شلل سياحي لبناني إثر التصعيد على الحدود
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
في حانة وسط ساحة في الهواء الطلق في مدينة جبيل شمال بيروت، يفتقد ريشار العلم الزبائن الذين غالباً ما تكتظ بهم المنطقة، منذ بدء التوتر عند الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة على وقع الحرب في قطاع غزة.
ويقول العلم (19 عاماً) بينما يعدّ المشروبات لروّاد الحانة لوكالة فرانس برس «فتحت زجاجة هذه منذ أسبوعين وحتى الآن لم تفرغ.
وبعدما كان عدد الطاولات المحجوزة يتراوح بين أربعين وخمسين يومياً، بات حالياً لا يتجاوز السبع طاولات كحد أقصى، وفق العلم.
وشنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، ما دفع الاحتلال الى رد عنيف بقصف مدمّر على قطاع غزة يترافق منذ أسابيع مع عمليات برية داخل القطاع. وغداة اندلاع الحرب، بدأ حزب الله ينفذ عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية وفق قوله عبر الحدود اللبنانية، دعما لحماس. وتتواصل هذه الهجمات يوميا. وتردّ إسرائيل بقصف مناطق حدودية مستهدفة ما تصفه بتحرّكات مقاتلي حزب الله وبناه التحتية قرب الحدود.
ويثير ذلك مخاوف من توسّع الحرب الى جبهة جديدة، ودعت دول عدّة بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، رعاياها الى مغادرة لبنان وعدم السفر اليه. وسلكت دول خليجية المسار ذاته.
ويوضح العلم بينما يندر دخول زبون الى المكان «منذ أن بدأت الأحداث، توقفت حركة المطار وسحبت الدول رعاياها، فتراجعت وتيرة العمل» في المدينة الساحلية التي تعتمد بشكل كبير في مواردها على زوّارها من سكان المناطق الأخرى أو السياح.
على بعد عشرات الأمتار وفي الأزقة المتعرجة في سوق المدينة القديمة، تمرّ الساعات ثقيلة على منى مجاهد (60 عاماً) التي ترتشف القهوة أمام محلها لبيع التذكارات في انتظار مجيء زبائن.
وتقول السيدة التي غزا الشيب شعرها وخلفها رفوف تضيق بالتذكارات والتحف «يعتمد عملنا بأكمله على السياحة. منذ أحداث غزة لم نبع شيئاً».
وتضيف «الوضع سييء، لا عمل ولا مال. كما ترون نشرب القهوة».
وانعكس التصعيد اليومي في جنوب لبنان حيث قتل 88 شخصاً حتى الآن، بينهم عشرة مدنيين، سلباً على حركة الإقبال على المطاعم والملاهي والأسواق، وكذلك على نسبة إشغال الفنادق مع انعدام حركة الوافدين من الخارج، من مغتربين أو أجانب.
وجاء التوتر بعد صيف شهد حركة سياحية اعتمدت بالدرجة الأولى على المغتربين اللبنانيين، بعد أربع سنوات من انهيار اقتصادي غير مسبوق، فاقمه تفشي وباء كوفيد-19 ثم انفجار مرفأ بيروت صيف 2020.
ويقول نقيب أصحاب المطاعم والملاهي في لبنان طوني الرامي لفرانس برس «كنا قد طوينا صفحة السنوات الأربع ودخلنا زخماً جديداً، لكن للأسف جاءت هذه الحرب وعكّرت كل شيء».
وكان قطاع الخدمات في لبنان يستعد لموسم جيد نسبياً مع التخطيط لتنظيم مؤتمرات ومعارض، عدا عن إجازات أعياد نهاية العام التي تشكل محطة رئيسية على المفكرة السياحية.
ويوضح الرامي «نعيش اليوم حالة قلق. لا يعرف الناس متى ستتدحرج الجبهة في الجنوب ولا يمكنها التخطيط» لإجازات، مضيفاً «حتى المغترب اللبناني سيتردد في قرار المجيء أو عدمه ولن يجازف».
وبسبب التصعيد، خفّض طيران الشرق الأوسط، الناقل الجوي الوطني في لبنان، عدد رحلاته الى النصف.
وقالت المتحدثة الإعلامية ريما مكاوي لفرانس برس إن الشركة سجّلت انخفاضاً بنسبة 54 في المائة في عدد الركاب الوافدين جواً الى بيروت من دول الشرق الأوسط، مقارنة مع العام الماضي.
وانخفض عدد المسافرين الوافدين من أوروبا بنسبة ثلاثين في المائة، والوافدين من الخليج بنسبة 39 في المائة، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
خلال الأسبوعين الأولين من الحرب في غزة، ألغيت كل الحجوزات في فندق كافالييه في منطقة الحمرا في غرب بيروت.
ويقول أيمن ناصر الدين (41 عاماً) الذي يدير الفندق ذات الأربع نجوم لفرانس برس «انخفضت نسبة الإشغال بشكل كبير جداً» مضيفاً «ليست لدينا حجوزات جديدة.. الوضع سيكون كارثياً إذا استمر على ما هو عليه».
وبعدما كان أكثر من نصف غرف الفندق البالغ عددها 65 محجوزاً خلال شهر نوفمبر، بات عدد الحجوزات اليوم يتراوح بين خمس و12 غرفة كحد أقصى، وفق ناصر الدين الذي يوضح أن الفندق كان محجوزاً بالكامل طيلة شهر ديسمبر قبل بدء التصعيد.
المصدر: العرب القطرية
إقرأ أيضاً:
مصدر لبناني: إسرائيل عطلت رادارات المراقبة خلال عملية البترون
قال مصدر قضائي لبناني اليوم الثلاثاء إن المعطيات التي أظهرتها التحقيقات الأولية بشأن خطف إسرائيل لمواطن لبناني تفيد بأن الجيش الإسرائيلي استخدم خلال تنفيذ العملية أجهزة قادرة على تعطيل رادارات قوات الطوارئ الأممية (يونيفيل) المسؤولة عن مراقبة الشاطئ اللبناني.
وأضاف المصدر القضائي لوكالة الأنباء الفرنسية أن التحقيقات الأولية التي تجريها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بإشراف النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار أظهرت أن "العملية نُفذت بدقة وبسرعة وكان معدا لها مسبقا وبإتقان".
وأشار الى أن التقديرات تفيد بأن الجيش الإسرائيلي استخدم زورقا حربيا سريعا مزودا بأجهزة متطورة قادرة على تعطيل رادارات القوة البحرية الدولية المسؤولة عن مراقبة الشاطئ اللبناني.
ووضح أن لبنان لا يمكنه أن يخضع قوات اليونيفيل للتحقيق أو الطلب منها تزويده بالمعلومات أو بالصور التي ترصدها راداراتها لكونها تتمتع بحصانة.
وأعلنت إسرائيل السبت الماضي عن اختطاف قوات كوماندوس بحرية لمن وصفته بالمسؤول الرفيع في حزب الله من منطقة البترون شمال لبنان، مشيرة إلى أنها تحقق معه.
والمخطوف ويدعى عماد أمهز، في الثلاثينات من عمره، في المراحل التعليمية الأخيرة قبل حصوله على شهادة قبطان بحري من معهد العلوم البحرية والتكنولوجيا في مدينة البترون.
ونفى والد أمهز أي علاقة لابنه بحزب الله، مناشدا الحكومة اللبنانية التدخل لإطلاق سراحه بعد خطفه من البترون التي كانت بمنأى عن مناطق التصعيد.