مديرة المرصد الأفريقي للهجرة لـ«الاتحاد»: الإمارات تتصدر المشهد دفاعاً عن «العدالة المناخية»
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
حسن الورفلي (القاهرة)
أخبار ذات صلةأكدت السفيرة الدكتورة نميرة نجم، مدير المرصد الأفريقي للهجرة، أن الإمارات تتصدر المشهد في العمل على تحقيق الالتزامات الدولية المعنية بتضافر الجهود لحماية الدول والمجتمعات الإنسانية من آثار وتبعات انعدام العدالة المناخية.
وأشادت الدكتورة نجم، في حوار مع «الاتحاد»، بتصديق الإمارات على اتفاق باريس للمناخ عام 2015، ووضع استراتيجية وطنية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، واستثمار ما يزيد على 100 مليار دولار في مشروعات للطاقة النظيفة في 70 دولة.
وأكدت أن أهمية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، تأتي في وقت نشهد أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس للمناخ 2015، مشيرةً إلى اتخاذ الإمارات شعاراً للمؤتمر يعكس ويشرح أهدافه «نتحد، ونعمل، وننجز» بهدف التوصل إلى حلول تجعل المؤتمر فعلياً قمة حقيقية للتنفيذ وليس للتعهدات.
وأعربت عن أملها في الوصول إلى إجماع عالمي بشأن مخرجات حاسمة عبر ركائز خطة عمل المؤتمر المعلنة، وهي تسريع تحقيق انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على جهود التكيف لتحسين الحياة وسُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر، معربةً عن ثقتها في أن فريق رئاسة المؤتمر لن يألو جهداً لإنجاح المؤتمر على صعيد الإعداد والتنظيم، وصولاً إلى العمل إلى تحقيق الأهداف المرجوة.
وأشارت إلى ما أعلنته الإمارات يوماً (الأول من نوعه في تاريخ مؤتمرات الأطراف)، وهو يوم «الصحة، والإغاثة، والتعافي، والسلام»، بهدف تسليط الضوء على ترابط قضايا تغير المناخ والسلام والأمن، ومن أجل اقتراح حلول عملية لمكافحة تغير المناخ، والحد من تأثيره على الاستقرار.
وسيتضمن هذا اليوم طبق ما أُعلن، عقد مؤتمر وزاري للصحة والمناخ، مشيدةً بمبادرات المؤتمر بمشاركة وتوعية الشباب بتخصيص برنامج دولي بعنوان «برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ» بهدف تمكين الشباب من المشاركة بفعالية.
وأعربت عن أملها في أن يكون «كوب 28» نقطة فارقة في مسيرة الجهود العالمية لمواجهة تحديات التغيّر المناخي، وزيادة التمويل، وضمان الوفاء بالالتزامات حيال الدول النامية، وخاصة القارة الإفريقية، لمواجهة تحديات المناخ وتحويلها إلى فرص اقتصادية وتنموية مستدامة، لتعزّز الإجراءات العالمية بتخفيف تداعيات التغيّرات المناخية، لافتةً إلى أن النجاح يتوقف على إلزام الدول المتقدمة للوفاء بمسؤولياتها التاريخية بتوفير مبلغ 100 مليار دولار من التمويل المناخي سنوياً للدول النامية، ومضاعفة تمويل التكّيُف بحلول عام 2050، وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله، والالتزام بالتنفيذ السريع لكافة التعهدات.
وعن كيفية الحد من الهجرة غير النظامية بسبب تغيرات المناخ، أكدت نميرة نجم ضرورة معالجة جذور وأسباب الظاهرة، والتي تتلخص في نقص البرامج التنموية التي تمنح الفرصة لتكيف حياة البشر مع المتغيرات، داعيةً لاستيعاب أن الهجرة أحد وسائل التكيف في المناطق الغير قابلة لإعادة التأهيل للمعيشة بسبب تغيرات المناخ، مشددةً على أهمية إيجاد سبل أفضل للهجرة النظامية هجرة العمالة.
وأضافت: «أفريقيا قارة شابة، وعلى الدول الغنية أن تستوعب ذلك وأن تسعى إلى مساعدة الدول الأفريقية لخلق فرص عمل وتنمية وتحسين ظروفها الاقتصادية والصحية والتعليمية في ظل أهداف التنمية المستدامة».
واقترحت السفيرة نميرة نجم أن يناقش مؤتمر «كوب 28» تدريس مادة البيئة والمناخ في المدارس في شتى أنحاء العالم منذ الصغر، بهدف توعية الشباب والأجيال الجديدة بمخاطر التغيرات المناخية، ومن أجل الحد من آثارها والتكيف معها، مشيرةً إلى أن 49% من البشر في العالم ما زالوا لا يعلمون أو غير مجهزين أو مقتنعين بأن التغير المناخي يمثل أزمة كبيرة ويحتاج لإجراءات فورية للتعامل معه لخطورة هذه التغيرات علي صحة كوكب الأرض وبالتالي على حياة البشر.
وعن مدى ارتباط التغير المناخي بتصاعد الأزمات مثلما يجري في السودان والنيجر والصومال، وكيفية تعامل الاتحاد الأفريقي مع هذه التحديات المتعددة، أكدت السفيرة نميرة نجم، أن 70% من النازحين قسراً في العالم من الدول الأكثر عرضةً للتغير المناخي الذي له تأثير مباشر علي تردي الأوضاع الاقتصادية والاضطرابات السياسية بسبب ازدياد انتشار الفقر ونقص الاحتياجات الأساسية ومعاناة الإنسان، موضحةً أن سوء الظروف المعيشية في أفريقيا يؤدي إلى تفاقم قضايا اللجوء والنزوح والهجرة.
وأوضحت أن الأطفال والنساء في أفريقيا من بين أكثر الفئات عرضة لخطر آثار تغير المناخ، مؤكدة أنهم لا يتلقون الرعاية الكافية بسبب عدم وجود التمويل اللازم لمساعدتهم على التكيف والبقاء في أماكن معيشتهم التي تتضرر من التغيرات المناخية، وهو ما أوضحه جلياً التقرير الذي أصدره البنك الدولي في عام 2022، حينما أشار إلى أن دول الساحل تواجه تحديات من بينها الجفاف الشديد والفيضانات، والعديد من الآثار المرتبطة بالتغير المناخي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات المناخ التغير المناخي تغير المناخ قمة المناخ مؤتمر المناخ تغیر المناخ نمیرة نجم
إقرأ أيضاً:
6 نقاط تشرح تغير موقف ترامب من الرسوم الجمركية والأطراف المتأثرة
صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية عقابية على أكثر من 12 دولة ما لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق قبل أول أغسطس/آب المقبل، مُعلنًا بذلك آخر مرحلة في حربه التجارية.
ويأتي هذا ضمن الرسوم الجمركية "المتبادلة" التي أعلن عنها ترامب لأول مرة في أبريل/نيسان الماضي، ثم أُجّلت 90 يومًا لإتاحة الفرصة للمفاوضات. وقد أُجّل هذا الموعد النهائي -الذي كان من المقرر أن ينتهي هذا الأسبوع- إلى أغسطس/آب المقبل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تطورات رسوم ترامب الجمركية تدفع النفط والذهب للتراجعlist 2 of 2تعليق التداول في البورصة المصرية بعد حريق سنترال رمسيسend of listوأثار الجدول الزمني المُتغيّر لأهم زيادات الرسوم الجمركية الأميركية -منذ ما يقرب من قرن- اضطرابًا في الأسواق العالمية وأحدث ارتباكًا واسع النطاق، حيث لا تزال الإدارة الأميركية بعيدة عن إبرام "90 صفقة في 90 يومًا" التي وعدت بها في البداية، وفق صحيفة غارديان البريطانية.
1- ما الذي تغير مع طرح ترامب للرسوم الجمركية؟أبلغ ترامب الموردين الرئيسيين (اليابان وكوريا الجنوبية، و12 دولة أخرى) -مطلع هذا الأسبوع- أنهم سيواجهون رسومًا جمركية بنسبة 25% على الأقل، بدءًا من أغسطس/آب المقبل، ما لم يتمكنوا من التفاوض بسرعة على صفقات.
كما هدد بزيادتها إذا أقدمت أي دولة على الرد، أو حاولت التحايل على الرسوم الجمركية عبر دول أخرى.
وأبقى ترامب العالم في حيرة بشأن نتائج شهور من المحادثات مع الدول، على أمل تجنب الزيادات الكبيرة في الرسوم الجمركية التي هدد بها.
ومعدل الرسوم الجمركية لكوريا الجنوبية هو نفسه الذي أعلنه ترامب في البداية، بينما معدل الرسوم الجمركية لليابان أعلى 1% مما أُعلن عنه في أبريل/نيسان الماضي.
2- ما الدول المتأثرة؟أُبلغت 14 دولة هذا الأسبوع بزيادة الرسوم الجمركية الوشيكة، مع توقعات بإبلاغ المزيد من الدول الأيام المقبلة.
وتتراوح معدلات التعريفات الجمركية الباهظة بين 25% و40%، وتُفرض بعضٌ من أقسى الرسوم الجمركية على الدول النامية جنوب شرق آسيا، بما في ذلك 32% على إندونيسيا، و36% على كل من كمبوديا وتايلند، و40% على كل من لاوس وميانمار.
إعلانوتواجه بنغلاديش -التي تعد مركز تصنيع- رسومًا جمركيةً بنسبة 35%، كما فُرضت على تونس وماليزيا وكازاخستان وجنوب أفريقيا والبوسنة والهرسك رسومًا جمركيةً بنسبة 30% ما لم تتوصل إلى اتفاق.
3- كم عدد الصفقات المبرمة؟منح ترامب مهلةً لمدة 90 يومًا في أبريل/نيسان الماضي لإتاحة الوقت الكافي للتوسط في صفقات تجارية، لكن لم يتم التوصل إلا إلى اتفاقين:
الأول مع بريطانيا المُوقّع في 8 مايو/أيار، ويشمل 10% من معظم السلع البريطانية، بما في ذلك السيارات، وإعفاءً من الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم. والثاني مع فيتنام الأسبوع الماضي ويُحدد رسومًا جمركيةً بنسبة 20% على معظم صادراتها، على الرغم من أن التفاصيل الكاملة غير واضحة، ولم يُنشر نصٌّ للاتفاق.وحسب غارديان، توصلت الولايات المتحدة إلى هدنة هشة مع الصين بعد تصاعد الحرب التجارية بينهما.
ويتوقع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت صدور عدة إعلانات تجارية خلال الـ48 ساعة القادمة، مضيفًا أن بريده الإلكتروني مليء بعروض اللحظة الأخيرة من الدول المتضررة.
ومن ناحية أخرى، دعا رئيس كوريا الجنوبية لاجتماع طارئ، وقالت وزارة التجارة إن البلاد ستستغل الموعد النهائي الممدد للتفاوض على "نتائج مفيدة للطرفين" وثمة تقارير تشير إلى أن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى التوصل لاتفاق تجاري بحلول الأربعاء.
وفي غضون ذلك، ردت دول أخرى -مثل جنوب أفريقيا- وقال رئيسها سيريل رامافوزا إن معدل الرسوم الجمركية الأميركية البالغ 30% غير مبرر، نظرًا لأن 77% من البضائع الأميركية تدخل البلاد من دون رسوم جمركية.
4- كيف تتفاعل الأسواق والشركات؟تراجعت الأسهم الأميركية استجابةً لذلك في أحدث اضطرابات بالسوق، حيث هزت تحركات ترامب التجارية الأسواق المالية ودفعت صانعي السياسات إلى الإسراع في حماية اقتصاداتهم.
5- لماذا تضررت الدول الآسيوية؟تعرضت دول في آسيا لبعض أشد الرسوم الجمركية عقابية بسبب ما يزعم ترامب أنه عجز تجاري غير عادل، مما يعني أن صادراتها إلى الولايات المتحدة تفوق وارداتها.
ومع ذلك، يشكك المحللون في جدوى استخدام هذه الحسابات، وأشاروا كذلك إلى أن ترامب ربما يحاول بدلاً من ذلك معاقبة الصين، من خلال استهداف الدول التي تتلقى استثمارات كبيرة من ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتُعدّ العديد من دول جنوب شرق آسيا -وهي منطقة شكّلت 7.2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي عام 2024- مراكز تصنيع رئيسية لسلع مثل المنسوجات والأحذية، مما يعني أنها ستتأثر بشدة بالرسوم الجمركية، في حين سترتفع أسعار هذه السلع أيضًا في الولايات المتحدة.
6- ماذا سيحدث بعد ذلك؟صرحت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت -في مؤتمر صحفي- بأنه سيتم إبلاغ المزيد من الدول بالرسوم الجمركية الوشيكة هذا الأسبوع.
وأضافت أن الرئيس ترامب كان "قريبًا" من إبرام صفقات أخرى، لكنه "يريد ضمان أن تكون هذه أفضل الصفقات الممكنة".
ومع ذلك، فإن التقدم الطفيف في الصفقات حتى الآن يُسلط الضوء على ما يصفه خبراء التجارة بأن اتفاقيات التجارة معقدة وتستغرق وقتًا طويلاً، وفق تقرير الصحيفة البريطانية.
إعلان