أوروبا تهب لمساعدة أوكرانيا بعد انحسار الدعم الأمريكي
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
تخطط الدول الأوروبية وفي مقدمتها ألمانيا، للعب دور أكبر في مساعدة أوكرانيا عسكرياً واقتصادياً، بعد خسارة أراض استعادتها من روسيا، في ظل فشل هجومها المضاد، وتراجع حجم الدعم الأمريكي، وعجز واشنطن عن توفير مساعدات جديدة.
ويأتي جهد الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا، في وقت تعتقد فيه دوله إلى جانب الولايات المتحدة على نحو متزايد، أن كييف تكافح لاستعادة مساحة كبيرة من أراضيها المحتلة من روسيا، إضافة إلى تمكين الجيش الأوكراني، من الحفاظ على صموده عند خط المواجهة ضد روسيا، وفق "وول ستريت جورنال".طريق مسدود
ومن الأسباب الرئيسية للدعم الأوروبي لأوكرانيا الآن، وصول الحرب إلى طريق مسدود، إذ يشعر الزعماء الغربيون بالقلق من النقص المتزايد في الأموال والذخيرة في أوكرانيا الذي قد يوفر لموسكو فرصة العام المقبل لاستعادة المناطق التي خسرتها أمام أوكرانيا في العام الماضي.
ومنذ بداية الحرب في فبراير (شباط) 2022، تحملت الولايات المتحدة قدراً كبيراً من أعباء مساعدة أوكرانيا عسكرياً، بعشرات مليارات الدولارات، والآن يخطط الأوروبيون لدور متزايد.
وأخذت الحكومة الألمانية على عاتقها مسؤولية مضاعفة المساعدات العسكرية إلى حليفتها أوكرانيا في العام المقبل، كما يعمل مسؤولو الاتحاد الأوروبي على تقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية جديدة، وتعهدت حكومات أخرى في المنطقة، بمواصلة المساعدات العسكرية لسنوات قادمة.
ومع تراجع الدعم الأمريكي إلى مستوى غير مسبوق، يحاول الأوروبيون تضييق فجوة التمويل. ووافق الائتلاف الحاكم في ألمانيا على مضاعفة المساعدات العسكرية لأوكرانيا في العام المقبل، إلى أكثر من 8 مليارات دولار. وأصبحت ألمانيا ثاني أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس: "هذه أيضاً إشارة قوية لأوكرانيا على أننا لن نتخلى عنهم".
ويخطط الاتحاد الأوروبي لمساعدات اقتصادية لأوكرانيا بـ 54 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، ويناقش التزاماً أمنياً إقليمياً مع أوكرانيا، بتمويل إضافي.
وقالت فرنسا هذا الشهر، إنها خصصت أكثر من 200 مليون دولار إضافية لشراء معدات عسكرية لأوكرانيا، وتعهدت الحكومة الهولندية بأكثر من 542 مليون دولار لمساعدة أوكرانيا في الحصول على الذخيرة.
وقالت بلجيكا في الشهر الماضي إنها ستزود أوكرانيا بأكثر من 1.85 مليار دولار في العام المقبل، باستخدام عائدات ضريبة على الأرباح التي تحققها أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في بنك بلجيكي.
صراع طويلوفي المقابل، تستعد روسيا لما يمكن أن يكون صراعاً طويلاً، إذ تعتقد أن الدعم الغربي لأوكرانيا قد يتلاشى مع مرور الوقت. وتعمل موسكو على توسيع إنتاجها العسكري، بما في ذلك القذائف، والطائرات دون طيار، وأبرمت صفقات لتوريد أسلحة من دول بينها كوريا الشمالية، ما زاد قدرتها على شن حرب استنزاف ضد جارتها الأصغر.
تحدياتوفي الوقت الذي يقول فيه المسؤولون الأوروبيون، إن مساعداتهم لأوكرانيا ستستمر، تحدق التحديات بالقيادة العسكرية في كييف، التي تقول صراحة، إنها تواجه ما يشبه حرب استنزاف كبيرة.
وقال القائد العسكري الأعلى الجنرال فاليري زالوجني، في مقال في مجلة "الإيكونوميست"، إن "ساحة المعركة تشبه بشكل متزايد حرب الاستنزاف في الحرب العالمية الأولى". وأضاف، أن "قفزة تكنولوجية كبيرة لأوكرانيا، مدعومة بالأسلحة الغربية، وحدها القادرة على كسر الجمود".
وتعززت المخاوف من فقدان أوكرانيا مزيداً من أراضيها في المستقبل، بعد عجز الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا على مجاراة روسيا في تصنيع عدد أكبر من الأسلحة في وقت ضيق. ويقول مسؤولون غربيون، إن تأخر تسليم أنظمة أسلحة جديدة أوكرانيا أحدث فرقاً استراتيجياً في المعركة لصالح موسكو، مشيرين إلى أن الجيش الأوكراني، يواجه نقصاً كبيراً في الذخيرة.
ويأتي فشل أوكرانيا في تحقيق اختراق جديد، واستعادة جزءاً من أراضيها، في الوقت الذي تحول فيه الاهتمام الدولي إلى حرب إسرائيل على غزة، وتعثر الدعم الأمريكي لكييف في الكونغرس، بعد أن وافق الجمهوريون في مجلس النواب على تمويل الجزء الإسرائيلي فقط من حزمة مقترحة بـ 106 مليارات دولار لأوكرانيا، وإسرائيل، وتايوان.
انحسار الدعم الأمريكييملك البنتاغون الآن حوالي 5 مليارات دولار من التمويل ضمن ميزانيته الحالية لمواصلة تزويد أوكرانيا بالأسلحة. لكن مسؤولين قالوا، إن المبلغ تراجع إلى 1.1 مليار دولار فقط في ظل سعي الجيش الأمريكي لتجديد مخزوناته العسكرية التي باتت على وشك النفاد.
ونتيجة التراجع الكبير في ميزانية البنتاغون، تقلصت حزم المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا. وتتراوح قيمة الحزم النموذجية، التي تعلن كل أسبوعين تقريباً، بين 300 مليون و500 مليون دولار. وكان المبلغ الذي أعلن في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، 125 مليون دولار.
وتشير التقديرات إلى احتمال بقاء الدعم الأمريكي منخفضاً إلى حين البت في مقترح تمويل جديد مع بداية العام المقبل، وأثارت هذه التحديات تساؤلات عن استدامة التزام أوروبا تجاه أوكرانيا، إذا ترددت الولايات المتحدة في دعم كييف. وقال مسؤولون أوروبيون كبار، إن الدعم الأمريكي لأوكرانيا ضروري، وأن الدول الأوروبية لا يمكنها أن تحل محل التمويل والدعم العسكري الأمريكي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أوكرانيا الحرب الأوكرانية المساعدات العسکریة الولایات المتحدة الدعم الأمریکی العام المقبل أوکرانیا فی ملیون دولار فی العام
إقرأ أيضاً:
ترامب: تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا مسؤولية أوروبا وليس الولايات المتحدة
سرايا - اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، أنّه على أوروبا، وليس الولايات المتحدة، تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا في إطار تسوية الحرب مع روسيا، واستبعد ضم كييف لحلف ضمان الأطلسي عشية زيارة لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال ترامب خلال الاجتماع الأول لحكومته "لن أقدّم ضمانات أمنية أبعد من ذلك بكثير".
وأضاف "سنطلب من أوروبا أن تفعل ذلك لأنها جارتهم، لكننا سنحرص على أن تسير الأمور على ما يرام".
عند سؤاله عن عضوية كييف المحتملة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أجاب "الناتو، يمكنكم نسيان أمره... أعتقد أنّ هذا على الأرجح هو السبب وراء بدء الأمر برمّته"، في إشارة إلى الحرب روسيا لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وتابع "سنبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى أفضل اتفاق ممكن لكلا الجانبين، ولكن بالنسبة لأوكرانيا، سنحاول جاهدين التوصل إلى اتفاق جيد حتى تتمكن من استرداد أكبر قدر ممكن (من الأراضي)".
وتعترف الإدارة الأميركية التي لم تعد تتحدث عن الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا، بأن هذه القضية يجب أن تكون جزءا من أي مفاوضات مستقبلية، في حين تحتل روسيا 20% من أراضي أوكرانيا.
وأكد أيضا زيارة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن الجمعة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق إطاري بشأن استغلال المعادن الأوكرانية.
ويصر الرئيس الأميركي على أن هذا الاتفاق هو بمثابة تعويض عن المساعدات العسكرية والمالية التي قدمتها بلاده لكييف خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
ومنذ المكالمة الهاتفية التي أجراها دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 12 شباط/فبراير، عكس الرئيس الأميركي موقف بلاده بشأن الحرب في أوكرانيا بشكل كامل، وذهب إلى حد وصف زيلينسكي بأنه "ديكتاتور من دون انتخابات".
ومن المتوقع أن يصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن الخميس، بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين، لمحاولة إقناع ترامب بضرورة منح ضمانات أمنية لأي اتفاق لوقف إطلاق النار مع روسيا في أوكرانيا.
تقدمت لندن وباريس بمقترح إرسال آلاف الجنود الأوروبيين لحماية أوكرانيا في إطار وقف النزاع، لكنهما تصران على ضرورة وجود "شبكة أمان" أميركية لردع روسيا عن شن غزو جديد خلال سنوات.
أ ف ب
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 26-02-2025 11:26 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية