اللحظات الأولى لاقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى ابن سينا بجنين (فيديو)
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
لم يتوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن ارتكاب جرائمه في حق المدنين العزل والمرضى من الأطفال والنساء الفلسطينيين، ليواصل استهدافه للمستشفيات، التي ارتكب جرائم حرب ضد الإنسانية في محيطها بل زاد من وحشيته باقتحامها، وآخرها مستشفى ابن سينا في جنين بالضفة الغربية.
اقتحام مستشفى ابن سينا في جنينليلة مأساوية عاشها المرضى والكوادر الطبية داخل مستشفى ابن سينا في جنين، حيث اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية، مبنى المستشفى وطالبوا بإخلائها، وفقا لمقطع فيديو نشره تليفزيون فلسطين، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك».
عبر مكبر الصوت كان جيش الاحتلال الإسرئيلي، يطالب الكوادر الطبية بإخلاء المستشفى، الذي انتشرت في محيطه القوات المدججة بالأسلحة والآليات العسكرية من دبابات ومدرعات.
لم يكتف الاحتلال الإسرئيلي باقتحام مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، لكن أيضا كان يعرقل عمل سيارات الإسعاف، وتفتشها خلال نقلها للإصابات في مدينة جنين، وفقا لمقطع فيديو نشره أيضا تليفزيون فلسطين.
الحياة في غزة أثناء الحربحياة صعبة يعيشها أهالي غزة، ربما أصبحت شبة منعدمة بسبب جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي يرتكبها في حق الشعب الفسطيمي الأعزل، راح ضحيتها آلاف الشهداء، لا سيما من الأطفال والنساء، والشيوخ، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء ونقص الوقود والمياه، فيما أعلنت كثير من المستشفيات، خروجها عن الخدمة، بسبب نقص الأوكسجين في كل الأقسام، وسط صمود أسطوري لأهالي غزة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت في بيان، أمس ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة، حيث وصل عددهم إلى 197 شهيداً، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد على 2750 آخرين، فيما اقترب عدد شهداء قطاع غزة من 12 ألفا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مستشفى ابن سينا وزارة الصحة الفلسطينية المستشفيات جیش الاحتلال الإسرائیلی مستشفى ابن سینا فی
إقرأ أيضاً:
جنين وبوصلة المقاومة
في ظل الضغط العسكري الذي يتحدّث عنه "نتنياهو" والنصر المطلق والتبشير بفتوحاته في الشرق الأوسط وإعادة بنائه على الطريقة الإسرائيلية المطلقة دون شريك ودون أي اعتبار لأحد، وزد على ذلك مبشّرات من حوله من مجانين ائتلافه الحاكم: ضمّ الضفة وفرض الغطرسة والمزيد المزيد من الاستيطان وتدنيس الأقصى وكلّ الحرمات، والمجازر تتواصل على مدار الساعات الأربع والعشرين يوميّا وتدمير كلّ ماله صلة في الحياة والبقاء في قطاع غزّة، نأتي على وضع الضفة التي تنتظر الكارثة وفتح الجبهة الموعودة من قبل ماكينة الإجرام الصهيونية، فلم يبق عليهم بعد لبنان وسوريا وغزّة سوى الضفّة وأن يُشبعوا غريزتهم المتعطّشة للدماء من مكان بقي على وحشهم أن ينفذ مخالبه فيه.
أمام هذا المشهد الدرامي الأسود المتدحرج ليس لنا إلا أن نستقبله بأن يضرب بعضنا بعضا وأن نحرف البوصلة ونعفي الاحتلال من مهمته القادمة، لعلّه يرأف بنا أو أن يكتفي بما نقوم به نيابة عنه. لن تتورّع الأم المدّعية من الموافقة على تقطيع من ادّعت أنّه ابنها وستطوي الأمّ الحقيقية على ألمها وتموت حسرة وكمدا على تقطيع ولدها، ففلسطين ومن ينتمي انتماء صادقا لفلسطين لن يخطو خطوة واحدة نحو كل ما قد يؤدي إلى سفك الدم الفلسطيني.
عندما يكون الشعب الفلسطيني في أشدّ الحاجة والضرورة للاصطفاف خلف برنامج وطني موحّد مشتبك مع المحتل في سياق مواجهة توحّشه المسعور في الضفة الغربية عدا عن جرائمه في غزّة، نجد السير بالاتجاه المعاكس في جنين
عندما يكون الشعب الفلسطيني في أشدّ الحاجة والضرورة للاصطفاف خلف برنامج وطني موحّد مشتبك مع المحتل في سياق مواجهة توحّشه المسعور في الضفة الغربية عدا عن جرائمه في غزّة، نجد السير بالاتجاه المعاكس في جنين. إن يشتبك الفلسطيني مع الفلسطيني، وكلّ من يغذّي أو يسوّغ هذا التوجه هو ناعق بوم أو هو خير من يعبّر عن إرادة الاحتلال فينا.
لقد تجلّى في لبنان في أكثر من محطة من محطاته السياسية، انسجام وتكامل أدوار هذا الثلاثي (الشعب والدولة والمقاومة) وأدى إلى ثمار سياسيّة جيّدة وقدرة على تجنّب البلد مخاطر شديدة وتفويت الفرصة على إمعان الاحتلال في عدوانه، وظهر ذلك جليّا في الجولة الأخيرة من الصراع. لماذا لا يستفيد الفلسطينيون من هذه التجربة؟ هناك مشكلة كبيرة فيمن تنحرف بوصلته ولا يرى تحديات الاحتلال، ولا يستطيع أن يخرج من التناقض الداخلي إلى التناقض الخارجي.
ثمّة نقطة جوهرية لا بدّ من التركيز عليها: لو كان الاحتلال يعطي فرصة للذين ما زالوا يأملون بخيار التسوية أو مجرّد بارقة أمل لوجدنا من يبرّر وقف سلاح المقاومة وإعطاء فرصة لهذه التسوية، أمّا وأن الاحتلال قد دفن كلّ إمكانية للتسوية ولا يوجد لا في برامج أحزاب الائتلاف السياسية فكرة حلّ الدولتين ولا في ما تبطن السياسة الإسرائيلية وما تعلن، بل إنّ كل التحليلات وأقوال المختصين بالشأن الإسرائيلي يشرحون بكلّ وضوح مخططات الضم للضفّة والمزيد من الاستيطان وفرض وقائع تنقض أي احتمالية لوجود كيان فلسطيني يحظى بقبول إسرائيلي به؛ فعلامَ إذا نقتتل ونحرف البوصلة ومصيرنا عند الإسرائيلي بات أسود بكلّ وضوح؟
ولا مبرّر للقوى الفاعلة الفلسطينية من أن تبقى متفرجة دون أيّ فعل أمام هذا المشهد المأساوي في جنين، جنين البطولة والتضحية، جنين المعمّدة بدماء الشهداء، جنين الشوكة في حلق الاحتلال، جنين التي شكّلت مساندة فاعلة لغزّة ووقفت تصرخ بالنار والاشتباك الملتهب ردّا على مجازر غزّة، جنين البطولة كانت القلعة الشامخة التي قاتلت فيها كلّ الفصائل الفلسطينية كتفا الى كتف في وجه السفاح شارون؛ تتحوّل بكل بساطة وفي توقيت صعب إلى أن تُستهدف بهذا الشكل الفظيع.. هذا من شأنه أن ينتج تداعيات خطيرة تشمل الضفّة قاطبة إن لم يتداعى شرفاء هذا الوطن لوضع حدّ لهذا المشهد الذي يدمي كلّ قلب حرّ يحمل همّ فلسطين.
جنين ومخيمها ستبقى نموذجا للبطولة والفداء والإرادة الحرّة ولن يكسرها أحد. هؤلاء المقاتلون اليوم هم أبناء من قاتلوا شارون عام 2002، الرحم الحرّ الذي ينجب الأحرار ولن يتوقّف أبدا.