الثورة نت:
2025-03-10@10:55:24 GMT

تجليات الطوفان وتداعياته

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

 

حدث الطوفان وتداعى النظام الدولي وجاءت أمريكا بقضها وقضيضها وبحاملات طائراتها إلى البحر المتوسط والبحر الأحمر، واستنفر العالم كله، ضد غزة وهي مدينة صغيرة لا تملك من الترسانة العسكرية ما يرعب ويرهب العالم حتى يتداعى إلى المنطقة ويعلن مساندته للجيش الصهيوني وهو يخوض معركة التدمير الشامل لغزة ويفسد مقومات الحياة حتى يجبر سكان غزة على الهجرة ومغادرة غزة .


شعب غزة يتعرض للإبادة الجماعية شبابا وشيوخا ونساء وأطفالا في ظل صمت مريب من المجتمع الدولي ماعدا يقظة الضمير الإنساني الذي خرج متظاهرا في بعض المدن الأوربية وفي بعض مدن أمريكا، وماعدا أولئك لم نشهد إلا إرهابا كما هو واقع عند بعض العرب الذين يمنعون حتى الدعاء لغزة ويرون ذلك حراما بل وقد أودعوا سجونهم من ثبت أنه قام بالدعاء لغزة في المساجد فضلا عن التظاهر.
الرأي العام العربي كله مع غزة ومشاعره معلقة بغزة ما عدا بعض الشواذ وكل أولئك الشواذ من الخليج، حيث رصدنا تعاطفا من بعض دول الخليج ماعدا الكويت فقد وجدنا في وسائل التواصل الاجتماعي من ينافح ويحاجج الشواذ بل ويلعنهم في معرض رده على ما يصدر عنهم في الوسائط .
الغريب في الأمر أن مجتمعا محافظا كمجتمع السعودية تخرج منه نساء كاسيات عاريات يبدين إعجابهن برجال يهود صهاينة ويلعنون شعب فلسطين الذي ينازعهم الوجود، بحجة أن الصهاينة “حلوين وفيهم جمال يخبل “، ولعل ما يحدث أفظع وأشد مما يصلنا ونتمكن من الاطلاع عليه، فالمجتمع العربي لم يعد كما كان عليه حاله قبل الربيع العربي، فقد انهارت قيمه وتفسخت أخلاقه وتداعى فيه النظام العام والطبيعي، وكم حذرنا من ذلك التداعي والانهيار لكن إعلام الإخوان ظل يصر إصراراً عجيباً أن ما حدث عام 2011م كان ربيعا عربيا وكان ثورة، يصر الإخوان على هذه الفكرة وقد قالت هيلاري كلينتون قولا فصلا في الموضوع وقطعت جهينة قول كل خطيب، ثم جاء ترامب وفضح تلك السياسة التي مارسها الأمريكان عام 2011م في بعض الدول العربية إلى درجة فشل الدولة في بعض دول الربيع وآخر لم يتعاف من ويلات الأحداث حتى الآن بسبب حركة الانقسامات وتعدد الولاءات وضياع الفكرة وتعويم المصطلحات واختلال الوعي الجمعي لكثير من الفصائل التي نشأت وفق رغبة استخبارية صهيونية أو أمريكية .
لقد قرأ الصهاينة والأمريكان، الأنظمة العربية والمجتمعات العربية قراءات تحليلية واعية وحاولوا اختراق هذه الأنظمة والمجتمعات برؤى واستراتيجيات طويلة المدى وقصيرة المدى، وربما قالت تداعيات طوفان الأقصى الكثير مما يجب أن يقال وظهرت وتجلت نتائج تلك الرؤى والاستراتيجيات في الواقع وعبر مختلف الوسائط وفي المواقف وفي بيان القمة وفي ردود أفعال المجتمعات العربية والإسلامية، فمع التقنيات والوسائط أصبح كل شيء مقروءاً وواضحاً، لكننا لا نتقبل القضايا المنطقية إلا كقضايا كلية دون إخضاعها للتحليل والدراسة، حتى التحليل والدراسة يسير وفق مزاج معين ولا تحكمه منهجية علمية وقد نعدل في النتائج حتى يتسق مع المزاج السياسي العام، وتلك معضلة حين يصبح الباحث والعالم خاضعا لمزاج السلطة لا خاضعا لقواعد المنطق وأسس وقواعد منهج الدراسة مهما كانت النتائج صادمة، ولعل الكثير من أسباب الانكسار العربي يعود إلى الجانب الأخلاقي والقيمي الذي يتمرد على الضمير العلمي فيبدع واقعا لا يعكر مزاج السلطة، فحرية التعبير، وحرية البحث، ومدى التزامه بمناهج البحث، وحرية النقد والتفكير النقدي، وقضايا المعرفة بكل أبعادها، فضلا عن استناد القرار إلى المعلومات، من أسباب النهوض والقوة، ولذلك تخاذل المستبد الطاغي في معركة الطوفان وشرع العدو في تنفيذ مشروعه الاستراتيجي الكبير بكل ثقة واطمئنان .
معركة الطوفان التي حدثت في غزة وقامت فصائل من المقاومة الفلسطينية ليست بالقوة الكبيرة ولا الإمكانيات العسكرية التي تجعل أمريكا تتداعى إلى البحر المتوسط والبحر الأحمر بكل ثقلها العسكري، ومن ثم يذهب قادة البيت الأبيض إلى إسرائيل ويديرون المعركة في غزة بتعاضد فريد لم يسبق له مثيل، وبتفكير مقارن نجد أنه لم يحدث مثل ذلك مع أوكرانيا بالرغم أن أوكرانيا تدافع عن الاتحاد الأوربي وعن أمريكا، وما سمعنا أن أمريكا حشدت حاملات الطائرات ولا ذهبت إلى عاصمة أوكرانيا حتى تدير معركتها هناك مع الروس، حفاظا على هيبة حلف الناتو، وعلى مصالح دول الاتحاد الأوروبي في تدفق المواد الخام والغاز، ومثل هذه المقارنة مع معطيات الواقع في غزة، نجد أن ما يحدث في غزة كارثة بكل المقاييس، عواقب هذه الكارثة تدميرية للمنطقة برمتها، ولا يظن ظان أنها كارثة تخص غزة وحدها دون سواها، فنار الكارثة سوف تشوي مصر والأردن في البداية ثم تمتد إلى كل المنطقة وسوف تصل السعودية، وإن ظنت السعودية أنها بمنأى عن الكارثة، فحركة التدمير تبعث تفاعلات الواقع رموزها إلى كل ذي لب حصيف وفي غد ما سوف يخبرنا بالتفاصيل العجيبة .
كل هذا الخذلان لغزة وأطفال غزة له عواقبه الوخيمة على مستقبل الأمة وعلى المنطقة، فمشروع التقسيم قادم لا محالة وسوف يفقد العرب مصالحهم وتضيع الكثير من مقدراتهم وقد يصبحون أتباعاً دون قيمة ولا معنى لوجودهم بعد أن كانوا هم الوجود كله بما يحملونه من خيرية للبشرية ومن رسالة محمدية سامية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

بالدليل.. أمريكا اكتشفها العرب

حمد الناصري

 

اعتقد الكثيرون ولفترة طويلة أن الايطالي كريستوفر كولومبوس هو مكتشف امريكا وبسبب سياسات طمس الحقائق والتزييف التي اتبَعها المؤرخون الامريكيون المُتعصبون وبأدلة وبحوث حديثة تم الكشف أن المسلمين وصلوا القارتين منذ 500 سنة، قبل كولومبس على الاقل.

وبحسب كتاب "المُخابرات في الدولة الإسلامية" للكاتب حمد هشام الشربيني، فإن المسلمين سبقوا كولومبس في الوصول إلى امريكا الشمالية، وأكد بالباحث البروفيسور ليون فيرنيل من جامعة هارفارد في كتابه أن كولومبس اعتمد إضافة إلى الخرائط الاسلامية على بحار عُثماني اسمه أحمد بيري وعندما وطأت أقدامهم أمريكا لأول مرة قال لأول شخص رآهُ "السلام عليكم"، فكانت المُفاجأة برد ذلك الشخص وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته!

كولمبس عندما وصل إلى كوبا، كان أول ما شاهده منارة مسجد مكتوب عليها باللغة العربية... ولاحظ الباحثون أن تشابهًا في طرق المعيشة يُمارسها السكان الأصليون، المعروفين بـ"الهنود الحُمر"، مع طُرق المعيشة واللباس الإسلاميين، قبل وصول كريستوفر كولمبوس إليها، وأكثر المُستكشفين الأوروبيين يؤكدون وجود الإسلام عبر أفراد من القبائل من سكان القارتين الأمريكيتين الأصليين. وقد أشار د. محمد الجويلي في دراسة أكاديمية إلى أن جدلًا واسعًا انتشر في أواخر القرن العشرين، بأن كريستوفر كولومبس هو الذي اكتشف القارة الامريكية وهذا خطأ، بينما الفارق بين وصول كولمبوس على أمريكا وبين وجود المسلمين بها أكثر من 500 سنة؛ بل إن كولمبوس لم يكن باستطاعته أن يكتشف أمريكا لولا خرائط الملاحين العُمانيين الذين تركوها بخزانة قرطبة، وعُثر عليها هناك بعد سقوط الأندلس سنة 1492م.

ويقول المؤرخ التركي فؤاد سيزغين الباحث المُتخصص في الخرائط "إن الاعتقاد السائد أن الخرائط التي بين أيدينا، قد وُضعت من قبل الأوروبيين، لكن ذلك كان خطًا، فخطوط الطول والعرض والمدة التي يستهلكها رسم الخرائط لا تتوافق مع التاريخ الأوروبي، وأن المستكشف البرتغالي الشهير فاسكو دا جاما وصل الهند في عصر الاستكشاف الأوروبي، مُستندًا على خرائط وضعها المسلمون أيضًا، وأنه بعد عودته وَضَعَ خرائط للقارة الأفريقية وبحر الهند قائلًا "المغالطة تكمن هنا، فلا يمكن لأحد في شهرين أو ثلاثة أشهر وضع مثل هذه الخرائط، ومن يدعي ذلك لا يفقه بعلم الخرائط إطلاقًا، فهذه الخرائط لا يمكن رسمها حتى في 500 عام، ومع الأسف ثمة معلومات خاطئة يُسلِّم بها الكثيرون". وقال ايضًا: "ما يهمني أن المسلمين هم كانوا أول من استوطنوا أمريكا، وكانت حاجتهم لبناء مسجد دليل على وجودهم، وأن المسلمين اجتهدوا في رسم خرائط للقارة الأمريكية، وذلك يتطلب وجودهم قبل عدة قرون من وصول كولومبس".

وقال سيزغين، "إن المُسلمين هم من اكتشفوا القارة الأمريكية قبل كريستوف كولومبوس، ووثقت هذا في كتبي، بعد البحوث التي أجريتها حول جغرافيا البلاد الإسلامية على مدى 26 عامًا".

وأوضح سيزغين وهو بروفسور بمعهد العلوم التاريخية في العالم العربي والإسلامي بجامعة غوته الألمانية، لوكالة أنباء الأناضول التركية، أنه ثمة من بدأ يقتنع بالأطروحات التي قدمتها حول اكتشاف القارة الأمريكية، مستندًا بذلك إلى تاريخ الخرائط الجغرافية.

وذكر سيزغين أنه في عام 1987 نشر كتابًا حول نتائج بحثه حول خرائط مهمة تم العثور عليها، وأنه أرسل نسخة من الكتاب إلى الرئيس الألماني ريتشارد فون فايتسكر، وكتبت في مقدمة الكتاب: "يدور محور الكتاب حول خرائط بحرية، وسأثبت أن من وضع هذه الخرائط هم المسلمون، وأن الخرائط المعاصرة استندت على ما رسمه المسلمون".

ورد عليه الرئيس الألماني قائلًا: "إني قرأت طرحك، وفي حال أثبت صحة ما تدعيه، فإن ذلك يعد بمثابة ثورة في تاريخ العلوم".

وتابع سيزغين: "وبعد 15 سنة من البحث والتقصي أرسلت المجلد العاشر، والحادي عشر من الكتاب إلى الرئيس فايتسكر، مرفقًا برسالة أذكره فيها بالنسخة الأولى من الكتاب الذي قدمته، ورد عليه بعد شهر أكد فيه قراءة ما أرسلته له، وأقر بأن المسلمين هم من وضع هذه الخرائط، وهذا يُعد انجازًا بالنسبة لي".

النظريات الغربية حاولت احتكار ذلك السبق، فمنحته مرة للمستكشف الإيطالي كولموبس ومرة للمستكشف للبرتغالي فاسكودا جاما، ومرة للمستكشف الصيني تشنغ خه الذي وُلد من عائلة مُسلمة بمقاطعة "يوان". والذي تعود جذوره إلى المغول جنوب الصين، وقد ساهمت علومهم وكشوفاتهم في التقدم الذي يتمتع به الغرب اليوم.

خلاصة القول.. سؤال أطرحه على المختصين: هل العُمانيين الذين قادوا فاسكو دا جاما إلى الهند، هم الذين اكتشفوا أمريكا، لا يمكن استبعاد ذلك؛ بل هو أقرب للواقع، طالما أن خزائن مكتبات قرطبة كانت مليئة بالخرائط والكتب العُمانية، والتي استفاد منها الأوروبيون في الوصول إلى أمريكا بعد استيلائهم على المدينة.

إنَّ الحقيقة مهما طال الزمن ستظهر وأن تاريخنا رغم كل التعتيم الذي فرضه عليه الغرب ستفضحه شمس الصباح وسيزول كل الظلام والله غالب على أمره.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الإيرانية: طهران لم تتلق رسالة من أمريكا
  • تحطم طائرة صغيرة بموقف سيارات في أمريكا.. فيديو
  • أمريكا وروسيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا
  • أمريكا تندد بالمجازر التي حدثت في الساحل السوري
  • بالدليل.. أمريكا اكتشفها العرب
  • إيجابية ومرونة.. حماس تعقد عدة لقاءات مع أمريكا حول اتفاق غزة
  • انخفاض كبير لصادرات العراق النفطية الى أمريكا
  • أمريكا: لم نجدد الإعفاءات للعراق لشراء الكهرباء من إيران
  • أمريكا تنفذ أول حكم إعدام رمياً بالرصاص منذ 15 عاماً
  • المملكة ترحب باستضافتها لقاء أمريكا وأوكرانيا في جدة