موقع النيلين:
2025-01-27@04:49:17 GMT

سناء حمد: معركة الأمة

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

سناء حمد: معركة الأمة


ان ما تمر به بلادنا اليوم ، هو أصعب اختبارٍ يمرُ بها في تاريخها الحديث ، هذه المعركة المؤلمة التي تدور الان هي معركة اهل هذه الارض ، معركة وجود ، وحقٍ في الحياة والكرامة ،

البعض تقدّم فيها مبكراً بعد أن دخل عليه الهمجيون في بيته ، وبعد أن دمرّوا كل مظهر للحياة الكريمة التي عهدها الناس ..والبعض اخذ وقتاً لتقديرات مفهومة ، ولكنه اتخذ الموقف الصحيح في الوقت الصحيح ، إلى ابناء هذا البلد الفريد .

.الفريد في تنوعّه وفي تشابهه..تختلف فيه الأعراق ..الالسن ..الطعام..الغناء والرقص ..ولكن الناس فيها متشابهون ، و فأنت تعرف السوداني من بين الآلاف، تجده اخوك في الغربة ..

إن هذا الشعب ينحدرُ من حضارةٍ هي بين الأقدم في العالم ..معالمها حفظتها القبور والآثار وطبوغرافيا الارض ..عبر عشرات الآف السنين ..من ضفاف النيل والشرق حتى نهايات وادي هَوَر ، إلى جبل مرة ، وفي فازوغلي …والسهول الوسطى ، يفتخر الكثيرون حول العالم عندنا يفحصون DNA خاصتهم ويكتشفون انهم ينتمون إلى احد السلالات الاهم في العالم ..الكوشايت.. و انهم في جيناتهم ينتمون إلى كوش العظيمة..إلى ارض هذا الوادي الخصيب الذي تمثل بلادنا 68% من هذا الحوض الغني .. وهي المساحة الأعرض فيه حيث يمتد من أقصى الشرق إلى جبل مرة، بين هذه المساحة اكتشفنا ان ثقافتنا واحدة في الزواج وبداية الحياة وفي الموت ، تظهر في الجلباب والعمامة البيضاء..في الثوب في الاخلاق ..في غيرها من ملامح الثقافة والحضارة ..

هذه المحنة من أهم ما فيها من منحٍ انها اثبتت أننا امةٌ واحدة.. برغم ما اراد الغرب وازياله الكسالى اقناعنا به ، نحن نملك خصّائص الامة .. بلا شك ، وما لدينا أفضل واقوى مما لدى الكثيرين من حولنا وفي العالم ..

نحن نحتاج فقط لقيادة ملهمة وصاحبة رؤية ، قيادة قضيتها الاولى هذا الشعب العريق والفخور والقوي، نحتاج لمؤسسات قوية ، ونساء ورجال صادقين ومخلصين وأكفاء لهذا الوطن .
نحن امة .. نتداعى لبعضنا ..نسند بعضنا ..نتألم لمصاب بعضنا، نطرب لذات الأغاني ، ونفخر بالفرسان والأبطال ، نغني للعفيفات القويّات، تخفق قلوبنا مع وقع الطبول وأصوات الزغاريد ، وفي مؤاخاة الجار وإكرام النساء ، نحن متشابهون في صخبنا والفوضى الخاصة بنا ، في أصواتنا العالية ، حتى في حلقات حفظ القران ، فلا نحفظه إلا وسط أزيز القرّاء ..
ان الازمات المفصلية تجمع اصحاب الارض ..اهل الحق..

ففي ساعة الخطر يصحو البشر وتصفو العقول وتظهر معادن الناس ، في ساعة الخطر خاصة الوجوديّ يتجاوزون الاختلافات الصغيرة وحظوظ النفس ويركزون على معركة البقاء ..معركة الحياة ،.

اليوم وابناء السودان و حراس حدوده الغربية يقفون بقوة يعلنون مساندتهم للدولة ..وخروجهم للدفاع عن وجودهم وحق بلادهم واهلهم في الحياة بكرامة وامان .. في كل هذه الارض المباركة ، تأكدت ان هذه الارض تماسكت و( اتلايقت) ، وستلفظ الغرباء ..وترميهم بسهم واحد ..لن يتخلف عن هذه الملحمة الوطنية إلا الدخلاء ..

لن يقف متفرجاً على هذه المأساة إلا المغيبون والخائنون لهذه الارض واهلها ..
حفظ الله ابناء هذه البلد حيث كانوا ، رجالا ونساء ، شيباً وشباب ، الذين يحسون بوجعها ..ويؤلمهم حالها ، لقد تعلّم الجميع ، تعلمت انت .. معنى ان يكون لك وطن ، ان يكون لك جذور ، ان يكون لك تاريخ وذكريات ممتدة عبر الاجيال .

ايها السودانيون ، يا ابناء هذه الامة النبيلة ، دعوا الماضي ..خذوا منه العظة ..تعلموا منه ولا تغرقوا فيه ..صوِّبوا النظر نحو الغد ..
يداً بيد ..سننجح جميعاً في معركة الكرامة ..
يداً بيد ..سنداوي جراحنا …
يداً بيد ..بعون الله ، سنعيد عِمران بلادنا بأفضل مما كانت عليه قبل أن يغير عليها الهمج ..

سناء حمد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: هذه الارض

إقرأ أيضاً:

اليوزباشي مصطفى رفعت.. أيقونة الشجاعة في معركة الإسماعيلية

مع احتفالات مصر بعيد الشرطة كل عام، يعود إلى الأذهان اسم اليوزباشي مصطفى رفعت، أحد أبرز أبطال معركة الإسماعيلية يوم 25 يناير 1952.

 

في عيد الشرطة.. الرائد مصطفى عبيد ضحى بروحه قربانًا للعبوات الناسفة في عيد الشرطة الـ 73.. العميد عاطف الإسلامبولي ترك إرثًا من الفخر والشجاعة في عيد الشرطة.. الداخلية توفر السلع الأساسية بتخفيضات 50 % فى الذكرى ٧٣ لـ«عيد الشرطة».. سيظل أبدا فخر الشعب وأمانه

تلك المعركة التي جسدت ملحمة وطنية خالدة، حيث صمد رجال الشرطة ببنادقهم البسيطة في وجه القوات البريطانية المدججة بالسلاح، مقدمين نموذجًا للتضحية والوفاء للوطن.

رفض “رفعت” الانصياع للإنذار البريطاني الذي قدمه القائد البريطاني بمنطقة القناة، "البريجادير أكسهام"، في هذا الإنذار، طلب الجنرال البريطاني أن يرفع الجنود المصريون علم بلادهم ويغادروا الإسماعيلية، إلا أن الضابط رفعت كان له موقفًا مغايرًا تمامًا.

بكلمات حاسمة، قال مصطفى رفعت: "القماشة دي علمنا، وهيفضل يرفرف هنا، أما القطار فممكن تركبه أنت وجنودك، لأننا لو حاربنا بعض 50 سنة مش هنسلم"، كان ذلك ردًا على محاولة إخضاعه، وأكد رفضه المطلق للاستسلام أو التفريط في شرف بلاده.

كان مصطفى رفعت أحد أبطال تلك الملحمة الوطنية، وبين زخات الرصاص البريطاني، رفض وزملاؤه الاستسلام، وعندما تلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير الداخلية فؤاد باشا سراج الدين، أعلن بصوت مليء بالإصرار: "لن نستسلم يا فندم، وسنظل في مواقعنا".

قاد رفعت معركة شرسة ضد القوات البريطانية، وبتوجيهات من وزير الداخلية وقتها، اللواء فؤاد سراج الدين، رفض أن يسلم أو أن يترك المدينة، قاد 750 ضابطًا مصريًا في مواجهة الجيش البريطاني، ورغم التفوق العسكري الواضح للقوات البريطانية، استبسل رجال الشرطة المصرية في المعركة، ليُسجل التاريخ استشهاد 50 ضابطًا وإصابة 80 آخرين، بينما فقدت القوات البريطانية 13 قتيلًا و12 جريحًا.

بدأ رفعت مسيرته الدراسية عام 1951 ضمن بعثة تعليمية إلى إنجلترا، ليعود بعدها مدرسًا بكلية الشرطة، تطوع لاحقًا لتدريب المقاومة الشعبية في منطقة القناة، إلى جانب زميليه صلاح دسوقي وصلاح ذو الفقار، مشرفًا على إعداد أبطال المقاومة.  

بعد معركة الإسماعيلية، اعتقله القائد البريطاني أكسهام، الذي أشاد بشجاعته، رغم أنه تعرض للعزل من الشرطة، ولكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أعاده إلى الخدمة ومنحه وسام الجمهورية تكريمًا لشجاعته.

استمر رفعت في عطائه داخل وزارة الداخلية حتى أصبح مساعد أول وزير الداخلية.

إبان أزمة "الزاوية الحمراء" عام 1981، كُلف مصطفى رفعت بقيادة التعامل مع الأوضاع على الأرض، في هذه المهمة، اختفى لمدة ثلاثة أيام أثناء متابعته للأحداث، مجسدًا إخلاصه للشعار الذي عاش به: حماية الوطن أولى الأولويات.  

في 13 يوليو 2012، رحل مصطفى رفعت عن عالمنا بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات من أجل الوطن.  

رموز خالدة في ذاكرة المصريين

لم يكن مصطفى رفعت مجرد قائد في معركة، بل أصبح رمزًا للشجاعة والإصرار الوطني، اسمه سيظل محفورًا في التاريخ كأحد أبرز أبطال الشرطة المصرية، وخاصة في عيد الشرطة الذي يخلّد ذكريات تضحياتهم من أجل الحفاظ على كرامة مصر وأمنها.

مقالات مشابهة

  • معركة الحياة
  • دعوة من هاشم للمجتمع الدولي: للضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري
  • الرئيس اللبناني: سيادة بلادنا ووحدة أراضيها غير قابلة للمساومة
  • رئيس الوزراء السلوفاكي: ثلث المشاركين في المسيرات المناهضة لحكومتنا في بلادنا هم أوكرانيون
  • مشروع قطري سيدشن قريبًا في اليمن
  • اليوزباشي مصطفى رفعت.. أيقونة الشجاعة في معركة الإسماعيلية
  • الجواهري: ترامب سيخسر معركة أسعار النفط وموازنة العراق أداة لسرقة المال
  • معركة طوفان الأقصى.. معجزة غزة وأهلها
  • علامة استفهام كبيرة تطالعك وانت تدخل الي بلادنا الحبيبة السودان
  • معركة تحرير الخرطوم