واشنطن- تشير تقارير إلى ظهور خلافات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بشأن طبيعة وكيفية الاستمرار في شن هجماتها على قطاع غزة، وبشأن تصورهما لمستقبل القطاع.

وتأتي هذه الخلافات بعد مرور أكثر من 40 يوما على بدء عملية "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة الذي أدى إلى استشهاد قرابة 12 ألف فلسطيني وإصابة نحو 30 ألفا آخرين، مع تدمير كامل للبنية التحتية ومؤسسات مدنية مختلفة وعلى رأسها المدارس والمستشفيات.

في هذا السياق، حاورت الجزيرة نت وليام هارتونغ، خبير صناعة الأسلحة والميزانية العسكرية الأميركية بمعهد "كوينسي"، بشأن الموقف الأميركي من التطورات في القطاع.

وشغل هارتونغ سابقا منصب مدير برنامج الأسلحة والأمن في مركز السياسة الدولية، وهو مؤلف عدة كتب، منها "أنبياء الحرب: لوكهيد مارتن وصنع المجمع الصناعي العسكري"، و"دروس من العراق: تجنب الحرب القادمة"، و"الأسلحة للجميع".

وأدار هارتونغ سابقا برامج في مؤسسة أميركا الجديدة ومعهد السياسة العالمية. كما عمل كاتب خطابات ومحلل سياسات للمدعي العام لولاية نيويورك روبرت أبرامز.

وفي ما يلي نص الحوار:

وليام هارتونغ: ناشطون كثر غاضبون من دعم إدارة بايدن لإسرائيل ولن يصوتوا له عام 2024 (مواقع تواصل) كيف تقيّمون سياسة الرئيس بايدن تجاه الحرب على غزة ولماذا اتخذ هذا الموقف؟

من المفهوم والمتوقع من الرئيس بايدن، نظرا لدعمه طويل الأمد لدولة إسرائيل، أنه سيرغب في مساعدتها في الدفاع عن نفسها بعد الهجمات المروعة التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

لكن أن يصبح بايدن عامل تمكين إسرائيل لتشن حربا شاملة على غزة قتلت الآلاف من المدنيين يعد أمرا غير مقبول أخلاقيا وغير حكيم سياسيا وإستراتيجيا. ولن يؤدي ما يجري إلى بيئة أكثر أمانا لشعب إسرائيل، وسيضر بمكانة بايدن السياسية في الداخل وسمعة الولايات المتحدة ونفوذها في الخارج.

بعد أكثر من 40 يوما من العدوان على غزة، كيف تنظر إلى رؤية بايدن لكيفية إنهاء هذه الحرب؟

من غير الواضح وجود رؤية لدى إدارة الرئيس بايدن لإنهاء الحرب.

يشعر تيار الشباب التقدمي في الحزب الديمقراطي بالصدمة من سياسة بايدن تجاه الحرب في غزة، وخاصة عدم الدعوة بعد إلى وقف إطلاق النار، كيف يؤثر ذلك على آمال بايدن الرئاسية لعام 2024؟

يشعر عديد من الناشطين الشباب بالغضب من دعم الإدارة السياسي والعسكري والمالي لحرب الحكومة الإسرائيلية على غزة، ولن يصوتوا للرئيس بايدن عام 2024 نتيجة لذلك، خاصة إذا كانوا في ولايات متأرجحة مثل ميشيغان، إذ من المرجح أيضا أن تمتنع الجالية الفلسطينية الأميركية عن دعم بايدن، فقد يحدث ذلك فرقا.

والأسئلة المهمة المطروحة هنا هي كم من التقدميين الأصغر سنا كانوا يخططون للتصويت لصالح بايدن في المقام الأول؟ وما الولايات التي يوجدون فيها؟ وهل الخوف من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الثانية يقود بعضهم إلى التصويت لبايدن على مضض؟


قبل 8 أشهر، أصدرت إدارة بايدن توجيها رئاسيا يحظر نقل الأسلحة إلى البلدان التي يُحتمل أن تستخدمها لاستهداف المدنيين. ومع ذلك، لا يزال البيت الأبيض يوافق على تقديم المساعدات العسكرية لإسرائيل، فهل ينتهك البيت الأبيض توجيهاته الخاصة ولماذا؟

تنتهك الإدارة بالتأكيد توجيهاتها الخاصة في هذا المجال. لكن جميع السياسات من هذا النوع، تقريبا، تترك مجالا للرئيس للتنازل عن هذه المتطلبات أو تجاهلها بناء على الظروف. وقد قررت إدارة بايدن أن دعم إسرائيل في هذه اللحظة يفوق المخاوف بشأن الضرر الذي يلحق بالمدنيين.

ورغم أنها حثت إسرائيل على احترام القانون الدولي، وحماية المستشفيات، وتنفيذ فترات توقف للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، فإنها لم تعالج المشكلة الكبرى، وهي أن القصف الجوي المكثف للمناطق المكتظة بالسكان سيقتل أعدادا كبيرة من المدنيين، ولا يمكن إلا لوقف إطلاق النار أن يضع حدا لذلك على نطاق واسع.

وصف السيناتور الجمهوري توم تيليس المطالبين بوقف إطلاق النار بأنهم "ساذجون" أو "بغيضون"، ما رأيك في موقفه الذي يمثل كثيرين في الكونغرس؟

يحاول السيناتور تيليس نزع الشرعية عن المعارضة المشروعة والضرورية. إن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لمنع آلاف الفلسطينيين الآخرين من الموت.

من السذاجة الاعتقاد أن دعم الحرب على غزة يخدم مصالح الولايات المتحدة، أو قد يؤدي إلى شرق أوسط أكثر أمنا، ناهيك عن وضع أكثر أمانا لشعب إسرائيل.

ماذا تقول لمواطني الشرق الأوسط الذين يستغربون دعم إدارة بايدن الكامل لإسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي؟

لا يمكنني التحدث باسم إدارة بايدن، الأمر متروك لهم لشرح سياستهم في ما يتعلق بالحرب في غزة، ولماذا لا تدعم وقف إطلاق النار أو تستخدم نفوذها الكامل مع الحكومة الإسرائيلية للضغط من أجل وقف الهجمات.

خلافا للحالة الأوكرانية، لماذا تعتقد أن الأسلحة الأميركية المقدمة لإسرائيل تُحاط بسرية كبيرة من حيث الأنواع والكميات؟

تفخر إدارة جو بايدن بدورها في تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها أمام "الغزو" الروسي. وربما لا تريد هذه الإدارة تسليط الضوء على الدور المحتمل لأسلحة أميركية محددة في ارتكاب جرائم حرب محتملة في غزة.

إن عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل ليست محاطة بالسرية حرفيا، ولكن هناك تفاصيل أقل بكثير مما كانت عليه في حالة أوكرانيا. وهناك بعض المعلومات المتاحة حول توفير القنابل وقذائف المدفعية والبنادق المحتملة وجميع الأنظمة التي يمكن استخدامها مباشرة في حرب غزة.


هل تعتقد أن الولايات المتحدة تنتهك قوانين محلية أو دولية بدعم وتسليح عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة؟

أنا لست خبيرا قانونيا، لكن توريد الأسلحة إلى بلد ينتهك قواعد القانون الدولي يمكن أن يورط بالتأكيد الدولة الموردة.

لماذا تعتقد أن إدارة بايدن زودت إسرائيل بقذائف 155 مليمترا المعروفة بإلحاق الضرر بالمدنيين مع انتقال الهجمات إلى أحياء أكثر اكتظاظا بالسكان؟

رغم المحاولات الهامشية من إدارة بايدن لحث إسرائيل على الحد من وفيات المدنيين، فإنها زوّدت حكومة نتنياهو إلى حد كبير بأي أنظمة طلبتها، وهذا يدفعنا للقول بعدم وجود شفافية كاملة حول محتوى المساعدات العسكرية الأميركية.

في ظل أي ظروف تتوقع أن يدعو الرئيس بايدن إلى وقف فوري لإطلاق النار؟

إن الضغط الشعبي والدولي المستمر، والمقترن بالاعتراف بأن جميع الهجمات على غزة تقوّض الوضع الأمني في إسرائيل والشرق الأوسط والعالم، هو الأمر الوحيد الذي يمكن أن يغيّر نهج الإدارة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار الرئیس بایدن إدارة بایدن على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

لكسر الجمود.. مقترح مصري بهدنة شهرين وإطلاق سراح الرهائن وبدء المفاوضات لإنهاء الحرب في غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قدمت مصر لإسرائيل وحماس مقترحات جديدة لكسر الجمود بشأن مستقبل وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك هدنة لمدة 60 يوما، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين لدى المسلحين وبدء المفاوضات بشأن إنهاء الحرب.

ونقلت صحيفة ذا ناشيونال الناطقة باللغة الإنجليزية، عن مصادر مطلعة أن رد حماس الأولي كان "مشجّعاً"، وأضافوا أن المسؤولين الإسرائيليين يدرسون المقترحات. وأعلنت إسرائيل أنها سترسل وفداً إلى قطر غدًا الاثنين "في محاولة لدفع المفاوضات" بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وقال أحد المصادر: "إن المقترحات تمثل خريطة طريق جديدة تم الاتفاق على نقاطها الرئيسية مع الأميركيين. وهي تهدف إلى الخروج من المأزق الذي نعيشه منذ الأول من مارس/آذار، عندما انتهى وقف إطلاق النار في غزة".

وقالت المصادر: إن المقترحات نوقشت في القاهرة خلال نهاية الأسبوع من قبل الوسطاء المصريين وكبار مسؤولي حماس محمد درويش وخليل الحية وزاهر جبارين.

 وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع، إن هناك "إشارات إيجابية" في أحدث محادثات أجرتها الحركة مع الوسطاء.

وقالت المصادر، إنه بموجب المقترحات المصرية، ستبدأ حماس الهدنة التي تستمر شهرين بإطلاق سراح عشرة رهائن أحياء، بما في ذلك كل أو بعض الأميركيين الخمسة الذين يعتقد أن الحركة تحتجزهم في غزة. 

وأضافت المصادر أنه من غير المرجح إطلاق سراح العشرة دفعة واحدة. ويعتقد أن حماس تحتجز 24 رهينة على قيد الحياة وجثث 35 آخرين، وفقا للجيش الإسرائيلي.

وبحسب المقترحات، فإن إسرائيل ملزمة بالإفراج عن عدد غير محدد من الفلسطينيين المعتقلين في سجونها مقابل الإفراج عن الرهائن. وقالت المصادر إن من المفترض أن يشمل ذلك بعض أبرز السجناء في الدفعة الأولى.

وتتضمن المقترحات أيضا إلغاء القرار الإسرائيلي الذي اتخذ الأسبوع الماضي بوقف دخول المساعدات الإنسانية والوقود والخيام والكرافانات إلى غزة.

 وقالت المصادر إن المقترحات تنص على بدء المفاوضات بشأن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف إطلاق النار الدائم الذي ينهي رسميا الحرب في القطاع.

لقد أدى وقف إطلاق النار الذي استمر 42 يوما في غزة والذي دخل حيز التنفيذ في 19 ينايرإلى توقف الحرب في غزة بعد 15 شهرا من القتال وأدى إلى إطلاق سراح 33 رهينة ــ 25 منهم على قيد الحياة وبقايا ثمانية آخرين ــ كانت حماس تحتجزهم، في مقابل نحو 2000 فلسطيني محتجزين في إسرائيل. وكجزء من اتفاق توسط فيه وسطاء أميركيون ومصريون وقطريون، كان من المفترض أن تبدأ إسرائيل وحماس المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق في أوائل فبراير، لكنهما لم تفعلا ذلك قط.

وبدلاً من ذلك، عرضت إسرائيل تمديد المرحلة الأولى حتى منتصف إبريل، وضغطت على حماس لإطلاق سراح نصف الرهائن المتبقين في مقابل وعد بالتفاوض على هدنة دائمة. ورفضت حماس العرض، وأصرت على الانتقال إلى المفاوضات بشأن المرحلة الثانية.
 

مقالات مشابهة

  • لكسر الجمود.. مقترح مصري بهدنة شهرين وإطلاق سراح الرهائن وبدء المفاوضات لإنهاء الحرب في غزة
  • خبير عسكري يرجح وجود ارتباطات خارجية لفلول النظام المخلوع بسوريا
  • بعد فشل إسرائيل في تدميرها.. خبير بريطاني: ما مدى قوة حماس الآن؟
  • مسؤول عسكري سابق: إذا تجددت الحرب لن تُهزم حماس و”إسرائيل” ستفقد شرعيتها الدولية 
  • زيلينسكي: أوكرانيا ملتزمة بالسلام .. وتسعى لإنهاء الحرب بسرعة
  • زيلينسكي: أوكرانيا عازمة على فعل كل شيء لإنهاء الحرب
  • عاجل | واللا عن مصدر أميركي: إدارة بايدن أجرت محادثات غير مباشرة مع حماس عبر جهة أميركية غير رسمية لكن مقربة منها
  • خبير اقتصادي: أكثر من 48 مليون مواطن داخل مصر لديهم حسابات مصرفية
  • موقع عسكري أمريكي: ترسانة “الحوثيين” لا تزال لغزًا بالنسبة للولايات 
  • زيلينسكي: أدعو لهدنة مؤقتة مع روسيا قبل أي اتفاق شامل لإنهاء الحرب