فورين بوليسي: أمريكا قريبة من حرب عالمية.. قد تخسرها
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
حذّر المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكية لشؤون أوروبا وأوراسيا، أي ويس ميتشل من احتمالات اندلاع حرب عالمية، والأهم من ذلك احتمال خسارتها من أمريكا.
على الأمريكيين وحلفائهم البدء في ترتيب شؤونهم الآن حتى لا يجدوا أنفسهم غير مستعدين لنزاع عالمي، إذا نشب.
وكتب ميتشل في "فورين بوليسي" أن هناك صراعات خطيرة تتطلب اهتمام الولايات المتحدة في اثنين من المناطق الثلاث الأكثر أهمية استراتيجية في العالم.
إذا قررت الصين الهجوم على تايوان فقد يتصاعد الوضع بسرعة إلى حرب عالمية على ثلاث جبهات تشارك فيها الولايات المتحدة، بشكل مباشر أو غير مباشر. لقد تأخر الوقت، ورغم أن هناك خيارات لتحسين الموقف الأمريكي، فإن تتطلب جميعها جهداً جدياً ومقايضات حتمية.
لقد حان الوقت للتحرك بإلحاح حقيقي لتعبئة الولايات المتحدة ودفاعاتها وحلفائها لمواجهة ما يمكن أن يصبح أزمة عالمية في عصرنا.
أمريكا أضعف؟كانت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أقوى دولة على وجه الأرض. فازت بحربين عالميتين وهزمت الاتحاد السوفياتي، ولا تزال تملك أقوى جيش في العالم. وفرضت تكاليف باهظة على روسيا بدعم أوكرانيا إلى درجة أن الكاتب نفسه تصور احتمال أن تكون الولايات المتحدة قادرة على تجزئة صراعاتها زمنياً عبر إلحاق هزيمة حاسمة بروسيا، عبر حرب بالوكالة قبل تحويل اهتمامها الأساسي إلى تعزيز الموقف العسكري الأمريكي في المحيطين الهندي والهادئ.
Some articles are genuine must-reads: pieces that cut through the chatter to the key, grave issues. This, by Wess Mitchell in @ForeignPolicy, is one of those.
This is the kind of strategic clarity and vision the nation needs desperately now. https://t.co/yl9fAJWoG7
لكن هذه الاستراتيجية أصبحت أقل قابلية للتطبيق بمرور الأيام، وفق ميتشل. مع حشد روسيا مواردها لحرب طويلة في أوكرانيا وفتح جبهة جديدة في المشرق، سيتنامى الإغراء الذي يدفع الصين إلى التحرك ضد تايوان. بالفعل، تختبر بكين واشنطن في شرق آسيا، وهي تعلم جيداً أن الولايات المتحدة ستعاني للتعامل مع أزمة جيوسياسية ثالثة. إذا اندلعت الحرب فستجد الولايات المتحدة أن بعض العوامل المهمة للغاية ستعمل فجأة ضدها.
أحد هذه العوامل هو الجغرافيا. كما أوضحت الاستراتيجيتان الأمريكيتان الأخيرتان للدفاع الوطني وحسب تأكيد أحدث لجنة للوضع الاستراتيجي في الكونغرس، فإن الجيش الأمريكي اليوم، غير مصمم لخوض حروب ضد منافسين رئيسيين في وقت واحد.
وفي صورة هجوم صيني على تايوان، ستجد الولايات المتحدة نفسها تحت ضغط شديد لصد الهجوم مع مواصلة ضمان تدفق الدعم إلى أوكرانيا، وإسرائيل. وهذا ليس لأن الولايات المتحدة في تراجع. على عكس الولايات المتحدة التي تحتاج إلى أن تكون قوية في هذه الأماكن الثلاثة، يحتاج كل من خصومها، الصين وروسيا، وإيران، إلى أن يكونوا أقوياء فقط في منطقتهم الأصلية لتحقيق أهدافهم.
أكثر من خصم في السابق السيناريو الأسوأ هو تصعيد الحرب في ثلاثة مسارح نائية على الأقل، يخوضها جيش أمريكي متناثر إلى جانب حلفاء سيئي التجهيز، وغير قادرين في الغالب على الدفاع عن أنفسهم ضد قوى صناعية كبرى تتمتع بالعزم والموارد والقسوة اللازمة للتعامل مع هذه الحرب للحفاظ على صراع طويل. سيتطلب شن هذه المعركة نطاقاً واسعاً من الوحدة الوطنية، وتعبئة الموارد، والاستعداد للتضحية على نحو لم يشهده الأمريكيون وحلفاؤهم منذ أجيال.خاضت الولايات المتحدة حروباً متعددة الجبهات من قبل. لكن في الصراعات الماضية، كانت دائما قادرة على التفوق على خصومها في الإنتاج. لم يعد الأمر كذلك، فالبحرية الصينية، أصبحت أكبر من البحرية الأمريكية بالعدد الهائل للسفن، وهي تنمو بما يعادل البحرية الفرنسية بأكملها، نحو 130 سفينة، كل أربع سنوات. بالمقارنة، تخطط البحرية الأمريكية للتوسع بـ75 سفينة في العقد المقبل. الاقتصاد والمال
في الصراعات الماضية، كان بإمكان واشنطن أن تتفوق بسهولة على خصومها في الإنفاق. خلال الحرب العالمية الثانية، تضاعفت نسبة الدين الوطني إلى الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، من 61% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 113%. وعلى النقيض من ذلك، ستدخل الولايات المتحدة اليوم في صراع مع ديون تتجاوز بالفعل 100% من الناتج المحلي الإجمالي.
Smart piece from @wess_mitchell. In addition to increased US defense production and allies stepping up, I would add that the third pillar is increased reliance on nuclear deterrence. https://t.co/ke7ZwAkaRZ
— Matthew Kroenig (@MatthewKroenig) November 17, 2023وبافتراض معدل توسع مماثل لمعدل الحرب العالمية الثانية، فمن المعقول توقع أن يتضخم الدين إلى 200 % من الناتج المحلي الإجمالي أو أكثر . وكما لاحظ مكتب الميزانية في الكونغرس، ومصادر أخرى، تهدد أعباء ديون بهذا الحجم بعواقب كارثية على الاقتصاد الأمريكي والنظام المالي.
ومن شأن صراع عالمي أن يجلب مخاطر أخرى. إذ ثمة منافسان للولايات المتحدة، روسيا، وإيران، وهما منتجان رئيسيان للنفط، وجد أحد التقارير الأخيرة أن الإغلاق المطول لمضيق هرمز بسبب نزاع أوسع في الشرق الأوسط، يمكن أن يدفع أسعار النفط إلى ما هو أكثر من 100 دولار للبرميل، ما يزيد بشكل كبير الضغوط التضخمية.
والصين هي حامل رئيسي للديون الأمريكية. قد تؤدي عمليات البيع المستمرة من بكين إلى ارتفاع عائدات السندات الأمريكية، وفرض المزيد من الضغوط على الاقتصاد.
الكلفة البشريةيتضاءل كل هذا أمام الكلفة البشرية التي قد تتكبدها الولايات المتحدة في صراع عالمي. من المحتمل أن يموت عدد كبير من عناصر الخدمة الأمريكية. يملك بعض خصوم الولايات المتحدة قدرات تقليدية ونووية يمكنها الوصول إلى الأراضي الأمريكية، ويتمتع آخرون بالقدرة على إلهام أو توجيه هجمات إرهابية على غرار هجمات حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ضد الأراضي الأمريكية، وهو ما قد يكون تنفيذه أسهل بالنظر إلى ضعف الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وحسب الكاتب، لم تعد الحرب العالمية مجرد حالة طوارئ نظرية، يناقشها خبراء السياسة، ولم تعد حلماً يراود الصقور والعسكريين. إنها احتمال حقيقي ومتوقع، إن لم يكن وشيكاً.
إن الاستعداد الفعال هو الطريق إلى تحسين الردع، والخطوات اللازمة لزيادة الاستعداد للحرب ترسل إشارة واضحة إلى الخصوم مفادها أن العدوان أكثر خطورة عليهم، من الاستقرار والسلام.
ولن يكون ممكناً تعزيز الردع لدى حلفاء أمريكا ما لم تنظم الولايات المتحدة قاعدتها الصناعية الدفاعية. ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، زاد إجمالي الإنتاج الدفاعي الأمريكي 10%، فقط حتى مع إظهار الحرب الاستهلاك الهائل للذخيرة العسكرية في نزاع كبير بين القوى الصناعية بالمقارنة مع عمليات مكافحة التمرد المحدودة في الماضي القريب.
ومن الواضح أن واشنطن ستضطر إلى زيادة الإنفاق الدفاعي. للاستعداد للحرب دون تفجير الديون، سيتعين عليها تقليص الإنفاق على برامج اجتماعية تتمتع بدعم شعبي واسع. لا أحد في الكونغرس الأمريكي يريد أن يخبر الناخبين المسنين بأن المنافع التي يحصلون عليها قد تخفض. لكن البديل هو إخبارهم عن سبب نشر أبنائهم أو أحفادهم في أماكن خطيرة دون أسلحة كافية عندما تندلع الحرب.
وسيتعين على حلفاء الولايات المتحدة أيضاً أن يتدخلوا بطرق جديدة مهمة. دفعت الحرب الأوكرانية أعضاء حلف شمال الأطلسي الأوروبيين، وأبرزهم ألمانيا، إلى التعامل بجدية أكبر مع الأمن. لكن حتى الآن، يفي أقل من ثلث هذه الدول بالتزامه إنفاق ما لا يقل عن 2 % من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.
وفي مختلف أنحاء الغرب، على الحكومات والمواطنين أن يعيدوا تقييم الأولويات التي تضع بلدانهم في وضع غير مؤات في الصراع المقبل. وعلى الأوروبيين أن يعيدوا النظر في نفورهم من الطاقة النووية؛ وسيتعين على التقدميين الأمريكيين أن يعيدوا التفكير في القيود التي تحد من قدرة الولايات المتحدة على زيادة إنتاج الطاقة. زمن القرارات الصعبة لا شيء في هذه القائمة سهل. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها في زمن القرارات الصعبة. ما يحدث في أوكرانيا وإسرائيل، كان يبدو غير قابل للتصور منذ بضع سنوات، ومن المرجح أن تبرز المزيد من الأنباء السلبية في الأيام المقبلة وفق الكاتب، وعلى الأمريكيين وحلفائهم البدء في ترتيب شؤونهم الآن حتى لا يجدوا أنفسهم غير مستعدين لنزاع عالمي، إذا نشب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أمريكا من الناتج المحلی الإجمالی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
أرقام رسمية تكشف زيادة عدد المشردين في الولايات المتحدة في عام 2024
أعلنت وزارة الإسكان الأمريكية، الجمعة، أنّ عدد المشرّدين المسجّلين في الولايات المتحدة في 2024 بلغ 770 ألف شخص، في رقم قياسي يزيد بنسبة 18 بالمئة عن عددهم في 2023.
وعزت الوزارة هذه الزيادة إلى أسباب عدّة، من أبرزها عدم توفر مساكن منخفضة التكلفة، والتضخّم، وتدفّق مهاجرين على البلاد، وتوقف بعض المساعدات التي قُدّمت خلال جائحة كوفيد-19، والكوارث الطبيعية العديدة التي شهدتها الولايات المتّحدة. وحذّرت الوزارة من أنّ هذا الإحصاء يستند إلى تعدادات أجرتها سلطات عدد من المدن والبلدات في ليلة واحدة في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، وبالتالي فإن البيانات التي يرتكز إليها جُمعت قبل عام وبالتالي فمن المحتمل أن لا يمثّل تمثيلا حقيقيا الوضع الحالي بسبب التغيّرات التي طرأت مذّاك.
ويعكس هذا العدد القياسي المشكلة الضخمة التي يعاني منها أكبر اقتصاد في العالم والمتمثّلة بانعدام المساواة الاقتصادية والاجتماعية.
وبحسب الوزارة فإنّ الدراسة أظهرت ارتفاعا ملحوظا في عدد العائلات المشرّدة، ومردّ ذلك بشكل خاص إلى "التأثير الملحوظ بشكل خاص" للهجرة.
كذلك فإنّ الكوارث الطبيعية التي تتزايد وتيرتها مع ظاهرة الاحتباس الحراري، ساهمت في زيادة عدد المشرّدين، وفق التقرير.
ومن هذه الكوارث الحريق الذي اندلع في جزيرة ماوي بأرخبيل هاواي وشرّد 5200 شخصا تمّ إحصاؤهم في ملاجئ الطوارئ في نفس الليلة التي جرى فيها التعداد.
ومذاك، شهدت الولايات المتحدة كوارث طبيعية أخرى، مثل الإعصارين هيلين وميلتون اللذين اجتاحا جنوب شرق البلاد في الأشهر الأخيرة وتسبّبا بتهجير العديد من السكّان. ولفتت الوزارة إلى أنّ نسبة المشرّدين من الأمريكيين السود أو الأفارقة بلغت 32 بالمئة في حين أنّ هذه الشريحة الإثنية لا تشكّل سوى 12 بالمئة من إجمالي سكّان الولايات المتّحدة.
وتمّ إجراء هذا التعداد قبل أن تُصدر المحكمة العليا في حزيران/ يونيو قرارا يسمح للسلطات بمعاقبة المشردين الذين ينامون في العراء، والذي نتج عنه تشديد السياسات المتعلقة بالمشردين في عدد من الولايات. وإثر صدور قرار المحكمة العليا أمر حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم بتفكيك مخيّمات المشردين في سائر أنحاء هذه الولاية الواقعة في غرب البلاد.
ويعيش ما يقرب من رُبع المشرّدين في الولايات المتحدة في ولاية كاليفورنيا.