شفق نيوز/ يجذب الاستقرار غير المعتاد لقيمة العملة التركية المنخفضة، اهتمام ما يسمى بتجار الفائدة، وهم نوع من المستثمرين الذين يقترضون أموالاً مقابل أسعار فائدة منخفضة ويسعون إلى استثمارها في مناطق أخرى تحقق عوائد مرتفعة.

وبينما كانت الليرة التركية تفقد قيمتها بمستويات قياسية تقريباً على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، جرى احتواء خسائرها اليومية ضمن نطاق ضيق للغاية، وبلغ معدل انخفاضها ما يزيد قليلاً عن 0.

1%. نتيجة لذلك، انخفض التذبذب الضمني لمدة شهر واحد، وهو مقياس لتقلبات الأسعار المتوقعة في العملة، إلى أقل من 10% هذا الشهر ليقترب من أدنى مستوى منذ بداية 2023.

هذا التراجع في تقلب العملة، عندما يقترن بارتفاع العائدات على السندات التركية، يوفر عرضاً جذاباً لتجارة الفائدة، وفقاً لإمري أكجاكماك، كبير المستشارين لدى "إيست كابيتال" في دبي.

قال "أكجاكماك": "يعيد بعض المستثمرين الآن النظر في خططهم القديمة"، واصفاً الليرة بأنها تظهر "سلوكاً يشبه نظام الصرف المتحرك"، في إشارة إلى سياسة الحكومة التي تسمح فقط بحدوث تغييرات تدريجية في العملة. وأوضح أنه من الجدير بالملاحظة أيضاً "التحول في الديناميكيات، حيث تتجاوز العائدات على الاستثمارات قصيرة الأجل الآن التغيرات الأخيرة في سعر صرف الليرة أمام العملات الأخرى".

الليرة ترتفع بالقيمة الحقيقية

يعني ذلك أنه يمكن للمستثمرين الآن أن يكسبوا من السندات التركية قصيرة الأجل أكثر مما يخسرونه من انخفاض قيمة العملة. في الوقت نفسه، أصبحت الانخفاضات الشهرية التراكمية في العملة أقل من التضخم الشهري منذ أغسطس، مما يعني أن قيمة الليرة ترتفع بالقيمة الحقيقية. في حين أن الحكومة لم تعلن أن جذب رأس المال الأجنبي من خلال صفقات تجارة الفائدة هو جزء من سياستها، إلا أن وزير المالية محمد شيمشك، وهو مصرفي عمل في بنك استثمار سابقاً، قال في وقت سابق من نوفمبر إن ضمان الارتفاع الحقيقي للعملة في صُلب توجهاتها.

يتوقع المحللون في بنك "باركليز" أن يستمر انخفاض قيمة الليرة بوتيرة "تؤدي إلى استقرار سعر الصرف الفعلي الحقيقي للعملة"، والذي يحسب عن طريق فروق التضخم بين دولة وشركائها التجاريين الرئيسيين. مع ذلك، في الوقت الحالي، يقدر "باركليز" أيضاً أن تنخفض الليرة أكثر مما سيكسبه المستثمرون، مما يجعل تجارة الفائدة غير جذابة. على النقيض من ذلك، يعتقد المحللون في "غولدمان ساكس" أن "الليرة يمكن أن تصعد وتتجاوز علاوة المخاطر المرتفعة في العام المقبل، إذ تصبح أسعار الفائدة الحقيقية إيجابية".

تغيير السياسات

تم التخلي عن صفقات تجارة الفائدة بشأن الأصول التركية، التي كانت ذات يوم مفضلة للمستثمرين في الأسواق الناشئة، قبل سنوات بعد أن فرض المسؤولون في أنقرة سلسلة من الإجراءات تهدف إلى كبح بيع الليرة على المكشوف. عيّن الرئيس رجب طيب أردوغان بعد الانتخابات التي أجريت في مايو، فريقاً من المسؤولين الاقتصاديين يدعم سياسات السوق بقيادة "شيمشك" ومحافظة البنك المركزي حفيظة غاية أركان، والتي عملت أيضاً في بنك استثماري.

قام أعضاء الفريق الاقتصادي الجديد تدريجياً بإلغاء القواعد السابقة في محاولة لاستعادة ثقة المستثمرين. لكن من بين العوائق التي تحول دون جذب الأموال إلى تركيا مرة أخرى، انخفاض مستوى احتياطياتها من النقد الأجنبي والتضخم المرتفع لفترة طويلة الذي قد يفرض المزيد من رفع أسعار الفائدة. مع ذلك، فإن مصدر القلق الأكبر بين المستثمرين هو تطبيق سياسات غير متسقة مع بعضها على مدى عقد، واحتمال التخلي عن التغييرات المطبقة في الآونة الأخيرة إلى نهج تقليدي أكثر.

أردوغان: تركيا ستبطئ التضخم عبر تشديد السياسة النقدية

مع انخفاض حجم التداول في سوق العملات بالمعايير التاريخية، أصبحت البنوك الحكومية هي المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية لاقتصاد تركيا البالغ حجمه 900 مليار دولار، مما يمنحها فعلياً القدرة على تحديد الأسعار.

انخفضت العملة التركية بنحو 35% منذ بداية 2023، وهي أكبر وتيرة تراجع في الأسواق الناشئة بعد البيزو الأرجنتيني. انضم "دويتشه بنك" و"بي إن بي باريبا" إلى "جيه بي مورغان" خلال الأسبوع الجاري، في الرهان على تحسن سوق السندات التركية، التي شهدت تخارج نحو 70 مليار دولار على مدى العقد الماضي.

بلومبرغ

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي الليرة التركية

إقرأ أيضاً:

تراجع أسعار الذهب العالمية اليوم بسبب «بيانات التضخم الأمريكية»

سجلت أسعار الذهب العالمية اليوم الإثنين 9-9-2024 خلال بداية التعاملات الأسبوعية انخفاضات في سعر الذهب، وهو ما يأتي مع انتظار المستثمرين والمتداولين صدور بيانات التضخم الأمريكية للتوقع بحجم الخفض المحتمل لأسعار الفائدة من جانب الفيدرالي الأمريكي.

ومن المقرر أن تصدر مؤشرات أمريكية مهمة عن شهر أغسطس، خلال الأسبوع الحالي، خصوصًا أن معدل البطالة انخفض إلى 4.2% كما كان متوقعًا، وارتفع نمو الأجور إلى 0.4%، متجاوزًا التوقعات البالغة 0.3%، وفق مزود البيانات الاقتصادية «ترادينج إيكونوميكس».

توقعات بخفض أسعار الفائدة 

وصرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، أنه من المناسب الآن للبنك المركزي الأمريكي خفض أسعار الفائدة، مشيرًا إلى التقدم المحرز في التضخم وسوق العمل البارد، وهو ا يأتي في صالح الذهب خلال الفترة الحالية، ليكون بديل جيد للدولار في حالة خفض سعر الفائدة.

ويظل الذهب بالرغم من التراجع مستقر بالقرب من مستوى 2500 دولار، حيث أنه مع تزايد توقعات خفض أسعار الفائدة عادة ما تعزز جاذبية الذهب غير المرتبط بالعوائد، حيث تزداد الاحتمالات حول خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يومي 17-18 سبتمبر.

أسعار الذهب العالمية اليوم

وبدأت أسعار الذهب في الاتجاه للانخفاض منذ تعاملات نهاية الأسبوع الماضي، وتراجع الذهب الفوري الآن بنسبة 0.34% إلى 2495 دولار للأوقية، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.26% إلى 2518 دولار.

وعلى الجانب الآخر، ارتفع مؤشر الدولار عالميا بنحو 0.2% إلى 101.34 نقطة.

مقالات مشابهة

  • تراجع أسعار الذهب العالمية اليوم بسبب «بيانات التضخم الأمريكية»
  • أسعار صرف العملات الرئيسية مقابل الليرة التركية
  • عاجل - سر تراجع الدولار الأمريكي داخل البنوك المصرية.. ما مستقبل العملة الخضراء؟
  • الأسهم الأردنية تغلق تعاملاتها على انخفاض
  • الأسهم الكويتية تغلق تعاملاتها على انخفاض
  • شعبة الدواجن: 3 أسباب وراء تراجع أسعار الفراخ حاليا
  • 50 جنيهًا تراجعًا في أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال أسبوع
  • الفريق كامل الوزير يقرر: إزالة كافة التحديات التي تواجه المستثمرين بجمصه
  • تراجع حاد في أسعار الذهب العالمية وسط توقعات بتقليص أسعار الفائدة
  • ارتفاع أسعار الذهب مع تراجع الدولار