خطة طوارئ للأسوأ.. تواصل الاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية لليوم الأربعين على التوالي، تبادلا عنيفا لإطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وذلك في سياق الاشتباكات المستمرة بين الطرفين غداة الهجوم الدموي الذي شنّته حماس على إسرائيل، في السابع من أكتوبر الماضي، وسط تخوف من توسع رقعة النزاع لتمتد إلى لبنان بأسره دعا إلى اعتماد لبنان "خطة طوارئ" لقطاعه الصحي.
وتنوعت استهدافات حزب الله للجيش الإسرائيلي الخميس، حيث ذكر في بيانات عدة، عن قصفه مواقع مسكاف، بياض بليدا، المطلة، هرمون، جل العلام وثكنة يفتاح، كما أعلن استهداف تجمع لجنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من موقع شتولا، وتجمع لقوة مشاة إسرائيلية على تلة الكرنتينا بالقرب من موقع حدب يارون.
كما استهدف حزب الله بحسب بياناته دبابة ميركافا قرب ثكنة برانيت، ونشر فيديو تضمن مشاهد من عمليات استهدافه عددا من المواقع التابعة للجيش الإسرائيلي قرب الحدود اللبنانية.
من جهته، أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، من خلال تغريدة عبر صفحته على منصة "إكس" أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على أهداف لحزب الله داخل لبنان، ومن بينها مواقع عسكرية "التي عمل منها مخربو التنظيم".
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية "هاجمت مخربا عمل داخل لبنان بالقرب من منطقة شلومي" وأرفق تغريدته بفيديو يظهر جانبا من عمليات استهداف الجيش الإسرائيلي لحزب الله.
#عاجل أكملت الطائرات الحربية قبل قليل الاغارة على أهداف لحزب الله داخل لبنان ومن بينها مواقع عسكرية التي عمل منها مخربو التنظيم.
كما هاجمت قوات جيش الدفاع قبل قليل مخربًا عمل داخل لبنان بالقرب من منطقة شلومي. pic.twitter.com/buJUuoo3dU
وأوردت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، الخميس، أن القصف الإسرائيلي طال عدة بلدات جنوبية، وهي: محيط بلدات الناقورة، علما الشعب، جبل اللبونة، سهل مرجعيون، حامول، عيتا الشعب، منطقة رأس الظهر غربي بلدة ميس الجبل وأطراف بلدات محيبيب ورامية وبيت ليف ودبل وحولا ومزرعة المجيدية، ومنطقة "وادي مظلم" بين بلدتي راميا وبيت ليف.
كما ذكرت الوكالة الرسمية اللبنانية أن القطاع الشرقي شهد قصفا مركزا على كل من كفركلا وطى الخيام ومحيط المعتقل ومنطقة الشاليهات والعديسة، وأنه "تم قصف مرتفعات السلسلة الشرقية لجبل الشيخ في محلة بسطرة وشانوح وعلى بلدة كفرشوبا والجزء السفلي منها "بالقذائف المتفجرة الفوسفورية والحارقة".
كما حلّق الطيران الإسرائيلي في طلعات استطلاعية في أجواء القطاعين الغربي والأوسط، إضافة إلى إلقاء الجيش الإسرائيلي قنابل مضيئة فوق بلدة الجبين.
تحذير من التصعيددبلوماسياً، التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، موريس سليم، في مكتبه في اليرزة، بعد ظهر الخميس، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيا، على رأس وفد من السفارة، وجرى عرض للأوضاع العامة في البلاد ولشؤون المؤسسة العسكرية والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية.
توازياً، حذرت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، نظيرها الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، من أي تصعيد أو توسيع للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، خصوصا في لبنان.
وقالت كولونا في منشور عبر صفحتها على منصة "إكس" أنه "جرى اتصال اليوم مع نظيري الإيراني في شكل تحذير: توسيع النزاع الدائر في غزة لن يفيد أحداً، وستتحمل إيران مسؤولية كبيرة".
Entretien aujourd'hui avec mon homologue iranien en forme de mise en garde : l'extension du conflit en cours à Gaza ne profiterait à personne, et l'Iran aurait une lourde responsabilité.
— Catherine Colonna (@MinColonna) November 16, 2023وحذرت دول غربية عدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا، من خطورة توسع الحرب في غزة إلى لبنان.
ودعت واشنطن إلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي عزز انتشار اليونيفيل في جنوب لبنان إثر انتهاء حرب يوليو عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل.
استعدادات للأسوأفي سياق الاستعداد لاحتمال انزلاق لبنان أكثر في الحرب، أطلع وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور فراس الأبيض، ممثلي الهيئات والمنظمات الأممية والدولية المانحة على خطة الطوارئ التي وضعتها الوزارة.
أتى ذلك في اجتماع موسع حضره المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان، عمران ريزا، وسفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان، ساندرا دو وال، وممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، الدكتور عبد الناصر أبو بكر، وممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان، أسمى قرداحي.
وعرض الأبيض خلال الاجتماع، عمل مركز عمليات طوارئ الصحة العامة المنشأ حديثاً وبرنامج التدريب لرفع جهوزية العاملين الصحيين وخطة وزارة الصحة العامة لرفع جهوزية المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية.
وأكد أن خطة الطوارئ الصحية تتفرع إلى محورين أساسيين، أولا "رفع جهوزية المستشفيات لتأمين العلاج الفوري لجرحى الحرب المحتملين سواء في المناطق الحدودية أم في المناطق التي من المرجح أن تشكل نقطة استقطاب طبي وعلاجي، وثانياً تأمين الرعاية الصحية للمواطنين النازحين قسراً عن منازلهم من خلال تعزيز خدمات الرعاية الصحية وإيلاء الاهتمام في هذا المجال لمراكز الرعاية الأولية في المناطق اللبنانية كونها تقدم الخدمات الجيدة بأسعار رمزية".
ولفت إلى أن "خطة الطوارئ تهدف إلى مواكبة تداعيات تطور الأحداث على المدى القصير، ولكن أهميتها تكمن في مفاعيلها على المدى الأبعد، بدءا من برامج التدريب التي تشمل ممرضات وممرضين على التعامل مع حالات الطوارئ، وما يؤديه ذلك من تطوير للموارد البشرية، إلى ما يتم إنجازه على صعيد رفع الجهوزية وتأمين المستلزمات وتحسين التجهيزات وتحديثها قدر الإمكان".
من جهته شدد ممثل منظمة الصحة العالمية، الدكتور عبد الناصر أبو بكر، على "أهمية تنسيق الشركاء جميعا مع وزارة الصحة العامة لضمان تجاوز الثغرات وتأمين الحاجات التي يمكن لأجهزة الوزارة تحديدها بكل دقة، بما يراعي تحقيق الخدمة المجتمعية الواجبة في هذه الظروف الحالية وكذلك المستقبلية".
بدوره، قال المنسق المقيم للأمم المتحدة، ريزا: "نحن ملتزمون بمساعدة النظام الصحي في لبنان الذي أثبت على مدى السنتين الماضيتين جدية في مواجهة الأزمة، ومما لا شك فيه أن خطة الطوارئ الموضوعة تأتي بنتائج ليس فقط على المستوى القصير بل على المستوى الأبعد".
كذلك أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان "الالتزام بدعم النظام الصحي اللبناني وحاجاته المتعددة، لافتة إلى أهمية تحقيق استدامة الخدمات".
أما ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان، أسمى قرداحي، فأشارت إلى "وجوب المحافظة على ما تم إحرازه حتى الآن من تقدم في قطاع الصحة، كي لا يتأثر صموده وأداؤه من التأثيرات السلبية لأي تصعيد أمني".
يذكر أنه بمناسبة "اليوم الوطني للبيئة" الموافق في 16 نوفمبر، أعلن وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور ناصر ياسين، كما أوردت "الوكالة الوطنية للاعلام" أن القصف الإسرائيلي على البلدات الحدودية أدى إلى احتراق ما لا يقل عن 460 هكتارا من الأراضي الحرجية والبساتين أي ما يشكل حوالي 37 في المئة من إجمالي الأراضي المحترقة حتى الآن خلال عام 2023.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الصحة العامة خطة الطوارئ داخل لبنان بالقرب من حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.
وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.
في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik
— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025 تأثير العقوبات الأمريكيةوتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.
تقدم البرنامج النووي
وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.
هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 إقالة دون تأثيروعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.