نبض السودان:
2025-03-12@05:27:43 GMT

كلام سياسة – الصافي سالم – مواقف مُشرفة

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

كلام سياسة – الصافي سالم – مواقف مُشرفة

واحد من اهم الأحداث التي جرت يوم امس خروج حركات الكفاح المسلح من الحياد بعد الحرب التي شنتها مليشيا التمرد في الخامس عشر من شهر أبريل الماضي.
وكنت على يقين من أن رجل وطني كجبريل إبراهيم واركو مني ومصطفى تمبور الذي أعلن وقوفه مع القوات المسلحة منذ اول يوم لن يكونا في هذا الموقف وهما يشهدان يوميآ فظائع ترتكب في حق المدنيين في إقليم دارفور خصوصاً في الجنينة والتي ادانها العالم كله وخرجت الادانات من الأمم المتحدة وأعضاء في الكونجرس الأمريكي والاتحاد الأوربي وهذه الجرائم التي ارتكبتها المليشيا هناك وفي الخرطوم ومحاولات تقسيم السودان أظهرت الموقف الحقيقي لحركات الكفاح المسلح وعظم شانها لدى الشعب السوداني الذي احتفل بهذا الموقف المتوقع من أبطال حركات قامت من أجل المواطن وانصافه والدفاع عن حقه في منفستو قيامها الذي أهلها لان تكون شريكا اصيلا في الحكومة بعد اتفاق سلام جوبا.

هذا الموقف هو موقف أصيل وكنت بالأمس قد تحدثت عن مواقف الدكتور جبريل إبراهيم محمد رئيس حركة العدل والمساواة والتي نعلمها جيدآ وندرك ان الرجل يعمل بصدق من أجل هذا الوطن في ظروف بالغة التعقيد حاله حال أخيه مناوي حاكم إقليم دارفور والذي قدم الكثير من الجهد لتجنيب اهل الإقليم هذه الحرب وكذلك اهله في الخرطوم.

موقف سوف يسجل في التاريخ ان هذه الحركات وقفت امام مشروع تقسيم السوداني وطمس هويته من المرتزقة الذين تجمعوا من كل صوب لتغيير الخارطة السكانية لاقليم دارفور والتنكيل بالسكان الأصليين وهو ما فطنت اليه قوي الكفاح المسلح لايمانها العميق بوحدة السودان واستشعارها الخطر الذي يحيق بالوطن والمشروع الخبيث الذي تحمله المليشيا وفي ذات المقابل فإن اهل السودان توحدوا بشكل كبير أمام هذا الغزو الأجنبي ونحن نرى اليوم وقفات بطولية من أهلنا في دار حمر للقتال جنبا الي جنب مع القوات المسلحة وأهلنا في الجموعية وفي كل قبائل السودان لان المشروع مشروع كبير جعل كل اهل السودان في خندق واحد في كل ولاياته مع قيام معسكرات الاستنفار في الجزيرة وفي الشمالية وفي كردفان والنيل الأزرق والبحر الأحمر ونهر النيل وسنار والنيل الأزرق وتضافر جهود أبناء دارفور بالخارج والجاليات السودانية في كل العالم مع الوقفة القوية لأهلنا في شرق السودان وهم قد نبذوا كل خلافاتهم في موقف نبيل اخر يؤكد ان السودان كله قد أعلن الحرب على المليشيا..

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الصافي سالم سياسة كلام

إقرأ أيضاً:

«مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها

«مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها

قصة التعليم بين جيلين

إيمان حمزة بلدو

.نحاول هنا رد الفضل الى أهله… والى الدور الذي قام ويقوم به المعلم الجليل والمربي الفاضل الاستاذ حمد النيل فضل المولى عبد الرحمن قرشي.. معلم مادة الجغرافيا في مدرسة “جميلة” المتوسطة.. في مدينة الأبيض… إبان العهد الذي يبعد سنوات ضوئية عن سودان اليوم. كتب الاستاذ حمد النيل رداً على مقالي: “الثامن من مارس والجالسات على أرصفة العدالة في السودان” فاهاجت كتابته الذكرى واستدعت أحقيته في الوفاء والعرفان، ولو بالقليل مما يستحق. له أجزل الشكر والامتنان.

ما ينفك استاذنا يذكر الفضل للمعلمين والمدراء الذين عمل معهم ويحتفي بسيرتهم العطرة ويؤرخ لحقبة في التعليم قد يصعب التوثيق لها وتداركها بسبب الحرب وما خلفته من ضياع للوثائق وتهجير للمعلمين داخل البلاد وخارجها.. وربما تكون كتاباته النبراس الذي يهدي في الظلمات… يوقد جذوات الطريق كلما أنطفأ.. يقص علينا احسن القصص. فقد آنستنا كلماته في وحشة دنيانا بعد الحرب وردت الينا بعض الطمأنينة… فلا اهل العزم نادوا علينا… ولا نودوا… وكلما ذكر معلمي مدرسة جميلة “كساها حسناً وحببها.. حتى كانّ اسمها البشرى أو العيد”…

في كردفان.. وفي سالف العصر والأوان… كان للتعليم مدارس متميزة ورواد… وكانت المدارس الداخلية… لبنة الوحدة الوطنية… والوشائج المجتمعية… وكانت المدارس محصنة بالمعامل والمكتبات… وميزانيات للانشطة الطلابية.. وبعيداً عن مدى فاعلية الاستراتيجيات التعليمية ومدى الاستجابة لحاجة الارياف والاصقاع البعيدة.. أو في البادية.. وحيث العيشة الجافية… وليس بعيداً عن الكارثة الماحقة التي حلت بالبلاد قبل ثورة ديسمبر في كافة مجالات الحياة… وعلى التعليم بوجه خاص.. تعطلت لغة الكلام. ولغة الارقام.. ولغات الإشارة.. وعانى الطلاب من وعورة دروب الاستنارة… تكدست قاعات الدراسة وأصبح الفصل بين طبقات المجتمع في مجال التعليم اشبه بالابارتهايد.. للبعض قبلة عند الشروق… وللبعض قبلة ثانية.. لم تصطدم بهموم الحياة.. ولم تدر- لولا الحرب- ما هيه. استشرت مؤسسات التعليم الخاص في مراحل التعليم ما قبل الجامعي وعجزت المدارس الحكومية عن الإجلاس وعن دفع مرتبات المعلمين… فتضاعفت اعداد الاطفال خارج المنظومة التعليمية.. ولم تستوعب الحكومات أهمية التعليم التقني.. ولا عملت على تأهيل المدارس وبنيتها التحتية أو زيادة الميزانية للتعليم أو الصحة حتى يحصل الاطفال على رعاية صحية وعلى تعليم اساسي مجاني لا يفرق بين طبقات المجتمع في سبيل بناء امة يمكنها تحقيق ولو بعض اهداف التنمية المستدامة اسوة بالشعوب التي تعيش معنا نفس الالفية على كوكب الأرض. أما في المراحل الجامعية فقد وصلت الاوضاع الكارثية مداها جراء إلغاء العام الدراسي لاعوام حسوما ما أدى الى ضياع سنوات على الخريجين. وجاءت الحرب وانتشر الحريق.. فاذا الدنيا كما نعرفها واذا الطلاب كل في طريق.. وصدح العالم بالرقم الفلكي: اكثر من تسعة عشر مليون من السودانيين من الأطفال والشباب خارج النظام التعليمي… ومن لم يمت بالجهل مات بغيره.

هل من رؤية يا ترى حول كيف سيؤثر هذا الوضع على جيل باكمله وعلى شعب يأمل أن يكون في مصاف البشرية!

في مدرسة جميلة… بقيادة الاستاذ محمد طه الدقيل.. فريق من المعلمات والمعلمين- ومن بينهم الاستاذ حمد النيل- كان الفريق ينحت الصخر ويبنى من الاحجار قصورا.. آمنوا بادوارهم وبالطالبات.. ولم يهنوا.. وكانوا هم الأعلون… وما قلته في مقالك استاذنا سوى شيئاً شهدناه… عظيم في تجليه. رحيم حين تلقاه… بديع في معانيه اذا ادركت معناه.

كانت الحصص الصباحية.. وكانت المعامل مجهزة تحوى المحاليل والمركبات الكيميائية.. تنقلنا الى آفاق العلم والتجارب. وكانت الجمعيات الادبية واكتشاف المواهب وأهمها الشعر والقصة والرسم والتمثيل. وكانت حصة الجغرافيا نقلتنا فيها بين المدارات والصحارى والسهول وجبال الاطلس. والروكي والانديز وجبل التاكا وجبال الاماتونج.. تاخذنا عبر افلاك ومجرات. وتخوم.. ونسعد حين يحط بنا الخيال “فوق للقوس والسماك الأعزل”… بعيد في نجوم.

ثم كان الاستعداد لحفل نهاية العام الدراسي وكانت مسرحية “مجنون ليلى” اخرجها الاستاذ محمد طه الدقيل… بعد أن امضت الطالبات اسابيع للحفظ وتجويد الأداء وكانت البروفات تتم في الامسيات… والمواصلات توفرها المدرسة إذ أن مكتب التعليم بالابيض كان راعياً وكان مسؤولاً عن رعيته، آنذاك.

وصار اليوم الختامي في ذلك العام والمسرحية ذات المضامين الانسانية حديث المدينة… لزمن طويل.

لم تذكر دورك- استاذنا- في ذلك الألق والجمال… وآثرت ان تمشي في طريق الإيثار فلا يعرف الفضل الا ذووه… من قبلك كان هناك كثيرون منهم الاستاذ محمود- وكنت قد ذكرته في غير مقال في معرض الوفاء والإخلاص لرفقاء دربك الرسالي-.. الذي انتقل الى مدرسة جميلة بعد تحويلها.

كتب الاستاذ محمود قصيدة في وداع مدير كلية المعلمات بالابيض الاستاذ المربي الجليل عليه الرحمه بشير التجاني.. وكان بالكلية نهران للمستوى المتوسط.. حميراء وجميلة… كتب القصيدة ولحنها ودرّب الطالبات عليها لإلقائها في احتفالية الوداع:

“أختاه من لحن القصيد نهدي الى الجمع السعيد حلو النشيد… ومودعين ربيعنا و- ربيعنا-… ابقى لنا زرعاً حصيد… زرعاً سقاه بعلمه وبخلقه ورعاه بالرأي السديد… فشعاره العمل الجميل وقدوة للخير والفعل المجيد” الخ.

فصدق عليكم القول. ذلك الرعيل الذي يؤثر الغير ويرد الفضل الى أهله.. وما الزرع الذي تعهدتموه “بالعلم والخلق والراي السديد”… الا زرعاً أخرج شطأه.. فاستغلظ فاستوى على سوقه… وسيؤتى حقه يوم حصاده… باذن الله.

جميلة حياها الحيا وسقى الله حماها ورعى….. كانت حصنا.. وحمىً… وكانت مرتعا.. كم بنينا من حصاها اربعاً وانثنينا فمحونا الاربعا… وخططنا في نقى الرمل…. فحفظ الريح والرمل و.. وفضل المعلم المربي الجليل… أجمل السير…و … وعى…

لن ننسى أياماً مضت. في محرابها و ستظل مدرسة “جميلة… جميلة على متن الحياة… ما بقي في الأرض أمثال المعلم الجليل…” اذكر أيامها ثم انثنى على كبدي من خشية أن تصدعا”.

“قد يهون العمر إلا ساعة… وتهون الأرض… إلا موضعا”.

[email protected]

الوسومإدارة التعليم إيمان حمزة بلدو الأبيض الحرب السودان ثورة ديسمبر شمال كردفان مدرسة جميلة مسرحية مجنون ليلى

مقالات مشابهة

  • حواضر السودان .. بحيرة شمال دارفور .. الكنابي .. المنطقة البديلة
  • أوتشا: وضع صحي مزرٍ بشمال دارفور وتوقف 200 منشأة صحية في الفاشر
  • محافظ شبوة: موقف السيد القائد لإغاثة غزة وسام شرف لكل اليمنيين
  • بسعة 400 سيارة.. تجهيز موقف السرفيس الحضاري بكوبري الصحابة في الجيزة
  • محافظ الجيزة: تجهيز موقف السرفيس الحضاري بكوبري الصحابة بسعة 400 سيارة
  • «مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها
  • معالم في طريق استقرار الحكم في السودان (6 – 10)
  • الشريعة الإسلامية مصدر للتشريع.. مجلس الصحوة الثوري يرفض فكرة انفصال دارفور ويؤكد على وحدة السودان
  • هل تلاحظون الصمت الذي ضرب على خيمة خالد سلك؟!
  • كمرد جبريل .. أبدأ بحواكير دارفور كنتقدر!