بفضل الحرب في غزة.. إيران تخصب مزيداً من اليورانيوم وواشنطن مكبلة بانتخابات 2024
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
لا تملك الولايات المتحدة وحلفاؤها الكثير لكبح أنشطة إيران النووية، فقد توارت منذ فترة طويلة احتمالات نجاح المحادثات معها، ويهدد تشديد الإجراءات ضد إيران بتأجيج التوتر في منطقة مشتعلة بالفعل، بسبب الحرب على غزة.
ومع انتخابات أمريكية مقررة العام المقبل بما يحد من قدرة واشنطن على المناورة، رسم أربعة دبلوماسيين حاليين وثلاثة سابقين صورة قاتمة لمساعي كبح البرنامج النووي الإيراني الذي تقول تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، إن تطوره مستمر.
وتحدث الدبلوماسيون لرويترز بعد أن طلبوا حجب أسمائهم
ووفقاً لأحد تقريرين سريين للوكالة الدولية واطلعت عليهما رويترز، خصبت إيران الآن كميات من اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60%، وهو مستوى يقترب من درجة نقاء لازمة لتصنيع أسلحة، وتقول القوى الغربية إنه لا يستخدم مدنياً، بما يكفي لتصنيع ثلاثة قنابل نووية.
Iran is accelerating its nuclear program by stockpiling enriched uranium -- the material needed to create atomic bombs -- in violation of U.N. Security Council resolutions. https://t.co/f99VCzormb
— The Washington Times (@WashTimes) November 16, 2023وجاء في التقريرين، أن المخزون مستمر في الزيادة رغم أن إيران تنفي رغبتها في امتلاك أسلحة نووية.
وبعد فشله في إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018، لا مجال الآن أمام الرئيس جو بايدن حتى لدراسة الوصول إلى "تفاهم" غير رسمي للحد من أنشطة إيران النووية في ظل احتدام الصراع وتصاعد التوتر في المنطقة.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير: "هناك نوع من الشلل خاصة بين الأمريكيين... لأنهم لا يريدون صب الزيت على النار".
وأي مفاوضات للوصول إلى "تفاهم" مع إيران ستتطلب تنازلات من واشنطن، مثل تخفيف نظام العقوبات على طهران مقابل الحد من أنشطتها النووية.
ويبدو أن مثل هذه الخطوة غير واردة الآن بعد أن شنت حماس المدعومة من إيران هجوماً في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل حليفة الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون إن جماعات مسلحة مدعومة من إيران في المنطقة شنت منذ ذلك الحين عشرات الهجمات على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق، وسوريا.
وعلى الصعيد الداخلي، تقيد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد عام واحد، إدارة بايدن. وقد يستغل ترامب، الذي يبدو أنه سيكون المنافس الأرجح لبايدن، أي تعامل مع طهران ويصوره على أنه ضعف.وقال روبرت أينهورن المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية: "في الأجواء الحالية من غير الممكن سياسياً السعي إلى تسوية مع إيران على المسألة النووية".
وأضاف "الجدل السياسي لن يدور حقاً حول التفاوض مع إيران، بل حول مواجهة إيران".
نشرت الولايات المتحدة حاملتي طائرات في المنطقة، وطائرات حربية في شرق البحر المتوسط، لأسباب منها تحذير إيران. لكن مسؤولين أمريكيين أوضحوا أيضاً أنهم لا يريدون التصعيد، وطالبوا الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بالتوقف عما تفعل.وستركز الولايات المتحدة وحلفاؤها في فرنسا،وبريطانيا، وألمانيا أطراف الاتفاق النووي في 2015، على اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقبل.
وأظهر تقريران من الوكالة هذا الأسبوع أن إيران تتقدم نووياً، وأشارت إلى أن طهران تواصل عرقلة مراقبة الوكالة لعملها.
ولم يحظ اتفاق في مارس (آذار) لإعادة تركيب معدات مراقبة تشمل كاميرات أزيلت في العام الماضي بطلب من إيران، إلا بتنفيذ جزئي.
كما أغضبت طهران الوكالة في سبتمبر (أيلول) بسحب تصاريح العمل من بعض أكثر مفتشي الوكالة خبرة، ما منعهم عملياً من العمل داخل إيران.
وهددت قوى غربية في سبتمبر (أيلول) بإصدار قرار ملزم يأمر إيران بالتراجع عن مسارها، وفي واحدة من أقوى العقوبات في جعبة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واستبعد أربعة دبلوماسيين، التوصل إلى قرار الآن لأن من الضروري تجنب التصعيد الدبلوماسي والنووي مع إيران في الوقت الذي ينصب فيه الاهتمام على الصراع بين إسرائيل وحماس.
"Iran has enough uranium enriched to up to 60% purity, close to weapons-grade, for 3 atom bombs by the International Atomic Energy Agency's definition and is still stonewalling the agency on key issues."
... Biden just released $10 billion more to Iran.https://t.co/l1hsRGNffb
وذكر الدبلوماسيون، أن من المرجح التحرك بشكل أقل صدامية، مثل إصدار بيان شديد اللهجة لكنه غير ملزم، ما يهدد بإجراءات أكثر صرامة في الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة في مارس (آذار).
وقال الدبلوماسي الأوروبي البارز: "لا يمكننا أن نستصدر قراراً. إذا مررنا قراراً. سيهدد بدفعهم، الإيرانيين، صوب الحافة... للتخصيب إلى 90%".
وتبلغ درجة النقاء المطلوب تخصيب اليورانيوم إليها لتصنيع الأسلحة النووية نحو 90%.
وذكر دبلوماسيان، أن كل ما يمكن فعله في الأشهر المقبلة هو دعم جهود رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، لتعزيز مراقبة برنامج إيران النووي. ويسعى رئيس الوكالة إلى اسئناف عمل المفتشين في إيران قبل نهاية العام.
وقال أحد الدبلوماسيين: "من السابق لأوانه القو إذا كانت إيران ستصبح دولة نووية أم أنها ستبقى دولة على أعتاب ذلك، كما هو الحال الآن... لكنها ستستمر في الوقت الحالي في التخصيب".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران غزة وإسرائيل غزة الوکالة الدولیة للطاقة الذریة الولایات المتحدة مع إیران من إیران
إقرأ أيضاً:
بدر بن حمد: الخطط الدولية لمستقبل فلسطين غالبًا ما تُبنى على أسس غير عادلة
مسقط- العمانية
أكد معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، وزير الخارجية، أن الخطط الدولية المتعلقة بمستقبل فلسطين غالبًا ما تُبنى على أسس غير عادلة وغير مستدامة، مشيرًا إلى أن هذه الخطط تستند في كثير من الأحيان إلى سياسات قائمة على العداء، مما يحرم الشعب الفلسطيني من حقه في اختيار قيادته وتقرير مصيره. جاءت تصريحات معاليه خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى منظمة الرؤساء الشباب 2025، بالمتحف الوطني في مسقط، حيث ألقى معاليه كلمة أمام وفد دولي من الرؤساء التنفيذيين الشباب (YPO)، مستعرضًا الرؤية والمبادئ التي تقوم عليها السياسة الخارجية العُمانية، والتي ترتكز على الانفتاح، والحياد، والاحترام المتبادل، مؤكدًا أن هذه القيم أساسية لضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي كلمته، أعرب معالي السيد عن قلقه المتزايد إزاء تصاعد العداء في المشهد العالمي، مؤكدًا أن هذه الظاهرة لا تشكل مصدر قلق فحسب، بل إنها أيضًا غير مجدية، وتساهم في إطالة أمد النزاعات وتعقيد مسارات الحلول السلمية. وقال: “الخطط الخارجية الخاصة بمستقبل الحكم في فلسطين غالبًا ما تستند إلى العداء، وهذا ما يجعلها غير مستدامة وغير عادلة، لأنها تحرم الفلسطينيين من حقهم الأساسي في اختيار قياداتهم وتقرير مستقبلهم”.
وعن تأثير السياسات القائمة على العداء في حل النزاعات، أشار معاليه إلى أن العديد من الجهات الدولية ترفض الانخراط في الحوار مع خصومها، مما يؤدي إلى تعميق الخلافات وتأجيج النزاعات بدلًا من حلها. وقال: “الكثيرون يصرّون على عدم التحدث إلى خصومهم كمسألة مبدأ، ويرون في الحوار مكافأة يجب حجبها عن الأطراف التي يختلفون معها. لكن في الواقع، هذا النهج لا يؤدي إلّا إلى تفاقم المشكلات ويجعل الحلول السلمية أكثر صعوبة.”
وفي سياق حديثه عن القضية الفلسطينية، أوضح معاليه أن العديد من الحكومات ترى أن تحقيق السلام في فلسطين يجب أن يتم عبر حل الدولتين، لكنها في الوقت ذاته تمتنع عن الاعتراف بدولة فلسطين بسبب موقفها من بعض الفصائل السياسية، مثل حركة حماس. وأكد أن هذا الموقف يعمي هذه الجهات عن إدراك المطالب المشروعة لتلك الفصائل، والتي تتقاطع في كثير من الأحيان مع تطلعات الشعب الفلسطيني في تحقيق الأمن والاستقلال، وهي حقوق مكفولة بموجب القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأضاف معاليه: “إذا كنا نسعى لإيجاد حلول دائمة، فعلينا أن نكون مستعدين للحوار مع من نختلف معهم، والأهم من ذلك، أن نصغي إليهم ونحاول فهم وجهات نظرهم”.
وإيمانًا بأهمية الحوار كنهج دبلوماسي أشار معالي السيد إلى الأسس الراسخة التي تقوم عليها السياسة الخارجية العُمانية، مؤكداً على أن أنها متجذرة في التاريخ العُماني وقيمه. وقال: “نؤمن بخلق مساحات للحوار، حيث يمكن حل النزاعات بواقعية، وحيث توحّد المصالح المشتركة وجهات النظر المختلفة، بدلًا من أن تُستخدم كأداة للفرقة والعداء.”
وأكد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أن الدبلوماسية العُمانية ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي انعكاس لهوية السلطنة ونهجها الراسخ في التعامل مع العالم. وأوضح أن سلطنة عُمان، على مر التاريخ، كانت وما زالت حلقة وصل بين القارات والثقافات والأفكار، حيث استقبلت شواطئها المستكشفين والتجار والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، مما ساهم في تشكيل هويتها الوطنية ونهجها القائم على الحوار والانفتاح.
وأشار معاليه إلى أن الضيافة في عُمان ليست مجرد عمل من أعمال الكرم، بل هي أسلوب حياة يعكس رؤيتنا للعلاقات الدولية. وقال: “أن نرحب بشخص ما في منازلنا ومجتمعاتنا ووطننا يعني أننا نؤمن بقدرتنا على إثراء حياة بعضنا البعض “.
وأضاف: “وبهذا المعنى، فإن الضيافة هي دبلوماسية عملية، وهي الخطوة الأولى نحو بناء علاقات قائمة على التفاهم والانفتاح.”
وقال معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية، إنَّ الدبلوماسية، في جوهرها، هي “فن التوازن”، مشيرًا إلى أنَّ سلطنة عُمان لطالما لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة، ومؤكدًا أنَّ الدبلوماسية في سلطنة عُمان ليست مجرد ممارسة سياسية، بل هي انعكاس لقيم السلطنة المتجذرة في تاريخها وثقافتها. وقال: “الدبلوماسية بالنسبة لنا ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي جزء من نسيج هويتنا”.
يُشار إلى أنَّ منظمة الرؤساء الشباب ( YOP)هي مجتمع عالمي يضم أكثر من 35 ألفًا من كبار الرؤساء التنفيذيين في مختلف القطاعات من 142 دولة، ويزور وفد منها سلطنة عُمان حاليًا ضمن جولة تستهدف تعزيز الحوار وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.