كيف يدمر الدخان وارتفاع الحرارة عالم الرياضة الذي نعرفه!
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
نيودلهي في لقاء كركيت في كأس العالم
صورة الضباب في ملعب "آرون جيتلي" في قلب منطقة دلهي الكبرى مخيفة. ألغيت تدريبات فريقي بنغلادش وسريلانكا بسبب تلوث الهواء الشديد؛ إذ يتراوح مؤشر جودة الهواء في دلهي بين "سيئ للغاية" و"خطير" منذ عدة أيام. ويُنصح بتجنب الأنشطة في الهواء الطلق بسبب المخاوف المحتملة على الصحة.
كشفت دراسة حديثة أن تلوث الهواء يضر بالصحة أكثر من استهلاك الكحول بأضعاف. ما هي الدول الأكثر تلوثاً؟ وما انعكاسات انخفاض جودة الهواء على صحتنا.
أضراره تعادل تلوث الهواء.. باحثون يحذرون من التسمم بالرصاص!مادة الرصاص موجودة في الأطعمة والأطباق والأسمدة وغير ذلك من المواد الغذائية. لكن هذه المادة الموجودة بكثرة من حولنا لها أضرار وخيمة على صحتنا. أضرار تعادل أضرار تلوث الهواء، وفق ما كشفت إحدى أحدث الدراسات.
أخبار سيئة للهند كمرشح لاستضافة الألعاب الأولمبية
ألغيت بعض الحصص التدريبية، بيد أن المباريات يجب أن تخاض. وخلال المباراة، يتنفس اللاعبون الغبار الدقيق الضار بشكل خاص، حيث تكون جزيئاته صغيرة للغاية وتظل في الرئتين لفترة طويلة. كانت نسبة هذه الجزيئات المعروفة باسم جسيمات PM 2.5 هي 184 ميكروغراماً لكل متر مكعب، وهو ضعف الحد الذي وضعته منظمة الصحة العالمية (WHO).
مع منظفات الهواء ورش المياه على طول الملعب، يحاول المنظمون التخفيف من المشاكل في مباريات كأس العالم للكركيت. قائد منتخب الهند روهيت شارما يقول حول مشكلة الهواء: "لا أحد يرغب بمثل هذا الوضع وأنا متأكد أن المسؤولين سيتخذون الخطوات اللازمة لتجنب هذا الوضع".
لكن المشاكل في كأس العالم للكريكيت ليسن بالأمر الجيد لصورة الهند كدولة رياضية ناشئة، خاصةً مع رغبة البلاد في استضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2036. وصور الحياة اليومية في دلهي الغارقة في ضباب دخاني ضارة لصورة الهند.
حرارة ودخان
أصبح تأثير العوامل البيئية والتغيرات المناخية على الرياضة الاحترافية أمراً شائعاً متزايداً، وفق الكاتب ديفيد غولدبلات في مقابلة مع DW: "نشعر في كل مكان بتأثيرات الحرارة العالية: في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس في ملبورن، وفي الألعاب الأولمبية في طوكيو، حيث سبح المشاركون في مياه درجة حرارتها وصلت 30 درجة".
غولدبلات هو كاتب وأحد مؤسسي منظمة "كرة القدم من أجل المستقبل" قدم تقريراً مفصلاً حول حماية المناخ في الرياضة. واستنتج أن الرياضة ستضطر إلى التغيير، حيث يجب عليها أن تقلل من نموها بدلاً من الارتفاع المستمر والتوسع في الأنشطة". يقول: "يجب علينا أن نقلل من أنشطتنا".
الصراع بين "المزيد" و "الأقل" واضح حالياً بشكل خاص في رياضة التزلج، والتي تتأثر بشدة بالعوامل البيئية المتغيرة. بينما يسعى الاتحاد الدولي للتزلج إلى تطوير وتوسيع نطاق اللعبة، تعلو الأصوات المنتقدة. "لا يمكننا إنكار تغير المناخ ويجب علينا التكيف"، يقول كريستيان شيرر، الأمين العام للاتحاد النمساوي للتزلج. ومن المتوقع أن تلعب عوامل مثل سماكة الثلوج والاستدامة، على سبيل المثال، دوراً مركزياً في توزيع الفعاليات الكبيرة مستقبلاً. الأمور نفسها تنطبق على ظروف الحرارة العالية أو جودة الهواء، كما هو الحال الآن في الهند.
وجهت انتقادات إلى انفانتينو رئيس الفيفا بسبب كأس العالم 2030
كأس العالم 2023: "جنون مطلق"
الرياضة ليست ضحية فقط، بل هي كذلك عامل فاعل في تلوث الجو وأزمة المناخ. بدءاً من هواة الرياضة الذين يركبون السيارة عدة مرات في الأسبوع للتدريب والمنافسات، حتى الأحداث الكبيرة مثل الأولمبياد. "كأس العالم لكرة القدم 2030 هو من الناحية الرمزية جنون تام"، يقول غولدبلات بغضب. على الرغم من أنه كمشجع لكرة القدم يتعاطف مع افتتاح البطولة في أوروغواي، إلا أن البطولة التي تضم 105 مباراة عبر ثلاث قارات، وما معناه أن يسافر عشرات الآلاف من المشجعين ذهاباً وإياباً، ما يعتبر كارثة من الناحية البيئية.
وعلى الرغم من أن الاتحادات الرياضية مثل اللجنة الأولمبية الدولية أو فيفا يسعون لتسمية فعالياتهم بأنها "صديقة للمناخ" أو حتى "محايدة مناخياً" عن طريق دفعهم لبرامج تعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلا أن ذلك "ليس خطة مقنعة"، حسب غولدبلات في مقابلة مع DW.
وما يثير السخرية هو تعهد كل من فيفا واللجنة الأولمبية الدولية في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ بالمزيد من حماية المناخ. والهدف المعلن لخطة العمل الرياضية: تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2030، وتقليلها إلى الصفر بحلول عام 2040. ومن المقرر أن تعقد مزيد من المحادثات حول هذا الأمر خلال المؤتمر العالمي لتغير المناخ COP 28 في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في دبي.
مشاهير من عالم الرياضة
حتى الآن لم يعلن اتحاد رياضة الكركيت الدولي عن الالتزام بخطة الأمم المتحدة، إلا أنه وضع لنفسه أهداف استدامة خاصة به. يُظهر مأساة كأس العالم الملوثة بالضباب الدخاني مدى ملاءمة أن تتخذ الرياضة دورها كنموذج في حماية البيئة. لذا، يطالب غولدبلات ببروز أصوات مشاهير من عالم الرياضة . ويقول: "أين لاعب الكريكيت الهندي الذي يتحدث عن هذا؟ سيكون له تأثير هائل على الرأي العام والسياسة". وهناك أمثلة، إذ قام قائد منتخب الكريكيت الأسترالي، بات كومينز، بتحفيز زملائه في الفريق وبدأ مبادرة خاصة بتغيير المناخ، وإلا سنقول قريباً: "انتهت الرياضة التي نحبها".
ينس كريبيلا/ ع.خ
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: المناخ تلوث الهواء في الهند تلوث الهواء كأس العالم 2030 دويتشه دويتشه فيله الانبعاثات الغازية نيودلهي حماية البيئة قمة المناخ التزلج استدامة سرطان الفيفا الفساد بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030 المناخ تلوث الهواء في الهند تلوث الهواء كأس العالم 2030 دويتشه دويتشه فيله الانبعاثات الغازية نيودلهي حماية البيئة قمة المناخ التزلج استدامة سرطان الفيفا الفساد بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030 تلوث الهواء کأس العالم
إقرأ أيضاً:
رئيس الهيئة الوطنية للإعلام: نعيش في عالم متقلب مع تولي "ترامب" رئاسة أمريكا
استضافت "القاعة الرئيسية" في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين؛ لقاء للكاتب الكبير أحمد المسلماني؛ رئيس الهيئة الوطنية للإعلام؛ بعنوان "حالة المعرفة في عالم متغير"، وأدارت اللقاء الإعلامية؛ ريهام الديب، بحضور الدكتور أحمد بهي الدين؛ رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
في البداية؛ تحدث الدكتور أحمد المسلماني عن تطور النظام العالمي الذي بدأ منذ تاريخ 1492؛ وما بعده، حيث كان ذلك تاريخ وصول "كريستوفر كولومبوس" إلى أمريكا، والذي أدى إلى إبادة ملايين من السكان الأصليين في قارة أمريكا، وهو ما ساهم في التغيير الجذري الذي نعيش فيه اليوم؛ بعدها خرج المسلمون من الأندلس، وانتهى العصر الإسلامي في إسبانيا؛ والبرتغال، ليتم اكتشاف "طريق رأس الرجاء الصالح" عام 1498، وكان هذا الاكتشاف يشكل تحولًا في الفكر الجغرافي؛ حيث كان الاعتقاد أن السفن التي تعبر من خلاله ستغرق في الفضاء".
وتابع المسلماني: "مصر كانت الأكثر ازدهارًا في ذلك الوقت، لكن مركزها الاستراتيجي تراجع ما أدى لدخول العثمانيين إليها؛ وفي عام 1648م؛ حدثت حرب كاثوليكية بين "الكاثوليك" و"البروتستانت"، وهي الحرب التي عُرفت بحرب "الثلاثين عامًا" وانتهت بمعاهدة أسست للدولة الوطنية الحديثة التي تأسست على الحدود، والشرطة، والقضاء؛ أما في مصر، فقد كانت في حالة سائبة جغرافيا".
وأضاف المسلماني: "في عام 1815م، اكتسح نابليون أوروبا بعد أن عانت القارة من العديد من الحروب، وانتهت بمعاهدة سميت "معاهدة السلام" الذي أنهى كل الحروب، وعاشت أوروبا في سلام نسبي حتى الحرب العالمية الأولى والثانية؛ كان هناك مقهى في "فيينا" حيث كان يجتمع المثقفون والمشاهير، وكان من بين هؤلاء "فرويد"، و"جوزيف ستالين"، و"جوزيف تيتو"، و"أدولف هتلر،"، وصحفي يبحث عن مشروع لليهود هو "هرتزل".؛ وتابع: "إن الثقافة هي المحرك الرئيس للتاريخ كما يرى "أنطونيو جرامشي"؛ وقد بدأت الحرب العالمية الثانية؛ وازدهرت الشيوعية، وشارك فيها "سبعون مليون" إنسان قُتلوا، ثم تبعتها الحرب الباردة؛ وتفكك الاتحاد السوفيتي، واليوم نعيش في عالم متقلب مع تولي -دونالد ترامب- الرئاسة".
واستعرض المسلماني؛ تطور القوة العالمية قائلاً: "عام 1900م؛ كانت أمريكا هي الأكثر تعليمًا، وعام 1920م؛ كانت أقوى دولة في العالم، ومن عام 2020م فصاعدًا، سيكون القرن المقبل صراعًا بين أمريكا والصين؛ وفي هذا السياق يرى مؤرخو العلم؛ أن القرن التاسع عشر؛ كان عصر الهندسة المعمارية، والعشرون كان عصر الهندسة الكهربائية، والحادي والعشرون هو عصر الاتصالات".
وبالحديث عن صعود الصين كقوة نووية، أوضح المسلماني؛ أن هناك جدل كبير حول قدراتها النووية، حيث تقول الصين إنها لم تتجاوز بضع رؤوس نووية؛ بينما تؤكد أمريكا أن الصين لديها آلاف الصواريخ النووية؛ وأضاف: "الصين استعادت -هونغ كونغ- و-ماكاو-، وهي ترى -تايوان- جزءًا منها، وتسعى لاستعادتها، مستفيدة من استراتيجية الصبر الاستراتيجي بعيد المدى."
كما تحدث المسلماني؛ عن المشروع الاقتصادي الصيني "الحزام والطريق"، الذي يهدف إلى ربط الصين بالعالم عبر بنية تحتية ضخمة، مشيرًا إلى أن الهند تحاول منافسة الصين في هذا المجال.؛ أضاف: "الصين تحيي ثقافتها القديمة وتراثها، وقد عملت على إعادة إحياء -كونفوشيوس- من جديد من خلال وسائل الإعلام والسينما، حيث أصبح التراث مكونًا رئيسًا في الثقافة الصينية، وإذا وصل الصراع بين الصين وأمريكا إلى مرحلة من النزاع المباشر، فإن ذلك سيشكل خطرًا على العالم أجمع"؛ كنا تحدث عن التحديات التي تواجهها روسيا، قائلاً: "روسيا تواجه تحديًا تاريخيًا، إذ أن لديها تاريخ إمبراطوري من الإمبراطورية الروسية القيصرية، مرورًا بالاتحاد السوفيتي، وصولًا إلى روسيا الاتحادية، هي دولة لا يمكن أن تعود إلى الوراء، ولهذا تسعى لتوسيع مجالها الجغرافي".
أشار المسلماني؛ إلى الهند قائلًا: "الهند أصبحت قوة اقتصادية مُهمة بفضل التعليم المنتظم؛ والبحث العلمي الدقيق، حيث يُعد المعهد الهندي للتكنولوجيا من أبرز المعاهد العلمية في العالم؛ كما أن كوريا الجنوبية صعدت بفضل الاستثمار في التعليم والبحث العلمي"؛ وتطرق المسلماني؛ أيضًا؛ إلى التحديات التي تواجهها أوروبا، قائلاً: "أوروبا لو استمرت في هذه السلبيات الليبرالية، فإن مستقبلها سيكون مجهولًا، حيث إن المسيحية في أوروبا؛ أصبحت في تراجع مستمر، وهو ما يعكس تأثير الثورة الفرنسية وانتشار الإلحاد؛ وأضاف: " لقد أظهرت إحصائيات في بريطانيا أنها لم تعد دولة مسيحية، حيث أصبح المسيحيون أقل من 50%؛ كما يتوقع أن المسيحيين في أمريكا سيشكلون أقل من 30% بحلول عام 2070".
وأشار المسلماني؛ إلى أن العالم يعيش في حالة من "اللا يقين" أكثر من "اليقين"، وأن الرؤية أصبحت صعبة في ظل التطورات الحالية؛ وقال: "إيلون ماسك عبقري لكنه عبثي في أفكاره"؛ وتحدث كذلك عن السياسة العالمية، قائلاً: "النظام العالمي لا يُبالي، والسياسيون الكبار لا يستشيرون في قراراتهم، وعندما غزت أمريكا العراق، قالوا إنهم يبحثون عن أسلحة دمار شامل، لكن اتضح لاحقًا أن ذلك كان خطأً، وتم الاعتذار؛ وكذلك في فيتنام، حيث مات 4 ملايين مواطن، وانتهى الأمر باعتذار بعد كل تلك الأرواح"،
وفيما يتعلق بالتطورات السياسية الراهنة بالقضية الفلسطينية؛ قال المسلماني: "الرئيس السيسي عبّر عن رؤية مصر في قضية غزة منذ بداية الحرب، وكان الشعب المصري واضحًا في موقفه تجاه القضية الفلسطينية، مصر أعلنت تأييدها للحق الفلسطيني بوضوح".
كما أوضح المسلماني؛ أن مصر تمتلك قوة ناعمة تفوق أي دولة أخرى في العالم، وأنها من بين أفضل 10 دول في العالم من حيث ترتيب القوة الناعمة، حيث تحتل مصر المركز السابع عالميًا.
كما أشار المسلماني؛ إلى أن الهيئة الوطنية للإعلام؛ تسعى لإعادة "ماسبيرو" إلى مكانته المرموقة، وقال: "هدفنا هو إعادة ماسبيرو إلى مستواه العالي، ونحن في مفارقة بين مطالب اقتصادية واجتماعية في المبنى؛ ومطالب الشعب، لذلك نتطلع إلى تحقيق توازن في هذا الأمر"؛ وأوضح أن الهيئة الوطنية للإعلام؛ تُولي اهتمامًا خاصًا بالقارة الإفريقية، حيث أكد أن مصر لم تكن حاضرة بما فيه الكفاية في مجال الدراما والبرامج هناك؛ وفي هذا الصدد؛ أضاف: "نعمل على ترجمة مسلسلات مصرية إلى اللغات الإفريقية، مثل مسلسل "أم كلثوم"، و"ليالي الحلمية"، و"الإمام الليث بن سعد"، ونهدف إلى تقديم مصر بتراثها الثقافي والحضاري إلى العالم".
كما اختتم المسلماني؛ حديثه؛ مؤكدًا أن مصر تسعى إلى تعزيز قوتها الناعمة على الساحة العالمية، مشيرًا إلى أن الإعلام المصري سيعزز من ثقافته؛ عبر زيادة اهتمامه بالثقافة والتاريخ، وسيعمل على رفع كفاءة برامج الأطفال؛ مع تطوير "قناة ماسبيرو الثقافية".
كما أشاد الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب، بهذا اللقاء الفكري البناء؛ للدكتور المسلماني، والذي يتسق في محاوره ومضامينه مع رؤية معرض القاهرة؛ والمستمدة بالطبع؛ من رؤية الدولة المصرية، موضحًا أن كلمة "المسلماني"؛ تؤكد أن "الثقافة محرك للحياة"؛ كما أشاد بهي الدين؛ بالدور الحيوي الذي تضطلع به الهيئة الوطنية للإعلام؛ في تطوير المنظومة الإعلامية المصرية؛ بما يحقق أهداف الدولة إزاء بناء الإنسان القادر على تلبية طموحات الوطن التنموية؛ مثمنًا حرص المسلماني؛ على طرح هذه الرؤى البناءة للمصريين، ولجمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ والذي يُعد مِنصة مُهمة ومُلهمة تُمثل أحد أقطاب القوة الناعمة المصرية.