إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

أصدرت محكمة العدل الدولية الخميس قرارا يطالب الحكومة السورية يوقف التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة في البلاد. ويواجه النظام السوري اتهامات كثيرة بممارسة أنواع قاسية من التعذيب خلال الحرب الأهلية التي اندلعت لسنة 2011. ولم تتمكن محكمة العدل الدولية التي تتخذ لاهاي مقرا من التعامل مع سوريا، لأنها لم تصادق على نظام روما الأساسي، أي المعاهدة التأسيسية للمحكمة.

ومنعت روسيا والصين مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يقضي بإحالة الوضع في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية عام 2014.

وأدت عودة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الساحة الدولية في أيار/مايو، بحضوره قمة للجامعة العربية للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، إلى إعادة القضية إلى الواجهة.

وقالت المحكمة إن سوريا، حيث قتل عشرات الآلاف خلال الحرب الأهليّة وفق محققين، يجب أن "تتخذ إجراءات فعالة لمنع إتلاف الأدلة وضمان الحفاظ على جميع الأدلة" المتعلقة بأعمال التعذيب وغيرها من ضروب "المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة".

يأتي القرار غداة إصدار محكمة فرنسية مذكرة توقيف دولية بحق الرئيس بشار الأسد وشقيقه ماهر، القائد الفعلي للفرقة الرابعة في الجيش السوري، وعميدين آخرين، بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية على خلفية هجمات كيميائية اتهمت دمشق بشنها صيف 2013.

ودعت مقدمتا الشكوى، كندا وهولندا، المحكمة إلى إصدار أمر "عاجل" لوقف التعذيب في السجون السورية، انطلاقا من أن "كل يوم له أهميته" بالنسبة إلى المعتقلين.

وقالت حكومتا البلدين في بيان مشترك "اليوم، أقرت محكمة العدل الدولية بمدى خطورة الوضع والضرر الذي يتعذر إصلاحه والناتج من الاستخدام المتكرر للتعذيب وغيره من أنواع سوء المعاملة في سوريا ضد شعبها".

"تدابير مؤقتة"

استمع قضاة المحكمة الدولية في لاهاي خلال تشرين الأول/أكتوبر إلى شهادات معتقلين سوريين وصفوا فيها عمليات اغتصاب جماعي وتشويه وطريقة عقاب "موحدة" تنطوي على وضع الأشخاص في إطار سيارة وضربهم بشكل "مبرح".

وكانت كندا وهولندا طلبتا من المحكمة اتخاذ "تدابير مؤقتة" لوقف كل أشكال التعذيب والاعتقال التعسفي في سوريا، وفتح السجون أمام مفتشين من الخارج، وتبادل المعلومات مع العائلات بشأن مصير أقاربهم.

وفقا للشكوى المقدمة من الدولتين، فإن التعذيب في سوريا "منتشر ومتجذر ويستمر اليوم". ويتحمل الضحايا "آلاما جسدية وعقلية لا يمكن تصورها، ويعانون جراء أعمال التعذيب، بما في ذلك المعاملة المقيتة في الاعتقال والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي".

وأضافت الدولتان نقلا عن تقرير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن "عشرات الآلاف ماتوا، أو يعتقد أنهم قضوا نتيجة التعذيب".

وتجاهلت دمشق الجلسة الأولى في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، بعدما كانت قد رفضت القضية، واصفة الاتهامات بأنها "تضليل وأكاذيب". وقالت إنها "تفتقر إلى أدنى درجة من الصدقية".

وكانت بعض الدول قد أدانت أفرادا أو لاحقتهم قضائيا، باسم الولاية القضائية العالمية، لارتكابهم جرائم حرب في سوريا، لكن لطالما كان هناك استياء في العواصم الغربية بسبب عدم وجود خطة أوسع لتقديم هذه القضية أمام القضاء الدولي.

وأطلق الهولنديون أول محاولة في هذا الإطار في أيلول/سبتمبر 2020 لتحميل سوريا مسؤولية الانتهاكات المفترضة لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي وقعت عليها دمشق. وانضمّت كندا إلى القضية في آذار/مارس 2021.

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج سوريا جبهة النصرة بشار الأسد إدلب طائرة بدون طيار إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة حماس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا محکمة العدل الدولیة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة سوريا

طالبت اللجنة الدولية للتحقيق في سوريا التابعة للأمم المتحدة جميع أطراف الصراع بحماية المدنيين، وحماية أدلة الجرائم والانتهاكات لضمان العدالة والمساءلة في المستقبل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); كما دعت إلى الامتثال الكامل للقانون الدولي، وضمان التزام الحكومة المؤقتة في دمشق والأطراف الأخرى في الصراع السوري بتعهداتها المعلنة بمنع العنف.
أخبار متعلقة قائد القوات المشتركة ورئيس مجلس القيادة اليمني يبحثان التطورات الميدانيةالجامعة العربية تدين خطة توسيع الاستيطان الإسرائيلي في الجولانوأكدت اللجنة الدولية أنها حققت في حالات الاختفاء القسري والانتهاكات في مرافق الاحتجاز السورية منذ عام 2011، ووجدت أن النظام السابق ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } دخان يتصاعد من موقع تعرض لقصف إسرائيلي في سوريا- أ ف ب توفير المساعدات لسورياوشددت اللجنة على ضرورة حماية الأدلة ومسرح الجريمة، لاستخدامها في المساءلة والتعويضات.
وقالت إن تقدم قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى ما هو أبعد من المنطقة التي أنشئت بموجب اتفاق 1974 لفض الاشتباك، وتنفيذها لأكثر من 500 غارة جوية، يمثل انتهاكات واسعة النطاق لسيادة سوريا وسلامة أراضيها.
ودعت إلى توفير المساعدات العاجلة إلى سوريا، وتعليق العقوبات التي تتسبب في ضرر غير متناسب للفقراء والأكثر ضعفًا.

مقالات مشابهة

  • فيدان: لا سبب يدفعنا لشن عملية شمال سوريا إذا عالجت الإدارة الجديدة القضية
  • محلل سياسي: على سوريا أن تفهم أن روسيا دولة لا يمكن الوثوق بها| فيديو
  • بعد سقوط الأسد..روسيا تطالب برفع العقوبات على سوريا
  • محكمة تطالب بحذف أغنية أديل منذ مليون سنة لاتهامها بالسرقة
  • عاجل | المبعوث الأممي إلى سوريا: هناك اتفاق واسع النطاق على أن القرار 2254 لا يمكن تطبيقه في ظل الظروف الجديدة
  • تيك توك تطالب المحكمة العليا الأمريكية بمنع حظر المنصة بالولايات المتحدة
  • الأمم المتحدة تطالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة سوريا
  • النمسا تطالب ألمانيا بإنهاء تطبيق ضريبة تخزين الغاز
  • القضاء يستعرض أهم الإصلاحات التي قامت بها المحكمة العليا
  • أمريكا تدعو مواطنيها لمغادرة سوريا: الوضع متقلب ولا يمكن التنبؤ به