يمانيون- متابعات
قالت مجلة “فورين بوليسي” إنّ “الحرب العالمية لم تعد حالة طوارئ نظرية يناقشها خبراء السياسة، ولم تعد حلماً محموماً يراود الصقور والعسكريين المفترضين، بل هي احتمال حقيقي ومتوقع، إن لم يكن وشيكاً”.

وذكرت المجلة أنّه “على عكس الولايات المتحدة، التي تحتاج إلى أن تكون قوية في أماكن ثلاثة، فإن كل من خصومها – الصين وروسيا وإيران – يجب أن يكونوا أقوياء فقط في منطقتهم الأصلية لتحقيق أهدافهم”.

وقالت إنّ “السيناريو الأسوأ هو تصعيد الحرب في ثلاثة مسارح نائية على الأقل، والتي يخوضها جيش أميركي متناثر، إلى جانب حلفاء سيئي التجهيز وغير قادرين في الغالب على الدفاع عن أنفسهم ضد القوى الصناعية الكبرى، التي تتمتع بالعزيمة والموارد والقسوة اللازمة للتعامل مع هذه الحرب”.

وأضافت أنّ “شن هذه المعركة سوف يتطلب نطاقاً واسعاً من الوحدة الوطنية، وتعبئة الموارد، والاستعداد للتضحية، على نحو لم يشهده الأميركيون وحلفاؤهم منذ أجيال”.

وأكدت المجلة أنّ “الولايات المتحدة خاضت سابقاً حروباً متعددة الجبهات، لكن في الصراعات الماضية، كانت دائماً قادرة على التفوق على خصومها في الإنتاج، إلا أنّ هذا الأمر لم يعد كذلك، فالبحرية الصينية أكبر فعلاً من البحرية الأميركية، من حيث العدد الهائل من السفن، وهي تنمو على نحو يعادل البحرية الفرنسية بأكملها كل عام، أي بنحو 130 سفينة”.

وبحسب “فورين بوليسي”، فإنّ “الولايات المتحدة ستدخل اليوم في صراع مع ديون تتجاوز بالفعل 100% من الناتج المحلي الإجمالي، في حال نشبت الحرب”، مشيرةً إلى أنّه “يتوقّع أيضاً أن يتضخم الدين إلى 200% من الناتج المحلي الإجمالي، أو أعلى من ذلك، وأنّ أعباء الديون بهذا الحجم من شأنها أن تهدد بعواقب كارثية على الاقتصاد الأميركي والنظام المالي”.

ورأت المجلة أنّ “من شأن الصراع العالمي أن يجلب مخاطر أخرى، إذ هناك منافسان للولايات المتحدة – روسيا وإيران – وهما منتجان رئيسان للطاقة النفطية. ووجد أحد التقارير الأخيرة أن الإغلاق المطول لمضيق هرمز، وسط صراع أوسع في الشرق الأوسط، يمكن أن يدفع أسعار النفط إلى ما هو أبعد من 100 دولار للبرميل، الأمر الذي يزيد بصورة كبيرة في الضغوط التضخمية”.

أما الصين، فهي “حامل رئيس للديون الأميركية، وقد تؤدي عمليات البيع المستمرة من جانبها إلى ارتفاع عائدات السندات الأميركية، وفرض مزيد من الضغوط على الاقتصاد. وانطلاقاً من هذا الأمر، يمكن الافتراض أنّ الأميركيين سيواجهون نقصاً في كل شيء، بدءاً بالإلكترونيات، حتى مواد بناء المنازل”، وفق “فورين بوليسي”.

كل هذه النتائج، التي تحدثت عنها “فورين بوليسي”، في حال اندلعت الحرب، “ستتضاءل أمام التكاليف البشرية، التي قد تتكبدها الولايات المتحدة في صراع عالمي”، وفق تعبيرها.

وأوضحت أنّ “من المرجح أن يموت عدد كبير من الجنود الأميركيين”، لافتةً إلى أنّ “مجموعة من خصوم الولايات المتحدة تمتلك قدرات تقليدية ونووية يمكنها الوصول إلى الأراضي الأميركية، ويتمتع آخرون بالقدرة على إلهام شن هجمات على الأراضي الأميركية، أو توجيهها، وهو ما قد يكون تنفيذه أسهل، نظراً إلى الحالة التي يسهل اختراقها عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة”.

وختمت المجلة بالقول إنّ الولايات المتحدة وحلفاءها يدخلون مرحلة القرارات الصعبة. وما يحدث في أوكرانيا و”إسرائيل” كان “ليبدو أمراً لا يمكن تصوره حتى قبل بضعة أعوام”، ورأت أنّه “يتعين على الأميركيين وحلفائهم أن يبدأوا ترتيب شؤونهم الآن، حتى لا يجدوا أنفسهم غير مستعدين لصراع عالمي، إذا نشب”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فورین بولیسی

إقرأ أيضاً:

صاحب خطة الجنرالات: ثلاثة أسباب لفشل “إسرائيل” في الحرب على غزة

#سواليف

قال صاحب ” #خطة_الجنرالات ” غيورا إيلاند إنه “بعد عام ونصف من بداية الحرب في #غزة، يمكن كتابة ملخص مرحلي. بغض النظر عن أحداث 7 أكتوبر، يمكن القول إن #إسرائيل فشلت في #الحرب على #غزة. هناك ثلاثة معايير لتقييم مدى النجاح في الحرب، ولا واحد منها يعتمد على تصريحات القادة، حيث أن هذه التصريحات دائمًا ما تقدم الواقع بشكل مزخرف ومشوه”.

وأضاف أن يجب النظر إلى أهداف الحرب مقابل الإنجازات، والمعيار الأول هو المقارنة بين أهداف الحرب وما تحقق فعلاً. تم تحديد أربعة أهداف فيما يتعلق بغزة: إسقاط حكم حماس، خلق وضع لا يشكل فيه تهديد عسكري من غزة، إعادة مستوطني المناطق الحدودية بأمان، وإعادة كل الأسرى. الهدف الوحيد الذي تحقق جزئيًا هو إعادة #الأسرى، ولكن طالما أن هناك 59 أسيرًا في غزة، منهم أكثر من 20 على قيد الحياة، فإن هذا الإنجاز الجزئي بعيد عن أن يكون مريحًا.

ووفقا له، المعيار الثاني يتعلق بجوهر الحرب، فالغرض من كل حرب، سواء حدثت قبل 3000 سنة أو اليوم، هو فرض إرادتنا على الطرف الآخر، أي إجباره على قبول شيء يتناقض مع مصالحه. إذا تم تحقيق “نصر كامل”، فهذا يعني استسلامًا غير مشروط من الطرف الآخر، وبالتالي يمكن للطرف المنتصر فرض إرادته بالكامل. حدث ذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا واليابان. عندما يكون النصر جزئيًا، يمكن فرض تنازلات مؤلمة على الطرف الآخر مثل التنازل عن أراضٍ، التنازل عن الموارد الطبيعية، الالتزام بدفع تعويضات، الالتزام بتقليص الجيش، وما إلى ذلك. مثلما حدث في نهاية الحرب العالمية الأولى.

مقالات ذات صلة 60 شهيدا في غزة منذ فجر الاثنين 2025/04/08

وتابع أنه “عند تحليل الاتفاق بين إسرائيل و #حماس في 19 يناير 2025، لا يمكن الهروب من الاستنتاج بأن حماس فرضت إرادتها على إسرائيل إلى حد كبير. على الرغم من أننا استعدنا 33 أسيرًا، منهم 25 على قيد الحياة، إلا أننا أطلقنا سراح مئات الأسرى ووافقنا على زيادة الإمدادات الإنسانية ثلاث مرات، وتراجعنا عن طريق نتساريم، وهو الإنجاز الرئيسي، ووافقنا على دخول كرفانات ومعدات هندسية ثقيلة إلى غزة لبدء عملية إعادة الإعمار”.

وبحسبه، “المعيار الثالث هو مدى تعافي كل طرف من الحرب. بما أن الحرب لم تنتهِ بعد، من الصعب تقييم هذا المعيار الثالث. ومع ذلك، وبالنظر إلى المعايير الأول والثاني، من الواضح أننا فشلنا”.

ورأى أن “هناك ثلاثة أسباب تشرح الفشل الإسرائيلي. السبب الأول هو تبني رواية خاطئة بشكل غبي. سارع نتنياهو في بداية الحرب إلى الإعلان أن حماس تشبه داعش. سارع المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، إلى تبني هذا التصريح وفرض الرواية التالية: على الرغم من الانسحاب في 2005، فإن الاحتلال الإسرائيلي لغزة لم ينتهِ أبدًا، وبالتالي إسرائيل تتحمل مسؤولية غزة وسكانها. صحيح أن هناك حماس ويمكن محاربتها، ولكن في الوقت نفسه على إسرائيل الاهتمام بسكان القطاع”.

وأكد أن “إسرائيل في الواقع قبلت هذا. لا يوجد ارتباط بين هذا الوصف وبين الواقع. الواقع هو أن غزة أصبحت دولة مستقلة منذ عام 2007 بكل معنى الكلمة. مصطلح “منظمة إرهابية” غير ذي صلة عندما تكون المنظمة في الواقع هي حكومة الدولة، وبالتالي الطريقة الوحيدة الصحيحة لتوصيف ما حدث في 7 أكتوبر هي أن دولة غزة فتحت حربًا ضد إسرائيل في هذا اليوم. بالمناسبة، حتى مصطلح “الحوثيين” خاطئ. العدو هو دولة اليمن التي تسيطر عليها جماعة شريرة”.

واعتبر أن “السبب الثاني للفشل هو أن القيادة السياسية والعسكرية العليا في إسرائيل لم تقم بتقييم حقيقي للأوضاع في مساء 7 أكتوبر. لو كانت قد فعلت ذلك، لكانت توصلت إلى استنتاج مفاده أن الطريقة الصحيحة لإجبار حكومة غزة على الاستجابة للمطالب الإسرائيلية بشكل عام، وفيما يتعلق بالأسرى على وجه الخصوص، هي دمج ثلاثة أدوات؛ الضغط الاقتصادي، والبحث عن بديل حكومي لحماس، والسيطرة على أراضي قطاع غزة”.

أما السبب الثالث من وجهة نظره هو أن جميع الأطراف، السياسية والعسكرية، تبنت الشعار القائل “فقط الضغط العسكري سيحقق…”، ومن الصعب شرح لماذا كان يجب أن يكون من الواضح منذ البداية أن هذا الشعار فارغ.

مقالات مشابهة

  • “لا يمكن تعيين بديل له”.. المحكمة الإسرائيلية العليا تقرر تجميد إجراءات عزل رئيس “الشاباك”
  • “إنهاء الحرب” .. رئيس المخابرات العامة المصرية يلتقي البرهان
  • القوات المحايدة “الطاهر حجر والهادي ادريس” هي مسخرة الحرب بلا منازع ????
  • الولايات المتحدة تقيل ممثلتها العسكرية في الناتو بسبب “انعدام الثقة”
  • قائد الجيش الأوكراني يقر بتورط الولايات المتحدة في الحرب ضد روسيا
  • الرسوم الجمركية المتبادلة التي تفرضها الولايات المتحدة ستضرّ بالآخرين ونفسها أخيرًا
  • تصعيد جديد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.. بكين تتعهد بالقتال حتى النهاية
  • صاحب خطة الجنرالات: ثلاثة أسباب لفشل “إسرائيل” في الحرب على غزة
  • “الفاف” تُنصف الأندية التي سددت ديونها في الآجال المُحددة
  • “دقلو” يبدو أن الزهللة التي يعيشها أنسته أنه هاجم من داخل العاصمة ولم يتمكن من الاحتفاظ بها