ليس خافيًا على أحد أنّ "انفراجًا" طرأ على العلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" منذ عملية "طوفان الأقصى" وما خلّفته من توتّر على الحدود الجنوبية، بعد مرحلة من "شبه القطيعة" بين الجانبين، على خلفية "الافتراق" بينهما في مقاربة استحقاق الانتخابات الرئاسية، مع تمسّك "حزب الله" بدعم ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بمعزل عن موقف رئيس "التيار" الوزير السابق جبران باسيل.


 
وتسبّب هذا "الافتراق الرئاسي"، إن جاز التعبير، بصدامٍ غير مسبوق بين الجانبين منذ فترة طويلة، تطوّر إلى "قطيعة علنية" بينهما، لم يتردّد معها الكثير من نواب "التيار" في انتقاد "حزب الله" علنًا، فيما ذهبت شريحة واسعة من جمهور "التيار" لما هو أبعد من مجرد الانتقاد، عبر تصويب مباشر على الحزب، لم يوفّر حتّى ما كان يُعتبَر "ثوابت استراتيجية" في أساس تفاهم مار مخايل الذي حكم العلاقة بينهما.
 
وفي حين ترجِم ذلك صراحةً بتقاطع "التيار الوطني الحر" مع خصوم "حزب الله"، على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، في وجه المرشح المدعوم من الحزب، عادت العلاقة بين الجانبين لتشهد تحسّنًا ملحوظًا على وقع قرع طبول الحرب بعد عملية "طوفان الأقصى"، وهو ما تجلى في الاتصال الذي جرى بين الوزير باسيل والأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، لكن هل يبقى الوضع على حاله، أم أنّ أول الاستحقاقات سيطيح بما تحقّق؟!
 
تحسّن العلاقات
 
يقول العارفون إنّ تحسّن العلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" في المرحلة الماضية ليس سرًا، بدليل الاتصال الهاتفي الذي جمع بين السيد نصر الله والوزير باسيل، عبر "خط آمن"، والذي كسر "القطيعة" بينهما، ولو لم تكن غير مُعلَنة، خصوصًا بعد تسريبات كثيرة في الآونة الأخيرة عن طلب باسيل لقاء السيد نصر الله، من دون أن يلقى تجاوبًا، ولو أنّ المسؤولين في "التيار" نفوا الطلب في أكثر من مناسبة.
 
ويقول العارفون إنّ تحسّن العلاقة يمكن أن يُفسَّر من زاويتين، تنطلق الأولى من الوضع الدقيق والاستثنائي الذي يمرّ به البلد، بل المنطقة بأسرها، وشعور كل من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" بوجوب التكاتف لمواجهة السيناريوهات المحتملة، وبالتالي وضع الخلافات التي عكّرت صفو العلاقة جانبًا، أقلّه لبعض الوقت، من أجل تحصين الوحدة الوطنية، خصوصًا على مستوى الملفات الاستراتيجية التي يفترض أن تكون "جامعة".
 
أما الزاوية الثانية، والتي قد تبدو أكثر "إقناعًا" لكثيرين، فتكمن في "المصلحة المتبادلة" بين الجانبين، فـ"حزب الله" يرحّب بأيّ دعم لموقفه من أيّ طرف، خصوصًا على الساحة المسيحية، وهو قدّر المواقف التي أطلقها باسيل منذ اليوم الأول لـ"طوفان الأقصى"، والتي اعتبرها إيجابية ومسؤولة، كما أنّ باسيل في المقابل، يعتبر أنّ مصلحته تكمن بالانفتاح على الحزب من جديد، مع انتهاء "صلاحية" التقاطع مع المعارضة، إن جاز التعبير.
 
استحقاق التمديد لقائد الجيش
 
لكن، بمعزل عن كلّ هذه التفسيرات والتحليلات، ليس خافيًا على أحد أيضًا أنّ "شهر العسل"، إن جاز التعبير، بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" قد لا يطول، مع بدء العدّ العكسي لاستحقاق لا يقلّ حساسيّة عن استحقاق الرئاسة، قد يفرّق "الحليفين اللدودين" من جديد، وهو استحقاق التمديد لقائد الجيش، علمًا أنّ هناك من يعتقد أنّ "انفتاح" باسيل على الحزب، لم يكن الهدف منه سوى انتزاع وقوف الحزب إلى جانبه في هذه "المعركة".
 
بالنسبة إلى العارفين، من البديهي أن يكون لاستحقاق قيادة الجيش المنتظر "تأثيره" على العلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، لكنّ ذلك ينتظر "نضوج" الصورة والمعطيات، خصوصًا أنّ "الحزب" لم يعلن حتى الآن موقفًا واضحًا من الاستحقاق، وهو يتريّث في ذلك لعدّة أسباب واعتبارات، يتصدّرها حرصه على "مراعاة خواطر" باسيل، الرافض للتمديد، وعدم رغبته في "استفزازه" في هذه المرحلة.
 
مع ذلك، فإنّ انطباعًا بدأ يسود بأنّ "الحزب" لن يمانع التمديد لقائد الجيش، انطلاقًا من الظروف الموضوعية، فضلاً عن الموقف المسيحي، الذي عبّر عنه البطريرك الماروني بشارة الراعي، وهو ما يدفع بعض أوساط "التيار" للحديث عن "اختبار جديد" للعلاقة مع الحزب في ضوء تعاطيه مع هذا الاستحقاق، علمًا أنّ "العونيين" الذي يَدينون للحزب رفضه التمديد لحاكم مصرف لبنان سابقًا، ينتظرون منه موقفًا شبيهًا اليوم، جازمين بتوافر "البدائل القانونية".
 
ثمّة من يعتبر الحديث عن العلاقة الملتبسة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" في "ذروة" الحرب على غزة، وانعكاساتها على الجبهة الجنوبية اللبنانية، "ترفًا" إلى حدّ بعيد. لكن ثمّة في المقابل، من لا يعتبرها كذلك، لأنّ هذه العلاقة بالتحديد قد تكون "فيصلاً" في رسم الكثير من السيناريوهات، ليس فقط في الاستحقاقات السياسية المنتظرة، ولكن أيضًا الأمنية إلى حدّ بعيد، بما فيها تلك المرتبطة بما يجري على أرض الجنوب! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التمدید لقائد الجیش التیار الوطنی الحر بین الجانبین العلاقة بین حزب الله تحس ن ا خصوص ا

إقرأ أيضاً:

فتتاح أشغال يوم برلماني حول احترافية الجيش الوطني الشعبي وتحديات العصرنة

 انطلقت اليوم الثلاثاء ، أشغال يوم برلماني بعنوان “الجيش الوطني الشعبي .. كسب رهان العصرنة والاحترافية لمواجهة التحديات”.

وخلال هذا اليوم البرلماني المنظم من طرف لجنة الدفاع الوطني للمجلس الشعبي الوطني، ستتم مناقشة عدة محاور أساسية “تعكس رؤية الدولة الجزائرية في بناء جيش عصري قادر على التصدي للتحديات المتعددة”.

وفي هذا الصدد. سيناقش البرلمانيون والخبراء في الشأنين العسكري والأمني, جملة من المواضيع المتصلة بمسار تطور الجيش الوطني الشعبي منذ الاستقلال إلى غاية بلوغه مرحلة الاحتراف والعصرنة وكذا المقاربة الوطنية في مكافحة الإرهاب.مع تسليط الضوء على التعاون الإقليمي والدولي في إطار احترام السيادة. والسياسات الدفاعية الجزائرية المبنية على الشراكة المسؤولة والاحترام المتبادل.

كما سيتم أيضا التطرق إلى التحديات الإقليمية الجديدة ودور الجيش الوطني الشعبي، عبر  تحليل السياقات الأمنية المحيطة بالجزائر وكيفية تصدي المؤسسة العسكرية لها، من خلال تبني رؤى استراتيجية فعالة.

مقالات مشابهة

  • عضو نافذ بالكونغرس وحزب ترامب يلتقي بوريطة ويصنف البوليساريو جماعة إرهابية
  • المصري الديمقراطي يلتقي قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب سوسيال ديمقراطي
  • حادث سير لقائد قوات درع السودان مع عدد من مرافقيه
  • كاتبة صحفية تكشف سر نجاح واستمرار العلاقات الزوجية رغم التحديات
  • التيار الوطني الحر: خيبة الأمل بدأت تتسلل إلى الناس
  • تركيا.. الحزب الحاكم يواصل التراجع في استطلاعات الرأي
  • افتتاح أشغال يوم برلماني حول احترافية الجيش الوطني الشعبي وتحديات العصرنة
  • فتتاح أشغال يوم برلماني حول احترافية الجيش الوطني الشعبي وتحديات العصرنة
  • القوات تقطع الطريق على باسيل
  • وفد من الوطني الحر زار السفير الجزائري مهنئا بتقديم اوراق اعتماده