من المستشفيات والإسعاف إلى شركات الاتصالات، مرورا بالمواطنين وطواقم الدفاع المدني، تتعالى الأصوات المطالبة بإدخال كميات كافية من الوقود، لتبقي الحياة اليومية في قطاع غزة ضمن حدها الأدنى.

والأربعاء، دخلت مصر شاحنة محملة بـ 25 ألف لتر من الوقود، مقدمة لصالح تشغيل سيارات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).



42 يوما على العدوان | الاحتلال يعزل قطاع غزة عن العالم.. ويواصل المجازر بحق الفلسطينيين

وتشير بيانات الإدارة العامة للبترول في وزارة المالية الفلسطينية، أن حاجة قطاع غزة الشهرية من الوقود (البنزين والسولار) تبلغ قرابة 12 مليون لتر.

أي أن كمية الوقود الواصلة إلى القطاع، الأربعاء، لصالح الأونروا، تمثل 0.2 بالمئة فقط من حاجة غزة للوقود شهريا، في الظروف الطبيعية.

ولم تدخل أية كميات من الوقود إلى القطاع منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، الأمر الذي أصاب مفاصل الحياة بالشلل شبه التام.

إلى جانب هذه الكمية، فإن متوسط حاجة غزة الشهرية من الوقود الصناعي اللازم لتوليد الكهرباء، نحو 12 مليون لتر، منها 3 ملايين لتر شهريا لمشافي القطاع لغرض توليد الكهرباء.

مفوض الأونروا يعلن انقطاع الاتصال بفرق الوكالة في غزة

وكلمة "الوقود" هي اختصار لمختلف أنواع المحروقات (بنزين، سولار، سولار صناعي لتوليد الطاقة، كاز) التي تمثل أولوية إلى جانب المياه والدواء لسكان قطاع غزة، فيشمل الوقود، السولار المخصص لتوليد الكهرباء لمشافي غزة، وذلك المخصص لتوليد الطاقة لمضخات المياه من الآبار.

كما يشمل الوقود، مصدر الطاقة لتشغيل سيارات الإسعاف وآليات الدفاع المدني اللازمة لنقل ضحايا القصف الإسرائيلي؛ والوقود أيضا هو مصدر الطاقة الوحيد حاليا لتوليد الكهرباء لمقاسم شركات الاتصالات، كما أنه الوقود اللازم لتشغيل المركبات على مختلف أنواعها.

حقوقي فرنسي: لدينا أدلة تثبت ارتكاب "إسرائيل" إبادة جماعية في قطاع غزة

وتعتمد غزة، التي يقطنها عدد كبير من السكان يبلغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، إلى حد كبير على دولة الاحتلال؛ لمياه الشرب والإمدادات الغذائية والكهرباء والوقود لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة فيها.

ومنذ 42 يوما، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11ما يزيد عن ألفا و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.

غياب الوقود

تعتبر غزة اليوم، نموذجا مثاليا لفرضية انقطاع أنواع الوقود عن أي منطقة في العالم؛ والبداية تتمثل في انقطاع الطاقة الكهربائية، حيث تعمل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة على السولار لتوليد الطاقة.

ظل صامدا لليوم الـ41 من العدوان.. مستشفى الإندونيسي يتوقف عن العمل (شاهد)

ومنذ الأسبوع الأول للحرب، توقفت المحطة عن توليد الطاقة، كما نفد الوقود الصناعي اللازم لتشغيل المولدات الأصغر حجما، سواء للمشافي وشركات الاتصالات وللمراكز الصحية والمنازل، ولضخ المياه من الآبار الجوفية.

كذلك، اضطر آلاف الغزّيين لاستبدال أنواع البنزين والسولار بزيت الطهي داخل خزان الوقود في المركبات، لكن الغالبية العظمى أجبرت على ترك سياراتها لعدم وفرة الوقود، ولاحقا لحظر تحرك السيارات من قبل جيش الاحتلال في شمال ووسط غزة.

ويحصل القطاع على معظم احتياجاته اليومية من الوقود (البنزين والسولار) من مصر، بأكثر من 10 ملايين لتر شهريا، من أصل 12 مليونا، والباقي يصل من دولة الاحتلال، بحسب بيانات الإدارة العامة للبترول الفلسطينية.

أما الوقود الصناعي اللازم لتوليد الكهرباء سواء لمحطة التوليد، أو للمشافي والمؤسسات الأخرى، فإنه يأتي من خلال دولة الاحتلال، عبر تنسيق مع قطر منذ سنوات، بكمية 12 مليون لتر شهريا.

عودة للبدائية

ووسط غياب الوقود وبالتالي الكهرباء، فإن مظاهر الحياة البدائية بدأت تطفو على السطح في القرن الحادي والعشرين، ضمن محاولة الغزيين التأقلم على الواقع المفروض عليهم.

اليوم، وبسبب غياب الوقود فإن مئات الجثث ما تزال تحت الأنقاض لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل الآليات اللازمة لرفع الأنقاض والبحث عن مفقودين.

وتضطر عائلات إلى استخدام أيديهم أو أدوات بسيطة لرفع الأجزاء الصغيرة من الأنقاض، فيما يقول مواطنون إن روائح جثث متحللة تنتشر في عديد الأحياء شمالي غزة.

ومن مظاهر الحياة اليومية، أصبح الحطب هو مصدر الطاقة اللازم لصناعة الخبز، ومصدر التدفئة مع دخول فصل الخريف وبدء هطول الأمطار على القطاع منذ الأسبوع الجاري.

كذلك، أصبحت الدواب (الحمير والخيل)، أداة نقل رئيسة بدلا من السيارات لمن يعجز عن السير عدة كيلومترات من العائلات النازحة من الشمال إلى الجنوب.

أما الحصول على المياه، ومع غياب الوقود اللازم لتوليد الكهرباء للمضخات، وانقطاع المياه عن معظم مدن القطاع من جانب الاحتلال، بدأت عائلات إما بتحلية مياه البحر بإضافة السكر، أو غلي مياه البحر.

كذلك، انتشرت الأسبوع الماضي، مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، لأفراد يستحمون بمياه البحر على شاطئ قطاع غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الدفاع المدني الوقود قطاع غزة مصر جيش الاحتلال مصر قطاع غزة الوقود جيش الاحتلال الدفاع المدني سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الوقود قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء يبحث مع هواوي التعاون في مشروعات الطاقة المتجددة وأنظمة التخزين

بحث وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت، مع رئيس شركة هواوي العالمية للطاقة الرقمية والطاقات الجديدة والمتجددة تشالز يانج، والوفد المرافق له، سبل دعم وتعزيز التعاون والعمل المشترك في إطار خطة التحول الرقمي، وتعظيم العوائد من مشروعات الطاقة المتجددة باستخدام تكنولوجيا تخزين الطاقة واستخدامها على مدار اليوم في المناطق المتفرقة التي تبعد عن الشبكة الموحدة.

وذكرت وزارة الكهرباء، في بيان اليوم الثلاثاء، أن الاجتماع ناقش مشروعات الشركة للتحول الرقمي، وخفض الفقد، ومنع الهدر، وترشيد استهلاك الكهرباء، وكذلك تكنولوجيا تخزين الطاقة المتجددة واستخدامها لتغذية المناطق الصناعية والتجمعات السكانية المتفرقة التي تبعد عن الشبكة الموحدة، في إطار خطة تعظيم العوائد من مشروعات الطاقة الشمسية، وخفض استهلاك الوقود.

وتطرق الاجتماع إلى قيام الشركة بدراسة استخدام التكنولوجيا التي تمتلكها في خفض الفقد، ومنع الهدر، والتصدي للتعدي على التيار الكهربائي في بعض المحافظات، واختيار محافظة كنموذج لبدء العمل على شبكات التوزيع، والاستفادة من خبرات الشركة لتسريع الانتقال من الشبكة التقليدية النمطية إلى شبكة ذكية لتحسين جودة الخدمات الكهربائية، وتحديث وتطوير الشبكة الموحدة.

وقال الوزير إن هناك شراكة وتعاونًا مع الشركة الصينية للاستفادة من الخبرات والتكنولوجيا التي تمتلكها، خاصة في مجال الشبكات والمدن الذكية، وحلول الطاقة الجديدة والمتجددة، وكفاءة الطاقة، مشيرًا إلى مساهمة شركة هواوي في العديد من مشروعات قطاع الكهرباء.

وأكد أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع الطاقة المتجددة، ووحدات تخزين الكهرباء المتصلة والمنفصلة، وفقًا لاستراتيجيتنا الوطنية الطموحة المحدّثة للطاقة، في ضوء الإجراءات التي اتخذتها الدولة من إعادة بناء كاملة للبنية التحتية، وتعزيز البنية التشريعية اللازمة والمشجعة للقطاع الخاص لتنفيذ المشروعات في مختلف مجالات الكهرباء والطاقة.

وأكد الدكتور محمود عصمت أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة يواصل العمل لتطوير وتحديث الشبكات، واستخدام التكنولوجيا لمحاربة ظاهرة سرقة التيار، وخفض الفقد، وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، موضحًا أن التحول من الشبكات التقليدية إلى الشبكات الذكية يعد نقلة نوعية في مستقبل نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، التي تعتمد بشكل كبير على استغلال موارد الطاقة المتجددة.

وأشار إلى استخدام أحدث السبل لتطبيق تكنولوجيا الاتصالات وأمن المعلومات في مجال التحول الرقمي، والالتزام بمعايير الجودة والكفاءة، التي تُعد المحدد الرئيسي لخطة العمل لتحسين معدلات الأداء، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

اقرأ أيضاًالدكتور محمود عصمت: شراكة استراتيجية بين مصر والسعودية فى مجالات الكهرباء

وزير الكهرباء يتوجه إلى روسيا لبحث مستجدات مشروع محطة الضبعة النووية

وزير الكهرباء يوجه بإنشاء وحدات طاقة متجددة في المناطق الحدودية

مقالات مشابهة

  • تزامناً مع احتفالات عيد التحرير.. توفير الكهرباء لإحداث التنمية على أرض سيناء
  • (ABB) في الإمارات.. رائدة تقنيات الكهرباء والأتمتة
  • الطاقة: شهادات تأهيل ومخزون 20% إلزامي لتشغيل محطات الوقود بالمملكة
  • نفاد الوقود يخرج محطة الرئيس في عدن عن الخدمة ومؤسسة الكهرباء تناشد الرئاسي والحكومة ''بيان''
  • محافظ قنا يفتتح ورشة عمل حول الطاقة الجديدة والمتجددة وترشيد استهلاك الكهرباء
  • توليد الكهرباء من الأمطار بكفاءة أعلى من السدود
  • جنرال إسرائيلي: العالم يعيد ترتيب الشرق الأوسط بدوننا ونتنياهو منشغل بحرب غزة
  • وزير الكهرباء يبحث مع هواوي التعاون في مشروعات الطاقة المتجددة وأنظمة التخزين
  • عدوان الاحتلال على طولكرم يدخل يومه الـ86
  • قصف وحصار وتجويع حتى الموت.. وكالات أممية وطبية: حرب شاملة على الحياة في غزة