نيودلهي في لقاء كركيت في كأس العالم

صورة الضباب في ملعب "آرون جيتلي" في قلب منطقة دلهي الكبرى مخيفة. ألغيت تدريبات فريقي بنغلادش وسريلانكا بسبب تلوث الهواء الشديد؛ إذ يتراوح مؤشر جودة الهواء  في دلهي بين "سيئ للغاية" و"خطير" منذ عدة أيام. ويُنصح بتجنب الأنشطة في الهواء الطلق بسبب المخاوف المحتملة على الصحة.

مختارات خبير ألماني يحذر من ممارسة الجري في الجو البارد دراسة: تلوث الهواء يقصّر العمر... كيف؟

كشفت دراسة حديثة أن تلوث الهواء يضر بالصحة أكثر من استهلاك الكحول بأضعاف. ما هي الدول الأكثر تلوثاً؟ وما انعكاسات انخفاض جودة الهواء على صحتنا.

أضراره تعادل تلوث الهواء.. باحثون يحذرون من التسمم بالرصاص!

مادة الرصاص موجودة في الأطعمة والأطباق والأسمدة وغير ذلك من المواد الغذائية. لكن هذه المادة الموجودة بكثرة من حولنا لها أضرار وخيمة على صحتنا. أضرار تعادل أضرار تلوث الهواء، وفق ما كشفت إحدى أحدث الدراسات.

أخبار سيئة للهند كمرشح لاستضافة الألعاب الأولمبية

ألغيت بعض الحصص التدريبية، بيد أن المباريات يجب أن تخاض. وخلال المباراة، يتنفس اللاعبون الغبار الدقيق الضار بشكل خاص، حيث تكون جزيئاته صغيرة للغاية وتظل في الرئتين لفترة طويلة. كانت نسبة هذه الجزيئات المعروفة باسم جسيمات PM 2.5 هي 184 ميكروغراماً لكل متر مكعب، وهو ضعف الحد الذي وضعته منظمة الصحة العالمية (WHO).

مع منظفات الهواء ورش المياه على طول الملعب، يحاول المنظمون التخفيف من المشاكل في مباريات كأس العالم للكركيت. قائد منتخب الهند روهيت شارما يقول حول مشكلة الهواء: "لا أحد يرغب بمثل هذا الوضع وأنا متأكد أن المسؤولين سيتخذون الخطوات اللازمة لتجنب هذا الوضع".

لكن المشاكل في كأس العالم للكريكيت ليسن بالأمر الجيد لصورة الهند كدولة رياضية ناشئة، خاصةً مع رغبة البلاد في استضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2036. وصور الحياة اليومية في دلهي الغارقة في ضباب دخاني ضارة لصورة الهند.

حرارة ودخان

أصبح تأثير العوامل البيئية والتغيرات المناخية على الرياضة الاحترافية أمراً شائعاً متزايداً، وفق الكاتب ديفيد غولدبلات في مقابلة مع DW: "نشعر في كل مكان بتأثيرات الحرارة العالية: في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس في ملبورن، وفي الألعاب الأولمبية في طوكيو، حيث سبح المشاركون في مياه درجة حرارتها وصلت 30 درجة".

غولدبلات هو كاتب وأحد مؤسسي منظمة "كرة القدم من أجل المستقبل" قدم تقريراً مفصلاً حول حماية المناخ  في الرياضة. واستنتج أن الرياضة ستضطر إلى التغيير، حيث يجب عليها أن تقلل من نموها بدلاً من الارتفاع المستمر والتوسع في الأنشطة". يقول: "يجب علينا أن نقلل من أنشطتنا".

الصراع بين "المزيد" و "الأقل" واضح حالياً بشكل خاص في رياضة التزلج، والتي تتأثر بشدة بالعوامل البيئية المتغيرة. بينما يسعى الاتحاد الدولي للتزلج إلى تطوير وتوسيع نطاق اللعبة، تعلو الأصوات المنتقدة. "لا يمكننا إنكار تغير المناخ ويجب علينا التكيف"، يقول كريستيان شيرر، الأمين العام للاتحاد النمساوي للتزلج. ومن المتوقع أن تلعب عوامل مثل سماكة الثلوج والاستدامة، على سبيل المثال، دوراً مركزياً في توزيع الفعاليات الكبيرة مستقبلاً. الأمور نفسها تنطبق على ظروف الحرارة العالية أو جودة الهواء، كما هو الحال الآن في الهند.

وجهت انتقادات إلى انفانتينو رئيس الفيفا بسبب كأس العالم 2030

كأس العالم 2023: "جنون مطلق"

الرياضة ليست ضحية فقط، بل هي كذلك عامل فاعل في تلوث الجو وأزمة المناخ. بدءاً من هواة الرياضة الذين يركبون السيارة عدة مرات في الأسبوع للتدريب والمنافسات، حتى الأحداث الكبيرة مثل الأولمبياد. "كأس العالم لكرة القدم 2030 هو من الناحية الرمزية جنون تام"، يقول غولدبلات بغضب. على الرغم من أنه كمشجع لكرة القدم يتعاطف مع افتتاح البطولة في أوروغواي، إلا أن البطولة التي تضم 105 مباراة عبر ثلاث قارات، وما معناه أن يسافر عشرات الآلاف من المشجعين ذهاباً وإياباً، ما يعتبر كارثة من الناحية البيئية.

وعلى الرغم من أن الاتحادات الرياضية مثل اللجنة الأولمبية الدولية أو فيفا يسعون لتسمية فعالياتهم بأنها "صديقة للمناخ" أو حتى "محايدة مناخياً" عن طريق دفعهم لبرامج تعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلا أن ذلك "ليس خطة مقنعة"، حسب غولدبلات في مقابلة مع DW.

وما يثير السخرية هو تعهد كل من فيفا واللجنة الأولمبية الدولية في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ بالمزيد من حماية المناخ. والهدف المعلن لخطة العمل الرياضية: تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2030، وتقليلها إلى الصفر بحلول عام 2040. ومن المقرر أن تعقد مزيد من المحادثات حول هذا الأمر خلال المؤتمر العالمي لتغير المناخ COP 28 في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في دبي.

مشاهير من عالم الرياضة

حتى الآن لم يعلن اتحاد رياضة الكركيت الدولي عن الالتزام بخطة الأمم المتحدة، إلا أنه وضع لنفسه أهداف استدامة خاصة به. يُظهر مأساة كأس العالم الملوثة بالضباب الدخاني مدى ملاءمة أن تتخذ الرياضة دورها كنموذج في حماية البيئة. لذا، يطالب غولدبلات ببروز أصوات مشاهير من عالم الرياضة . ويقول: "أين لاعب الكريكيت الهندي الذي يتحدث عن هذا؟ سيكون له تأثير هائل على الرأي العام والسياسة". وهناك أمثلة، إذ قام قائد منتخب الكريكيت الأسترالي، بات كومينز، بتحفيز زملائه في الفريق وبدأ مبادرة خاصة بتغيير المناخ، وإلا سنقول قريباً: "انتهت الرياضة التي نحبها".

ينس كريبيلا/ ع.خ

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: المناخ تلوث الهواء في الهند تلوث الهواء كأس العالم 2030 دويتشه دويتشه فيله الانبعاثات الغازية نيودلهي حماية البيئة قمة المناخ التزلج استدامة سرطان الفيفا الفساد بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030 المناخ تلوث الهواء في الهند تلوث الهواء كأس العالم 2030 دويتشه دويتشه فيله الانبعاثات الغازية نيودلهي حماية البيئة قمة المناخ التزلج استدامة سرطان الفيفا الفساد بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030 تلوث الهواء کأس العالم

إقرأ أيضاً:

العلماء قلقون فالأرض على أعتاب مرحلة مناخية جديدة مخيفة

تشير الظواهر المناخية المتطرفة -التي ازدادت وتيرتها السنوات الأخيرة، من حرائق الغابات والفيضانات والجفاف وارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية- إلى أن عصر ما بعد تغّير المناخ قد حان، وأن البشرية بحاجة الآن إلى العمل بصدق لوقف الخطر الذي لابد منه.

وتوضح الدراسات الحديثة أن كوكب الأرض قد تجاوز عتبة الاحتباس الحراري العالمي الحرجة التي حددها اتفاق باريس التاريخي بشأن تغير المناخ لعام 2015، والذي تسعى دول العالم بموجبه إلى الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الكوكب بما لا يزيد على 1.5 درجة مئوية فوق متوسط ​​ما قبل الصناعة، وهو الحد الذي يتوقع العلماء أن يؤدي تجاوزه إلى أضرار كارثية للأنظمة الطبيعية التي تدعم الحياة على كوكبنا.

أكثر الأعوام دفئاً

بحسب تقديرات برنامج كوبرنيكوس لتغيّر المناخ التابع للاتحاد الأوروبي، فإن 2024 كان العام الأكثر دفئاً على الإطلاق على مستوى العالم، وهو أول عام تقويمي يتجاوز فيه متوسط ​​درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة أواخر القرن الـ19، قبل أن يبدأ البشر في حرق الوقود الأحفوري على نطاق واسع.

ويشير البرنامج في تقرير آخر إلى أن يناير/كانون الثاني 2025 الشهر الأكثر دفئاً على مستوى العالم، حيث كان أعلى من مستوى ما قبل عصر الصناعة بمقدار 1.75 درجة مئوية وكان الشهر الـ18 في الأشهر الـ19 الماضية الذي تجاوزت درجة حرارة الهواء السطحي فيه المتوسط ​​العالمي، وسجلت معدلاً أعلى من مستوى ما قبل الصناعة بمقدار 1.5 درجة مئوية.

إعلان

وقد فحصت دراستان حديثتان أجريتا بشكل مستقل من قبل باحثين بأوروبا وكندا، ونُشرتا مؤخراً بمجلة "نيتشر كلايمت تشينغ" هذا الاتجاه، وتناولت الدراستان نفس السؤال الأساسي: هل يمثّل ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية لمدة عام علامة تحذيرية على أننا نتجاوز بالفعل عتبة اتفاقية باريس؟

وتوصلت الدراستان إلى أنه حتى مع التخفيضات الفورية والكبيرة في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، فمن المرجح أن تظل درجة حرارة الأرض أعلى من عتبة 1.5 درجة مئوية.

دخلنا فترة ارتفاع درجات الحرارة مدتها 20 عاما (شترستوك) الدراسة الأوروبية

وحللت الدراسة الأوروبية أنماط الاحترار التاريخية ووجدت أنه عندما تصل درجة حرارة الأرض المتوسطة إلى عتبة معينة، فإن فترة الـ20 عاماً التالية تميل إلى الحفاظ على هذا المستوى.

ونتيجة رئيسية للدراسة، فإن الدخول بالمجال -الذي يصل فيه متوسط ​​ارتفاع في درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية خلال عام واحد- يعني الدخول في دائرة التنبؤات بتأثيرات لعالم أكثر دفئاً على مدى السنوات القادمة. وبالتالي، فإن التكيف مع هذا الواقع أصبح أكثر إلحاحاً.

وبحسب المؤلف الرئيسي للدراسة إيمانويل بيفاكوا، الباحث في قسم المخاطر البيئية بمركز هيلمهولتز للأبحاث البيئية بألمانيا -في حديثه للجزيرة نت- فقد تم إعلان 2024 باعتباره أول عام تقويمي يتجاوز 1.5 درجة مئوية نتيجة الاحتباس الحراري العالمي. ومع ذلك، فإذ ذلك لا يعني تلقائياً أن حد هدف اتفاقية باريس البالغ 1.5 درجة مئوية قد تم الوصول إليه بسبب التذبذب الطبيعي لدرجة الحرارة العالمية.

ويضيف "لهذا السبب، ولتصفية التذبذب الطبيعي لدرجة الحرارة، يتم قياس حد اتفاقية باريس من خلال درجة الحرارة على مدى عقود. وفي الممارسة العملية، يتم قياس الحد عادةً بمتوسط ​​درجة الحرارة على مدى 20 عاماً. وبالتالي، كانت الآثار المترتبة على السنة الأولى التي تتجاوز فيها درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية عام 2024 على هدف اتفاقية باريس غير واضحة، وقد ساعدت الدراسة في الربط بين هذه النقاط".

إعلان

وقد اعتمدت الدراسة -حسب بيفاكوا- على تحليل محاكاة نموذج المناخ القياسي المستخدمة لتقييم تغير المناخ، في ظل سيناريوهات انبعاثات مختلفة، بالإضافة إلى ملاحظات درجات الحرارة السابقة والتجارب الإحصائية.

ووجدت الدراسة، من خلال تحليل الملاحظات، نفس السلوك لمستويات الاحترار الأخرى التي وصلت إليها الأرض بالفعل منذ ثمانينيات القرن العشرين. وهذا يعني أن أول عام تجاوز عتبة 0.6 درجة مئوية، وقع مجدداً خلال فترة الـ20 عاماً الأولى التي تلت ذلك، وقد وجد نفس التكرار بالنسبة لعتبات 0.7 و0.8 و0.9 و1.0 درجة مئوية.

ويشير هذا النمط إلى أنه نظرا لارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية العام الماضي، فقد دخلنا فترة ارتفاع في درجات الحرارة مدتها 20 عاما حيث ستصل درجات الحرارة المتوسطة أيضا إلى 1.5 درجة مئوية.

الورقة الكندية

وركزت الورقة البحثية الكندية على البيانات الشهرية، وكشفت أن 12 شهراً متتالياً (تتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية) تشير إلى تحول طويل الأمد يتجاوز هذا الحد الحرج.

وخلصت الدراسة إلى أن يونيو/حزيران 2024 هو الشهر الـ12 على التوالي الذي تجاوزت فيه درجات الحرارة السطحية العالمية 1.5 درجة مئوية على الأقل فوق الظروف التي سبقت عصر الصناعة، لكن ليس من الواضح ما إذا كان هذا يعني الفشل في تحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من الاحترار طويل الأمد إلى ما دون هذه العتبة.

كما خلصت الدراسة أنه في عمليات محاكاة النماذج المناخية، عادة ما يتم تجاوز هدف اتفاق باريس طويل الأمد قبل وقت طويل من حدوث مثل هذه السلسلة من درجات الحرارة الدافئة غير العادية.

وعن الأساليب والبيانات التي اعتمدت عليها الدراسة، تحدّث للجزيرة نت أليكس ج كانون مؤلفها الباحث في قسم أبحاث المناخ وزارة البيئة والتغير المناخي الكندية قائلاً "الدراسة استخدمت ملاحظات متوسط ​​درجات الحرارة العالمية التي أبلغت عنها خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ وبركلي إيرث والتي تتبع درجات حرارة سطح العالم بناءً على مصادر متعددة، بما في ذلك قياسات الأقمار الصناعيّة ومحطات الأرصاد الجوية وعوامات المحيطات".

إعلان

ويضيف "تجاوزت درجات الحرارة العالمية في كلتا المجموعتين من البيانات 1.5 درجة مئوية لمدة 12 شهراً متتالياً في يونيو/حزيران 2024، ثم استخدمت الدراسة نماذج المناخ التي تحاكي اتجاهات درجات الحرارة العالمية في ظل سيناريوهات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المختلفة، وبالمقارنة بموعد الوصول إلى عتبة الاحترار الطويل الأجل (متوسط ​​​​يستمر 20 عاماً) سمح هذا بتقدير احتمالية تجاوز العالم بالفعل هدف اتفاقية باريس.

ويضيف كانون بأن الدراسة تظهر أنه في نماذج محاكاة المناخ، عندما نرى 12 شهراً متتالياً فوق عتبة اتفاق باريس، فإن ذلك يعدّ مؤشراً إلى وجود احتمال قوي بأننا الآن في عالم أصبح فيه هذا القدر من الاحترار حقيقة واقعة.

مقالات مشابهة

  • أخبار السيارات| ما الذي يدل عليه لون الدخان الناتج من الاحتراق؟.. أسعار تويوتا كورولا كروس 2025
  • ما الذي يدل عليه لون الدخان الناتج من الاحتراق بالسيارات ؟
  • تغير المناخ يهدد بزيادة حرائق المدن بحلول نهاية القرن
  • إدارة ترامب توقف برنامجا يراقب جودة الهواء عالميا
  • وزارتان عراقيتان تتعهدان بالقضاء على تلوث الهواء بحلول 2028
  • العلماء قلقون فالأرض على أعتاب مرحلة مناخية جديدة مخيفة
  • لأسباب تتعلق بالميزانية.. أمريكا توقف برنامج مراقبة جودة الهواء
  • طقس مغبر.. وارتفاع في درجات الحرارة
  • مفاهيم مناخية.. ما العلاقة بين الاحتباس الحراري وتغير المناخ؟
  • رائحة الكبريت تعود إلى بغداد جراء الفوضى وعدم الحفاظ على بيئة نظيفة