لا يتوقف أمر القضية الفلسطينية عند حدود فلسطين، ولا تقتصر قضية الأقصى على الفلسطينيين بل يشاركهم فيها كل المسلمين والعرب، والذين يحرصون على تعليم أبنائهم أهمية المسجد الأقصى بالنسة للمسلمين كونه أولى القبلتين، ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، وظهرت منذ بداية عمليات طوفان الأقصى رغبة واسعة في المشاركة في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية بين الأجيال الناشئة، وعرض قصة ما يجري على الأرض، بطريقة مبسطة موجهة للأطفال، وقد استوقفنا منشور على موقع «إكس» تويتر سابقا لأحد النشطاء العرب قال فيه «إنه كلما جاء جيل جديد لا يعرف الكثير عن القضية الفلسطينية وقد لا يتبناها يأتي حدث كبير ليوحد صف المسلمين من جديد، ويعرف العالم بفظاعة الاحتلال الصهيوني، ويجعل الأجيال الصغيرة أكثر وعيا من سابقيها بالقضية الفلسطينية».


«العرب» استطلعت آراء بعض الأطفال وأولياء أمورهم لترى مدى تفاعلهم مع ما يحدث في غزة، وسألت المختصين كيف يمكن أن ننمي وعي أبنائنا ونحرص على تضامنهم مع اخوانهم دون أن نؤذي مشاعرهم وأحاسيسهم من مشاهد الحرب والإبادة الإسرائيلية لأهالي غزة.

عبدالرحمن الفايز: أصطحب «عيالي» للفعاليات المساندة للأشقاء 

يحرص عبدالرحمن الفايز على اصطحاب ابنائه معه في كل الفعاليات التي تنظم لنصرة فلسطين، ويحاول أن يشجعهم على التضامن مع اخوانهم في غزة، سواء عن طريق التبرع بجزء من مصروفهم أو من خلال الدعاء، ومقاطعة بعض المنتجات التي أصبح يشرح لهم أنها منتجات تدعم الاحتلال الذي يقتل أطفال غزة.
وقال الفايز: لا شك أننا جميعاً نراقب أطفالنا اليوم ومدى اختلاف اهتماماتهم واستحواذ التكنولوجيا على عقولهم، ومع انتشار الكثير من التطبيقات الإلكترونية واستحواذها على عقول الصغار، وأضِف إلى ذلك مجموعة المشاهير الذين صاروا القدوة المتبعة في كل شيء، وغير خفي على أحد مدى «تفاهة» المحتوى المقدم لهؤلاء الصغار حتى يتشكل الوعي لديهم باللا شيء، وبالتالي حين تحدثهم حول قضية هامة كفلسطين وهوية حرة عربية وغيرها لن تستطيع جذب انتباههم كما تفعل بهم قوة «السوشيال ميديا» و»الإنفلونسرز» بالتيك توك وغيره، لتجد التفاهة سيدة الموقف. 
وأضاف: وهنا يأتي دورنا كمربين وكأولياء أمور، ويبرز دور المدارس في استخدام الأدوات الجاذبة للأطفال، والتي نستطيع من خلالها أن نوضح لهم القضية الفلسطينية ونشرحها لهم ونحسسهم بضرورة التضامن مع اخوتهم، ونشجعهم على التبرع، وعلى الدعاء لهم، ولعل للمدرسة أيضا دورا كبيرا في هذا الصدد خصوصا أن لها العديد من الأدوات، وقد يكون من بينها الفن حيث إنه إذا أحسنت استخدامه استطعنا إيصال ما أردنا من خلاله، وهذا ما يجعل له سحراً ورونقاً خاصاً.
وتابع الفايز: وبالفعل فإن للأعمال الفنية الفلسطينية والأناشيد والمسرحيات التمثيلية التي يتم تقديمها خلال الأنشطة الفنية المنعقدة بالمراكز الثقافية أو الاحتفالات الدينية والمناسبات المختلفة بالمدارس والمعاهد وغيرها من المؤسسات المختلفة، وخاصة القصائد الشعرية التي تجسد القدس وفلسطين وتعكس صور الجمال في أطفال الحجارة ومقاومة المحتلين، دائماً وأبداً ما تلقى احتفاءً وتقديراً بالغاً من جميع الأطفال، وتترك أعظم الأثر في نفوسهم ممتلئة عقولهم بالكثير من التساؤلات حول تلك الدولة التي تجسد دور البطولة في كل المناسبات والميادين.

أطفال: نتبرع لإخوتنا في غزة من مصروفنا الخاص

درست إنجي يوسف في المدرسة الفلسطينية لعامين متتاليين وربما هو ما جعلها تتعلق بالقضية الفلسطينية التي أصبحت تتناولها في كل أحاديثها بعفويتها الطفولية وتطرح التساؤلات في كيفية مساعدة أطفال غزة، ومنذ أن بدأ العدوان على غزة وهي تعبر عن دعمها ونصرتها لإخوانها في فلسطين بعدة طرق.
تقول إنجي: أحاول في كل أسبوع أن اقتطع مبلغا من مصروفي وأخصصه لأطفال غزة الذين يحتاجونه، كما أنني لم أعد أشرب الكثير من المشروبات ولا أتناول بعض الوجبات التي كانت مفضلة لدي عندما عرفت أنها تدعم الاحتلال، وأصبحت أفضل كل ما هو عربي، كما أنني خلال نشاطاتي مع صديقاتي أحاول دوما أن أرسم علم فلسطين والمسجد الأقصى وأشرح لهم ما تعلمته عن فلسطين وعن القدس وأخبرهن أن الأقصى الشريف ليس فقط مسجد قبة الصخرة، وعلينا أن نعرف معالم القدس وفلسطين حتى نستطيع الدفاع عنها عندما نكبر.

أطفال غزة 
بدورها ورغم صغر سنها إلا أن الجوري عبدالرحمن فايز تعي جيدا أبعاد القضية الفلسطينية وتعرف أن أطفال غزة يعانون من الحرب والعدوان، وتدرك جيدا أنه واجب عليها مساعدتهم، فهي لا تتخلف عن التبرع لصالح أطفال غزة، حتى أنها لم تعد تطلب شراء الألعاب ولا الدمى من والديها وتفضل أن يقوما بالتبرع لأطفال غزة، وتقول الجوري إنها عندما تصلي مع أسرتها تدعو الله أن ينصر إخوانها، فإنهم يعبرون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
ولا يختلف وضع عمر عبدالرحمن فايز عن وضع أخته الجوري، وهو الذي رافق والده في أغلب الوقفات التضامنية مع الفلسطينيين متوشحا بالعلم والكوفية الفلسطينية، وأصبح عمر عندما يذهب إلى التسوق مع والده يرفض أن يشتري بعض الحلويات أو المسليات التي كانت مفضلة لديه، وأصبح يصفها بالشريرة، ويطلب من والده أن يريه بعض الفيديوهات لأطفال غزة على وسائل التواصل الاجتماعي ويسأل عن أوضاعهم هناك.
الأناشيد الفلسطينية
بدوره يقوم عبدالله المحمود بحفظ الأناشيد الداعمة للقضية الفلسطينية ويردد بعض العبارات المساندة لأطفال غزة، ويحرص على أن يضع في حصالته التي زينها بالعلم الفلسطيني بنفسه جزءا من مصروفه الذي يخصصه لأطفال غزة. وكذلك هو الوضع بالنسبة لأخيه يوسف المحمود الذي يقدم من مصروفه لإغاثة إخوانه في غزة ويردد بصوته الطفولي البريء قوله تعالى «إنما المؤمنون إخوة».

فعاليات تستهدف الأطفال لنصرة غزة

في الدوحة تتواصل الفعاليات التي تستهدف الأطفال والتي تسعى إلى تعريفهم بالقضية الفلسطينية، وفي هذا الصدد نظم العديد من المدارس التابعة لمؤسسة قطر سلسلة فعاليات تهدف الى تمكين الطلاب والموظفين من التعبير عن تضامنهم مع فلسطين وتسليط الضوء على السبل التي يمكن من خلالها دعم هذه القضية، التي تكتسي أهمية محورية في وجدان كافة فئات المجتمع.
وشملت إحدى هذه الفعاليات «يوم بدون زي مدرسي موحد» حيث تم تشجيع الطلاب والموظفين على ارتداء ألوان العلم الفلسطيني أو الزي الفلسطيني التقليدي. كما استضافت المدرسة مجموعة متنوعة من الأنشطة التثقيفية ذات الصلة بالشعائر الدينية وتحفيز الحس التوعوي.
وفي فعالية أخرى: اجتمع طلاب من عشر مدارس تابعة لمؤسسة قطر لغرس 50 شجرة زيتون، في مبادرة رمزية للإعراب عن دعمهم وتضامنهم مع فلسطين. وقد جرى غرس هذه الأشجار في «حديقة غزة»، لتكون عنوانًا للوحدة والصمود والارتباط العميق بالأرض.
كما نظم طلاب مدارس التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر صلاة القنوت تضامنًا مع الشعب الفلسطيني وذلك في ذو المنارتين (جامع المدينة التعليمية)، حيث لجأ أفراد مجتمع المؤسسة من طلاب ومعلمين وموظفين إلى الدعاء لله عز وجل لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة في ظل ما يواجهونه في الوقت الراهن.

د. محمد العنزي: اشرح الأحداث لطفلك.. ولا تؤذِ مشاعره بالمشاهد المؤلمة

قال د. محمد العنزي استشاري علم نفس، إن مسؤولية شرح وتوضيح القضية الفلسطينية للأبناء تقع على عاتق الأولياء، وأوضح أن الطفل في مراحل النمو الفكري يبحث عن اجابات لتساؤلاته، ويحتاج أن نوضح له أننا تجمعنا مع الفلسطينيين أخوة الدين، ونعطيه أسسا متينة يرتكز عليها في مستقبله لنشكل لديه هذا الانتماء لعالمه الاسلامي ولقضايا أمته العادلة.
وأضاف د.العنزي: ثم إنه يتعين على الأهل أن يكونوا قدوة لأبنائهم ليبينوا لهم ضرورة العطاء والمشاركة مع اخوانهم وكيف يمكنهم مساعدة أطفال غزة الذين يعانون من تبعات الحرب عليهم، وأن نجعل ذلك من ضمن واجباتهم وليس تفضلا منهم، ومن هنا نجد أن الأسرة مطالبة بشرح مفاهيم التبرعات والصدقات للأطفال وأهميتها وثوابها وتدعيمها بالأحاديث النبوية الشريفة، وتشجيعهم على العطاء بالمال أو بالتخلي من خلال مقاطعة المنتجات التي يتأكد دعمها للاحتلال الصهيوني، كما أن الحرب على غزة قد تشكل فرصة تربوية كبيرة للأهل ولكل مُربٍ، حيث يجب أن نعلمهم الشجاعة وأن قوتنا تكمن في قوة عقيدتنا.
واستطرد: لكن في نفس الوقت لا يجب أن نحمل الأطفال ما لا طاقة لهم به وأن نجنبهم قدر المستطاع الصور المؤلمة والتي قد تؤذيهم وتؤذي مشاعرهم. 
 وأكد د. العنزي أنه من المهم أيضًا أن تشرح لأطفالك ما يحدث بطريقة مناسبة لأعمارهم.
وقال: «تحدث إلى أطفالك، وأجب على أسئلتهم، لأن تركهم لمخيلتهم قد يكون أسوأ وأكثر رعبا»، مضيفا: «ليس عليك أن تشرح بدقة، ولكن يجب أن تكون صادقًا إلى حد معقول معهم».
وأوضح أنه من المهم أن يبدأ والدا الأطفال مثل تلك المحادثات حتى يصبحوا «المصدر الموثوق به من قبل أبنائهم».
وشدد على أنه من الضروري مساعدة أطفالك على تعلم كيفية التعرف إلى المصادر الموثوقة، لافتا إلى أنه «يجب مساعدة الأطفال على فهم أن مجرد قول شخص ما لأمر ما لا يعني أنه صحيح»، مشيرا إلى أن هذا الاقتراح ينطبق على الأخبار، والنصائح الطبية، وغيرها من المعلومات.
قال د. العنزي: الأعراض قد تكون مختلفة عند الأطفال، وقد تبدو اضطرابات القلق والمزاج مختلفة تمامًا. يمكن أن يعاني الأطفال من الاكتئاب، ولا يبدو عليهم الاكتئاب طوال الوقت، قد يعانون من نوبات البكاء، والانزعاج، أو الانفعال الشديد، والتعبير عن الحزن، ولكن بعد ذلك قد يكون لديهم أوقات أخرى يشعرون بها في السعادة، ولهذا السبب غالبًا ما يتم تجاهل الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين».
وأشار إلى أن الأطفال هم أكثر عرضة لـ «تجسيد» ضائقتهم النفسية. وعلى سبيل المثال، قد يظهر القلق على شكل ألم في المعدة أو صداع.

المُعلّمة وسام عواد: لا نحتاج إلى مناهج لنشرح القضية للتلاميذ

قالت المعلمة وسام عواد إن القضية الفلسطينية هي قضية كامنة في وجدان كل مسلم وكل عربي وكل انسان حر، فهي قضية الخير مقابل الشر، والتضامن معها واجب، وعن دورها كمدرسة في ترسيخ القضية في أذهان الأطفال. وكل معلم هو مربٍ بالدرجة الأولى وهو لا يحتاج إلى برامج ولا مناهج ليعلم تلامذته عن القضية ويشرح لهم ما الذي يعنيه القدس لنا كمسلمين بل إننا أكثر من ذلك نحاول أن نوضح للتلاميذ كيف يمكنهم دعم القضية ونصرة اخوتهم في غزة وفي فلسطين، سواء عن طريق النشاطات التي نشركهم فيها مثل الإذاعة المدرسية التي تلعب دورا كبيرا في تشكيل رأي الطلبة، ومن خلال المسرح المدرسي، وكذلك من خلال شروحات المعلمات في الفصول، لدرجة أن بعض مدرسات الرياضيات أصبحن يستبدلن أعداد التفاح أو البطاقات بالجنود في العمليات الحسابية للتحسيس الدائم للطلبة، وفي حصص الفنية تقوم المعلمات بتعليم الأطفال رسم العلم الفلسطيني، وتشرح ألوانه ودلالاتها. 
وأضافت وسام: كانت ولا زالت الأناشيد واحدة من أساليب المقاومة والتحفيز وشحذ الهمم وهو ما نحرص عليه حيث نحفظهم الأناشيد الفلسطينية والنشيد الوطني الفلسطيني ونشرح لهم معانيه، ولا زالت أبرز الأناشيد التي نستعملها في بعض النشاطات في المدرسة «فلسطين عربية»، وأغنية «أولى القبلتين»، وغيرهما الكثير، ونسمعها للأطفال عبر الإذاعة خاصة أن تلك الأناشيد تساهم كثيرا في بث روح العزيمة والمقاومة في نفوس الطلاب، وازداد حرصهم تجاه فلسطين، وشغفهم للتعرف عليها ومتابعة أخبارها عن قرب.
وتابعت: لذلك حينما تنظم الفعاليات التضامنية للأحداث الفلسطينية نجد تلك الأعداد الطلابية الغفيرة تعكس بوضوح الأثر الذي خلفته الإذاعة المدرسية والحفاوة البالغة التي يقدمها المدرسون الذين هم بحق خير قدوة للنشء، وقد بدا واضحا تاثر الأطفال بالقضية الفلسطينية مؤخرا من خلال تفاعلهم في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الفعاليات المختلفة، وإن ذلك يفند ما كان بعتقده الصهاينة الذين كانوا يراهنون على أن الأجيال سوف تنس قضيتها، وسوف تموت قضية فلسطين، ونسوا أن القدس وفلسطين جزء من عقيدتنا ولا يمكن أن ننساها ولن ينساها أبناؤنا.
وختمت وسام بالقول: أنا كمعلمة أؤكد أن الأجيال القادمة أكثر وعيا بما يحدث، وأكثر ارتباطا بالقدس وبالقضية الفلسطينية.

ياسر البلوشي: غرس القضية الفلسطينية في نفوس أبنائنا بشكل يناسب أعمارهم

قال ياسر البلوشي استشاري تربوي إن تعليم الأطفال وشرح القضية الفلسطينية لهم والسياق التاريخي لها لم يكن وليد الحدث، أو بعد عملية طوفان الأقصى بل هو متواصل منذ تاريخ الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، والقضية الفلسطينية هي قضية متوارثة عبر الأجيال. وأوضح: في الوقت الذي نمتلك فيه وعيا بالقضية التي عاصرنا الكثير من أحداثها، ما تزال الأجيال الجديدة بحاجة إلى فهم ما يجري، ومعرفة الأمر بشكل يناسب أعمارهم، فنحن نشأنا منذ نعومة أظافرنا بوعي عالٍ تجاه قضية فلسطين التي حازت مكانة هامة جداً في قلوبنا كأطفال صغار، حيث كنا نتابع الانتفاضة الفلسطينية، واستشهاد محمد الدرة، كما لا يغيب عن ذاكرتنا مشاهد القصف والاعتداء الوحشي الإسرائيلي على أهل فلسطين، كانت الأخبار شيئاً مقدساً ولا يمكن الانقطاع عن المتابعة والدعاء لحظة بلحظة، وتعريف كل من حولنا بما يحدث وحثهم على المتابعة، وكان الأطفال دائما ما يرددون الشعارات التي ابتكروها أو سمعوها، ويحملون اللافتات والأعلام الورقية التي سهروا يصنعونها، فقد كان الوعي العربي الشعبي بقضية القدس وفلسطين كبيراً جداً حينها، فمنذ الصغر وفلسطين قضيتنا الأولى، نكبر فتكبر معنا القضية، ويتأصل غرسها في قلوبنا، وتمتد جذورها الأصيلة متخللة كل خلية بعقولنا، فلسطين كالشريان الأبهر لقلوبنا، كما لا حياة دونه لأجسادنا، فلا حياة لكل الأمة إن لم تكن فلسطين قضيتنا الأولى.
وأضاف البلوشي: تتشكل ملامح هذا التلاحم العربي الاسلامي مع القضية عبر العديد من الصور، عبر إسهامات هامة عديدة منها الإذاعة المدرسية والتي ما زال لها صيت واسع بين الطلبة، خاصة أنها تلقى اهتماماً بالغاً من الجميع بدءاً من مديري المدارس حتى أصغر طالب في المدرسة، ويتم الإعداد لها بحرص وعناية، وأصبحت في الفترة الأخيرة القضية الفلسطينية هي أهم القضايا التي تناقشها الإذاعة المدرسية بشكل شبه يومي خاصة فقرة الإنشاد التي تطرب المسامع بالكلمات الجميلة عن القدس وفلسطين.
وتابع: كما يتم عمل تنافس بين طلبة الصفوف المختلفة حول الأداء الأفضل لهذه الأناشيد، ولا يمل المدرسون السماع وربما بعد انتهاء الإذاعة والدخول للفصول يطلب المدرس من الطالب الذي ألقى النشيد في الإذاعة أن يعيده على مسامعه وكل الطلاب بالصف مراراً وتكراراً، ونحاول أيضا أن نشجع الأطفال على دعم اخوانهم في غزة سواء من خلال المسرحيات القصيرة خلال الطابور المدرسي، أو من خلال تعويدهم على الدعاء لهم، وكذلك من خلال إشعارهم بما يعيشه الشعب الفلسطيني من مآس وعرض بعض الصور عليهم بما يتناسب مع أعمارهم وبحيث أنها لا تؤذيهم كأطفال لكنها توضح لهم ما يعيشونه هناك. بالاضافة إلى تعريفهم بالعلم الفلسطيني وشرح ألوانه، ووضع حصالات للتبرعات للأطفال ليشاركوا بعض المبالغ من مصروفهم الشخصي لإخوانهم، ولكي يعلموا أن لهم واجبا تجاه ذلك الشعب هناك في فلسطين وتجاه القدس.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر القضية الفلسطينية المسجد الأقصى أهمية المسجد الأقصى الوعي بالقضية الفلسطينية بالقضیة الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة الإذاعة المدرسیة الشعب الفلسطینی القدس وفلسطین لأطفال غزة الکثیر من أطفال غزة من خلال ما یحدث فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاتجاه المعاكس يتساءل.. أين أصبحت القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟

وتساءل مقدم البرنامج فيصل القاسم عمّا إذا كان هذا الهجوم قد أعاد الحياة للقضية الفلسطينية التي كادت أن تُنسى، مشيرًا إلى التفاعل العالمي مع العلم الفلسطيني والتظاهرات المؤيدة في مختلف العواصم. لكنه في المقابل، أثار تساؤلات عن الأضرار التي لحقت بقطاع غزة ومستقبل المقاومة.

وقال اللواء الدكتور فايز الدويري إن "طوفان الأقصى" أعاد الحياة للقضية الفلسطينية التي كانت في مرحلة النسيان، خاصة في أجندات الدول العربية والدولية.

وأوضح الدويري أن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان له تأثير عميق في إحياء القضية الفلسطينية، فقد أصبح موضوع فلسطين حديث الجميع، بعدما كادت قضيته تندثر وسط أولويات السياسة الإقليمية والدولية.

وأشار اللواء الدويري إلى أن بروز التيار اليميني المتشدد في إسرائيل، الذي يمثله الوزيران الإسرائيليان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، أسهم في فضح السياسات الإسرائيلية التوسعية، فقد أصبحت الخرائط المعلنة تشمل أجزاء من الدول العربية.

وأضاف أن القضية الفلسطينية تُبرز صمودها أمام هذه السياسات الاستيطانية، بما يعيد التأكيد أنها قضية وطنية وليست مجرد نزاع سياسي.

ورغم إشادته بهذا الإحياء، أكد الدويري أن التحديات التي تواجه المقاومة كبيرة، إذ كانت التوقعات الأولية تشير إلى أن الحرب لن تستمر أكثر من 3 أشهر، غير أن الرهان على الدعم العربي لم يتحقق، مما جعل المقاومة تواجه ظروفًا أصعب.

وأشار إلى أن النضال الفلسطيني يجب أن يستمر، ففلسطين لن تقبل القسمة وستبقى عربية، ما دام هناك إصرار على إبقاء شعلة المقاومة مشتعلة.

أهداف مبالغ فيها

في المقابل، اعتبر الباحث في الشأن السياسي نضال السبع أن فكرة إحياء القضية الفلسطينية مبالغ فيها، مؤكدًا أن القضية لم تكن في حالة موت حتى يعاد إحياؤها، فهناك أكثر من 11 مليون فلسطيني يطالبون بحقوقهم، وذلك يُثبت أن القضية ما زالت حية.

وأضاف أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والقيادات الفلسطينية تحدثت عن أهداف كبيرة عقب "طوفان الأقصى" مثل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس ورفع الحصار عن غزة، لكن لم يتحقق شيء من هذه الأهداف، وفق تعبيره.

وانتقد السبع سقف التوقعات العالي الذي رفعته حركة حماس، حيث تضاءلت الطموحات إلى مستويات تتعلق بإدخال مواد غذائية وأدوية فقط إلى قطاع غزة.

ورأى أن الوضع الحالي يعكس حالة من التراجع، فقد أصبحت المقاومة تواجه مصاعب اقتصادية وإمدادات ضعيفة، وذلك يجعل صمودها أمام التحديات أمرًا صعبًا.

وفي تحليله للواقع، رأى السبع أن هناك حاجة إلى إعادة قراءة شاملة للمشهد بعيدا عن الشعبوية، معتبرا أن الحالة الراهنة لا تمثل انتصارا للمقاومة بل تُشكل هزيمة كبرى تفوق هزائم تاريخية سابقة، مثل هزيمة 1948 وهزيمة 1967، كما وصفها.

ودعا إلى ضرورة التحلّي بالواقعية والتفكير في السبل التي تعزز مقومات الصمود داخل قطاع غزة.

واستعرض الضيوف ما وصفه بعضهم بالتلازم بين مسارات متناقضة، فقد أشاد اللواء الدويري بقدرة المقاومة على إبقاء القضية الفلسطينية في الواجهة رغم الظروف الصعبة، أما السبع فأشار إلى أن القادة الفلسطينيين بحاجة إلى إعادة تقييم أهدافهم وإستراتيجياتهم في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية المعقدة.

وبينما استمر النقاش بين الدويري والسبع، طرح القاسم تساؤلات عن مدى قدرة المقاومة الفلسطينية على مواجهة التحديات الحالية، ودور الدول العربية في تقديم الدعم للقضية الفلسطينية.

12/11/2024

مقالات مشابهة

  • الاتجاه المعاكس يتساءل.. أين أصبحت القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟
  • أخنوش: الملك يضع القضية الفلسطينية ضمن ثوابت السياسة الخارجية للمملكة
  • القمّة العربية -الإسلامية بالرياض تؤكد مركزية القضية الفلسطينية والدعم الراسخ لشعب فلسطين حتى نيل حقوقه
  • حزب العدل: مصر لن تسمح بتقويض القضية الفلسطينية
  • كرم جبر: الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية يقوم على مبادئ ثابتة
  • السيسي: مصر ستقف ضد جميع مخططات تصفية القضية الفلسطينية
  • السيسي: سنقف أمام جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية
  • السيسي: ندين ونرفض جميع المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وخاصة تهجير الشعب الفلسطيني
  • مصر والأردن تؤكدان رفض التهجير القسري وتصفية القضية الفلسطينية
  • العراق يؤكد موقفه الثابت في دعم القضية الفلسطينية