستقبلية في سوق العمل المتطور بسرعة، كما يمكن أن يوفر للأطفال الكفاءات والمعرفة اللازمة للنجاح في عالم التكنولوجيا.

مثل برمجة الحاسوب وتحليل البيانات، وذلك من خلال فهم إمكانيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، كما يمكن للأطفال أن يحظوا ببداية جيدة في الاستكشاف والتحضير لحياة مهنية في مجالات التكنولوجيا والابتكار.


* مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأطفال


على الآباء إدراك أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين بالنسبة للأطفال، والعامل الحاسم هو الأبوان اللذان عليهما توجيه أطفالهما ومراقبتهم كي ينعموا بأكبر فائدة، وأقل ضرر من الذكاء الاصطناعي ؛ فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يلحق الضرر بالأطفال والأسر، خاصة أن عالم الإنترنت كبير ومفتوح، ومن طبيعة الطفل أنه فضولي ويحب الاكتشاف، وهذا ما يفتح الأبواب نحو المخاطر.


* قد ينشر الكراهية والتحيز والصور النمطية:

بما أن الذكاء الاصطناعي “يتعلم” من كل ما يجده على الإنترنت، فقد تعكس منصات الذكاء الاصطناعي نفس المتحيزات التي تهدد بتقسيمنا وعزلتنا، وبالتالي فإن المحتوى الذي يُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي يعزز الصور النمطية والأكاذيب، وعلى البالغين أن يكونوا جاهزين للحديث مع الأطفال عما يرونه عبر الإنترنت.


* الشخصيات الوهمية وراء محتالي الإنترنت:

المخاطر المقلقة للغاية للأطفال عبر الإنترنت تتمثل في: تهديد المعتدين والمحتالين، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي على وجه التحديد أن يُمكّن المحتالين عبر الإنترنت الاختباء وراء شخصيات وهمية.

وهؤلاء المحتالون يمكنهم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء روايات تحاكي قصص الأطفال، مما يزيد من خطر استمالة الأطفال واستغلالهم.

كما أن الألعاب والعوالم الافتراضية التي يُنشئها الذكاء الاصطناعي تقدم فرصًا كبيرة للتفاعل الاجتماعي، ولكنها يمكن أيضًا أن تعرّض الأطفال لسلوك عدواني.


* انتهاك خصوصية الأطفال وذويهم:

يجمع الذكاء الاصطناعي كمية هائلة من البيانات، فعلى سبيل المثال، عُثر على لعبة واحدة تسجل المحادثات بين الآباء والأطفال وأي شخص آخر قريب، مع إمكانية نقل البيانات من هذه المحادثات إلى أطراف ثالثة.

ومن الصعب متابعة التقارير المتعلقة بالألعاب والأجهزة التي قد تنتهك خصوصية عائلتك، ولكن قد يرغب الآباء في تجنب الألعاب التفاعلية التي يمكنها التحدث مع الأطفال.


* دعم العزلة الاجتماعية في المجتمع:

يواجه الأطفال والمراهقون حالياً وباء العزلة الاجتماعية، ويمكن أن تقلل الأنظمة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي من الوقت الذي يقضونه في التفاعل مع الآخرين.

مقالات مشابهة

  • معهد الجزيرة للإعلام يعلن موعد تنظيم مؤتمر الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يختار الملاعب الأكثر رعبا في العالم
  • هل يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل أطفالنا؟
  • بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة.. الأولمبياد الخاص تشارك باحتفالية الأكاديمية العربية
  • وزير السياحة يؤكد أهمية وضع إطار قانوني لاستخدامات الذكاء الاصطناعي
  • أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر شعبية في العام 2024 (إنفوغراف)
  • بلينكن يشيد بالتنسيق مع المغرب في مجال التعاون الرقمي والذكاء الاصطناعي
  • العمل: نقدم توصيات للمؤسسات الأكاديمية حول التخصصات الأكثر طلبا في سوق العمل
  • جداول امتحانات برنامج الإعلام الرقمي بجامعة القاهرة 2025/2024
  • جوجل تدخل وضع الذكاء الاصطناعي الجديد إلى محرك البحث