ما هو الذكاء الاصطناعي وكيف يعمل؟ هل يسبب خطر للبشرية؟
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
بسرعة البرق يفرض الذكاء الاصطناعي سيطرته على المجالات كافة، ليهدد بزوال بعض المهن، إذ بدأ بالفعل الاستعاضة به لتنفيذ مشروعات مختلفة، ما بدوره قد يقلص دور العامل البشري في عدد من المؤسسات، التي تستعين بالذكاء الاصطناعي في أمور كثيرة.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟تسمح تقنية الذكاء الاصطناعي للكمبيوتر بالتفكير والتصرف والاستجابة كما لو كان إنسانًا، إذ يمكن تزويد الحاسوب بكميات ضخمة من المعلومات والبيانات، يجرى تدريبها على تحديد الأنماط بها، ليصبح بإمكانها التنبؤ وحل المشاكل، وحتى التعلم من أخطائها.
الذكاء الاصطناعي يستخدم مجموعة من الخوارزميات، عبارة عن تعليمات وخطوات يجب اتباعها بالترتيب الصحيح لإكمال مهمة بعينها، إذ يعد التكنولوجيا التي يعتمد عليها المساعدي الصوتية الرقمية مثل أليكسا وسيري، من أجل تنفيذ مهمة برمجية ما، بحسب «سي إن إن» التي أفردت تقريرًا مطولًا عن هذه التقنية الحديثة.
يسمح أيضًا الذكاء الاصطناعي بتنظيم عملية تشغيل برامج وتطبيقات عدة، مثل «يوتيوب» و«سبوتيفاي»، كما يستخدم أيضًا في تحديد سياسية المحتوى الذي يقدم على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، إلى جانب إظهار المحتوى وفقًا لاهتمامات كل مستخدم.
في الأونة الأخيرة لجأت بعض الشركات التسويقية، إلى الذكاء الاصطناعي من أجل تحليل عادات شراء عملائها، وبناءً على هذا التحليل ، تعرض توصيات للمشتريات المستقبلية التي تناسب اهتمامات كل عميل بشكل فردي.
وفي الأشهر الأخيرة انتشرت بشكل واسع تطبيقات ذكاء اصطناعي تعمل على الرد والدردشة وتوضيح الاستفسارات لملايين المستخدمين، مثل تطبيقات «GBT Chat وMy AI Snapbot»، إذ يعدان من أقوى التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
كيف يهدد الذكاء الاصطناعي بزاول بعض المهن؟رغم التطور الاستثنائي للتكنولوجيا، ودخول الذكاء الاصطناعي في أمور الحياة كافة نسبيًا، إلا أنه لايزال يشكل خطرًا على بعض المهن البشرية، التي قد تزول في وجود الذكاء الاصطناعي وخاصة الإنتاجي، والذي يعد شكل استثنائي يعمل على بناء قاعدة معلومات جديدة غير مسبوق كتابتها في أي موقع، أي تقدم محتوى حصري للعميل، إذ يعرف كيفية بناء معلومات جديدة من البيانات السابقة والأنماط، بحيث يكون قادرًا على إنشاء محتوى جديد وأصلي يبدو كما لو أنه تم إنشاؤه بواسطة كائن بشري.
يتم ربط تقنية الذكاء الاصطناعي الإنتاجي مع برنامج حاسوبي يُعرف بـ «شات بوت»، الذي يتلقى رسائل نصية من المستخدمين ويستجيب لها بطريقة منطقية وذكية، يمكن لهذه التطبيقات الإجابة على الأسئلة وسرد القصص وكتابة الشفرة.
الأمر ليس دقيقًا بنسبة 100%، ففي بعض الأحيان يقدم كل من GBT Chat وMy AI Snapbot إجابات غير صحيحة للمستخدمين، أو تحمل تحيزات مثل الجنسية أو العنصرية، وذلك وفقًا للتحديثات والمعلومات التي يملكها، مع قلة التنظيمات الموجودة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، حذر الخبراء من أن تطوره السريع، الذي من الممكن أن يكون خطيرًا، وقد طالب البعض حتى بوقف البحث عن الذكاء الاصطناعي.
الأب الروحي للذكاء الاصطناعي جيفري هينتون، تقدم باستقالته من جوجل، في مايو المنقضي، محذرًا من أن الروبوتات الذكية، التي قد تصبح أذكى من البشر في السنوات المقبلة.
لم تمر أيام، ونشر مركز الأمن الأمريكي للذكاء الاصطناعي بيانًا على موقعه الإلكتروني، يؤيد خلاله ما يقال عن الذكاء الاصطناعي ومخاطره على الوجود البشري في بعض المهن، وقال البيان أن استخدام تلك التقنية قد يولد معلومات كاذبة قد تزعزع المجتمع، وفي أسوأ الحالات قد تؤدي إلى انقراض البشرية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: للذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي ما هو الذكاء الاصطناعي خطر الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی بعض المهن
إقرأ أيضاً:
مؤتمر بالبريمي يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على أفكار الشباب
انطلقت في جامعة البريمي أعمال مؤتمر "الأمن الفكري بين الشريعة والقانون" بمشاركة واسعة من مختلف مؤسسات التعليم العالي، بالإضافة إلى الجهات الحكومية والخاصة برعاية معالي الشيخ غصن بن هلال العلوي رئيس جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، بحضور سعادة السيد الدكتور حمد بن أحمد البوسعيدي، محافظ البريمي.
وقال الدكتور سعيد يونس رئيس جامعة البريمي: إن هذا المؤتمر يهدف إلى مناقشة القضايا المعاصرة التي أصبحت جزءا من حياتنا اليومية في ظل التطور التكنولوجي السريع، خصوصا في مجال التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، كما أشار إلى التحديات التي تطرأ على نشر المعلومات وتأثيرها على أفكار الشباب، خاصة في ظل انتشار الأفكار المتطرفة والضارة التي قد تزعزع استقرار المجتمعات، وأكد ضرورة إيجاد آليات شرعية وقانونية لحماية الأجيال القادمة والمجتمعات من تأثير هذه الأفكار وتطوير سياسات لتحصين الشباب والمجتمع من آثارها السلبية.
وأضاف إن الجامعة تسعى من خلال هذا المؤتمر إلى تحقيق رسالتها في توفير بيئة تعليمية مبتكرة تقوم على التعليم الأكاديمي والبحث العلمي والمشاركة المجتمعية، ومن خلال الاستفادة من شراكات محلية وعالمية، جاءت محاور المؤتمر لتوسيع آفاق النقاش بين المشاركين حول القضايا الشرعية والقانونية، وأكد أن المؤتمر يسهم في تعزيز المشاركة المجتمعية وتوسيع معارف الطلاب والباحثين في الجامعة، وإطلاعهم على القضايا التي تهم المجتمع، بالإضافة إلى تقديم آخر المستجدات في مجال البحث العلمي التخصصي، ليكونوا قادة فاعلين في خدمة وطنهم ومجتمعهم.
من جانبه، استعرض الدكتور جميل بن عامر الهنائي رئيس المؤتمر تفاصيل محاور المؤتمر التي تضم 37 ورقة بحثية تم عرضها في أربع قاعات في وقت متزامن، وذكر أن الهدف من المؤتمر هو تعزيز الانتماء الوطني وغرس مفهوم المواطنة، بما يسهم في حماية الوطن والمجتمع من الأفكار الدخيلة والضارة، التي لا تتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد، كما تناول موضوعات مهمة عبر خمسة محاور رئيسية، تشمل مفهوم الأمن الفكري من منظور شرعي وقانوني، ودوره في تعزيز الانتماء وحفظ الهوية العمانية، وحماية المجتمع من المخاطر السلبية لشبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى دور الأمن الفكري في مواجهة الفكر الدخيل وتأثيره على النظام العام.
تطرق المؤتمر إلى مجموعة من الموضوعات المهمة المتعلقة بالأمن الفكري، حيث تم استعراض مفهومه، وأنواعه، وصوره، والتحديات المعاصرة التي قد تؤثر على فكر النشء وأخلاقهم وسلوكياتهم وعاداتهم وتقاليدهم، كما تم تسليط الضوء على دور المؤسسات التعليمية مثل المسجد والمدرسة والجامعة، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة في تعزيز المعرفة، وتوجيه أفكار الشباب نحو القيم السليمة، وتعزيز التعايش والتسامح بين الأفراد والجماعات.
وخرج المؤتمر بعدد من النتائج والتوصيات التي ستسهم في معالجة بعض القضايا والإشكاليات المعاصرة، خصوصًا في ظل المستجدات والمتغيرات الفكرية والأحداث الراهنة التي يمكن أن تؤثر على تفكير وسلوكيات الشباب، كما تناول المؤتمر التحديات الناتجة عن التطور السريع في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والشبكة العنكبوتية، والتنقل، والتداخل الزمني بين الأحداث، بعد أن أصبح العالم "قرية صغيرة" يمكن للجميع التفاعل معها عبر الأجهزة الذكية المتنقلة.