العدو يتخبّط عسكريًا في غزة.. وينكّل بمفهوم الإنسانية
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
يمانيون – متابعات
يشاهد العالم برمته ما يحدث، في قطاع غزة، من جرائم وخرق لحقوق الإنسان ولحقوق الشعوب بشتى الطرق. حقوق الإنسان التي تغنّى بها الغرب خُرقت وسقطت أمام صمود أهل غزة، وأمام صمود القضية الفلسطينية التي لم تبخل يومًا بتقديم الشهداء، كذلك الأمر، هي سقطت في أروقة السياسة العالمية، ولكن لم تسقط عند الشعوب في أوروبا والدول الغربية.
أمثلة عديدة أثبتت للعالم بأنّ ما يحصل في قطاع غزة هو أقوى بكثير من جبروت الجرائم الصهيونية، لا بل أقوى بكثير من الحكومات والوزارات والنقابات على مستوى العالم، والتي ظهرت جليًا على الشكل الآتي:
١- على مستوى الإدارة الأميركية: ممّا لا شك فيه بأنّ الإدارة الأميركية تؤيد كل ما يقوم به العدو الصهيوني من جرائم، لكن حجم الاستقالات والانتقادات الداخلية في وزارة الخارجية الأميركية بالتزامن مع التخبط في الموقف الأميركي الرسمي يؤكد بأنّ هذه الإدارة في أزمة كبيرة، وهي لن تستطيع الوقوف إلى جانب حكومة العدو الصهيوني بعد احتجاج قرابة ٤٠٠ مسؤول أميركي على سياسة بايدن، من دون أن ننسى بأنّ حكومة نتنياهو لم تكن يومًا حليفًا استراتيجيًا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن؛ لا بل على العكس هي كانت دائمًا حليفة للرئيس السابق والمرشح الحالي إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب.
٢- على المستوى الأوروبي: ممّا لا شك فيه بأنّ موقف مجموعة مؤلفة من أكثر من ٣٠٠ من المحاميين الفرنسيين الذين شكّلوا عامل ضغط دولي كبير ومهم، هو موقف يؤكد بأنّ روح الإنسانية ما تزال مسيطرة في النقابات وفي المؤسسات الحقوقية المستقلة في الغرب، بالإضافة إلى اعتراض سفراء فرنسيين على سياسة الرئيس الفرنسي، والتي لا بد وأن نتوقف عندها؛ لأنها إحدى أدوات الضغط الرئيسة في المجتمعات الأوروبية. من هنا؛ لا بد وأن نرى ضغوطات كبيرة جدًا على مستوى الحكومات الأوروبية في المرحلة المقبلة؛ لأن ما يحصل في قطاع غزة لا يمكن السكوت عنه، بغض النظر عن الأبعاد السياسية في أوروبا.
٣- على مستوى الرأي العام العالمي: لم يكن صادمًا للمراقبين على المستوى الدولي ما حصل من تظاهرات مليونية في أوروبا وأميركا، والتي تعّبر عن رأي عام مناهض للعدو الصهيوني الذي بات غير قادر على الاستمرار في جرائمه، حتى هذا العدو بات مكشوفًا أمام العالم برمته؛ فالعالم اليوم بات يعلم بأنّ العدو الإسرائيلي مجرم، ويقوم باستخدام الآلة العسكرية، ليس من أجل تحقيق الانتصارات العسكرية وحسب، بل من أجل ارتكاب الجرائم والإبادات الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة.
اليوم؛ يرى العالم أن ما يحصل في قطاع غزة هو عملية تطهير عرقي واضحة المعالم، وكأنّ العدو الإسرائيلي خسر جميع أوراقه العسكرية، وبات يبحث عن انتصار وحيد، وهو الانتصار على الإنسانية في غزة..!
موقع العهد الاخباري / د. زكريا حمودان
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی قطاع غزة على مستوى
إقرأ أيضاً:
أحمد عمر هاشم: عالم اليوم يشهد انحرافًا صارخًا عن القيم الإنسانية
قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن مؤتمر «الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري رؤية واقعية استشرافية»، يبرز دور الأزهر الشريف في إعادة صياغة الحوار الحضاري البناء المستند إلى تعاليم الإسلام السمحة التي يقوم عليها الحوار الراقي، والتي تسهم في تحقيق العدالة والمساواة بين جميع البشر على اختلاف شرائعهم وألوانهم وأجناسهم، مؤكدا أن الحضارة الإسلامية التي أرسى دعائمها النبي صلى الله عليه وسلم، قامت على أساس الحوار الفكري البناء، وانطلقت برسالة سامية تقوم على العدل والإنصاف، من خلال الحوار الراقي، بعيدًا عن التشدق والتعصب الأهوج.
رئيس جامعة الأزهر: غزة تشهد إبادة جماعية على مرأى ومسمع العالم وزير الأوقاف ووكيل الأزهر يكرمان نقيب الأشراف في مؤتمر "الدعوة الإسلامية والتواصل الحضاري"
وأكد عضو هيئة كبار العلماء، خلال المؤتمر الدولي الرابع لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، والذي جاء بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية، أن الأزهر الشريف، باعتباره مؤسسة عالمية، له رسالة سامية، يحثنا جميعاً أن نتحمل مسؤوليتنا، وأن نعمل جاهدين على تنمية الوعي، وتصحيح المسار، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، في كل الميادين وكل الساحات.
وأوضح الدكتور أحمد عمر هاشم، أن العالم اليوم يشهد انحرافًا صارخًا عن القيم الإنسانية التي أرسى دعائمها الإسلام، مما يستدعي منا جميعًا العودة إلى جذورنا الإسلامية الأصيلة، لنستلهم منها قيم التسامح والعدل والرحمة التي تميزت بها حضارتنا، وعلينا أن نذكر العالم أن الإسلام دين سلام، سيما وأن كلمة السلام ليست كلمة عابرة؛ وإنما هي خارطة طريق لبناء مجتمعات عادلة قائمة على التآخي والمحبة بين أفرادها، حيث يتعاون الجميع لبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة، بدل من أن نورثهم الصراعات والخلافات.
وبيّن «هاشم»، أن أبشع صور الانحراف الحضاري للإنسانية، في عصرها الحديث، ما يحدث على أرض فلسطين من مجازر وإبادة جماعية، تمارس كل يوم في حق الأبرياء، والسبب فيها هي أن عدونا لا يعرف الحوار ولا يريد السلام، وإنما هو عدو متعطش للدماء، وسيحاسب التاريخ كل من صم آذانه، وأعمى عينه عن هذه الوحشية التي تنهش كل يوم في جسد الأبرياء، ولم يتخذ خطوة لوقفها، قائلا: "نقول لإخواننا المجاهدين في فلسطين عليكم بالصمود والثبات لأنكم تواجهون عدوا لا يعرف لغة الحوار، وأعلموا أن العاقبة للمتقين».
وطالب عضو هيئة كبار العلماء، بضرورة أن يكون هذا المؤتمر نقطة انطلاق لتصحيح أوضاع فسدت في المجتمعات، لأن الحضارة الإسلامية حضارة عمل وإنتاج، لا حضارة كسل وفتور، وأن نرفع نتائج هذا المؤتمر وتوصياته للمسؤولين في الداخل والخارج، حتى تعلم الدول التي تتشدق بالديمقراطية، وتتيقن أن الحوار العادل والمنصف هو السبيل الوحيد لحل المشكلات التي تواجه الحضارة الإنسانية التي لطختها يد الصهاينة بدماء الأبرياء.
وتنظم كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر هذا المؤتمر، انطلاقا من إيمانها الراسخ بضرورة مناقشة التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه العالم الإسلامي، والسعي صياغة منهج فكري منضبط، لتعزيز سبل الحوار الحضاري الذي يتناسب مع دعوة الإسلام ويتماشى مع منهجه الوسطي، لترميم جسور التواصل الثقافي والاجتماعي.