خلال الأشهر القليلة الماضية، أعلنت 6 دول أفريقية رغبتها في الانضمام إلى مجموعة "بريكس" (BRICS) ليبلغ العدد الإجمالي للمرشحين المحتملين 20 دولة.

وذكر موقع "المجلس الروسي للشؤون الدولية" -في تقرير- أن الجزائر ومصر ونيجيريا والسنغال والسودان أعلنت رسميا رغبتها في الانضمام إلى مجموعة بريكس. وكانت إثيوبيا آخر دولة أفريقية كشفت عن نيتها في هذا الخصوص نهاية يونيو/حزيران الماضي.

ومن غير المتوقع أن تشمل عملية توسيع بريكس معظم المرشحين المحتملين، وتواجه هذه المجموعة اليوم مشكلة تنظيم عملية التوسع من دون استبعاد أي دولة، حسب الموقع الروسي.

ومجموعة "بريكس" تكتل اقتصادي عالمي بدأت فكرة تأسيسه في سبتمبر/أيلول 2006، ويضم 5 دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وكلمة "بريكس" (BRICS) عبارة عن اختصار بالإنجليزية يجمع الأحرف الأولى بأسماء هذه الدول.


تحالف عسكري أم تجاري؟

وذكر التقرير أن مجموعة بريكس تضم أكبر اقتصادات العالم، العامل الذي خول لها الاستحواذ على ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال عام 2021. وهذه الحصة آخذة في الارتفاع بالنظر إلى تنامي أهمية البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا في قطاعات معينة على رأسها الزراعة والتعدين وعلوم الصواريخ.

لكن وفقا لإستراتيجية الشراكة الاقتصادية حتى عام 2025 لا تتمثل المهمة الرئيسية لمجموعة بريكس في احتكار السوق العالمية، بل في "تعزيز الترابط"، أي بناء العلاقات المتبادلة في جميع القطاعات من الاقتصاد إلى الاتصالات الإنسانية.

وأضاف التقرير أن الهدف من اتحاد هذه الدول ليس مواجهة قوة أخرى، بل تحقيق منفعة متبادلة وطويلة الأمد.


مبادئ

وبيّن التقرير أنه ضمانا لمبدأ التمثيل الجغرافي، فإن إدراج الدول الأفريقية في مجموعة بريكس خطوة منطقية، فعن طريق ضمها إلى المجموعة يمكن القضاء على "التحيز الآسيوي" الذي يتجلى في وجود 3 من أعضاء بريكس جزئيا أو كليا في آسيا.

ومن أجل ضمان تمثيل أكثر شمولا ينبغي الأخذ بعين الاعتبار جملة من العوامل مثل الانتماء الديني واللغوي، وكذلك الوضع الاقتصادي للدول الأعضاء المحتملة. وبناء على ذلك، بات من الضروري زيادة وجود المسلمين وكذلك البلدان الفرانكوفونية أو الناطقة باللغة العربية في مجموعة بريكس.

وحسب التقرير، من المرجح قبول السنغال أو مصر ضمن بريكس كونهما من مراكز انتشار الإسلام في القارة الأفريقية وتعتمدان الفرنسية أو العربية لغة رسمية، إلى جانب موقعهما الإستراتيجي.

ومن المحتمل أيضا أن يكون الثقل الاقتصادي والعائد الديمغرافي عاملاً يؤخذ بعين الاعتبار في توسيع مجموعة بريكس، وهذا متاح في عديد من الدول الأفريقية، ومن بينها نيجيريا ومصر.


معايير أخرى

ديمغرافيا، تندرج إثيوبيا في قائمة أكثر المشاركين المحتملين للانضمام إلى مجموعة بريكس كونها ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في القارة، لكن تعثر نموها الاقتصادي في السنوات الأخيرة بسبب عدم الاستقرار السياسي الداخلي سيكون عاملا سلبيا.

وقال التقرير إن الجزائر هي أيضا من بين البلدان الستة المرشحة للانضمام إلى بريكس، لحفاظها على علاقات وثيقة مع روسيا لسنوات عديدة، علما أن الجزائر مهتمة بالانفتاح على آفاق اقتصادية جديدة عند الانضمام إلى بريكس، وقادرة على تشكيل موقف مشترك بشأن عدد من القضايا المتعلقة بجدول الأعمال السياسي العالمي.

كما أن عدم انخراطها في النزاعات العالمية والإقليمية -باستثناء الخلاف التاريخي مع المغرب- سيؤدي إلى تجنب المشاركة المحتملة لبريكس في حل المشاكل العسكرية والسياسية الحادة.

في المقابل، لا تشترك كل من مصر وإثيوبيا ونيجيريا والسنغال "الموالية للغرب" في النهج الروسي الصيني في ما يتعلق بآفاق المنتدى.

أما السودان، ففي ظل أزمة حادة وغياب سبيل التنمية المستقبلي لا يمكن اعتباره في الوقت الحالي قوة قادرة على المشاركة في التحول الموجه لصيغة بريكس.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء الروسي في منتدى الـ”بريكس”: الغرب يقوض قواعد القانون الدولي

الجديد برس:

شدد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، اليوم الخميس، على أن “الغرب الجماعي يستخدم تدابير قسرية أحادية الجانب، كأداة رئيسية لتصرفاته على الساحة الدولية، لتقويض قواعد القانون الدولي”، مشيراً إلى أن “المزيد من الدول تتعرض إلى ضغوط مماثلة”.

وقال ميشوستين، في برقية إلى المشاركين في المنتدى القانوني لدول “بريكس”، نُشرت على الموقع الإلكتروني للحكومة، إن “مثل هذا التفاعل مهم بشكل خاص اليوم، حيث يتم اختبار قدرة معايير النظام العالمي التي تحكم العلاقات بين الدول”.

وأضاف: “نحن نرى أن الغرب الجماعي يستخدم تدابير قسرية أحادية الجانب كأداة رئيسية لتصرفاته على الساحة الدولية، لتقويض مبادئ التعاون وانتهاك سيادة الدول وقواعد القانون الدولي، إن المزيد والمزيد من الدول تتعرض إلى ضغوط مماثلة”.

وأشار رئيس الوزراء الروسي إلى أن “موضوع المنتدى – القانون في حراسة عالم عادل – يبدو مناسباً، إذ إن تعزيز الركائز الأساسية للعلاقات الدولية يعد من بين أولويات رئاسة روسيا لمجموعة “بريكس” في عام 2024.

وتابع قائلاً: “يركز مفهوم السياسة الخارجية الجديد لروسيا الاتحادية على ضمان نظام عالمي مستدام ومتعدد الأقطاب حقاً، وهذه الرغبة تشاطرها العديد من الدول ذات التفكير المماثل في الخارج، وتتجه بلدان الجنوب العالمي نحو تعزيز سيادتها والدفاع عن مصالحها الوطنية”.

وذكر ميشوستين في ختام رسالته، أن الجهود المشتركة داخل مجموعة “بريكس” يجب أن تهدف إلى حماية القانون الدولي، كما أعرب عن ثقته في أن المناقشات داخل المنتدى ستجري بشكل ودي وبناء، وستسهم في حل المشكلات المشتركة، وستسمح بتبادل الأفكار الواعدة.

وتستضيف موسكو، في الفترة من 19-20 سبتمبر، أعمال المنتدى القانوني التاسع  لدول “بريكس” تحت عنوان “القانون في حراسة عالم عادل”.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الروسي في منتدى الـ”بريكس”: الغرب يقوض قواعد القانون الدولي
  • "ولو بالمليارات لن ألعب في دولة تقتل الأبرياء".. المهاجم النرويجي ساتر يرفض الانضمام لناد إسرائيلي
  • وزير الخارجية التركي: أنقرة ستتخلى عن الانضمام إلى "بريكس" في حال قبولها في الاتحاد الأوروبي
  • الهيئة العامة لميناء الإسكندرية تستضيف وفدا من 17 دولة أفريقية
  • لحام: على الدول العربية الانضمام إلى حلف عسكريّ موحد لحلّ القضية الفلسطينية
  • وزير العدل في تجمع «بريكس»: مصر صاحبة تجربة فريدة في تطوير الخدمات القضائية
  • عدنان فنجري يشارك في اجتماع وزراء العدل بدول تجمع «بريكس» في مدينة موسكو
  • وزير العدل يشارك في اجتماع وزراء العدل بدول تجمع "بريكس" في موسكو
  • فنجري يشارك في اجتماع وزراء العدل بدول تجمع "بريكس" بموسكو
  • انطلاق منتدى ابتكار “المدن السحابية” لدول “بريكس” في موسكو