مشاركون في معرض دبي للطيران لـ«الاتحاد»: الإمارات محفز رئيسي لنمو صناعة الطيران العالمية
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
مصطفى عبد العظيم (دبي)
أجمع مسؤولون وتنفيذيون في قطاع الطيران على أن الإمارات نجحت في غضون سنوات قليلة في أن تسطر قصة نجاح استثنائية في منظومة الطيران العالمية، وأن تصبح نموذجاً يحتذى به في التطور والريادة والابتكار في قطاع الطيران، وأحد أكبر المراكز التي تستقطب الركاب حول العالم.
وأكد هؤلاء لـ «الاتحاد» على هامش مشاركتهم في معرض دبي للطيران 2023، على الدور المحوري لدولة الإمارات في تسريع عودة الثقة في صناعة الطيران العالمية ووضعها على مسار التعافي من تداعيات جائحة كوفيد-19، سواء على صعيد حركة نقل الركاب أو إبرام صفقات طلبيات ضخمة من الطائرات الجديدة.
وتستحوذ دولة الإمارات على نحو ثلث إجمالي أساطيل الناقلات العربية من الطائرات البالغ وفقاً للاتحاد العربي للنقل الجوي نحو1561 طائرة، من بينها 504 طائرات لأساطيل الناقلات الإماراتية الخمس، والتي تضم الاتحاد للطيران وطيران الإمارات وفلاي دبي والعربية للطيران وويز إير أبوظبي، والتي تُسير رحلات إلى ما يزيد على 200 وجهة دولية.
كما تستحوذ الدولة كذلك على نحو ثلث عدد المسافرين عبر المطارات العربية البالغ بنهاية العام الماضي نحو 322 مليون مسافر، بينهم 101 مليون مسافر عبر مطارات دولة الإمارات.
وتتبوأ دولة الإمارات، مركز الصدارة على المستوى الدولي، في سرعة نمو قطاع الطيران الذي لم تتجاوز نسبته 1% من الناتج المحلي الإجمالي عند قيام الدولة في عام 1971، لترتفع مساهمة القطاع في الناتج المجلي الإجمالي للدولة، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» إلى 13.3%، والذي أشار إلى دعم القطاع اليوم قرابة 800 ألف وظيفة، ويضخ 47.4 مليار دولار في اقتصاد الإمارات.
ركيزة أساسية
وقال سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، إن تاريخ صناعة الطيران في دولة الإمارات يحمل سجلاً مشرفاً من النمو والتطور، وذلك في ظل الرؤية الواعية والتوجيهات الحكيمة للقيادة الرشيدة للدولة، وهو ما جعل القطاع ركيزة أساسية من ركائز نمو الدولة وأحد محاور تعزيز سمعتها وتنافسيتها بالأسواق العالمية، وترسيخ مكانتها كمحور رئيسي يربط بين الشرق والغرب، وكذلك موطناً لأكثر المطارات ازدحاماً في العالم ولعدد من أهم شركات الطيران الرائدة عالمياً.
وأضاف السويدي أن القطاع يساهم بنحو 13% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وبالنظر إلى التطورات الاستراتيجية والاستثمارات والاتجاه المكثف نحو تبني وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في كافة عمليات وخدمات الطيران، لافتاً إلى أنه في ظل الارتفاع المطرد للحركة الجوية ومشاريع التوسعة الحالية للمطارات الوطنية، وجهود الناقلات الوطنية لتوسيع وجهاتها أمام المسافرين والاستثمار في زيادة الأسطول الوطني من الطائرات، فضلاً عن زيادة الحركة الجوية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، كان لزاماً أن يواكبه زيادة في الطاقة الاستيعابية للمجال الجوي لضمان تعزيز مكانة الدولة كوجهة إقليمية ودولية للطيران.
وأضاف السويدي أنه من هذا المنطلق فقد وضعت الهيئة خططها لإطلاق مرحلة جديدة من تحديث خدمات الملاحة الجوية، من خلال استثمار ما يزيد على 700 مليون درهم خلال العقد المقبل في تبني وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة وتحسين البنية التحتية والاستثمار في العنصر البشري وتعزيز التوطين، بالإضافة إلى إنشاء مركز الابتكار في الملاحة الجوية.
تسريع النمو العالمي
من جهته، قال ميكائيل هواري، رئيس شركة إيرباص في أفريقيا والشرق الأوسط، إن دولة الإمارات تعد من أكثر الدول المساهمة في عملية تسريع نمو قطاع الطيران والنقل الجوي حول العالم، حيث تتميز بموقعها الاستراتيجي الذي يربط الشرق والغرب بفضل مطاراتها وناقلاتها الوطنية وبنيتها التحتية الرائدة على مستوى المنطقة والعالم، كما تواصل جهودها لنشر أحدث الابتكارات والحلول في مختلف مرافقها السياحية، بهدف تعزيز قدراتها الاستثنائية والارتقاء بتجارب السفر.
وأكد أن الإمارات نجحت في غضون سنوات قليلة في دفع عجلة التنمية وترسيخ مكانتها على الخريطة الصناعية العالمية، وذلك بما يتماشى مع مستهدفات الدولة ورؤيتها المستقبلية لبناء منظومة متكاملة تدعم القطاع الصناعي في مختلف المجالات، وخاصة في قطاعي الطيران والفضاء، ما يساهم في تعزيز التنويع الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة لمستقبل الدولة الواعد والطموح.
ونوه هواري بالشراكة الاستراتيجية طويلة المدى التي تجمع إيرباص مع شركائها المحليين وفي مساهمتها بدعم مسيرة النجاحات التي تحققها دولة الإمارات في قطاعي الطيران والفضاء، مؤكداً التزام إيرباص بمواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز قدراتها من خلال توفير أحدث الحلول الرائدة، والتعاون في مجالات دعم الصناعات والكفاءات الإماراتية التي تساهم في رسم ملامح مستقبل القطاع على مستوى المنطقة والعالم.
وأشار إلى أن معرض دبي للطيران 2023 يعد من أبرز المنصات العالمية في قطاع الطيران، حيث يجمع الجهات الفاعلة في قطاعي الطيران والفضاء للتواصل وتحديد الاتجاهات المستقبلية في مختلف المجالات، وإيجاد الحلول لأهم التحديات واستشراف مساراتها المستقبلية، وتعزيز الحوار الفاعل في الموضوعات المحورية مثل الاستدامة، ودعم صناعة الطيران المحلية، والارتقاء بتجربة السفر من خلال تبني أحدث الحلول والابتكارات، وغيرها من المواضيع التي تساهم في رسم ملامح مستقبل القطاع على مستوى المنطقة والعالم.
عودة الثقة
من جهته، أكد عمر عريقات، نائب الرئيس للتسويق والمبيعات في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في بوينج، أن دولة الإمارات باتت تشكل أحد أبرز محاور صناعة الطيران في العالم، سواء على صعيد المسافرين أو أساطيل الناقلات الإماراتية قيد التشغيل وخاصة «طيران الإمارات والاتحاد للطيران وفلاي دبي» من الطائرات، والتي تشكل طرازات بوينج الحصة الأكبر منها، وكذلك الحال بالنسبة للطلبيات الجديدة.
وأوضح أن طلبيات الشراء التي وقعتها بوينج خلال اليوم الأول من معرض دبي للطيران 2023 مع طيران الإمارات وفلاي دبي بقيمة 63 مليار دولار لشراء 125 طائرة، تشكل شهادة ثقة بآفاق صناعة الطيران من جهة وبالجيل الجديد من الطائرات الذي تنتجه بوينج، لافتاً إلى أن هذا التعاقد لشراء طائرات بوينج جاء بالتأكيد بعد إجراء الدراسات التي تؤكد أن هذه الطائرات هي الأنسب لأساطيلها وتعود بالفائدة على استراتيجيتها وتناسب خطط أعمالها، وقال: «فخورون بثقة عملائنا في الشرق الأوسط وتوقيع اتفاقيات الشراء خلال معرض دبي للطيران».
وأضاف عريقات، أن طيران الإمارات وضعت خططها المستقبلية مع شركة بوينج من خلال برنامج 777 إكس، وهي شهادة بأن طائرة المناسبة لعمليات الناقلة.
وقال عريقات: إن أعداد المشاركين والجهات العارضة والزوار شكلت في الدورة السابقة من معرض دبي للطيران 2021 والتي جاءت مباشرة بعد جائحة كوفيد-19، مقياس النجاح، لكن طلبيات الطائرات التي وضعتها شركات الطيران في الإمارات والمنطقة، في دورة العام الجاري 2023، أعادت الثقة لصناعة الطيران وللشركات المشغلة والمصنعة على حد سواء.
نقلة نوعية
وأشار إلى النقلة النوعية التي تشهدها صناعة الطيران في أبوظبي والخطط الطموحة للإمارة لترسيخ موقعها بين مراكز الربط الجوي في العالم، خاصة مع افتتاح مبنى المسافرين A في مطار أبوظبي بطاقته الاستيعابية الكبيرة التي تصل إلى 45 مليون مسافر سنوياً، الأمر الذي سيمكن الاتحاد للطيران من التوسع على صعيد الشبكة والأسطول خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف أن توقيع طيران الإمارات لصفقة شراء 95 طائرة خلال اليوم الأول من المعرض، جاء بعد مناقشات ومفاوضات طويلة، موضحاً أن «طيران الإمارات» و«فلاي دبي» أجرت دراسات جذرية قبل توقيع اتفاقيات لشراء 777 إكس و787 دريملاينر، والتي تتناسب مع خططها الاستراتيجية للتوسع وتضعها في مقدمة الشركات عالمياً.
وأوضح عريقات أن اختيار طائرات بوينج من قبل طيران الإمارات وفلاي دبي خلال المعرض، يتناسب مع خطط الناقلتين.
وأوضح أن بوينج واثقة في تسليم طائرات بوينج 777 إكس منتصف العام 2025، لطيران الإمارات والناقلات الأخرى، مشيراً إلى أن هذا الطراز يعد من أكثر الطائرات في العالم تقييماً وتدقيقاً في المرحلة التجريبية قبل تسليمها للعملاء.
وأشار عريقات إلى أن الخطة المعلنة لإنتاجية بوينغ 777-9 سوف تتضمن 5 طائرات في الشهر، وسيتم تسليم الطائرات وفقاً للتعاقدات.
وأوضح أن «فلاي دبي»، شهدت نجاحاً كبيراً طوال السنوات الماضية، ودعمت بنموها المستمر خطط دبي، وتحولها إلى محور مهم للنقل الجوي في العالم، مشيراً إلى أن الناقلة، بعد نجاحها في تشغيل طائرات ذات البدن الضيق من طراز بوينج 737 ماكس، قررت أن تضيف طائرات عريضة البدن من طراز 787 دريملاينر الذي سيدعم خطط الناقلة.
تعافي القطاع
أوضح أن طيران الإمارات ستكون من بين أوائل الناقلات التي تتسلم طائرات بوينغ 777 إكس، مشيراً إلى أنه سيتم تسليم بعض الطائرات التي تمت صناعتها بعد الانتهاء من الموافقات.
ولفت إلى أن دولة الإمارات بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بوجه عام، تعد من أسرع المناطق في التعافي وخاصة في السفر الممتاز، موضحاً أن التنافس في المنطقة يرفع مستوى الخدمة، وزيادة فعالية شبكات الناقلات.
وأشار إلى أن تأسيس شركات طيران جديدة في المنطقة، سيعزز مكانتها، ويرفع مستوى المنافسة، حيث إن وضع الناقلات الجديدة في المكان الصحيح، سوف تزيد أعداد المسافرين في المنطقة وتعزز أهميتها.
ولفت إلى أن المنطقة لا تزال ضمن مسار نموها الصاعد، فمنذ أكثر من 20 عاماً، ومع تأسيس الناقلات ووضعها لطلبيات ضخمة في ذلك الوقت، كانت المخاوف من قدرة المنطقة على استيعابها وزيادة المنافسة، إلا أنه وبعد 20 عاماً لا تزال المنطقة في نمو حتى مع تأسيس ناقلات جديدة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض دبي للطيران دبي الإمارات معرض دبي الدولي للطيران صناعة الطيران معرض دبی للطیران طیران الإمارات صناعة الطیران الشرق الأوسط قطاع الطیران من الطائرات الطیران فی فی العالم من خلال فی قطاع إلى أن
إقرأ أيضاً:
المدير التنفيذي لمجموعة «إفكو» لـ «الاتحاد»: 12.2% نمو سنوي لمبيعات الأغذية عبر الإنترنت خلال 2025 - 2028
يوسف العربي (أبوظبي)
تنمو مبيعات الأغذية والمشروبات عبر الإنترنت في دولة الإمارات بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى %12.2 بين عامي 2025 و2028، حسب تقديرات مجموعة «إفكو» للأغذية.
وقال رضوان أحمد، المدير التنفيذي للمجموعة لـ «الاتحاد»: «إن قطاع الأغذية سيواصل النمو نتيجة إلى تغير أنماط الحياة وميل المستهلكين اتباع أسلوب حياة صحي ومستدام، بالإضافة إلى تمدد قطاع التجارة الإلكترونية».
ويشهد قطاع الأغذية والمشروبات في الإمارات نمواً ملحوظاً خلال عام 2025، حيث من المتوقع أن تبلغ إيرادات القطاع 145.88 مليار درهم (39.75 مليار دولار)، وفقاً لتقرير «ستاتيستا».
وتشير التقديرات إلى أن الإيرادات الفردية ستبلغ 12.84 ألف درهم (3.50 ألف دولار)، مع تسارع التحول نحو القنوات الرقمية. وأضاف أحمد أنه مع تزايد الاستثمارات في الإنتاج الغذائي المستدام، والبدائل النباتية، والتحول الرقمي، يستعد قطاع الأغذية والمشروبات في الإمارات لتحقيق مزيد من التوسع.
تطور تكنولوجي
ولفت إلى أن قطاع الأغذية والمشروبات يواصل نموه مدفوعاً بعوامل رئيسية عدة، أبرزها التحول المتزايد في تفضيلات المستهلكين نحو الأغذية الصحية والعضوية، ما يعزز الطلب على المنتجات الطبيعية والنباتية، كما يلعب التطور التكنولوجي دوراً محورياً في تحسين كفاءة الإنتاج، حيث تعتمد الشركات المتخصصة، ومنها مجموعة (إفكو) العالمية، على الأتمتة والذكاء الاصطناعي لضمان أعلى معايير الجودة وتقليل الهدر، وهو ما يسهم في تعزيز الاستدامة وتلبية احتياجات الأسواق المتنامية. وقال: «تمتلك (إفكو) فريق بحث وتطوير متخصصاً، ومع استخدام الذكاء الاصطناعي والأتمتة لتحسين الإنتاج وكفاءة التوزيع، عززت الشركة من قدراتها على تلبية احتياجات الأسواق المتغيرة بطرق أكثر كفاءة واستدامة».
وأكد أحمد أن الاستراتيجية الوطنية للصناعة «مشروع 300 مليار» شكلت خطوة محورية في تعزيز القطاع الصناعي في دولة الإمارات، حيث تهدف إلى رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى 300 مليار بحلول العام 2031.
ونوه إلى أن هذه الاستراتيجية تدعم نمو الشركات الوطنية، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، لتعزيز قدرتها التنافسية في السوق، بالإضافة إلى ذلك تسهم في تنمية الصادرات عبر تحسين معايير الجودة وزيادة الإنتاجية، ما يعزز الحضور الإماراتي في الأسواق العالمية.
ولفت إلى أن الاستراتيجية تسهم كذلك في تعزيز الابتكار والتكنولوجيا من خلال تبني التقنيات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والأتمتة في عمليات التصنيع، الأمر الذي يرفع الكفاءة والجودة، ويجذب الاستثمارات، ويعزز البيئة التنافسية.
ونوه إلى أنه في هذا السياق، تلعب مجموعة إفكو العالمية دوراً محورياً في دعم هذه الاستراتيجية باعتبارها خطوة رئيسية ترسخ مكانة الإمارات كمركز صناعي عالمي.
استثمارات جديدة
أشار رضوان أحمد إلى استثمار مجموعة «إفكو» في إنشاء مصنع جديد في غانا، والمنشأة الحديثة في المنطقة الحرة في بربرة بجمهورية صومالي لاند، بالشراكة مع موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»، معتبراً أنها أمثلة لتعزيز القدرات الإنتاجية، ودفع عجلة الابتكار والكفاءة عبر العمليات التشغيلية. وقال: «إن مصنع (ثرايف) للحوم النباتية، الأول من نوعه في الشرق الأوسط، يعد نموذجاً يجسد التزام (إفكو) بتبني أحدث الابتكارات التكنولوجية والممارسات المستدامة لمواكبة الطلب المتزايد على المنتجات الغذائية عالية الجودة، وتلبية الإقبال المتنامي على المنتجات النباتية»، لافتاً إلى أن المجموعة تواصل تطوير سلاسل توريد مستدامة تدعم الأمن الغذائي، وتعزز الابتكار في عمليات التصنيع. وأوضح أحمد أن مجموعة إفكو تعمل في أكثر من 100 سوق عالمي، مع 95 منشأة، وتشمل خطط التوسع لعام 2025 تعزيز الحضور في الإمارات والسعودية، إلى جانب الاستثمار في السعودية ومصر والأسواق المجاورة، واستكمال الاستحواذات في تركيا، والتوسع في البرازيل وآسيا وأوروبا، ما يسهم في زيادة قاعدة العملاء وتحسين الطاقة الإنتاجية.