«الفخراني والسنان ومستخدمو الجريد».. مثلث مهن مهدده بالاندثار بالمنيا "صور"
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
تنتشر مهن شعبية في محافظة المنيا، عديدة يتوارثها الأجيال، ولكن مع مرور الوقت، ينخفض عدد العاملين في تلك المهن البسيطة والتي تعتبر موروثًا ثقافيًا.
وفي السنوات الأخيرة، شهدنا اندثار العديد من الحرف اليدوية والصناعات التاريخية التي تمثل تراثًا اجتماعًا داخل عروس صعيد مصر.
«موقع وبوابة الفجر»، يسلط الضوء على المهن المهددة في محافظة المنيا.مثلث مهن مهدده بالاندثار بالمنيامهنة جريد النخل بالمنيا
تُعد مهنة جريد النخل واحدة من الصناعات الريفية الشهيرة التي تعتمد على أشجار النخيل. يُستخدم جذوع النخيل لصنع الأبواب والمكانس الناعمة والحبال، بينما يُستخدم الخوص لصنع السفرة والمفارش واقفاص الطيور والمقاصف وأطباق الفاكهة والكراسي وسراير الأطفال.
قال إسماعيل، الرجل السبعيني وصاحب إحدى ورش جريد النخل في المنيا، إنه تعلم هذه المهنة عندما كان عمره 6 سنوات من خلال عمامته، وصف هذه المهنة بأنها شاقة وتتطلب الجلوس والانحناء لفترات طويلة، وتستخدم أدوات بسيطة مثل المنجل والساطور وشاكوش خشبي ومقياس خشبي لجريد النخل، ومع ذلك، أصبحت هذه المهنة من المهن المهددة بالإندثار.
مهنة سنان السكاكين في محافظة المنيايعتمد سنان السكاكين على حجر الصوان وحبيبات الرمال وحوض الماء والمطارق لعمله، ويعد "مصطفى علي"، الذي يبلغ من العمر 100 عام، واحدًا من أقدم سنان السكاكين في المنيا
حيث تعلم مهنته هذه عندما كان عمره 9 سنوات، حيث ورثها من والده وجده، وتعتبر هذه المهنة صعبة وتتطلب جهدًا كبيرًا لتحصيل حافة حادة للسكين عن طريق حجر الصوان، بالإضافة إلى قواعد ودرجات لا يمكن تجاوزها.
ويشير إلى أن هناك تدرجًا في عملية السن للوصول إلى أعلى درجات الحدة، حيث يتم تلطيف السكين بالماء لتجنب تشقق الشفرة، والآن أصبحت تلك المهنة في جدول المهن المهددة بالاختفاء.
صناعة الفخار في المنياتعتبر صناعة الفخار من أقدم الحرف التقليدية، ويُعتبر محمود مخيمر واحدًا من أقدم صناعي الفخار، ويروي محمود أنه ورث هذه المهنة عن أجداده ويعمل بها منذ طفولته. يستخدمون الردم الزراعي ويحوّلونه إلى طين، ويقومون بتنقيته من الشوائب.
ويتم صنع مجموعة متنوعة من المنتجات مثل القلايات، وأطباق السمك، والأواني الزراعية، والأزيار، وقلاع مياه الشرب، وزهور الورد والتحف، وأواني الحلبة، وغيرها من المصنوعات الصحية.
و تعتبر هذه المنتجات صحية وغير مضرة كالأواني المصنوعة من النحاس والألمونيوم والبلاستيك.. لذلك يقصد الكثيرون من الأجانب هذه الورشة لشراء تلك المنتجات، نظرًا لاعتقادهم بأنها صحية، ومع ذلك، فإن هذه الصناعة تعتبر من الحرف التي تواجه خطر الاندثار في العصر الحديث، حيث يتم استبدالها بالثلاجات ومبردات المياه.
أهمية الحفاظ على المهن المهددةتحمل المهن المهددة تاريخًا وثقافة ومهارات تراثية قديمة. إن اندثار هذه المهن يؤدي إلى فقدان جزء كبير من تراث وثقافة المجتمع، ويعتبر الحفاظ على هذه المهن وتشجيع حامليها أمرًا مهمًا للحفاظ على التنوع الثقافي والحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة.
تتطلب الحفاظ على المهن المهددة تعاونًا من جميع أفراد المجتمع، بدءًا من الحكومة والمؤسسات الثقافية إلى الأفراد الذين يمكنهم دعم هذه المهن بشراء المنتجات المحلية والترويج لها.
و يمكن تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتعليم الشباب هذه المهارات التراثية وتشجيعهم على ممارستها.
باختصار، ينبغي على المجتمع أن يدرك قيمة المهن المهددة وأن يعمل على المحافظة عليها ودعمها للحفاظ على تراثه وثقافته.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محافظة المنيا اليوم السنوات الأخيرة هذه المهنة هذه المهن
إقرأ أيضاً:
«تنوع بيولوجي فريد»: 20 منطقة للنباتات المهددة بالانقراض و34 موقعا للطيور النادرة
يهتم قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة بحماية الطيور وبيئاتها، حيث يعمل القطاع على التعرف على المواقع ذات الأهمية الخاصة للطيور على مستوى العالم وتوثيقها، ويطلق على هذه المواقع «المناطق المهمة للطيور»، ويتم اختيار المناطق المهمة للطيور وفق معايير متفق عليها دولياً.
ووفقاً للمعلن رسمياً من قبل وزارة البيئة، فهناك 34 موقعاً داخل مصر تعد من المناطق المهمة للطيور، تضم بيئات أساسية لتعايش الطيور، منها: الأراضى الرطبة والجبال عالية الارتفاع ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية.
«البيئة»: يجب حماية الطيور وبيئاتها بالتخطيط والإدارة الحكيمةوحسب الوزارة، فهناك مواقع داخل السويس والعين السخنة يجب أن يتم بها حماية الطيور وبيئاتها من خلال التخطيط والإدارة الحكيمة.
على مستوى المناطق النباتية، تضم مصر نحو 20 منطقة نباتية مهمة، تعتبر أغنى مناطق احتواء للنباتات البرية، حيث يوجد نصف تلك المناطق النباتية المهمة بمنطقة البحر المتوسط فى مصر، إذ تقع 10 مناطق منها ضمن منطقة البحر المتوسط، و5 مناطق تحتوى على أنواع متوطنة أو محدودة مدى الانتشار فى مصر.
وتتكون المناطق النباتية المهمة فى مصر من خمس بحيرات ساحلية، هى جبل الحجر الجيرى بشمال سيناء، وسلاسل المرتفعات والمنخفضات فى محمية العميد، وواحة المغرة، وكثبان شواطئ البحر المتوسط الغربية، وهضبة السلوم على الحدود الليبية، وينتشر العديد من الأنواع المهمة والمهددة بتلك المناطق المذكورة، مثل أشجار العرعر الفنيقى التى تنتشر بجبل الحلال بشمال سيناء، كما تعتبر منطقة سانت كاترين الجبلية بجنوب سيناء من أغنى المناطق النباتية فى مصر بالنسبة للنباتات الزهرية.
وأكدت وزارة البيئة أن مصر تحوى العديد من المواطن والمناخات الدقيقة التى تؤوى الكثير مـن الأنواع والمجتمعات النباتية، مثل الجبال، السهول، المنحدرات، الكثبان والمسطحات الرملية، السبخات الملحية، الأراضى الرطبة، المياه العذبة، المياه البحرية، وأراضى الزراعة المروية والمطرية، وتندرج مصر تحت أربع مناطق فلورية، هى المنطقة الانتقالية الإقليمية لصحراء البحر المتوسط، المنطقة الإقليمية الصحراوية السندية، مركز اقتصار توزيع الأنواع الانتقالى الإيرانى، منطقة الساحل الانتقالية الإقليمية.
وقالت الوزارة فى تقارير لها إن النباتات البرية المصرية تشتمل على 2121 نوعاً و153 من النباتات الوعائية الأصلية والمجنسة، بالإضافة إلى 158 نوعاً من الحزازيات والكبديات، و2100 من النباتات المنزرعة، وما يقرب من 1000 نوع من نباتات البساتين، حيث يبلغ عدد الأنواع النباتية المتوطنة فى مصر حوالى 60 نوعاً نباتياً، ومن أمثلة الأنواع المتوطنة الغاصة، والورد البرى، الأرفيجة، العدمة، الزييتة، زعتر كاترين، العورور، خس الجبل، وسبى، الزعتران، اللبينة، شاى الجبل، والهيكل.
2121 نوعاً نادراً للنباتات البرية فى مصر.. و84 من النباتات الدخيلة على الفلورة المصريةووفقاً للإحصائيات الرسمية، يصل عدد نباتات القائمة الحمراء المبدئية فى مصر إلى 457 نوعاً، تمثل حوالى 20% من فلورة مصر الكلية، وطبقاً للمراتب التى وضعها الاتحاد الدولى لصون الطبيعة تنقسم هذه النباتات إلى: 14 نوعاً منقرضاً، 153 نوعاً واقعاً تحت الانقراض و54 نوعاً قابلاً للانقراض، 173 نوعاً نادراً، و93 نوعاً غير محدد، كذلك يبلغ عدد النباتات الدخيلة على الفلورة المصرية حوالى 84 نوعاً، «23 من ذوات الفلقة و61 من ذوات الفلقتين»، موزعة على 24 فصيلة و64 جنساً، حوالى 3% من فلورة مصر، ومن أمثلة الأنواع الغازية نبات المسكيت على الحدود الجنوبية لمصر.
«الحجار»: مصر تمثل المعبر اليابس الوحيد بين 3 قارات.. وأهم طرق هجرة الطيور فى العالموقال د. صلاح الحجار، خبير البيئة، ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للأبنية الخضراء، إن الطيور تمثل أحد أهم مكونات التنوع البيولوجى وأكثرها تميزاً فى مصر، وتتمتع بتنوع كبير من البيئات لكل منها طيورها المميزة، وتمثل المعبر اليابس الوحيد بين ثلاث قارات: أوروبا وآسيا وأفريقيا، لذا فهى أحد أهم طرق هجرة الطيور فى العالم، حيث تعبر مئات الملايين من الطيور خلالها كل ربيع وخريف، وتقضى الكثير من الطيور الشتاء فى المناطق الرطبة بمصر، مما يجعلها مشتى دولياً مهماً للطيور المائية.
كما يوجد فى مصر ستة عشر نوعاً من الطيور المهددة بالانقراض على المستوى العالمى، والتى تمثل مصر أهمية بالنسبة لسبعة منها.
وأضاف لـ«الوطن»: «فيما يخص المحاصيل والنباتات الزراعية، تعتبر البيانات المتوفرة عن الأصول الوراثية المهمة للأغذية والزراعة فى مصر قليلة».
جدير بالذكر أن الزراعة الحديثة شجعت عدداً كبيراً من المزارعين على تبنى أنواع عالية القيمة الاقتصادية والإنتاج من النباتات أو الحيوانات، ولكن عندما يهمل المنتجون التنوع فإن الأصناف والسلالات الأصيلة والمحلية تندثر ومعها سماتها الخاصة.
كما حدث فى بعض الأصناف المحلية من القثاء والقرع العسلى والشمام البلدى والجزر الأحمر والتوت والجميز وغيرها مثل صنف الطماطم «إدكاوى» متحمل الملوحة، حيث تتميز تلك النباتات بخصائص فريدة تتيح لها مواجهة الظروف البيئية المتغيرة، كما توفر للعلماء المواد الخام التى يحتاجونها لتطوير أصناف محاصيل وسلالات أكثر إنتاجاً وتحملاً للظروف البيئية.
ويبلغ عدد النباتات الدخيلة على الفلورة المصرية حوالى 84 نوعاً «23 من ذوات الفلقة و61 من ذوات الفلقتين»، موزعة على 24 فصيلة و64 جنساً، تمثل حوالى 3% من فلورة مصر، بعض هذه النباتات الغازية، مثل الأزولا، لها القدرة على استبعاد النباتات الأصلية، مثل عدس الماء.
ومن المقترح عمل دراسة لمعرفة تاريخ وأسباب دخول هذه النباتات إلى مصر والعوامل التى أدت إلى تحول بعضها إلى نباتات غازية ذات تأثير ضار على اقتصاد الدولة عموماً والتنوع البيولوجى على وجه الخصوص، نبات ورد النيل على سبيل المثال.
ويشكل نبات المسكيت تهديداً للتنوع البيولوجى فى المناطق المحمية بجبل علبة، وتؤثر سلباً على أداء النظام الإيكولوجى ومستجمعات المياه والهيدرولوجيا بالمنطقة، كما أن له أثراً ثانوياً فى تكوين الشجيرات الكثيفة التى تتسبب فى تشريد الماشية، مما أدى إلى مزيد من الضغط المكثف للرعى فى الأجزاء الأخرى من المناطق المحمية، وقد انتشر هذا النوع فى جميع الموائل، من المستنقعات المالحة على ساحل البحر الأحمر فى شرق البلاد إلى السهول الصحراوية فى الغرب، وشكل نحو 40% من مجتمعات النبات بمنطقة حلايب.