هل يعيد التمديد لقائد الجيش الصدام بين باسيل وحزب الله؟
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
ليس خافيًا على أحد أنّ "انفراجًا" طرأ على العلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" منذ عملية "طوفان الأقصى" وما خلّفته من توتّر على الحدود الجنوبية، بعد مرحلة من "شبه القطيعة" بين الجانبين، على خلفية "الافتراق" بينهما في مقاربة استحقاق الانتخابات الرئاسية، مع تمسّك "حزب الله" بدعم ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بمعزل عن موقف رئيس "التيار" الوزير السابق جبران باسيل.
وتسبّب هذا "الافتراق الرئاسي"، إن جاز التعبير، بصدامٍ غير مسبوق بين الجانبين منذ فترة طويلة، تطوّر إلى "قطيعة علنية" بينهما، لم يتردّد معها الكثير من نواب "التيار" في انتقاد "حزب الله" علنًا، فيما ذهبت شريحة واسعة من جمهور "التيار" لما هو أبعد من مجرد الانتقاد، عبر تصويب مباشر على الحزب، لم يوفّر حتّى ما كان يُعتبَر "ثوابت استراتيجية" في أساس تفاهم مار مخايل الذي حكم العلاقة بينهما.
وفي حين ترجِم ذلك صراحةً بتقاطع "التيار الوطني الحر" مع خصوم "حزب الله"، على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، في وجه المرشح المدعوم من الحزب، عادت العلاقة بين الجانبين لتشهد تحسّنًا ملحوظًا على وقع قرع طبول الحرب بعد عملية "طوفان الأقصى"، وهو ما تجلى في الاتصال الذي جرى بين الوزير باسيل والأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، لكن هل يبقى الوضع على حاله، أم أنّ أول الاستحقاقات سيطيح بما تحقّق؟!
تحسّن العلاقات
يقول العارفون إنّ تحسّن العلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" في المرحلة الماضية ليس سرًا، بدليل الاتصال الهاتفي الذي جمع بين السيد نصر الله والوزير باسيل، عبر "خط آمن"، والذي كسر "القطيعة" بينهما، ولو لم تكن غير مُعلَنة، خصوصًا بعد تسريبات كثيرة في الآونة الأخيرة عن طلب باسيل لقاء السيد نصر الله، من دون أن يلقى تجاوبًا، ولو أنّ المسؤولين في "التيار" نفوا الطلب في أكثر من مناسبة.
ويقول العارفون إنّ تحسّن العلاقة يمكن أن يُفسَّر من زاويتين، تنطلق الأولى من الوضع الدقيق والاستثنائي الذي يمرّ به البلد، بل المنطقة بأسرها، وشعور كل من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" بوجوب التكاتف لمواجهة السيناريوهات المحتملة، وبالتالي وضع الخلافات التي عكّرت صفو العلاقة جانبًا، أقلّه لبعض الوقت، من أجل تحصين الوحدة الوطنية، خصوصًا على مستوى الملفات الاستراتيجية التي يفترض أن تكون "جامعة".
أما الزاوية الثانية، والتي قد تبدو أكثر "إقناعًا" لكثيرين، فتكمن في "المصلحة المتبادلة" بين الجانبين، فـ"حزب الله" يرحّب بأيّ دعم لموقفه من أيّ طرف، خصوصًا على الساحة المسيحية، وهو قدّر المواقف التي أطلقها باسيل منذ اليوم الأول لـ"طوفان الأقصى"، والتي اعتبرها إيجابية ومسؤولة، كما أنّ باسيل في المقابل، يعتبر أنّ مصلحته تكمن بالانفتاح على الحزب من جديد، مع انتهاء "صلاحية" التقاطع مع المعارضة، إن جاز التعبير.
استحقاق التمديد لقائد الجيش
لكن، بمعزل عن كلّ هذه التفسيرات والتحليلات، ليس خافيًا على أحد أيضًا أنّ "شهر العسل"، إن جاز التعبير، بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" قد لا يطول، مع بدء العدّ العكسي لاستحقاق لا يقلّ حساسيّة عن استحقاق الرئاسة، قد يفرّق "الحليفين اللدودين" من جديد، وهو استحقاق التمديد لقائد الجيش، علمًا أنّ هناك من يعتقد أنّ "انفتاح" باسيل على الحزب، لم يكن الهدف منه سوى انتزاع وقوف الحزب إلى جانبه في هذه "المعركة".
بالنسبة إلى العارفين، من البديهي أن يكون لاستحقاق قيادة الجيش المنتظر "تأثيره" على العلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، لكنّ ذلك ينتظر "نضوج" الصورة والمعطيات، خصوصًا أنّ "الحزب" لم يعلن حتى الآن موقفًا واضحًا من الاستحقاق، وهو يتريّث في ذلك لعدّة أسباب واعتبارات، يتصدّرها حرصه على "مراعاة خواطر" باسيل، الرافض للتمديد، وعدم رغبته في "استفزازه" في هذه المرحلة.
مع ذلك، فإنّ انطباعًا بدأ يسود بأنّ "الحزب" لن يمانع التمديد لقائد الجيش، انطلاقًا من الظروف الموضوعية، فضلاً عن الموقف المسيحي، الذي عبّر عنه البطريرك الماروني بشارة الراعي، وهو ما يدفع بعض أوساط "التيار" للحديث عن "اختبار جديد" للعلاقة مع الحزب في ضوء تعاطيه مع هذا الاستحقاق، علمًا أنّ "العونيين" الذي يَدينون للحزب رفضه التمديد لحاكم مصرف لبنان سابقًا، ينتظرون منه موقفًا شبيهًا اليوم، جازمين بتوافر "البدائل القانونية".
ثمّة من يعتبر الحديث عن العلاقة الملتبسة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" في "ذروة" الحرب على غزة، وانعكاساتها على الجبهة الجنوبية اللبنانية، "ترفًا" إلى حدّ بعيد. لكن ثمّة في المقابل، من لا يعتبرها كذلك، لأنّ هذه العلاقة بالتحديد قد تكون "فيصلاً" في رسم الكثير من السيناريوهات، ليس فقط في الاستحقاقات السياسية المنتظرة، ولكن أيضًا الأمنية إلى حدّ بعيد، بما فيها تلك المرتبطة بما يجري على أرض الجنوب! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التمدید لقائد الجیش التیار الوطنی الحر بین الجانبین العلاقة بین حزب الله تحس ن ا خصوص ا
إقرأ أيضاً:
الحزب المحلول.. هل عاد نشاطه بموافقة وشروط الجيش؟
رئيس الحزب المحلول يعتزم تكثيف نشاطه وزيارة عدو ولايات لإطلاع الأعضاء على خطة العمل الجديدة بعد تكليفه بقيادة الحزب.
بورتسودان – كمبالا: التغيير
بدأ حزب المؤتمر الوطني المحلول، يتحرك بصورة طبيعة بعد أن وجد الضوء الأخضر من قادة الجيش السوداني، وأصبح يمارس نشاطاته تحت مرأى وسمع الجميع، دون أن يتقيد بالقانون الذي أقر حله بأمر حكومة ثورة ديسمبر المجيدة، ما يطرح التساؤل هل كانت هذه العودة بموافقة وشروط الجيش؟!.
الشاهد أنه فور عودة رئيس الحزب المحلول المكلف إبراهيم محمود حامد إلى البلاد بدايات الشهر الحالي، تم استقباله في صالة كبار الزوار بمطار بورتسودان الدولي تحت لافتة القبيلة، ولكن سرعان ما تكشف الأمر بأن عودته جاءت بمباركة من الحكومة التي يسيطر عليها الجيش، وبترتيب من عناصر الحزب المحلول الذين استفادوا من حالة الفوضى التي خلفتها حرب 15 أبريل- بحسب مصادر.
وأطاحت ثورة ديسمبر 2018م بنظام المؤتمر الوطني المحلول وتم التحفظ على رأس النظام عمر البشير قبل أن يتم إيداعه السجن برفقة أعوانه، وقبل إطاحته بأكثر من شهر، نقل البشير سلطاته الحزبية إلى نائبه المعين حديثاً حينها أحمد محمد هارون، وبعد اعتقاله في أبريل 2019م، كلف وزير الخارجية إبراهيم غندور، إلا أن اعتقاله أيضاً جعل رئاسة الحزب تذهب إلى إبراهيم محمود بشكل مؤقت، وبعد خروج غندور من السجن تمسّك محمود بمنصبه وأصبح ينازع غندور فيه، قبل أن يطيح به في يوليو الماضي ويكون أمانات جديدة للحزب.
إشعال الحربوكان اجتماع مشترك بين مجلسي السيادة الانتقالي والوزراء لحكومة الفترة الانتقالية أقر في 2019م قانون “تفكيك نظام الإنقاذ”، ونص على حل حزب المؤتمر الوطني، وحذفه من سجل التنظيمات والأحزاب السياسية في السودان، علاوة على حل مجمل الواجهات التي كان يستخدمها والمنظمات الأخرى التابعة له، أو لأي شخص أو كيان مرتبط به، ومصادرة ممتلكاته وأصوله لصالح الدولة، وشرعت لجنة إزالة التمكين في مصادرة الأصول من قيادات الوطني وأودعت عدداً كبيراً منهم السجن.
لكن الحزب المحلول لم يلتزم بالقرار، وبعد انقلاب 25 أكتوبر 2021م الذي نفذه قائدا الجيش وقوات الدعم السريع، استعاد وقياداته نشاطهم عبر واجهات عدة، وساعد في ذلك قيام حرب 15 أبريل التي يتهم أنصار الحزب المحلول بإشعالها.
وبعد اندلاع الحرب انخرط عناصر الحزب المحلول والحركة الإسلامية في القتال بجانب الجيش عبر كتائب البراء والبنيان المرصوص وغيرها من المسميات، وأصبح الحزب ينشر بيانات رسمية ويحدد مواقفه بصورة علنية في جميع القضايا.
استقبال وتدشينوتعتبر عودة إبراهيم محمود إلى السودان بعد قضاء أكثر من عام بالخارج، واستقباله بشكل رسمي، إعلاناً رسمياً لتدشين الحزب نشاطاته، إذ أنه وخلال مخاطبته الحضور، حيا حامد القوات المسلحة والمشتركة في دارفور، وقال إنها تخوض معركة بقاء السودان، وأثنى على وقوف السودانيين خلف جيشهم، وقلل من المخاوف الغربية والأمريكية بشأن أوضاع السودان، مؤكدا أنه إذا توحّد أهل السودان فلن تصيبهم مشكلة، ورأى التحدي في أن ينتصر الجيش في معركته وأن يتوافق أهل السودان وقواه السياسية على إدارة شؤونهم.
وقال حامد يومها، إن الشعب السوداني لن ينخدع مرة أخرى بـ”قصص وحواديت” المعارضة، من شاكلة أن “مشكلة البلد في الكيزان”، (أي الإسلاميين)، وأنه بذهابهم سيتحسن الوضع، وتابع “براكم شفتو الحصل شنو”.
خلافات على القيادة
ويرى مراقبون أن عودة إبراهيم محمود للبلاد نتيجة للخلافات داخل قيادة الحزب، التي وصلت مرحلة ما قبل الانشقاق، منذ أن أعلن نفسه رئيساً للحزب دون أن يجد المباركة والتأييد من المؤسسات التنظيمية للحزب برئاسة الرئيس الشرعي إبراهيم غندور.
لكن مصدراً مقرباً من الحزب المحلول، نفى وجود خلافات داخل الحزب، ووصفه بأنه في أفضل حالاته، وتجاوز ما تعرض له وأجرى مراجعات شاملة.
وقال المصدر لـ(التغيير)، إن التباين في وجهات النظر والخلل التنظيمي يمكن معالجته عبر مؤسسات الحزب، مشدداً على أن التعقيدات التنظيمية فرضتها الظروف التي مرت بها البلاد والحزب، وأن المؤسسات قادرة على تجاوزها.
شروط الجيشفيما أكدت مصادر مطلعة لـ(التغيير)، أن رئيس الحزب المحلول عاد للبلاد بعد أن وجد موافقة مشروطة من قادة الجيش السوداني، ومنها ألا يتحدث الحزب عن قادته الأربعة الموجودين داخل السجن، فضلاً عن الدعم الكامل والوقوف إلى جانب الجيش في حرب الكرامة، وإبعاد كل من يخالف هذا الاتجاه.
وأكدت المصادر أن إبراهيم سيعمل على تكثيف نشاطه هذه الأيام، ويجري الآن زيارة لمدينة كسلا، وأشارت إلى أن الخطوة القادمة له هي زيارة ولايتي الشمالية ونهر النيل ليطلع أعضاء الحزب على خطة العمل الجديدة بعد تكليفه برئاسة الحزب.
مؤشر خطيروكان مستشار قائد قوات الدعم السريع الباشا طبيق، وصف عودة رئيس الحزب المحلول إلى بورتسودان وظهوره في الساحة السياسية بأنها تعد محاولة لإعادة إحياء دور المؤتمر الوطني بعد أن استحوذت الحركة الإسلامية بقيادة علي كرتي على الأوضاع العسكرية.
وقال طبيق في تغريدة له على منصة “إكس”، إن هناك انقسامات عميقة داخل صفوف المؤتمر الوطني، حيث يمثل إبراهيم محمود جناح الدكتور نافع، بينما يمثل علي كرتي جناح علي عثمان محمد طه، وهو التيار الذي كان له دور في إشعال النزاع الذي اندلع في 15 أبريل.
وفي السياق ذاته، حذر الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بكري الجاك، من عودة حزب المؤتمر الوطني، واعتبر ذلك مؤشراً خطيراً يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية وإطالة أمد الحرب.
وقال في تصريح سابق لـ(التغيير)، إن “ظهور إبراهيم محمود حامد بمدينة بورتسودان يؤكد أن كوادر المؤتمر الوطني ومليشياته بدأت ترتب للعودة لحكم البلاد بعد إشعالها الحرب”، وأضاف: “تحركاتهم الأخيرة تؤكد ذلك حتى لو كانت في ولاية واحدة”.
وعلى الصعيد، قال مساعد رئيس حزب الأمة القومي، صلاح مناع، إن عودة الرئيس المكلف لحزب المؤتمر الوطني “المحلول” إبراهيم محمود، إلى مدينة بورتسودان، تؤكد أن “معركة الكرامة” معركة الحركة الإسلامية.
وأضاف في تغريدة على منصة “إكس”، أن ظهور قيادات “الوطني” يؤكد أن الحرب ليست “حرب كرامة” بل لاستعادة ملكهم البائد وإجهاض ثورة ديسمبر”.
أمران أحلاهما مربدوره، يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الجميل الفاضل، أن تراجع موقف الجيش على الأرض، مع تنامي الضغوط الدولية، وفرض ما يشبه الحصار الدبلوماسي على حكومة الأمر الواقع، فضلا عن انحسار شعبية الحرب بعد دخولھا العام الثاني مع اتساع نسبي متدرج لجبھة رفض استمرار الحرب، “كل ھذه العوامل مجتمعة أدت لمراجعات وإن جاءت محدودة داخل صف الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وتبع ذلك صدور انتقادات علنية من إسلاميين بارزين لفكرة المضي في الحرب دون وجود بوادر انتصار محتملة”.
وقال الفاضل لـ(التغيير): “الإسلاميون يواجھون أمرين أحلاھما مر في النھاية، أمر الاستمرار في حرب ربما تقود التيار إلى ھزيمة ساحقة بعد انھيار الجيش المترنح، أو القبول بمبدأ التفاوض الذي يخرجھم عن معادلات مرحلة ما بعد الحرب، ومواجھة شبح المساءلة والمحاسبة عن الحرب، مع الذھاب في إجراءات أكثر صرامة تسعى لتفكيك بنية نظامھم وشبكاته وواجھاته التي اھترأت بفعل الحرب”.
الوسومإبراهيم غندور إبراهيم محمود حامد الجيش الدعم السريع السودان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم حزب المؤتمر الوطني المحلول