حركات بلا قوات !!
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
صباح محمد الحسن
بعد مرور سبعة أشهر على الحرب قتل فيها أكثر من عشرة ألف سوداني ونزح بسببها سبعة ملايين، بعد كل المعارك بكافة هزائمها وخيباتها وخسارة طرفي الصراع على الأرض وخيارهم للتفاوض وبعد أن أرسل الجيش وفده إلى جدة، خرجت الحركات المسلحة لتمارس لعبة (الإستهبال) السياسي من جديد لتعلن خروجها من موقف الحياد والإنحياز إلى الجيش في بيان قالت فيه: إن السبب لانحيازها هو تزايد الإنتهاكات التي قام بها الدعم السريع في إقليم دارفور.
و الإستهبال في دهشة البيان من جرائم وانتهاكات الدعم السريع وكأنه كان حملا وديعا تحول بين ليلة وضحاها إلى ذئب مفترس ، ألم يولد من يومه (وحشا) عرفته دارفور قبل أن تعرفه الخرطوم وتدرى ببطشه وتمرده الحركات قبل الجيش!!
فالدعم السريع منذ ميلادها ونشأتها في دارفور حرقت ونهبت وقتلت فهي قوات منتهكة لحقوق الإنسان منذ صناعتها فكل من رأى ذلك بعد (١٥ أبريل) ولم يراه من قبل فهو يمارس النفاق السياسي وتبقى إدانته لسلوكها بدوافع وأغراض سياسية.
فما الذي جعل هذه الحركات تصمت طوال هذه الشهور لتخرج الآن تحدثنا عن إنحيازها الي الجيش؟.وقبل الشروع في الإجابة على هذا الإستفهام.
كم هو عدد قوات جبريل إبراهيم وكم عدد قوات مني اركو مناوي وماهو حجم إمكانياتها العسكرية!!
فالحركات المسلحة في آخر عملية إحصائية لحصر قواتها قبل اتفاق سلام جوبا اكتشف الجيش انها واجهات وقيادات بلا قوات على الأرض، وهذا ماجعل قادة الحركات يتشبثون بإتفاقية سلام تدر عليهم المال وتمنحهم المناصب لذلك ظلوا يرددون (إلا اتفاق جوبا) لأن العودة للغابة مرة أخرى شبه مستحيلة فمناوي تمرد بعد أن دخل القصر الجمهوري لكنه لم يستطيع التمرد بعد سلام جوبا بالرغم من أن الاتفاق لم ينفذ منه سوى 10٪.
لكن لماذا إنحازت الحركات للجيش بعد (خراب سوبا) وبعد أن انضم عدد من قواتها على الأرض للدعم السريع!!
لأن الحركات تعلم أن الإتفاق القادم عبر منبر جدة سيجعلها خارج المعادلة السياسية فالمنبر أخذ من الحركات نصيب الأسد الذي يرى أنها لا تستحقه فما ينطبق على الدعم السريع والجيش من إبعاد عن الحكومة القادمة ينطبق عليها ويجعلها خارج المعادلة.
أكثر منه أن عملية الإصلاح الأمني الشامل تنص على دمج كل الجيوش في جيش مهني واحد وهذه عملية (ذوبان سريع) وتلاشى لهذه الأجسام.
لذلك أن قرار الإنحياز هو قرار مطبوخ بعناية للوقوف تحت مظلة الجيش سيما إذا إتجه الخيار لنظام الحكم الكونفدرالي بعد الحرب، هذا يعني أن لاربح في تجارة التحايل و (السمسرة السياسية) بالزي المدني.
والتناقض الواضح في البيان وحده يكشف لك عملية الإستهبال جلية بين سطوره فكيف تنحاز إلى طرف في الحرب لتقاتل في صفوفه وتدعم خيار وقف الحرب في ذات الوقت
ولماذا خرج البيان بعد ساعتين من لقاء الحركات مع قيادة الدعم السريع ، ألا يعني هذا أن هناك صفقة معه… لم تكتمل؟!.
طيف أخير:
المعارك حول جبل الأولياء خطر يهدد الملايين من المدنيين ليكشف سوءات الحرب التي لاربح فيها إلا حصاد أرواح الأبرياء.
نقلاً عن صحيفة الجريدة
الوسومصباح محمد الحسنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
وفاة كل نصف ساعة بمدينة الهلالية تحت حصار الدعم السريع
الخرطوم- تدهورت الأوضاع الإنسانية والصحية في مدينة الهلالية شرقي ولاية الجزيرة وسط السودان إثر حصار تفرضه قوات الدعم السريع منذ أيام على المواطنين فيها.
وكشفت منصة "مؤتمر الجزيرة" -المختصة بأخبار الولاية- عن طحن الدعم السريع قمحا مُسمدا (يحتوي على أسمدة) وتوزيعه على المحتجزين في الهلالية مما أدى إلى وفيات على رأس كل نصف ساعة، ويتم تحديث قوائم الوفاة على مدار الساعة.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال الأمين العام للمنصة المُبر محمود إن حالات الوفاة بالتسمم بلغت حوالي 97 حالة، وأكثر من 13 قتيلا رميا برصاص الدعم السريع، إلى جانب تدمير القوات أكثر من 10 آبار مياه تدميرا كُليا وقطع أسلاك الكهرباء والمحولات، حيث يعيش سكان الهلالية الآن في ظلام دامس دون ماء وكهرباء.
إبادة ومذبحةووصف محمود ما يحدث في المدينة بالإبادة الجماعية وفقا لتعريف القانون الدولي الإنساني. وأضاف أن "مليشيا" الدعم السريع دمرت مستشفى الهلالية الذي كان يضم مركزا لغسل الكلى ويغطي حاجة أكثر من 31 قرية بالمنطقة، إلى جانب نهب وتدمير 10 صيدليات.
من جانبها، ذكرت شبكة أطباء السودان (غير حكومية) أن قوات الدعم السريع منعت الكوادر الطبية من إسعاف المصابين وهددت الممرضين بالقتل إذا لم يستجيبوا لتوجيهاتها، مع فرض حصار كامل على المنطقة. وطالبت المنظمات الأممية بفتح جسر إنساني لإنقاذ المدنيين من الحصار وإجلائهم من المنطقة.
من جهتها، نددت الخارجية السودانية بما وصفته بالمذبحة في مدينة الهلالية حيث بلغ عدد القتلى 120 بالرصاص، أو بسبب التسمم الغذائي.
تصعيد ممنهجوقالت الخارجية -في بيان صحفي- إن "التصعيد الممنهج للمذابح والفظائع من الدعم السريع ضد المدنيين يهدف لاستدعاء التدخل العسكري الدولي في السودان تحت ذريعة حماية المدنيين، بما يمكن هذه القوات من تجنب الهزيمة العسكرية، والاحتفاظ بالمواقع التي تحتلها، بما فيها مئات الآلاف من منازل المواطنين بالعاصمة الخرطوم وعدد من المدن الأخرى".
بدورها، أفادت منصة "مؤتمر الجزيرة" بأن أكثر من 30 ألف مدني محاصرون في الهلالية من بين 100 ألف من سكانها والنازحين إليها.
وقال الأمين العام للمنصة إنه تم تسجيل أكثر من حالة عنف جنسي ضد الفتيات في الهلالية بعضهن ما زلن محتجزات في المدينة، كما نهبت قوات الدعم السريع أكثر من 18 طاحونة دقيق ورحلتها إلى أماكن أخرى.
ووفقا له، تفرض "الدعم السريع" رسوما تبلغ مليون جنيه (500 دولار) نظير الخروج من الهلالية إلى منطقة أم ضوابان بولاية الخرطوم التي تقع أيضا تحت سيطرتها، و"تبتز" ماليا النازحين الذين تجاوز عددهم 20 ألفا بطلب فدية مقابل المغادرة، في ظل عدم وجود تدخل لأي منظمات إنسانية في مناطق سيطرتها.
تهجير قسريمن ناحيته، قال شاهد عيان من أبناء شرق الجزيرة -للجزيرة نت- إن "الدعم السريع" تمنع المواطنين من دخول منازلهم في الهلالية وإن ما يحدث إبادة جماعية في ظل منعهم من الطعام واحتجازهم في "المسيد" (المصلى وخلوات تحفيظ القرآن الكريم والضيافة).
ومنذ 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن قوات الدعم السريع هجوما على قرى الجزيرة إثر إعلان قائدها بالولاية أبو عاقلة كيكل انشقاقه عنها وانضمامه للجيش السوداني.
وتحدث وزير الصحة الاتحادي هيثم محمد عن وجود ما بين 300 و400 نازح يوميا منهم من يستقر بمحلية البطانة وآخرون يتجهون إلى حلفا بولاية كسلا، وهناك مصابون بالكوليرا حيث استقبل مستشفى الصباغ الريفي 150 حالة مصابة بهذا الداء.
وكشفت منصة "مؤتمر الجزيرة" عن تهجير سكان أكثر من 400 قرية من شرق الجزيرة، بينها 115 تم تهجيرها جُـزئيا، بينما بلغ أعداد النازحين الذين تم رصدهم أكثر من 400 ألف نازح.