العدل الدولية تطالب بوضع حد للتعذيب في أول قضية تخص انتهاكات النظام السوري
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
طالبت محكمة العدل الدولية، الخميس، سوريا بوضع حد للتعذيب والمعاملة القاسية والمُهينة، في أول قضية أمام العدالة الدولية بشأن انتهاكات النظام خلال الحرب الأهلية، التي بدأت عام 2011.
وقالت محكمة العدل إن سوريا يجب أن "تتخذ كلّ التدابير التي في وسعها، لمنع أعمال التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة أو القصاص القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة".
وأضافت المحكمة أن سوريا، حيث قُتل عشرات الآلاف خلال الحرب الأهلية وفق محققين، يجب أن "تتخذ إجراءات فعالة لمنع إتلاف الأدلة وضمان الحفاظ على جميع الأدلة" المتعلقة بأعمال التعذيب وغيرها من ضروب "المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة".
يأتي القرار غداة إصدار محكمة فرنسية مذكرة توقيف دولية بحق رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وشقيقه ماهر، القائد الفعلي للفرقة الرابعة في قوات النظام السوري، وعميدين آخرين، بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية على خلفية هجمات كيماوية اتُهمت دمشق بشنها صيف عام 2013.
ودعا مُقدّما الشكوى، كندا وهولندا، المحكمة إلى إصدار أمر "عاجل" لوقف التعذيب في السجون السورية، انطلاقاً من أن "كل يوم له أهميته" بالنسبة إلى المعتقلين.
وقالت حكومتا كندا وهولندا في بيان مشترك: "اليوم، أقرت محكمة العدل الدولية بمدى خطورة الوضع والضرر الذي يتعذر إصلاحه والناتج من الاستخدام المتكرر للتعذيب وغيره من أنواع سوء المعاملة في سوريا ضد شعبها".
التعذيب "منتشر ومتجذر"استمع قضاة المحكمة الدولية في لاهاي خلال أكتوبر إلى شهادات معتقلين سوريين وصفوا فيها عمليات اغتصاب جماعي وتشويه وطريقة عقاب "موحّدة" تنطوي على وضع الأشخاص في إطار سيارة وضربهم بشكل "مبرح".
كانت كندا وهولندا طلبتا من المحكمة اتخاذ "تدابير موقتة" لوقف كل أشكال التعذيب والاعتقال التعسفي في سوريا، وفتح السجون أمام مفتشين من الخارج، وتبادل المعلومات مع العائلات بشأن مصير أقاربهم.
وفقاً للشكوى المقدمة من البلدين، فإن التعذيب في سوريا "منتشر ومتجذر.. ويستمر اليوم". ويتحمل الضحايا "آلاما جسدية وعقلية لا يمكن تصورها، ويعانون جراء أعمال التعذيب، بما في ذلك المعاملة المقيتة في الاعتقال.. والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي".
وأضافت الدولتان نقلا عن تقرير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن "عشرات الآلاف ماتوا، أو يُعتقد أنهم قضوا نتيجة التعذيب".
وتجاهلت دمشق الجلسة الأولى، في العاشر من أكتوبر، بعدما كانت قد رفضت القضية، واصفة الاتهامات بأنها "تضليل وأكاذيب". وقالت إنها "تفتقر إلى أدنى درجة من الصدقية".
وقال كبير ممثلي هولندا، رينيه لوفيبر، للمحكمة حينها" "نعتقد بصدق أن حياة السوريين وعَيشهم معرضان للخطر ويتطلبان اهتمام المحكمة الفوري".
وكانت بعض الدول قد أدانت أفرادا أو لاحقتهم قضائيا، باسم الولاية القضائية العالمية، لارتكابهم جرائم حرب في سوريا، لكن لطالما كان هناك استياء في العواصم الغربية بسبب عدم توفر خطة أوسع لتقديم هذه القضية أمام القضاء الدولي.
وأطلق الهولنديون أول محاولة في هذا الإطار، في سبتمبر عام 2020، لتحميل سوريا مسؤولية الانتهاكات المفترضة لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي وقّعت عليها دمشق.
وانضمت كندا إلى القضية في مارس التالي.
ولم تتمكن محكمة العدل الدولية، التي تتخذ لاهاي مقرا، من التعامل مع سوريا، لأنها لم تصادق على نظام روما الأساسي، أي المعاهدة التأسيسية للمحكمة.
كانت روسيا والصين منعتا مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يقضي بإحالة الوضع في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية، عام 2014.
وأدت عودة الأسد إلى الساحة الدولية، في مايو، بحضوره قمة للجامعة العربية للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، إلى إعادة القضية إلى الواجهة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: العدل الدولیة محکمة العدل فی سوریا
إقرأ أيضاً: