مقترح أميركي لإقامة مناطق آمنة بغزة ونشر قوات سلام ورفض أممي لإجراءات أحادية
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
نقلت وكالة بلومبيرغ عن مصادر لم تسمها أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يدفعون نحو خطة لنشر قوة حفظ سلام دولية في قطاع غزة بعد الحرب. وفي حين كشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عن أن واشنطن تريد إقامة "مناطق آمنة" في جنوب غزة، أعلنت وكالات رئيسية للأمم المتحدة رفض أي مشاركة في مقترحات أحادية الجانب لإقامة ما يوصف بمناطق آمنة في القطاع دون موافقة جميع الأطراف عليها.
من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق الوحيد في تحديد مستقبل غزة وكل فلسطين. وأضاف أن حركة حماس متجذرة في أرضها ولن تستطيع إسرائيل ولا حلفاؤها تغيير الواقع في القطاع.
وبحسب مصادر بلومبيرغ فإن الإدارة الأميركية ترى أن بحث نشر قوة حفظ سلام دولية في غزة قد يدفع إسرائيل للإسراع بإنهاء الحرب.
وفي السياق قال مسؤولون لوكالة بلومبيرغ إن الدول العربية مترددة بمناقشة خطط مفصلة بشأن غزة وهي متمسكة حاليا بدعوات وقف إطلاق النار.
وبحسب المصادر نفسها فإنه ليس لدى المسؤولين الإسرائيليين ثقة كبيرة في أي جهة خارجية تدخل غزة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية أفادت بأن تل أبيب أبلغت واشنطن موافقتها على فكرة نشر قوات دولية في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وذلك بعد تقارير تحدثت عن تزايد الخلاف بين الجانبين بشأن تصوراتهما لمستقبل القطاع على افتراض إنهاء سيطرة حماس عليه.
والتقى المبعوث الأميركي للشرق الأوسط بريت ماكغورك -الذي استهل جولته الإقليمية من إسرائيل الأربعاء- كبار المسؤولين الإسرائيليين وناقش معهم مسائل عدة من بينها ما يسمى "اليوم التالي" أي ما بعد انتهاء الحرب.
ونقلت هيئة البث عن مصدرين إسرائيليين أن الجانبين بحثا مقترحا بنشر قوة دولية في غزة، وأن المسؤولين الإسرائيليين الذين التقاهم ماكغورك أبدوا موافقة على هذه الفكرة، وأكدوا أن السلطة الفلسطينية في وضعها الحالي لا ينبغي أن تسيطر على القطاع.
ولم تذكر الهيئة تفاصيل أخرى، ولم توضح ما الدول التي قد تشارك في هذه القوة الدولية حال تشكيلها.
سيطرة أمنية
وقد جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحاته بأن إسرائيل لن تتنازل عن السيطرة الأمنية الكاملة في غزة بعد الحرب، حسب تعبيره.
وقال نتنياهو خلال مقابلته مع شبكة "سي بي إس" الأميركية إن إسرائيل تريد تولي مسؤولية عسكرية شاملة في قطاع غزة لمنع ظهور ما وصفه بالإرهاب ولا تسعى لاحتلال القطاع.
وأضاف نتنياهو "يتعين علينا تجريد غزة من السلاح، والقضاء على التطرف فيها، لا يمكن أن نسمح بدخول إدارة مدنية إلى غزة لا تحارب الإرهابيين، وملتزمة بتمويلهم بدلا من قتالهم، لا نستطيع العودة إلى الإستراتيجيات الفاشلة. يجب أن يكون هناك نظام مختلف ومستقبل مختلف للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
وفي نفس الإطار قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إنه سيتعين على إسرائيل الإبقاء على "قوة فاعلة في غزة في المستقبل القريب لمنع حماس من العودة للظهور في القطاع بعد الحرب".
وقال هرتسوغ، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، "إذا انسحبنا، من سيتولى المسؤولية؟ لا يمكننا أن نترك فراغا. لا أحد يرغب في تحول هذا المكان، غزة، إلى قاعدة للإرهاب مرة أخرى".
وأضاف هرتسوغ للصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تناقش عديدا من الأفكار بشأن سبل إدارة قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب، مشيرا إلى أنه يفترض أن الولايات المتحدة و"جيراننا في المنطقة" ستكون لهم بعض المشاركة في النظام الذي سيوضع بعد فترة الصراع.
وجاءت هذه التصريحات بالتوازي مع تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن من "إعادة احتلال غزة" حيث قال -في مؤتمر صحفي في كاليفورنيا عقب لقائه نظيره الصيني شي جين بينغ- إنه أوضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إعادة احتلال غزة "خطأ كبير".
مناطق آمنة
ولتهيئة الظروف على الأرض قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة تريد إقامة مناطق آمنة في جنوب غزة ولكن الخوض في تفاصيل ذلك، في وقت تستعر فيه نار الحرب، أمر معقد للغاية حسب تعبيره.
وأضاف أن الإدارة الأميركية تعمل مع الإسرائيليين بشأن هذه المناطق الآمنة وأجرت معهم محادثات خلال الـ24 ساعة الماضية لبحث الطريقة المثلى لتوفير الحماية للمدنيين في جنوب غزة.
وفي أول رد فعل على هذا المقترح أعلنت وكالات رئيسية للأمم المتحدة في بيان رفض الهيئات المعنية بالشؤون الإنسانية أيَ مشاركة في المقترحات الأحادية الجانب لإقامة ما يوصفُ بمناطق آمنة في القطاع دون موافقة جميع الأطراف عليها، معتبرا ألا منطقة آمنة حقا إذا كانت مفروضة بالقوة العسكرية ودون تهيئة الشروط الأساسية لضمان الأمان وغيره من الاحتياجات الضرورية للسكان.
وشدد بيان الهيئات الأممية على أن أي نقاش بشأن المناطق الآمنة يجب أن يتضمن الالتزام الدائم بالحفاظ على حياة المدنيين، إضافة إلى ضمان حرية حركة العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية للقيام بواجباتهم في قطاع غزة.
وقد وقع البيان المشترك 18 من رؤساء وقادة المنظمات الإنسانية الأممية بينهم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی قطاع غزة مناطق آمنة فی القطاع دولیة فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: سكان غزة يعيشون في "جحيم" غير مسبوق وتحذيرات من انهيار صحي شامل بسبب نقص الوقود وإغلاق المعابر
حذرت الأمم المتحدة من أن سكان قطاع غزة يعيشون أسوأ فترات الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، مشيرة إلى أن الوضع بات "جحيمًا حقيقيًا"، وسط تفاقم الأزمة الصحية ونفاد الوقود ومنع دخول المساعدات منذ أكثر من 45 يومًا.
مفوضية حقوق الإنسان: غزة تحترق والعالم يتفرجقال أجيث سانغاي، مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن ما تشهده غزة يُعد أسوأ فترات الحرب منذ اندلاعها قبل 18 شهرًا، مشيرًا إلى أن سكان القطاع يعانون من أوضاع مأساوية في ظل غياب تام لأي مساعدات إنسانية منذ شهر مارس الماضي.
عاجل| ارتفاع عدد ضحايا غارات الاحتلال على غزة لـ25 شهيدا منذ فجر اليوم مقتل 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على منزل في منطقة الشعف بحي التفاح شرقي مدينة غزةوأضاف سانغاي أن إسرائيل لا تلتزم باتفاقية منع الإبادة الجماعية، محذرًا من أن حياة موظفي الأمم المتحدة العاملين في القطاع أصبحت في خطر متزايد بسبب استمرار القصف وغياب الحد الأدنى من الأمان.
"مقبرة جماعية".. تحذير من انهيار القطاع الصحيمن جانبه، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن الهجمات الإسرائيلية المستمرة على المستشفيات في قطاع غزة تهدد بوقف المرافق الصحية عن العمل، محذرًا من انهيار تام للنظام الصحي في أي لحظة.
وأكد أن الهجمات المتكررة تمنع المرضى من السعي للحصول على الرعاية الصحية خشية استهدافهم، داعيًا إلى حماية المرافق الصحية والمرضى والعاملين في المجال الطبي. كما طالب إسرائيل بالسماح بدخول الإمدادات الصحية ورفع الحصار ووقف إطلاق النار فورًا.
في السياق ذاته، وصفت منظمة أطباء بلا حدود الوضع في القطاع بأنه "مقبرة جماعية للفلسطينيين"، مشددة على ضرورة التحرك الدولي العاجل.
المستشفيات تئن تحت وطأة الحصار.. والوقود على وشك النفاد
أما على الأرض، فكشف مروان الهمص، مدير المستشفيات في غزة، عن واقع كارثي داخل المؤسسات الصحية.
وقال في حديثه لقناة الجزيرة:
"نقدم الخدمات الطبية بالحد الأدنى للجرحى في ظل انعدام الوسائل."
وأضاف أن مستشفيات القطاع مكتظة بالكامل، وأن 11 ألف مريض بحاجة ماسة للسفر لتلقي العلاج خارج غزة، إلا أن الاحتلال يمنع خروجهم.
كما حذر من نفاد الوقود الضروري لتشغيل المستشفيات، مشيرًا إلى أن المخزون الحالي لا يكفي لأكثر من أسبوعين، ما يهدد حياة الآلاف من المرضى.
وطالب بإدخال معدات طبية وفرق إغاثة، مؤكدًا أن النظام الصحي ينهار أمام أعين العالم.
51 ألف شهيد منذ أكتوبر.. وموجة قصف جديدةقالت مصادر طبية للجزيرة إن 17 فلسطينيًا استشهدوا صباح اليوم الأربعاء في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع.
وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ استئناف الحرب في 18 مارس الماضي إلى أكثر من 1630 شهيدًا و4300 مصاب، في حين أعلنت وزارة الصحة في غزة أن إجمالي ضحايا الحرب منذ أكتوبر 2023 بلغ أكثر من 51 ألف شهيد و116 ألفًا و343 مصابًا.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) إلى أن القطاع لم يشهد إدخال أي مساعدات أو إمدادات عبر المعابر منذ 45 يومًا، وهي أطول فترة حصار منذ بداية الحرب، في ظل استمرار التصعيد العسكري وغياب أي تقدم في جهود وقف إطلاق النار.
دعوات لوقف إطلاق النار الفوريفي ظل هذه المعطيات، تتصاعد الدعوات الدولية والعربية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح المعابر بشكل دائم للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في قطاع يواجه أسوأ كارثة إنسانية في تاريخه الحديث.
وتتجه الأنظار إلى مواقف الدول الكبرى والمنظمات الدولية، وسط اتهامات متزايدة بالتقاعس عن تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، مما يزيد من تعقيد الأزمة ومعاناة المدنيين.