جثث مكدسة في الطرقات لا يستطيع النازحون ولا الأطباء دفنها، مرضى محاصرون داخل الغرف، وأطباء تحقق معهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، تستجوبهم بعد سحب هواتفهم المحمولة وتفتيش غرفهم واستراحاتهم، رعب وخوف الأطفال، وموت للرُضع والخًدج ومرضى الرعاية المركزة بسبب انقطاع الكهرباء وضرب خط الأكسجين ونفاذ الوقود، هكذا هو حال مستشفى الشفاء بغزة، المجمع الأكبر الذي يأوي آلاف النازحين.

مستشفى الشفاء بغزة.. وفاة أطفال خُدج

«الوضع كارثي، الأطفال الخُدج يموتون أمام أعيننا، ومرضى العناية المشددة يلفظون أنفاسهم الأخيرة، واضطررنا لبتر أطراف مرضى بعد تعفن جراحهم»، هكذا وصف الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء في غزة، لـ«الوطن»، الوضع هناك بعد انقطاع الاتصال معه لأكثر من 24 ساعة، مؤكدا أن قوات الاحتلال عاودت حصار أكثر من 7 آلاف نازح ومريض داخل المجمع.

أزمة غذاء ومياه ضربت مستشفى الشفاء بغزة، فالأطباء لم يستطيعوا العثور على وجبات تساعدهم على الصمود من أجل تضميد جراح المرضى، والنازحون يصرخون رعبا من تعامل قوات الاحتلال الإسرائيلي السيء معهم وفق «أبوسلمية»: «قوات الاحتلال بتعتدي على المرضى والنازحين بشكل وحشي، بيطلقوا الرصاص الحي على كل من يريد التحرك من المشفى، وإحنا ما عاد قادرين بسبب عدم تناول الأكل ولا المياه».

حصار مرض مستشفى الشفاء بغزة

تجويع كل من يتواجد في مستشفى الشفاء بغزة، أصبح هدفا لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي زعمت كذبا أنها ادخلت مساعدات طبية وغذائية إلى المستشفى وهو ما نفاه مدير مجمع الشفاء الطبي: «ما شوفنا لا أكل ولا مياه، بالعكس قوات الاحتلال ضربت خط المياه الرئيسي بالمشفى، أصبحنا نتألم من كثرة العطش، الناس يموتون أمام أعيننا».

انقطاع الكهرباء أصبح يعرض حياة الأطفال الخُدج للموت، حيث توقفت الحضانات التي تأوي نحو 36 رضيعا، وجرى وضع كل 6 منهم على سرير بأماكن خارج الحضانات، تتوفر فيها لوحات توليد كهرباء، وفق الدكتور محمد طباشة، رئيس قسم الأطفال بمستشفى الشفاء لـ«الوطن»: «انقطاع الكهرباء أدى لتوقف الحضانات ونفاذ الأكسجين، اضطرينا لعمل تنفس يدوي للأطفال ونقلناهم في أماكن قريبة من مصدر الكهرباء للحفاز على حياتهم لكننا فقدنا 6 منهم».

التحقيق مع أطباء مستشفى الشفاء بغزة

حفاضات وصناديق قمامة تحيط بالأطفال الخُدج، تعرض حياتهم لخطر الموت إما بسبب نقص الأكسجين أو الحليب أو بالعدوى، وفق رئيس قسم الأطفال بمستشفى الشفاء بغزة: «صناديق القمامة والحفاضات الموثة تحاط بالأطفال الرضع، لم نعد قادرين على فعل شيء، درجة حرارة الأطفال الرضع منخفضة، لم تعد هناك أي وسيلة لتعقيم أي شيء خاص بالأطفال».

أكثر من 8 ساعات قضاها عشرات الجنود التابعين لقوات الاحتلال الإسرائيلي، في استجواب أطباء مستشفى الشفاء بغزة، انتهاءً بمطالبتهم بإخلاءه، الأمر الذي رفضه الأطباء وفق الدكتور محمد أبو سلمية: «الاحتلال قضى 8 ساعات استجواب للأطباء داخل مجمع الشفاء، وطالبنا بالإخلاء وهو ما رفضناه، قولتلهم نخلي المستشفى وإحنا جثث، مش هنتخلى عن المرضى حتى النفس الأخير».

نحو 26 مستشفى من أصل 35 في قطاع غزة خرجت من الخدمة، وفق تصريح الدكتورة مي كيلة، وزيرة الصحة الفلسطينية، لوسائل إعلام فلسطينية، وأصبحت المستشفيات المتبقية تقدم العلاج جزئيا، بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية: «لم نعد قادرين على علاج المرضى، الولادات تجرى دون تخدير، ويضطر الأطباء إلى بتر أطراف المرضى بعد تعفن جروحهم، الاحتلال دمر البنية التحتية للمستشفيات المجهزة باحدث الأجهزة، هذا هو حالنا».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مستشفى الشفاء بغزة وضع مستشفى الشفاء بغزة أطباء مستشفى الشفاء بغزة مرضى مستشفى الشفاء بغزة كارثة مستشفى الشفاء بغزة قوات الاحتلال الإسرائیلی مستشفى الشفاء بغزة

إقرأ أيضاً:

أطفال غزة في عيون الإمام الطيب.. شيخ الأزهر يكشف سرا عند استشهادهم

أطلق فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الجزء الثاني من كتاب "الأطفال يسألون الإمام"، والذي سيُعرض في جناح الأزهر بمعرض الكتاب. 

يتناول الكتاب أسئلة عديدة تطرحها عقول الأطفال، وغالبًا ما يعجز الكبار عن تقديم إجابات شافية، خوفًا من أن تكون هذه الأسئلة مسيئة للعقيدة.

تهدف فكرة الكتاب إلى جمع تساؤلات الأطفال ليجيب عليها الإمام الطيب بنفسه، حيث يسعى لتوجيههم وتعليمهم أساسيات دينهم.

 كما يحمل الكتاب رسالة تربوية لأولياء الأمور، تدعوهم للانتباه لأسئلة أبنائهم، والإجابة عنها بتفتح ذهني، وتشجيعهم على التفكير في أمور العقيدة وغيرها من جوانب الحياة.

من بين الأسئلة المطروحة: "هل يتألم الأطفال في غزة عند استشهادهم، أم يخفف الله عنهم الألم؟"

وفي إجابته، أوضح الإمام الطيب أن حالة الشهيد تختلف عن حالة الأموات الآخرين، فالشريعة الإسلامية تنص على عدم غسل أو تكفين الشهيد. 

وأكد أن الشهداء لا يشعرون بألم الاستشهاد، مستندًا إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال رسول الله ﷺ: "ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة". 

وهذا يعني أن الشهداء، مثل أطفال غزة، لا يعانون الألم الشديد عند استشهادهم، بل يشعرون بألم خفيف، كما يُعد الله لهم النعيم والكرامة في الآخرة.

مقالات مشابهة

  • شبكة حقوقية تدعو للتحقيق مع جمعيات يشتبه بتورطها في اختفاء أطفال
  • أطفال غزة في عيون الإمام الطيب.. شيخ الأزهر يكشف سرا عند استشهادهم
  • حركة فتح تهاجم اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتؤكد أنها الحامي الأمين
  • عملية وحشية .. قوات الاحتلال الإسرائيل تحاصر مستشفى حكومي في جنين
  • لليوم الثاني على التوالي.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية
  • الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم الثاني على التوالي
  • بالفيديو .. الدكتور احمد المخللاتي رئيس قسم الحروق في مستشفى الشفاء بغزة، يثبت ان الاردني رقم واحد في تقديم المساعدات والدعم المادي والطبي والنفسي لاهالي القطاع
  • أستاذة رياض أطفال: دمج ذوي الهمم مع الأصحاء يعلمهم الكثير من المهارات
  • أستاذ رياض أطفال: دمج ذوي الهمم مع الأصحاء يعلمهم مهارات كثيرة
  • أستاذ رياض أطفال تقدم روشتة للتعامل مع ذوي الهمم