ماذا يبقى من فتح بعد صعود حماس في غزة؟
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
كتب وجدي العريضي في"النهار": بعد تنامي حركتي "حماس"و"الجهاد" ودعمهما من إيران و"حزب الله"، بدأ مستوى حضور "الفتحاويين" يتراجع حتى في عين الحلوة، بدليل ان ثمة زيارات متتالية قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى لبنان، ولقاءاته المتكررة مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وصولاً الى جولاته على المخيمات.
يقول القيادي الفلسطيني صلاح صلاح لـ"النهار" إن "وضع فتح صعب اليوم ويتراجع، ليس على الصعيد اللبناني وفي المخيمات فقط، إنما في الداخل الفلسطيني وعلى مستوى الخارج، وهذا ما يظهر بوضوح من خلال التظاهرات التي بدأت تحصل في الضفة ولاسيما في رام الله، أي مناطق تواجد السلطة الفلسطينية، وحيث القوى الأمنية التابعة للسلطة لا تقمعها، لأن هناك حملة تضامن كبيرة مع الشعب الفلسطيني في غزة، في ظل حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق شعبنا، وهذا ما أدى إلى ضعف السلطة، والناس دائماً تتبنى خيار المقاومة، لذلك أرى تراجعاً لحركة فتح على كل المستويات". وعن الوضع داخل المخيمات، ولاسيما عين الحلوة، يضيف صلاح: "المخيمات في لبنان هي مع الشعب الفلسطيني في غزة، ومتضامنة معه، وهناك انحسار لقوى السلطة في كل المخيمات، لاسيما أن الناس تعبّر عن موقفها ورأيها بشكل واضح لا يحتاج إلى أي قراءة، وهذا مسار تبدى من أوسلو إلى وادي عربة إلى اليوم، ما يعني ان تراجع حركة فتح في المخيمات ليس بالجديد، لكنه تفاعل وتنامى في الآونة الأخيرة".
أما مَن يحكم المخيمات في لبنان، وهل مازالت حركة "فتح" ممسكة بزمام الأمور أم ماذا؟ يجيب صلاح بان في مخيم عين الحلوة لجانا شعبية تنسق بين بعضها البعض على كل المستويات، ولا أعتقد بوجود إشكالات وسواها، لأن الناس وكل الفصائل في مثل هذه الظروف يلتفون حول بعضهم البعض، وثمة حملة تضامن واسعة، لذلك أستبعد حصول أي خلافات وانقسامات".
وأي فصيل أو تنظيم ينسق مع الدولة اللبنانية؟ يقول إن "التنسيق لايزال جاريا على قدم وساق مع حركة فتح باعتبار هناك سفارة فلسطينية في بيروت، ومن الطبيعي أن يتم التنسيق مع السفير الفلسطيني حول كل شؤون الفلسطينيين إدارياً وسياسياً وعلى غير صعيد".
وهل هناك مَن يخلف "فتح لاند" إلى "لاند جديد" وبأطر إقليمية مغايرة للمراحل السابقة؟ في ظل التحولات والمتغيرات الناتجة عن حرب غزة، يؤكد المواكبون والمتابعون أن من المبكر الخوض في هذا الحديث فالمعركة لاتزال جارية، وثمة من يشير في الأوساط الأوروبية ونقلاً عن مصدر فلسطيني رفيع، الى أن السلطة الفلسطينية هي من سيمسك بقطاع غزة بعد انتهاء الحرب، ولكن بالنسبة الى لبنان التنسيق مستمر عبر السفارة الفلسطينية، إنما وضع المخيمات رهن الميدان في غزة وما ستؤول إليه الأوضاع في الداخل والخارج، وفي الحصيلة، يبقى لبنان الحلقة الأضعف ومَن يتلقى التداعيات والارتدادات.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عین الحلوة فی غزة
إقرأ أيضاً:
عاجل- التشريح يكشف عن صيام السنوار قبل استشهاده بثلاثة أيام آخر لحظات القائد الفلسطيني تحت المجهر
ببطون خاوية، متنقلين بين عدة بنايات متضررة، استشهد يحيى السنوار وفاقه في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفقًا لنتائج تشريح جثمان السنوار التي فضحت الأكاذيب الإسرائيلية بشأن حياة القيادي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار.
وحسبما كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم"، فإن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار ورجاله عانوا من الجوع ولم يأكلوا لمدة 3 أيام" قبل الاشتباك معهم واغتيالهم.
كانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أعلنت أمس الأحد، أن مقاتليها تمكنوا من استهداف عدد من آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء عودتهم من خطوط القتال شمالي قطاع غزة.
وقالت كتائب القسام، إن مقاتليها استهدفوا جرافتين عسكريتين من طراز "دي 9" باستخدام قذيفتي "الياسين 105" قرب شركة القمة غرب معسكر جباليا شمالي القطاع.
كما استهدف مقاتلو المقاومة، عدد من جنود الاحتلال وأوقعوهم بين قتيل وجريح في كمين محكم قرب مدرسة الفاخورة غرب معسكر جباليا شمال القطاع.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن مصادر في حركة حماس قولها إن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت قاب قوسين أو أدنى من "السنوار" 5 مرات قبل اغتياله في أكتوبر الماضي.
إسرائيل لم تكشف مكان اختباء السنوار
وحسب المصادر، حافظ "السنوار" على شبكة اتصالاته التي ابتكرها بنفسه، وانتقل في نطاق محدود للغاية في جنوب غزة، ونجح في التواصل مع قادة حركة حماس والوسطاء في الخارج، وأبلغ عائلته عندما توفي ابن أخيه الذي رافقه، لكن هذه الرسالة وصلت إليهم بعد يومين فقط من مقتله.
وتابعت المصادر أنه في يناير الماضي خلال هجوم جيش الاحتلال على خان يونس في رفح، كان "السنوار" مختبئًا في أحد أنفاق المدينة الحدودية، وتم نشر فيديو له ولعائلته وهو يسير عبر الأنفاق.
وأضافت المصادر أن إسرائيل لم تتمكن من الأنفاق التي كان يختبئ بها "السنوار" في خان يونس، ولا حتى مكان إقامته فوق الأرض، وحتى مع توسع العملية العسكرية، بحث "السنوار" عن مكان آمن لزوجته وأبنائه بعيدًا عنهم بسبب ملاحقة إسرائيل المتواصلة.
وقالوا إن الزوجة والأطفال لم يصابوا بأذى، وكانوا يتلقون رسائل منه كل ستة أسابيع على الأقل.
وتابعت المصادر: "مع تكثيف العملية العسكرية في خان يونس، أصر السنوار على البقاء هناك، وانفصل عدة مرات عن شقيقه محمد ورافع سلامة، قائد لواء خان يونس التابع لحماس، الذي تم اغتياله في يوليو الماضي إلى جانب محمد ضيف، الذي التقى به من حين لآخر منذ بداية الحرب في بيوت آمنة أو أنفاق".
وأوضحت أن رباعي حماس لم يكونوا دائمًا معًا، حيث كانوا يجتمعون أحيانًا ويقضون ساعات أو حتى أيامًا قبل أن يفترقوا بناءً على الوضع على الأرض.
وكشفت المصادر عن وجود حالات كانت فيها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على بعد عشرات الأمتار فقط من منزل في حي خان يونس حيث كان "السنوار" يختبئ بمفرده، رفقة حارس شخصي فقط الذي ساعده على البقاء مختبئًا.
وأضافت أن السنوار "كان مسلحًا ومستعدًا لمداهمة محتملة للجيش الإسرائيلي للمنزل الذي كان موجودًا فيه ومواجهتهم إذا اقتربوا".
وأكدت أن "السنوار" اضطر إلى مغادرة خان يونس إلى رفح في فبراير الماضي تحت ضغط شقيقه وعناصر من حماس.
وحسب المصادر، فإن قوات الاحتلال كانت تسيطر بشكل شبه كامل على خان يونس في ذلك الوقت، وفرضت عليها حصارًا، لكن تم نقله بأمان إلى رفح من خلال عمليات فوق وتحت الأرض.
وأوضحت أن ابن شقيق السنوار، إبراهيم محمد السنوار، لم يترك عمه طيلة الحرب، مضيفة أن إبراهيم قُتل في أغسطس الماضي في غارة إسرائيلية عندما خرج من فتحة نفق لمراقبة التحركات العسكرية أثناء تواجده مع عمه في رفح.
بلينكن يؤكد على ضرورة استغلال اغتيال السنوار فى إطلاق سراح الأسرى المحتجزين
وبينت أن "السنوار" أرسل رسالة إلى عائلة شقيقه يشرح فيها ظروف وفاة إبراهيم ومكان دفنه في نفق تحت الأرض.
وأشارت مصادر حركة حماس إلى أن تأخر وصول الرسالة إلى عائلة محمد السنوار يدل على الظروف الصعبة والمعقدة التي يعيش فيها زعيم حركة حماس، فضلًا عن الإجراءات الصارمة التي اتخذها لتجنب أي ثغرات أمنية يمكن لإسرائيل من خلالها تحديد مكانه بسهولة.
وأفادت المصادر بأن "السنوار" كان في رفح لعدة أشهر، متنقلًا بين أجزاء مختلفة من المدينة، ومنذ نهاية مايو الماضي بقي في مناطقها الغربية، متنقلًا فوق الأرض وتحتها، وكان في نفق متعدد في رفح.
كشف الأكاذيب الإسرائيلية بشأن السنوار
وأشارت الصحيفة إلى أن "السنوار" كان بمفرده في كافة تحركاته، ما ينفي الرواية الإسرائيلية بأنه كان يتخذ من المحتجزين دروعًا بشرية.
وتابعت أن "السنوار" كان يعاني من نقص حاد في الغذاء، ما ينفي أيضًا رواية استيلاء قادة الحركة ومقاتليها على المساعدات الإنسانية التي كانت تدخل قطاع غزة، موضحة أنه وفقًا لتشريح جثمان "السنوار"، فإنه لم يتناول أي طعام على الإطلاق لمدة 3 أيام قبل اغتياله، وكان يواجه هو ورفاقه قوات الاحتلال الإسرائيلية ببطون خاوية، وتنقلوا بين عدة بنايات متضررة.
وأكدت الصحيفة أن المحيطين بالسنوار نفوا أيضًا نيته الهرب من رفح، بسبب وجوده بجانب ممر فيلادلفيا، بينما كان وجوده لتقييم الوضع على الأرض.