بروفيسور يرسل حمضه النووي إلى القمر حتى يتمكن الفضائيون من استنساخه!
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
الولايات المتحدة – قرر أستاذ في الفيزياء، إرسال الحمض النووي الخاص به إلى القمر على أمل أن تتمكن حضارة فضائية متقدمة في المستقبل من استخدامه في عمليات استنساخ.
ويعد كين أوم (86 عاما)، أستاذ الفيزياء، واحدا من أولئك الذين قرروا المشاركة في إرسال الحمض النووي إلى القمر مع شركة تدعى الفضاء “سيليستيس” (Celestis)، ومقرها تكساس، متخصصة في إرسال بقايا الجثث المحترقة إلى المدار منذ سنوات عديدة.
ويراهن أوم على وجود حضارات تتمتع بقدرات تكنولوجية عالية للاستفادة من حمضه النووي.
ويتطلع أوم، من بين سبعة آخرين، إلى إرسال، ليس فقط رماد جثته المحترقة، بل حمضه النووي إلى القطب الجنوبي للقمر خلال مهمة “سيليستيس” القادمة.
وأوضح أوم في مقابلة مع صحيفة “نيويور تايمز” أنه بعد 30 ألف أو 40 ألف سنة من الآن، قد تكون هناك فرصة “لأن تكتشف بعض بقايا هذه الحضارة أو حضارة أخرى مخططه الجيني”.
وأشار إلى أنه يدرك أن الحضارة الفضائية ستحتاج إلى أن تكون “متطورة بما فيه الكفاية” للقيام بذلك.
ويعتقد أوم أنه إذا عثروا بطريقة أو بأخرى على الحمض النووي الخاص به، فإنه “يفترض أن ذلك سيكون لشيء رائع للغاية”.
وعلى وجه التحديد، يأمل أن يتم استخدام الحمض النووي الخاص به في إنشاء “حديقة حيوانات بين المجرات مع وجود كين أوم في قفص، أو سرب من الآلاف من كين أوم المعاد تشكيله ينتشر عبر الكون”.
ومع ذلك، أصر أوم على أنه “يعيش في حالة من عدم اليقين” بشأن ما سيحدث بالضبط لحمضه النووي.
وكان يأمل دائما في الوصول إلى الفضاء كرائد فضاء، لكن وكالة ناسا رفضت ذلك باستمرار لأنه كان طويل القامة حيث يبلغ طوله نحو 1.88 مترا.
وقال أوم لصحيفة “نيويورك تايمز”: “لقد فعلت كل ما كان من المفترض أن أفعله، باستثناء الانكماش”.
وترسل شركة “سيليستيس” الحمض النووي إلى القمر منذ عام 1994. وجاء في الموقع الإلكتروني للشركة: “ستبقى كبسولات سيليستيس التذكارية التي تحمل بقايا الجثث المحترقة والحمض النووي على سطح القمر بمثابة تكريم دائم للأرواح الجريئة التي لم تتوقف أبدا عن الوصول إلى النجوم”.
وقد أنجزت الشركة بعثات لأكثر من 1000 عائلة في أكثر من 20 دولة. ويمكن المشاركة في رحلة الفضاء التذكارية Luna التي تنطلق إلى مدار القمر أو السطح مقابل 12995 دولارا لكل مهمة عبر مركبة “سيليستيس”.
وتوفر الشركة أيضا خدمات أخرى لإرسال بقايا جثث محترقة أو الحمض النووي إلى المدار الأرضي، فضلا عن خدمة Voyager التي تهدف إلى حمل المركبة الفضائية سيليستيس بقايا الجثث المحترقة أو الحمض النووي في رحلة سماوية دائمة إلى ما هو أبعد من القمر، تبدأ من سعر 12995 دولارا.
المصدر: ذي صن
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الحمض النووی النووی إلى إلى القمر
إقرأ أيضاً:
فرنسا.. “شمس اصطناعية” تحقق إنجازا غير مسبوق في مجال الاندماج النووي
فرنسا – تمكن مفاعل “ويست” (WEST) في جنوب فرنسا من تحقيق إنجاز غير مسبوق في مجال الاندماج النووي، مع الحفاظ على البلازما لمدة 22 دقيقة و27 ثانية، محطما الرقم القياسي العالمي السابق.
يمثل هذا التقدم خطوة كبيرة نحو تحقيق اندماج نووي مستدام، وهو ما يعتبر أحد أبرز التحديات العلمية والهندسية في الوقت الحالي.
يتضمن الاندماج النووي العملية التي تندمج فيها نواتان ذريتان خفيفتان لتكوين نواة أثقل، وهي العملية نفسها التي تحدث داخل الشمس والنجوم، ما ينتج كميات هائلة من الطاقة.
ولإنتاج هذه الطاقة على الأرض، يجب تسخين وقود الاندماج – خليط من الديوتيريوم والتريتيوم (نظائر للهيدروجين) – إلى درجات حرارة تتجاوز 50 مليون درجة مئوية، ما يؤدي إلى تكوين بلازما، وهي الحالة الرابعة للمادة بعد الصلب والسائل والغاز.
ويواجه العلماء تحديا رئيسيا يتمثل في الحفاظ على البلازما في درجات الحرارة العالية هذه لفترات طويلة، وهو ما يعد شرطا أساسيا لجعل الاندماج النووي مصدرا عمليا ومستداما للطاقة. وقد نجح مفاعل “ويست” في تحقيق ذلك من خلال استخدام تقنية الاحتواء المغناطيسي، حيث يتم توليد مجالات مغناطيسية قوية لحصر البلازما داخل حجرة المفاعل ومنعها من التبريد أو التبدد.
ويعتمد المفاعل على تصميم يعرف باسم “توكاماك”، وهو جهاز يأخذ شكل حلقة “دونات”، يتم فيه تسخين البلازما وإبقاؤها تحت السيطرة باستخدام حقول مغناطيسية قوية. وحتى وقت قريب، لم يكن العلماء قادرين على الحفاظ على البلازما في مثل هذه المفاعلات إلا لبضع دقائق. لكن الإنجاز الجديد الذي حققه مفاعل “ويست” يمثل قفزة كبيرة، حيث تمكن من زيادة مدة احتواء البلازما بنسبة 25% مقارنة بالرقم القياسي السابق، الذي سجله المفاعل الصيني التجريبي EAST منذ بضعة أسابيع.
وبهذا الصدد، قالت آن إيزابيل إيتيانفر، مديرة الأبحاث الأساسية في لجنة الطاقات البديلة والطاقة الذرية الفرنسية (CEA): “لقد حقق مفاعل “ويست” إنجازا تقنيا رئيسيا جديدا من خلال الحفاظ على بلازما الهيدروجين لأكثر من عشرين دقيقة، مع ضخ 2 ميغاواط من طاقة التسخين. وهذه خطوة أساسية في طريق تطوير مفاعلات اندماجية قادرة على العمل لفترات أطول”.
كما أشارت إلى أن التجارب ستستمر مع زيادة مستويات الطاقة، ما قد يفتح آفاقا في تطوير مصادر طاقة نظيفة وفعالة.
يعتبر الاندماج النووي بديلا أكثر أمانا ونظافة مقارنة بالانشطار النووي المستخدم حاليا في محطات الطاقة النووية. والفرق الرئيسي بينهما هو أن “الانشطار النووي يعتمد على تقسيم ذرات ثقيلة مثل اليورانيوم أو البلوتونيوم، ما ينتج عنه كميات كبيرة من النفايات المشعة التي تتطلب معالجة وتخزينا آمنا لعشرات الآلاف من السنين. أما الاندماج النووي، فيعمل عن طريق دمج ذرات خفيفة مثل الهيدروجين، وينتج نفايات مشعة أقل بكثير، كما أنه لا ينتج كميات كبيرة من الغازات الدفيئة، ما يجعله خيارا أكثر استدامة للبيئة”.
وعلى الرغم من الإنجاز الكبير الذي تحقق، لا تزال هناك تحديات تقنية وهندسية يجب التغلب عليها قبل أن يصبح الاندماج النووي مصدرا رئيسيا للطاقة، ومن أبرز هذه التحديات: خفض تكاليف التشغيل، حيث أن إنشاء وتشغيل مفاعلات الاندماج لا يزال مكلفا للغاية. وتحقيق استقرار البلازما لفترات أطول، لمنع التفاعل من الانهيار. وتسخير الطاقة المنتجة بفعالية وتحويلها إلى كهرباء قابلة للاستخدام عبر الشبكة الوطنية.
يوصف مفاعل “ويست” بأنه “شمس اصطناعية” لأنه يحاكي العمليات النووية التي تحدث داخل الشمس، ما يجعله من أكثر المشاريع طموحا في مجال أبحاث الطاقة.
المصدر: ديلي ميل