لا تملك الولايات المتحدة وحلفاؤها الكثير لكبح أنشطة إيران النووية، فقد توارت منذ فترة طويلة احتمالات نجاح المحادثات معها، ويهدد تشديد الإجراءات ضد إيران بتأجيج التوتر في منطقة مشتعلة بالفعل، بسبب الحرب على غزة.

ومع انتخابات أمريكية مقررة العام المقبل بما يحد من قدرة واشنطن على المناورة، رسم أربعة دبلوماسيين حاليين وثلاثة سابقين صورة قاتمة لمساعي كبح البرنامج النووي الإيراني الذي تقول تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، إن تطوره مستمر.


وتحدث الدبلوماسيون لرويترز بعد أن طلبوا حجب أسمائهم
ووفقاً لأحد تقريرين سريين للوكالة الدولية واطلعت عليهما رويترز، خصبت إيران الآن كميات من اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60%، وهو مستوى يقترب من درجة نقاء لازمة لتصنيع أسلحة، وتقول القوى الغربية إنه لا يستخدم مدنياً، بما يكفي لتصنيع ثلاثة قنابل نووية.

Iran is accelerating its nuclear program by stockpiling enriched uranium -- the material needed to create atomic bombs -- in violation of U.N. Security Council resolutions. https://t.co/f99VCzormb

— The Washington Times (@WashTimes) November 16, 2023

وجاء في التقريرين، أن المخزون مستمر في الزيادة رغم أن إيران تنفي رغبتها في امتلاك أسلحة نووية.
وبعد فشله في إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018، لا مجال الآن أمام الرئيس جو بايدن حتى لدراسة الوصول إلى "تفاهم" غير رسمي للحد من أنشطة إيران النووية في ظل احتدام الصراع وتصاعد التوتر في المنطقة.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير: "هناك نوع من الشلل خاصة بين الأمريكيين... لأنهم لا يريدون صب الزيت على النار".
وأي مفاوضات للوصول إلى "تفاهم" مع إيران ستتطلب تنازلات من واشنطن، مثل تخفيف نظام العقوبات على طهران مقابل الحد من أنشطتها النووية.
ويبدو أن مثل هذه الخطوة غير واردة الآن بعد أن شنت حماس المدعومة من إيران هجوماً في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل حليفة الولايات المتحدة.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون إن جماعات مسلحة مدعومة من إيران في المنطقة شنت منذ ذلك الحين عشرات الهجمات على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق، وسوريا.
وعلى الصعيد الداخلي، تقيد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد عام واحد، إدارة بايدن. وقد يستغل ترامب، الذي يبدو  أنه سيكون المنافس الأرجح لبايدن، أي تعامل مع طهران ويصوره على أنه ضعف.وقال روبرت أينهورن المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية: "في الأجواء الحالية من غير الممكن سياسياً السعي إلى تسوية مع إيران على المسألة النووية".
وأضاف "الجدل السياسي لن يدور حقاً حول التفاوض مع إيران، بل حول مواجهة إيران".

وكالة الطاقة

نشرت الولايات المتحدة حاملتي طائرات في المنطقة، وطائرات حربية في شرق البحر المتوسط، لأسباب منها تحذير إيران. لكن مسؤولين أمريكيين أوضحوا أيضاً أنهم لا يريدون التصعيد، وطالبوا الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بالتوقف عما تفعل.وستركز الولايات المتحدة وحلفاؤها في فرنسا،وبريطانيا، وألمانيا أطراف الاتفاق النووي في 2015، على اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقبل.
وأظهر تقريران من الوكالة هذا الأسبوع أن إيران تتقدم نووياً، وأشارت إلى أن طهران تواصل عرقلة مراقبة الوكالة لعملها.
ولم يحظ اتفاق في مارس (آذار) لإعادة تركيب معدات مراقبة تشمل كاميرات أزيلت في العام الماضي بطلب من إيران، إلا بتنفيذ جزئي.
كما أغضبت طهران الوكالة  في سبتمبر (أيلول) بسحب تصاريح العمل من بعض أكثر مفتشي الوكالة خبرة، ما منعهم عملياً من العمل داخل إيران.
وهددت قوى غربية في سبتمبر (أيلول) بإصدار قرار ملزم يأمر إيران بالتراجع عن مسارها، وفي واحدة من أقوى العقوبات في جعبة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واستبعد أربعة دبلوماسيين، التوصل إلى قرار الآن لأن من الضروري تجنب التصعيد الدبلوماسي والنووي مع إيران في الوقت الذي ينصب فيه الاهتمام على الصراع بين إسرائيل وحماس.

"Iran has enough uranium enriched to up to 60% purity, close to weapons-grade, for 3 atom bombs by the International Atomic Energy Agency's definition and is still stonewalling the agency on key issues."

... Biden just released $10 billion more to Iran.https://t.co/l1hsRGNffb

— Senator Eric Schmitt (@SenEricSchmitt) November 16, 2023

وذكر الدبلوماسيون، أن من المرجح التحرك بشكل أقل صدامية، مثل إصدار بيان شديد اللهجة لكنه غير ملزم، ما يهدد بإجراءات أكثر صرامة في الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة في مارس (آذار).
وقال الدبلوماسي الأوروبي البارز: "لا يمكننا أن نستصدر قراراً. إذا مررنا قراراً. سيهدد بدفعهم، الإيرانيين، صوب الحافة... للتخصيب إلى 90%".
وتبلغ درجة النقاء المطلوب تخصيب اليورانيوم إليها لتصنيع الأسلحة النووية نحو 90%.
وذكر دبلوماسيان، أن كل ما يمكن فعله في الأشهر المقبلة هو دعم جهود رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، لتعزيز مراقبة برنامج إيران النووي. ويسعى رئيس الوكالة إلى اسئناف  عمل المفتشين في إيران قبل نهاية العام.
وقال أحد الدبلوماسيين: "من السابق لأوانه القو إذا كانت إيران ستصبح دولة نووية أم أنها ستبقى دولة على أعتاب ذلك، كما هو الحال الآن... لكنها ستستمر في الوقت الحالي في التخصيب".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران غزة وإسرائيل غزة الوکالة الدولیة للطاقة الذریة الولایات المتحدة مع إیران من إیران

إقرأ أيضاً:

تقرير يكشف الضرر الكبير الذي خلفته الحرب على الصحة العقلية للأطفال في لبنان

في ظل تداعيات الحرب الأخيرة في لبنان، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في تقرير جديد أن النزاع المسلح كان له تأثير سلبي بالغ على حياة الأطفال، حيث لا تزال آثاره مستمرة حتى بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

اعلان

في هذا الواقع القاسي، تزايدت المشكلات النفسية بين الأطفال بشكل غير مسبوق. ففي مسح أجرته اليونيسف في يناير/ كانون الثاني 2025، أفاد 72% من مقدمي الرعاية بأن الأطفال عانوا من القلق أو التوتر خلال الحرب، بينما أكد 62% أنهم واجهوا مشاعر الاكتئاب أو الحزن.

وتكشف هذه الأرقام عن ارتفاع ملحوظ مقارنة بالفترة التي سبقت الحرب، حيث كانت هذه المشكلات أقل انتشارًا. ورغم أن 8 من كل 10 مقدمي رعاية لاحظوا بعض التحسن في الحالة النفسية للأطفال بعد وقف إطلاق النار، إلا أن أولئك الذين تعرضوا لصدمات طويلة الأمد قد يواجهون تداعيات صحية ونفسية قد تستمرمدى الحياة.

أطفال لبنان يعانون من مشاكل متفاقمة بسبب الحرب

إلى جانب ذلك، تتفاقم أزمة التغذية بين الأطفال، لا سيما في المناطق الأكثر تضررًا مثل بعلبك-الهرمل والبقاع، اللتين تعرضتا مرارًا للقصف الجوي. ووفقًا لتقييم أجرته اليونيسف، يعاني أكثر من نصف الأطفال (51%) دون سن الثانية في بعلبك-الهرمل من فقر غذائي حاد، بينما بلغت النسبة في البقاع 45%، مقارنة بـ28% فقط في عام 2023. ويحدث هذا النقص عندما يستهلك الطفل طعامًا من مجموعتين غذائيتين أو أقل من بين ثماني مجموعات رئيسية، مما يعرضهم لمخاطر صحية جسيمة تؤثر على نموهم الجسدي والعقلي، وتزيد من خطر سوء التغذية الحاد، الذي قد يكون مهددًا للحياة.

Relatedدراسة جديدة تحسم الجدل: لقاح كوفيد-19 أثناء الحمل لا يؤثر على نمو الأطفال"يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفالالبرد القارس في غزة يودي بحياة 6 أطفال رضّع ويهدد حياة آخرين

ولم تتوقف التداعيات عند هذا الحد، فقد عمّقت الحرب أزمة التعليم في لبنان، الذي كان يعاني أصلًا من انهيار منظومته الدراسية بسبب الأزمات الاقتصادية المتراكمة، وإضرابات المعلمين، وتأثير جائحة كوفيد-19، مما أدى إلى بقاء أكثر من 500 ألف طفل خارج المدارس. كما دُمّر عدد كبير من المؤسسات التعليمية أو لحقت بها أضرار جسيمة، بينما تم تحويل مئات المدارس الأخرى إلى مراكز إيواء لما يقارب 1.3 مليون نازح داخليًا، مما يجعل مستقبل هؤلاء الأطفال التعليمي أكثر غموضًا.

ونظرًا لحجم الكارثة وتأثيرها العميق على الأطفال، تؤكد اليونيسف على الحاجة الماسة إلى دعم مستدام في هذه اللحظة الحرجة. وتدعو المنظمة المجتمع الدولي إلى الوقوف بجانب أطفال لبنان والمساهمة في نداء عام 2025، الذي يسعى لجمع 658.2 مليون دولار أمريكي لتوفير مساعدات منقذة للحياة لنحو 2.4 مليون شخص في مختلف أنحاء البلاد.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بينها القلق والاكتئاب.. دراسة جديدة تكشف تأثير استخدام الهواتف الذكية على صحة المراهقين النفسية ارتفاع قياسي في أعداد الأطفال المصابين بالصدمة النفسية في بوركينا فاسو شاهد: الصحة النفسية في العراق بين وصمة العار وشحّ المعالجين بحث علميعلم النفسإسرائيلحزب اللهأطفاللبناناعلاناخترنا لكيعرض الآنNext صدمة عالمية من مشادة ترامب وزيلنسكي.. وتضامن أوروبي مع الرئيس الأوكراني إلا أوربان يعرض الآنNext فرنسا تراجع اتفاقية الهجرة مع الجزائر وسط توترات دبلوماسية يعرض الآنNext أول صلاة تراويح في المسجد الأقصى بالقدس وسط قيود مشددة وتوترات متصاعدة بالضفة الغربية يعرض الآنNext الرئيس الصيني يلتقي شويغو ويؤكد تعزيز التنسيق مع روسيا يعرض الآنNext انقطاع مفاجئ في خدمة واتساب يثير ضجة عالمية اعلانالاكثر قراءة في مشهد غير مألوف: مشادة كلامية عنيفة بين ترامب وزيلينسكي أمام الإعلام... ولا توقيع لاتفاقية المعادن الحصبة تتفشى في الولايات المتحدة.. هل نحن أمام خطر عالمي؟ احتجاجات حاشدة في أيوا الأمريكية ضد مشروع قانون يلغي حماية الهوية الجنسية ماكرون في الفضاء الرقمي.. كيف يعيد تشكيل صورته عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ ألمانيا: الآلاف يشاركون في كرنفال كولونيا رغم تهديدات داعش اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبالسياسة الأوروبيةالحرب في أوكرانيا إيمانويل ماكرونصوم شهر رمضانأمازون (شركة)فرنساأزمة المناخوسائل التواصل الاجتماعي اليونانقوات الدعم السريع - السودانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • بِحُجة الظلم الذي تتعرض له إسرائيل .. تل أبيب وواشنطن تدرسان رسميًا الانسحاب من محكمة العدل الدولية
  • إيلون ماسك يعلن دعمه لانسحاب الولايات المتحدة من الناتو والأمم المتحدة
  • ارتدادات إيقاف العقد بين إيران والعراق في قبضة الأزمة.. الغاز بين الحاجة والضغوط الدولية
  • ارتدادات إيقاف العقد بين إيران والعراق في قبضة الأزمة.. الغاز بين الحاجة والضغوط الدولية - عاجل
  • تأهل مشاريع طلاب مدرسة الضبعة النووية للمنافسة الدولية في مسابقة (ISEF)
  • وكالة الطاقة الذرية: إيران على بعد خطوات من إنتاج القنبلة النووية
  • الطاقة الدولية محذرة: إيران ستصنع السلاح النووي قريباً
  • المستندات المطلوبة لـ التقديم في المدارس الرسمية الدولية | توضيح عاجل الآن
  • تقرير يكشف الضرر الكبير الذي خلفته الحرب على الصحة العقلية للأطفال في لبنان