كويكبات غير مرئية تهدد الأرض.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
ناسا لديها بين صفوفها عدد لا يحصى من الكويكبات المدرجة على أنها تهديدات محتملة للأرض، فقد تتحرك الصخور الفضائية عبر نظامنا الشمسي والكون ككل حاليًا عبر الفضاء بسرعة فائقة، وبعضها في مسار تصادمي مع كوكبنا.
ولحسن الحظ، كانت وكالة الفضاء تعمل على تطوير تكنولوجيا رائدة ستمكنها من اكتشاف الأجسام المهددة في الفضاء وإعادة توجيهها بعيدًا عن طريق الأذى، ومع ذلك فقد ظهر مؤخرًا أن هناك كويكبات تعرف عنها وكالة ناسا ولكن لا يمكنها رؤيتها، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.
تطفو الآلاف مما يسمى بالكويكبات "غير المرئية" في الفضاء، وتختبئ خلف أشعة الشمس المسببة للعمى، ولا يتمكن العلماء من رصدها حتى في اللحظة الأخيرة.
والمثال على ذلك جاء قبل عشر سنوات فقط، في 15 فبراير2013، في مدينة تشيليابينسك بروسيا، حيث انطلق نيزك بحجم نصف مقطورة من اتجاه شروق الشمس وانفجر فوق المدينة.
ولفترة من الوقت، توهج أكثر سطوعًا من الشمس نفسها، وانفجر بطاقة تعادل 30 مرة طاقة القنبلة التي دمرت هيروشيما.
أدى الانفجار إلى تحطيم نوافذ أكثر من 7000 مبنى، وإصابة العلماء بالعمى مؤقتًا، وتسبب في حروق الأشعة فوق البنفسجية للعديد من الأشخاص وإصابة 1600 آخرين.
على الرغم من عدم حدوث وفيات، كان العلماء قلقين للغاية بشأن كيفية تفويت هذا العملاق من الصخور من الاندفاع نحو الأرض والاصطدام بسطحها.
قالت إيمي ماينزر، أستاذة علوم الكواكب في جامعة أريزونا والباحثة الرئيسية في مهمتين لصيد الكويكبات لوكالة ناسا، لموقع Live Science: “الجسم الأكثر إشكالية هو ذلك الذي لا تعرف عنه شيئًا”.
وأضافت:"'إذا تمكنا من معرفة ما هو موجود هناك، فيمكننا الحصول على تقدير أفضل بكثير للخطر الحقيقي".
تعتبر أحداث مثل تلك التي شوهدت في تشيليابينسك نادرة للغاية، حيث تخترق الصخور مثل النيزك الذي ضربها الغلاف الجوي للأرض مرة كل 50 إلى 100 عام، وفقًا لتقديرات وكالة الفضاء الأوروبية (ESA).
هذا لا يوقف التهديد والشذوذ العرضي الذي يختبئ في أعقاب الشمس، ففي أي لحظة، تحجب الشمس عددًا لا يحصى من الكويكبات عن الأنظار، بما في ذلك مجموعة من كويكبات أبولو التي تدور باستمرار، وهي أجسام قريبة من الأرض تقضي معظم وقتها خارج مدار الأرض ولكن لديها القدرة على عبور مسارنا.
من المرجح أن تكون غالبية هذه الصخور الفضائية المخفية صغيرة بما يكفي لتختفي تمامًا في الغلاف الجوي للأرض بسبب الاحتراق.
ولكن تشير التقديرات إلى أن هناك العديد من الكويكبات غير المكتشفة التي يبلغ قطرها أكثر من 460 قدمًا، وهي كبيرة بما يكفي لإحداث فوضى محلية عند الاصطدام.
ويعتقد البروفيسور ماينزر، الذي يوصف بأنه 'قتلة المدينة'، أن الفريق عثر على حوالي 40% من تلك الكويكبات في الحي الذي يبلغ طوله 140 مترًا.
لكن هذا يترك 14 ألفًا لم يتم العثور عليها بعد، ومن الممكن أن تكون هناك أجسام أكبر بكثير كامنة في وهج الشمس.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
هند عصام تكتب: الملك زوسر
فى محاولة منا للتواصل مع قصص وحكايات ملوك وملكات مصر الفرعونية القديمة، نكتشف أن هناك ملوكا حكاما في غاية الأهمية لم نتحدث عنهم بعد، ومن هنا نعلم ونعلم القارئ أننا نمتلك أعظم وأقدم حضارة فى العالم لم ولن تندثر أبدا، وهنا جاء الملك زوسر والذي يعرف أيضا باسم نيت جيريخت وتوسورثروس وسيسورثوس.
كان هذا الفرعون المصري القديم من الأسرة الثالثة خلال المملكة القديمة ومؤسس هذه الأسرة.
وكان ابن الملك خع سخموي والملكة نيماعت حاب، ولكن ما زال من غير الواضح ما إذا كان الوريث المباشر للعرش.
وأغلب قوائم الملك رمسيس الثاني تضع اسم الملك نبكا قبله في الترتيب الزمني، ولكن نظرًا لأنه لا تزال هناك صعوبات في ربط اسم نبكا بأسماء حورس المعاصرة، فإن بعض علماء المصريات لا زالوا يشككون في التسلسل الزمني لملوك الأسرة الثالثة.
وذكر اسم هذا الملك في بردية تورين باللون الأحمر تمييزا له عن باقي ملوك الدولة القديمة.
ويعدّ الهرم المدرج الذي أمر زوسر المهندس إمحتب ببنائه أول بناء حجري ضخم عرفه التاريخ.
كما ذكر المؤرخ الفرعوني مانيتون أن زوسر حكم لمدة 29 سنة (2640ق.م - 2611ق.م)، بينما تذكر بردية تورين أن فترة حكمه امتدت فقط 19 عام (2630 ق.م - 2611 ق.م). إلا أن الكثير من المؤرخين الحاليين يرجحون أن فترة حكمة امتدت لمدة 29 عام بسبب ضخامة أعماله الإنشائية التي قام بها.
وعليه فإن فارق السنوات بين الرقمين قد يعني أن زوسر هو نفسه الفرعون الأول في الأسرة الثالثة.
وكان الملك زوسر نقش في أحد جزر أسوان، يسرد أحداث المجاعة التي حدثت في عهده بسبب نقص فيضان النيل، حيث قدم زوسر القرابين لخنوم معبود الشلال. وذكر فيه اسم زوسر وبعض الكلمات وهي
"قلبي كان في ضيق مؤلم، لأن النيل لم يفض لسبع سنوات. الحبوب لم تكن وفيرة، البذور جفت، كل شيء كان يملكه الفرد ليأكله كان بكميات مثيرة للشفقة، كل شخص حرم حصاده. لا يمكن لأي شخص أن يمشي أكثر؛ قلوب كبار السنّ كانت حزينة وسيقانهم انحنت متى جلسوا على الأرض، وأيديهم أخفت بعيدا.
حتى خدم المعابد كانوا يذهبون، المعابد أغلقت والملاجئ غطّيت بالغبار. باختصار، كلّ شيء في الوجود أصيب زوسر
ويأتي الرد من خنوم حسب النقش:
زوسر أنا سأجعل النيل يرتفع لك. لن يكون هناك سنوات أكثر عندما يخفق الغمر في تغطية أي منطقة من الأرض. الزهور ستورق، وتنحني جذوعها تحت وزن غبار الطلع .
زوسر
ويعدّ الملك زوسر من أقوى الملوك الذين حكموا مصر ولقب المهندس المعماري إمحتب الذي شيد له الهرم بعدة القاب منها: ناظر القصر وتيتي خرن سو، وكان أول طبيب كبير يعرفه المصريون واعتبروه إله الطب والشفاء نظرا لقوة معرفته في الطب.
واتخذ الملك زوسر منف عاصمة له وقام باستخراج النحاس والتركواز من سيناء مما أمن له ثروة ضخمة مكنته من القيام بأعمال إنشائية ضخمة.
وسع دولته جنوبا بعد أن بسط نفوذه على النوبيين ومد حدود البلاد إلى ما بعد الشلال الأول.
حملاته
كان زوسر أول فرعون يرسل حملات إلى وادي المغارة في سيناء لاستخراج النحاس والفيروز. وتوجد لوحة منقوشة لزوسر في هذا الوادي تبينه يضرب أحد الأعداء في الصورة المعروفة للملك مينا والتي داوم عليها قدماء المصريين ورسموها لكل ملك على المعابد على مر العصور.
وفي لوحة زوسر تظهر إلهة وخلفها يظهر شخص يميزه كتابة هيروغليفية بأنه «عنخ إن - إيتي»، أي «مدير الصحراء» ورئيس البعثة.
ومع أن التاريخ يذكر بعثات مصرية قديمة ونشاطات إلى سيناء من عصر ما قبل الأسرات، إلا أنه يبدو أنه في عصر الأسرتين الثانية والثالثة أصبحت هناك إدارة خاصة لتلك المناطق في البلاط الملكي.
وبدأ اللقب الذهبي خلال حكم الفرعون زوسر وحظيت عبادة الشمس باهتمام كبير تماشت مع المنزلة العالية المقترنة بالفرعون.
فمنذ عهد الأسرة الأولى على الأقل ظهر وصف فرعون بأنه حورس الحي «تحت الشمس»، مقترنا بتعبير «نبو» أي الذهب. ولكن في عهد الفرعون زوسر أصبح اللقب الملكي «حورس الحي على الأرض»، أي جعل الملك في مرتبة الشمس.
كما تظهر تلك المقارنة أيضا في بناء الأهرامات التي كبرت أحجامها في عهد زوسر.
ويبين بناء هرم زوسر المدرج الفلسفة الجديدة، وهي تصميم جديد كبير يبقى أزليًا ويرفع الملك إلى منزلة أبدية مثل الشمس. وقام زوسر بإنشاء مقبرته داخل الهرم مستغنيًا بذلك عن مقبرته التي كان من المفروض بنائها في أبيدوس (في جنوب مصر) مثل أسلافه، وأصبحت مقبرته في سقارة.
وكان الملك زوسر يدعم أيضا انتشار عبادة الشمس وبدأ بناء بهو المقبرة بأعمدة من الحجر بدلا من بنائها من الخشب والمعدن. فقد اتخذت مقبرة الملك مساحة هائلة تضم الهرم والعديد من بهوات الأعمدة والسراديب وإحاطتها بسور حجري.
ويقرن العديد من علماء الآثار، مثل«يوخيم كال» و«ستيفن كرك» و«ولف جانج هيلك» إلى اقتران ذلك بإدخال اللقب الذهبي من زوسر الذي يرفعه إلى منزلة إلهية تساويه بإله الشمس.
أما عن تماثيل الملك زوسر فهناك تمثال كامل للملك زوسر عثر عليه في حجرة ضيقة والتي تعرف باسم السرداب، وتقع شمال الهرم المدرج للملك زوسر بسقارة. وهذا التمثال أقدم ما عرف من التماثيل بالحجم الطبيعي في مصر، وهو يمثل الملك زوسر جالسا على العرش، وقد غطى جسده رداء احتفالي وكان التمثال بأسره مكسوا بطبقة من ملاط أبيض ثم لون. أما العينان الغائرتان فكانتا يومًا ما مرصعتين. ويتخذ الملك شعرا مستعارا أسودا يعلوه لباس الرأس الملكي المعروف باسم «النمس»، فضلًا عن اللحية المستعارة الشعائرية. وقد نقش السطح الأمامي من القاعدة بنص هيروغليفي دقيق ينطق عن أسماء وألقاب ملك مصر العليا والسفلى نيثر خت.
ويعتقد كل من كال وكيرك أن اتخاذ لقب حورس الذهبي غير من الفكر الديني أيام زوسر وطوره عبر العصور التالية، مما جعل جميع الفراعنة الذين أتوا بعد زوسر يتخذوا لقب حورس الذهبي من بعده.
بنى زوسر هرم سقارة المدرج على مسافة ميل من جرف سقارة ليبتعد عن باقي المقابر، وأشرف على البناء وزيره امحتب، يتكون الهرم من ست مصاطب غير متساوية وبارتفاع يبلغ 63 متر ومكسو بحجر جيري أبيض.
أما من الداخل فيتكون من شبكة ممرات ودهاليز. أما غرفة دفن الملك فبنيت من الجرانيت والرخام.