مفكر مصري للجزيرة نت: طوفان الأقصى فرصة القاهرة للتحرر من كامب ديفيد
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
القاهرةـ كرس المفكر المصري "محمد عصمت سيف الدولة" حياته وجهوده للقضية الفلسطينية، ويعد ضمن المفكرين الأكثر إنتاجا من حيث الكتابة والبحث والمحاضرة، بين كتاب جيله، فيما يتعلق بفلسطين وتاريخها وحاضرها، دفاعا عن القضية ونقدا للمصطلحات التي "تميّع" الصراع، بتقديره.
ومع اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نشر سيف الدولة سلسلة فيديوهات ومقالات شدد خلالها على ضرورة اتخاذ السلطات المصرية مواقف وقرارات حازمة تجاه العدوان، ومنها فتح معبر رفح بوصفه معبرا فلسطينيا مصريا، وسحب السفير المصري لدى إسرائيل، وتجميد اتفاقيات السلام بين القاهرة وتل أبيب.
فما الذي يمنع إمكانية تنفيذ تلك المطالب؟ سألناه، فقال "كلها إجراءات في الإمكان الإقدام عليها واتخاذها حتى فى ظل قيود اتفاقيات كامب ديفيد، بل هي في الحقيقة إجراءات حتمية بعد الرصد الدقيق للمخاطر والعواقب الكارثية المترتبة على استمرار جرائم الابادة والتهجير على غزة".
وفي حواره للجزيرة نت، تمنى سيف الدولة أن يكون هناك توجه مصري رسمي قد تبلور الآن فى اتجاه ضرورة التصعيد الدبلوماسي والسياسي بمواجهة إسرائيل.
وإلى تفاصيل الحوار:
#فتح_معبر_رفح_بدون_اذن_اسرائيل pic.twitter.com/osF237BQ53
— محمد سيف الدولة (@seif_eldawla) November 5, 2023
كتبت عن الممكن أمام مصر، مثل تجميد العمل ببعض مواد اتفاقية كامب ديفيد وطرد السفير الإسرائيلي وفتح الأنفاق وحفر المزيد منها والتهديد بإغلاق قناة السويس، وغيرها من الإجراءات، ألا يشكل هذا إعلان حرب من طرف القاهرة؟العكس هو الصحيح، فهذه فرصة مصر التاريخية للتحرر من سجن اتفاقيات كامب ديفيد وقيودها التي فرضها الأميركيون وإسرائيل منذ عام 1979، فمصر تتعرض الآن لتهديدات ومخاطر جسيمة قد تهدد وجود الدولة نفسها، لو نجح المخطط الإسرائيلي في تهجير ما يزيد على مليون فلسطيني إلى سيناء، وهو ما يعطي أي دولة الحق في تجميد أي اتفاقيات أو معاهدات دولية تقيد قدرتها على الدفاع عن نفسها وحماية أمنها القومي.
إن الفزاعة الشهيرة التي كانت جماعة كامب ديفيد تروج لها دائما بأن أي إخلال من مصر بالتزاماتها فى المعاهدة يعني الحرب، هي كذبة كبرى، فمن حق كل الدول ذات السيادة أن تتراجع وتعيد النظر فى كل معاهداتها، وفقا لمصالحها وتبعا لتغير الظروف وإلا كانت معاهدات بالإكراه.
إن الذريعة التي كانوا يطلقونها على الدوام من أن الإخلال بالمعاهدة سيعرض سيناء لمخاطر الاحتلال الإسرائيلي مجددا، لا مجال للتذرع بها اليوم، لأن سيناء بالفعل تتعرض لخطر شديد وآنٍ، والسبيل الوحيد لصده ورده هو الدفع بأكبر عدد من القوات المسلحة المصرية إلى الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة بالمخالفة والتجميد للمادة الرابعة من المعاهدة وملحقها الأمني.
ماذا لو كنت على رأس السلطة حاليا، ماذا تفعل؟لو كنت على رأس الدولة، فسوف أتخذ نفس القرارات التي أطالب بها الدولة اليوم، فالسلطات فى البلدان العربية بدون شعوبها لا حول لها ولا قوة أمام الأميركيين، وأعتقد أن البديل الوحيد في مثل هذه الظروف هو أن يقوم أصحاب السلطة بالاحتماء بالشعوب فى مواجهة الضغوط الخارجية، بل وتوظيف غضبها في الضغط المضاد لإجبار الولايات المتحدة ومجتمعها الدولي على القبول بما لا يمكن أن تقبل به من المؤسسات الرسمية الحاكمة.
للشعوب قدرات خاصة على الإقناع، كما حدث بالفعل في ثورة 2011، حين طلب المجلس العسكري الحاكم آنذاك من إسرائيل بعد الثورة مباشرة بالتوقف عن العدوان على غزة لأنه لم يعد له سيطرة على المظاهرات فى الشارع، والتي قامت لأول مرة بحصار سفارة إسرائيل في أبريل/نيسان 2011، وهو ما تكرر مع واقعة نشر الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم وخروج مظاهرات تحاصر السفارات الأميركية فى مصر وليبيا ودول عربية وإسلامية أخرى، مما أجبر الأميركيين على سحب الفيلم والاعتذار.
#بين_الممكن_والواجب_على_الجبهة_المصرية
الممكن هو ما فى مقدور السلطات المصرية من اتخاذه من قرارات لايقاف العدوان حتى فى ظل تمسكها بكامب ديفيد وبعلاقتها بالامريكان
اما الواجب فهو ما يجب ان نفعله فيما لو قررنا التحرر والانعتاق من ذل التبعية وكامب ديفيد????https://t.co/3smriWkQeI pic.twitter.com/MVNSr36huw
— محمد سيف الدولة (@seif_eldawla) November 9, 2023
يحن مصريون لعهد الرئيس الراحل حسني مبارك بعد أن أطاحوا به، وذلك فيما يتعلق بالتعامل مع قطاع غزة، فهل بالفعل كان نظام مبارك يتعامل بأفضل مدى سياسي ممكن وقتها؟مبارك يُحسب له أنه رفض مطالب إسرائيلية كثيرة، وافقت عليها السلطات المصرية أخيرا، ومنها هدم الأنفاق، التي تركها مبارك متنفسا للقطاع، كما رفض طلب إسرائيل بإخلاء المنطقة الحدودية وإقامة منطقة عازلة.
وفي سنوات حكم مبارك قامت قوى المعارضة السياسية بتنظيم تحركات وفعاليات وأنشطة متميزة ومؤثرة، في دعم وإغاثة فلسطين ومناهضة إسرائيل وكامب ديفيد والغزو الأميركي للعراق.
ماذا عن الموقف العربي؟الموقف العربي الحالي عموما مختلف مما كان عليه الوضع أيام مبارك، وهو ما يمكن قراءته من البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية المشتركة، الذي كان مختلفا عن بيانات كثيرة سابقة، وتفسير ذلك هو جلل الأحداث والجرائم وحرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون، وبسبب التهديدات الإسرائيلية لمصر بتنفيذ مخطط التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء، وبسبب الغضب الشعبي العربي العارم الذي يمكن أن يهز العروش والجيوش العربية إذا لم تبادر الأنظمة العربية للضغط بكل ما لديها من أوراق لإيقاف العدوان وإنقاذ الفلسطينيين.
والبيان اختلف جذريا مع المواقف الأميركية والأوروبية المتطابقة مع الموقف الصهيوني والتي تعيد وتكرر أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، ولكن البيان من ناحية أخرى لم يتخط الخطوط الأميركية الحمراء، فتجنب تماما أي تهديد أو حتى تلويح بتوقيع عقوبات على الولايات المتحدة أو على إسرائيل، إذا لم يتوقف العدوان فورا، وهذه نقطة ضعف قاتلة قد تجعل من وجود البيان وعدمه سواء.
ولكن ذلك الموقف الرسمي العربي المفارق لمواقف أميركا وأوروبا وإسرائيل، ليس مؤشرا على إمكان توقف قطار التطبيع العربي مع إسرائيل، ومن المبكر الحكم على ذلك لأننا لا نعلم ما يدور فى الكواليس الآن.
#سؤال_للحكام_العرب
لماذا كل هذا الخوف من اسرائيل؟ pic.twitter.com/fTCy0wZ3e2
— محمد سيف الدولة (@seif_eldawla) November 7, 2023
بالنسبة للأحزاب والنقابات المصرية، هل موقفها تجاه ما يجري كاف؟مع الأسف بين موقف النقابات وبين الكفاية فرق شاسع، وهناك بعض التحركات والمحاولات من النقابات المهنية، ولكنها لم تسفر بعد عن أي فاعليات قوية ومؤثرة، وقد يكون ذلك بسبب طول وقسوة سنوات الحظر والحصار، وأتمنى أن تنجح في استرداد زخم سنوات ما قبل الثورة وأثنائها.
أما المصريون العاديون، فهم يتفاعلون بزخم واضح وواسع مع الأحداث، ولا يوجد تغير حدث، فهذا هو الموقف الطبيعي والدائم للمصريين، ومعهم كل الشعوب العربية، إلى أن تعرضت الحياة السياسية كلها لحصار وتقييد شديدين، ليكون السؤال الأصح هو ما الأسباب التي قيدت قدرة المصريين عن التفاعل مع القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة؟
وهذا التفاعل الراهن يبرهن على أن الرهان على الوعي الجمعي المصري تجاه الصراع، يحمل أملا أكبر باتجاه تحول السياسة المصرية لصالح القضية الفلسطينية، ما يجعل أمر زيادة هذا الوعي، داخلا في باب الواجبات وفروض العين، وإذا لم تفعله وتسارع إليه كل النخب الفكرية والسياسية فسيحاسبهم التاريخ.
والمصريون تحديدا، لديهم الكثير مما يمكن أن يقدموه من دعم وإسناد، لو أعيد فتح المجال العام، ورُفع الحظر والحصار المفروض على القوى السياسية المعارضة من كافة التيارات.
#انذار_من_مواطن_عربى pic.twitter.com/Izz5gEKwCS
— محمد سيف الدولة (@seif_eldawla) November 15, 2023
ما تقييمك لحملة المقاطعة الشعبية بين المصريين للشركات الداعمة للاحتلال؟المقاطعة المنطلقة كالنار في الهشيم ومن كل الفئات والأجيال، نجحت في تحقيق نتائج حقيقية على الأرض، مسببة خسائر كبيرة للشركات التي تم مقاطعتها، وسبب نجاحها الهائل هو أنها نشاط لا يتطلب أي موافقات أمنية، لتكون المقاطعة هي الملاذ الوحيد، بعد عجز المصريين عن الفعل في الشارع عبر التظاهر من أجل فلسطين وغير فلسطين، نتاج حظر حق التظاهر مؤخرا، وتوقيف كل من يتظاهر بأوامر من السلطة.
هل السلطة جادة بالفعل في رفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء؟السلطة شديدة الجدية فى الرفض، ولا يوجد أي اختراق لهذا الرفض سواء فى السلطة أو في المعارضة، ذلك لأن مخطط التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء لا يهدد أمن مصر وسيادتها فحسب، بل يهدد وجود الدولة ذاتها كما يهدد شرعية وبقاء الحكم والحكام ذاتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: محمد سیف الدولة کامب دیفید إلى سیناء pic twitter com
إقرأ أيضاً:
تقديم ضمانات دولية واضحة - تفاؤل مصري بهدنة في غزة بعيد الفطر
كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم السبت 29 مارس 2025، آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتنفيذ باقي صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة، إنه "يسود القاهرة تفاؤلٌ حذر بإمكانية تحقيق تقدّم في الساعات المقبلة، خصوصاً مع اقتراب عيد الفطر ، والذي يسعى الوسطاء إلى إحلال "هدنة" خلاله، كمقدّمة لاتفاق أوسع".
وأكدت مصادر مصرية للصحيفة، أن "القاهرة تعمل على تسريع مسار المفاوضات من خلال تقديم مقترحات "واقعية تحظى بدعم أميركي وقطري"، وهي تسعى إلى "تذليل العقبات" التي تضعها تل أبيب، وخصوصاً في ما يتعلق بآلية إدخال المساعدات والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين"، مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تناور عبر طرح شروط غير واقعية تعرقل التوصل إلى اتفاق.
وبحسب مصادر مطّلعة على سير المفاوضات، فإن المقترح المصري يتضمّن "وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار يمتد لنحو 50 يوماً، مقابل الإفراج عن خمسة أسرى إسرائيليين، وإطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين، مع تفعيل آلية إدخال المساعدات بكميات كافية، تشمل المواد الغذائية والطبية والمستلزمات الأساسية لإغاثة المدنيين".
وعلى رغم أن حركة " حماس " لم تعلن رسمياً عن موقفها النهائي من هذا المقترح، تشير التسريبات إلى أنها "أبدت استعدادها للتجاوب مع الطروحات المصرية، والتي تشمل إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي - الأميركي، عيدان ألكسندر، استجابةً للطلب الأميركي، شريطة أن تكون هناك ضمانات بتنفيذ المرحلة الثانية التي تتعلق بوقف الحرب بشكل كامل، وهو ما تراه مصر مستحيلاً من دون ضغوط أميركية حقيقية غير متوافرة حتى الآن".
وتسود قناعة لدى القاهرة بأن الوصول إلى اتفاق يتطلّب تقديم ضمانات دولية واضحة تلزم إسرائيل بوقف العمليات العسكرية وعدم عرقلة تنفيذ الهدنة.
ولذا، تسعى مصر لدى الولايات المتحدة لضمان "عدم إفشال جهود الوساطة"، بحسب المصادر التي أشارت إلى أن موقف الإدارة الأميركية بات "أكثر انفتاحاً" حيال المقترح المصري.
وبحسب مسؤول مصري بارز تحدّث للصحيفة، فإن "القاهرة تسعى لدى الأطراف كافة، بما فيها واشنطن، لدفع إسرائيل نحو تقديم تنازلات حقيقية تكفل التوصّل إلى اتفاق".
ويشير المسؤول إلى أن "إطالة أمد الحرب تزيد الوضع الإنساني سوءاً، وتخلق تداعيات أمنية إقليمية لا يمكن احتواؤها بسهولة"، موضحاً أن تحركات بلاده شملت تكثيف الاتصالات مع عدد من الدول الفاعلة، بما في ذلك السعودية وتركيا، لضمان موقف عربي ــ إسلامي موحّد يدعم جهود وقف إطلاق النار.
وفي وقت لا تزال فيه مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات عالقة عند معبر رفح ، يقول المسؤول إن "مصر أبقت المعبر مفتوحاً من جانبها، فيما تل أبيب تواصل عرقلة وصول الإمدادات"، مضيفاً أن "استمرار تعطيل إدخال المساعدات أمر غير مقبول، ويتعارض مع الاتفاقات التي يتم التفاوض بشأنها"، محذّراً من أن "الوضع في غزة يقترب من كارثة إنسانية حقيقية، وهو ما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً".
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانية اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الأمم المتحدة: مقتل 174 امرأة و322 طفلا في غزة خلال 8 أيام مطالبة للأمم المتحدة بالتراجع عن قرارها سحب موظفيها الدوليين من غزة الأمم المتحدة : الترحيل القسري لسكان غزة جريمة حرب الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة قوات الاحتلال تواصل حملة اعتقالات وهدم منازل وتجريف شوارع بالضفة فرنسا تعرب عن استيائها من إصابة مواطنيْن في قصف على غزة لبنان يحذر من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025