معركة الوعي.. اليهود من عبادة العجل إلى عبادة القوة والتعطش لسفك الدماء.. (الحلقة الخامسة)
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
عرف اليهود على مدار التاريخ بصلفهم وتعنتهم ونقضهم للعقود والعهود، واشتهروا بالنكران والجحود والتحول والتلون والتبدل كالحراب، وتميزوا بكثرة الجدل والكذب وتزييف الحقائق ونشر بذور الفرقة والخلاف في صفوف خصومهم، فالذي يتجرأ على قتل الأنبياء والتحايل على الشرائع السماوية لن يتورع عن قتل عشرات الآلاف من المدنيين والآمنين في قطاع غزة جلهم من الأطفال والنساء….
عرف اليهود بشدة عداوتهم للمؤمنين كما أخبرنا الله عنهم في سورة المائدة بقوله: “ لتجدن أشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا” صدق الله العظيم..
وبينت ذلك السيرة النبوية العطرة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، في صور من خيانتهم ونقضهم للعهود.
وقد فضحهم الحبر اليهودي عبد الله بن سلام بعد إعلان إسلامه بطلبه الذكي قائلاً يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت، وإن يعلموا بإسلامي يبهتوني، فأرسل إليهم، فسلهم عني.
فأرسل إليهم. فقال لهم: “أي رجل ابن سلام فيكم؟” قالوا: حبرنا، وابن حبرنا وعالمنا وابن عالمنا، قال: “أرأيتم إن أسلم، تسلمون؟” قالوا: أعاذه الله من ذلك.
فخرج عبد الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. فقالوا: شرنا وابن شرنا؛ وجاهلنا وابن جاهلنا. فقال: يا رسول الله، ألم أخبرك أنهم قوم بهت؟».
وأينما توجهوا لا تختلف سلوكياتهم ونفسياتهم المريضة، فاليهودة تجري في دمائهم نظرية الابلسة أنا خير منه..
وتشير الكثير من القصص والروايات في التاريخ القديم والمعاصر، لتلك الصفات التي يتوارثونها وسيظلون على خطى سيدهم إبليس ملعونين أينما ثقفوا لا سيما الصهاينة منهم، نفوق أخر صهيوني من أحفاد القردة والخنازير..
وقد ذكر أحد المحاربين الروس القدامى تفاصيل حادثة دفن عدد من اليهود في ألمانيا قائلاً “كنا مجموعة من الأسرى الروس في ألمانيا فحفر الألمان حفرة فوضعوا فيها أسرى يهود وأمرونا أن ندفنهم بالتراب وهم أحياء فرفضنا، فتم وضعنا في تلك الحفر بدلاً عنهم، وأمر الألمان اليهود بدفننا فبدأوا على الفور بإهالة التراب علينا، حينها قال هتلر أردت فقط ان أكشف لكم حقيقة خبث ومكر هؤلاء اليهود..
وتؤكد الشواهد التاريخية أن اليهود يراقبون بدقة مراكز القوة والنفوذ والسيطرة للتحالف مع الأقوى غير مهتمين بانتمائه أو معتقده وسلوكه، وأنهم، إذا عرفوا أن من يحالفونه فقد أو سيفقد نفوذه سرعان ما يتحولوا عنه إلى الأقوى، والمتتبع للتاريخ عبر مراحله المختلفة سيلحظ مدى تلونهم وتبدلهم مع الأقوى.
وحين برز المسلمون قوة عالمية سارعوا لكسب ودهم والتحالف معهم، بل راحوا يتجسسون لصالح المسلمين على الروم وقد ثبت انهم قاتلوا مع المسلمين في أقاليم الأندلس، ولما خرج المسلمون من بلاد الأندلس خرجوا معهم واستقروا في أقطار المغرب وتركيا فلم ضعف المسلمون راحوا يتجسسون عليهم لصالح الاستعمار الغربي. وكذلك فعلوا مع هولاكو في الشرق، فقد كاتبه يهود العراق وحالفوه وقدموا له الدعم والمال..
وفي العصر الحديث بدأ رهانهم على فرنسا وخدموا النفوذ الفرنسي فلما برز الإنجليز كقوة عظمى تحولوا اليها وربطوا مصيرهم بمصيرها وراحوا يغرونها باستعمار فلسطين متخذين من لندن مقراً لتحركاتهم ونشاطهم، فلما توحدت المانيا وبرزت قوة سياسية تركوا لندن واتجهوا إلى ألمانيا، وبعد أن قام هتلر بإغلاق النوادي اليهودية ومصادرة الصحف اليهودية بعد احتكارها لكونه لم يجد دار نشر تنشر له بسبب سيف الإرهاب الصهيوني الذي كان مصلتاً على غير اليهود، ثم عادوا إلى لندن وحالفوا الإنجليز مرة ثانية..
وبعد الحرب العالمية الثانية أدركوا أن مركز القوة قد تحول إلى أمريكا، فتوجهوا اليها بكل ثقلهم المالي والإعلامي والتنظيمي..
واذا ما أدركوا في المستقبل بأن روسيا أو الصين أو حتى العرب أو ايران أو تركيا أو أي قوة صاعدة، فسيسارعون على الفور للتحالف معها بحجة الصداقة وطمعاً في الحماية وتحقيق مكاسب ومغانم سياسية واقتصادية، وقد ثبت أنهم تحالفوا مع شاه ايران وبعض الحلفاء كما أنهم يستخدمون بعض حلفائهم مطية لتمرير مخططاتهم على الشعوبأ كما هو حاصل مع بعض الأنظمة المحسوبة على العرب والمسلمين ممن تحولوا من التطبيع إلى الهرولة والموالاة..
ومن شدة هوسهم بالقوة سعوا لتكوين كيان عسكري ليس بدافع الصدفة لكنه صنيعة التخطيط والخوف ممن حولهم وشعورهم باغتصاب أرض غير أرضهم
وفي رسالة جولدا مائير مخاطبة زوج أختها بقولها له: إن الذي يريد انتزاع ارض غيره ويسكنها ويتملكها، عليه أن يكون مستعدا لجميع الطوارئ والصعوبات.
وفي أحد تصريحات مؤسس دولة الكيان الإسرائيلي بن غر يون، والتي أشار فيها إلى أن العرب يتحملون الهزيمة في مئة معركة وأما إسرائيل فإنها متى ما انهزمت في معركة فستكون نهاية دولتها.
وفي دراسة أجراها أحد الباحثين باستفتاء لطلبة إسرائيل- في الثانوية- حول ما فعله “يشوع بن نون” حسب مصادرهم من قتل جماعي للفلسطينيين، صغاراً وكبارًا وهل يمكن أن يفعل ذلك الجيش الإسرائيلي أم لا؟ جاءت الإجابات تحبذ ذلك..
ومن خلال تلك الشواهد تشير بعض الدراسات إلى أن عبادة اليهود الصهاينة للقوة مثل عبادة أجدادهم للعجل، انهم يعشقون القوة ويتعطشون لسفك دماء الملايين من البشر.
وإذا عدنا بالذاكرة لظروف تأسيس حليفهم الأمريكي لما يُعرف اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية فإن فكرتها قامت على أساس البحث عن مستعمرات جديدة تم تنفيذها بإعداد وتخطيط يهودي بواسطة حلفاء لهم من الإنجليز والفرنسيين والاسبان، وعبر حليفهم بريطانيا تم التخطيط والدفع بإرسال المحكومين من القتلة واللصوص في السجون البريطانية وبعض المستعمرات التابعة لها أو ما عرف بتدابير نفيهم إلى القارة الأمريكية..
فتم تسليحهم كعصابات لشن حروب على الهنود الحمر، سكان أمريكا الأصليين، لترتكب وتمارس بحقهم المجازر وحروب الإبادة الجماعية والتهجير القسري، ومن ثم بناء المستعمرات..
وبنفس الفكرة تم تصدير اليهود الصهاينة إلى فلسطين وشن الحروب على أبناء الشعب الفلسطيني وإجبارهم على التهجير القسري بعد ارتكاب المجازر بحقهم، كما يحدث اليوم في غزة ،فالتاريخ يكرر نفسه. ومن تلك التجارب التي خططوا لها نقل فكرة المستوطنات من تلك المستعمرات إلى فلسطين.
وتعتمد الولايات المتحدة الأمريكية على مجموعات العصابات في دعم الحروب التي تشنها في مختلف الدول ومنها (أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين)، وذلك من خلال تجنيد العملاء والمرتزقة من السفلة المنحطين إنسانياً وأخلاقياً، والذين غالباً ما يكونون من اللقطاء ومجهولي النسب من أولاد الشوارع ومنهم على سبيل المثال لا الحصر مجموعة ظهرت باسم (بلاك ووتر) تأسست عام 1997 بولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية، أنشأها أحد ضباط مشاة البحرية الأمريكية “المارينز».
ومعناها الماء الأسود أو القذر، وبسبب ما لحقها من فضائح بعد الاحتلال الأمريكي للعراق. غيّرت اسمها إلى “إكس إي سيرفيسز» (Xe Services)، وتعتمد (البلاك ووتر) في نشاطها على مرتزقة من المتقاعدين العسكريين والقوات الخاصة، الذين يقدر عددهم بالآلاف، ويتقاضون أجورا عالية نظير خدماتهم. ولديهم أسطول لطائرات مروحية ومدفعية ووحدة محمولة جوا خاصة بالتجسس.
بعد سنتين من التأسيس، حصلت الشركة على أول عقد عمل لها مع الحكومة الأمريكية، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2000، وذلك بعد محاولة تفجير حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس كول» (USS Cole) قبال سواحل اليمن.
وعملت (بلاك ووتر) في العراق في صيف 2003، من أجل توفير الأمن والحراسة للحاكم العسكري الأمريكي في العراق آنذاك بول بريمر.
وقد استعان تحالف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن بعصابات (البلاك ووتر) ، وقد تم التنكيل بهم من قبل أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية حيث تم تلقينهم أقسى الدروس..
ويعتمد الكيان الإسرائيلي على مرتزقة (بلاك ووتر) في عدوانهم على قطاع غزة، حيث أعلن مؤخراً عن مقتل أحدهم، وهو من أصل اسباني، وكان قد كتب قبل مقتله على صفحته أنه يتقاضى أعلى أجر أسبوعياً فضلا عن تجنيد الخونة والعملاء في معاركهم في قطاع غزة حيث يتجرد هؤلاء من القيم الإنسانية والأخلاقية..
وفي أعقاب الهجوم الذي شنه مقاتلو المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس والجهاد وكتائب النخبة القسامية على عدد من التجمعات السكانية والقواعد العسكرية والمدن الإسرائيلية في 7 أكتوبر2023م، ترددت كلمة “كيبوتس” في التناولات الإخبارية للإشارة إلى نوع من التجمعات السكانية التي اجتاحها مقاتلو المقاومة الإسلامية في غلاف غزة.
فما هي الكيبوتسات وما الدور الذي لعبته في تأسيس دولة إسرائيل؟
ظهرت الكيبوتسات بشكل تجمعات زراعية تعاونية لمجموعات من اليهود الفاشلين الذين تم جلبهم وإعادة تأهيلهم وإغرائهم بالهجرة والعمل في فلسطين بهدف الكسب والثراء في تلك الكيبوتسات التي كان يمولها الصندوق القومي اليهودي الذي تأسس في سويسرا، بهدف مساعدة اليهود على الاستيطان في فلسطين على عدة مراحل قبل 48 وبعد 1948م وتمهيدا لإقامة المشروع الصهيوني في فلسطين
وحسب وثائق بريطانية فقد وضع الكيان الإسرائيلي خطة سرية لترحيل آلاف الفلسطينيين من غزة إلى العريش في سيناء عام 1971م وقد خصصت الكيبوتسات في المستوطنات المحيطة بغلاف غزة لمجاميع من الصهاينة الذين تم تدريبهم على مستوى عال مسنودين بقوة من النخبة محاطة بسياج وقبة حديدية لحمايتهم..
إلا أنه تمت مباغتتهم من قبل أبطال المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر لتتبدد أطماعهم وأحلامهم مع طلوع فجر ذلك اليوم المشهود ليتم إجلاء الألاف منهم عن تلك المستوطنات..
وهو ما سبب لهم الرعب الذي يعيشونه اليوم، ليخرج وزير التراث الصهيوني مطالباً بضرب غزة بقنبلة نووية قائلاً انهم لا يخافون من الموت..
لقد كسر7 أكتوبر2023م هيبة العصابات الصهيونية في غلاف غزة، وحطم وهم إسرائيل الكبرى والجيش الذي لا يقهر وقوات النخبة والقبة الحديدية، بفتية من المقاتلين الأبطال محطمين أكثر من 55 هدفا عسكريا في “فرقة غزة” والمنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبالتالي فإن رهانهم على إبادة سكان غزة، باستخدام أطنان من القنابل والأسلحة الأمريكية المحرمة دولياً سترتد وبالاً عليهم ،على أيدي رجال الرجال من أبطال المقاومة الفلسطينية الذين خضعوا لتدريبات عسكرية وأمنية نوعية، حيث جرى تسليحهم بمعدات خاصة، وقد سبق وأن أُنيطت بهم مجموعة من المهمات الخاصة كالرباط في المناطق المفتوحة والمتقدمة وفي أماكن موحشة، ليشكلوا خطا متقدما من الكمائن في مواجهة أي توغل إسرائيلي أو تسلل للوحدات الإسرائيلية الخاصة.
وقد أظهرت المقاومة الفلسطينية أداء مميزا في إدارة معركة طوفان الأقصى وشعارهم “نغزوهم ولا يغزوننا”، في إشارة إلى نقل المعركة إلى “أرض العدو».
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
باحثان إسرائيليان: ما يحدث في غزة إبادة جماعية ستلطخ تاريخ اليهود للأبد
في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، شدد الباحثان الإسرائيليان دانييل بيلتمان وعاموس غولدبرغ على أن ما يحدث في قطاع غزة هو "إبادة جماعية"، مشيرين إلى أن المجتمع الإسرائيلي سيضطر إلى مواجهة انعكاسات هذه الجرائم بعد انتهاء الحرب.
واعتبر الباحثان الإسرائيليان أن هذه الجريمة ستكون وصمة عار أبدية على تاريخ اليهود، معبرين عن أسفهم حيال ما اعتبراه تحولا مروعا في مواقف المجتمع الإسرائيلي في تعاملهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشار الباحثان إلى أنه بعد انتهاء الحرب في غزة، سيضطر "المجتمع الإسرائيلي إلى النظر إلى نفسه في المرآة" ليكتشف أنه ارتكب فعلا فظيعا سيظل يشوه تاريخه، مشددين على أن جريمة الإبادة الجماعية ستكون جزءا لا يتجزأ من هذا التاريخ.
وأكد بيلتمان وغولدبرغ أنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن ما يحدث في قطاع غزة يعتبر إبادة جماعية، بغض النظر عن النقاشات القانونية والفكرية التي قد تدور حول هذه المسألة.
وأوضح الباحثان أنه منذ فترة طويلة، كان هناك نقاش أكاديمي حول ما يحدث في غزة، حيث حاول بعض الباحثين والمفكرين أن يميزوا بين ما يعتبرونه "صراعاً عسكريا" وبين الجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين. لكن بيلتمان وغولدبرغ يؤكدان أن هذا النقاش لن يغير من واقع معاناة الأطفال القتلى والجرحى والمشردين في غزة.
ولفت الباحثان الإسرائيليان إلى أن إجراء مقارنة لما حدث في غزة خلال السنة الأخيرة يقود إلى استنتاج مؤلم، وهو أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين هناك.
مقارنات تاريخية
وأشار الباحثان إلى أن تصريحات المؤرخ الإسرائيلي شلومو زند كانت محاولة لتفسير ما يحدث في غزة في سياق أوسع، حيث حاول القول إن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل لا ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، ولكنه، في نفس الوقت، أشار إلى أن هذه الجرائم مشابهة للفظائع التي ارتكبتها جيوش ديمقراطية مثل فرنسا في الجزائر أو الولايات المتحدة في فيتنام.
أشار الباحثان إلى أن هذا الرأي لا يغير من الواقع المرير، بل إنه يبرز تناقضا كبيرا في كيفية تعامل العالم مع جرائم الاحتلال الإسرائيلي، موضحين أنه رغم أن القتل الجماعي الذي وقع في الجزائر أو فيتنام لم يُصنف بشكل رسمي كإبادة جماعية، إلا أن الطبيعة الاستيطانية للأعمال العسكرية في تلك المناطق تشير إلى أن تلك الأفعال تمثل نوعا من الإبادة الجماعية.
واستعرض الباحثان رأي المؤرخ بن كرنان، الذي وصف الاحتلال الفرنسي للجزائر بأنه إبادة جماعية بسبب طبيعته الاستيطانية، وهو ما يبدو مشابها للوضع الحالي في قطاع غزة. وأشار المقال أيضا إلى آراء بن كرنان في تحليل مجزرة الجزائر، حيث اعتبر أن فرنسا ارتكبت جرائم إبادة جماعية ضد الجزائريين.
كما استشهد الباحثان بكلام ليو كوفر، مؤلف كتاب "الإبادة الجماعية: استخدامها السياسي في القرن العشرين"، الذي يربط بين الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر والإبادة الجماعية. وهو ما ينسجم مع التوصيف الذي يقدمه الباحثان حول الوضع في غزة.
فيما يتعلق بحرب فيتنام، أشار الباحثان إلى محكمة راسل، التي ترأسها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، والتي اعتبرت أن الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة ضد فيتنام تمثل إبادة جماعية. وقد قُدمت تقارير توثق القتل الجماعي للمدنيين واستخدام الأسلحة المحظورة مثل "الآر بي جي" والمواد الكيميائية التي تسببت في تشويه البشر والبيئة.
التكنولوجيا العسكرية والإبادة
في الجزء الثاني من المقال، ناقش الباحثان كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أشارا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي في تحديد أهداف الهجوم.
وأوضحا أن التحقيقات التي أجراها الصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام في صحيفة "واشنطن بوست"، أكدت أن استخدام الذكاء الاصطناعي ساعد في اتخاذ قرارات بقصف أحياء سكنية بأكملها وقتل مئات المدنيين لاستهداف فرد واحد فقط.
وأكد الباحثان أن هذه السياسة العسكرية تستهدف تدمير أكبر قدر ممكن من المناطق المأهولة بالسكان، ما يعكس تجاهلا تاما لحياة المدنيين، لافتين إلى أن هذه الأفعال تشير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حول سكان غزة إلى أهداف مشروعة تماما.
وأشار الباحثان إلى أن نسبة كبيرة من ضحايا الحرب هم من المدنيين الذين لم يكونوا ضالعين في أي نوع من الأنشطة العسكرية. فوفقا لتقديرات المؤرخ الإسرائيلي لي مردخاي، كانت 60-80% من ضحايا القصف الإسرائيلي في غزة من المدنيين غير المتورطين في الأنشطة الحربية. وهذا يمثل رقما غير مسبوق في الحروب الحديثة.
نية الإبادة الجماعية
ناقش المقال أيضا ما يُسمى بـ "نية الإبادة الجماعية"، والتي تشترطها اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 في تصنيف الجرائم على أنها إبادة جماعية. وقد استعرض الباحثان التصريحات التي أطلقها بعض المسؤولين الإسرائيليين، ومنها دعوات للقيام بما أسموه "نكبة ثانية" ضد الفلسطينيين في غزة.
واعتبرت هذه التصريحات الإسرائيلية دليلا على النية المسبقة لتنفيذ إبادة جماعية، حيث حض بعض السياسيين الإسرائيليين على استخدام القوة القصوى ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار الباحثان إلى أن الخطاب الإسرائيلي أصبح أكثر تطرفا في الآونة الأخيرة، حيث بدأ المجتمع الإسرائيلي يتبنى فكرة أن المدنيين الفلسطينيين هم أعداء بالكامل وأنه لا مكان لهم في غزة. وفي هذا السياق، أكد الباحثان أن هذه التصريحات تشير إلى نية واضحة لاستهداف المدنيين بصورة منهجية.
اختتم المقال بتأكيد على أن ما يحدث في غزة لا يمكن أن يُنظر إليه إلا كإبادة جماعية بكل المعايير القانونية والتاريخية. وأوضح الباحثان أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل لن تكون مجرد أحداث عابرة في التاريخ، بل ستظل وصمة عار دائمة على المجتمع الإسرائيلي والتاريخ اليهودي، مؤكدين أن هذه الجرائم ستكون جزءا لا يتجز من سجلات التاريخ للأجيال القادمة.