غزة: وكالات أممية ترفض مقترح من طرف واحد لإقامة "مناطق آمنة"
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
حسب الأمم المتحدة أدت الأعمال القتالية إلى نزوح حوالي 1.6 مليون إنسان إلى جنوب غزة
أعلن رؤساء عدد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى الخميس (16 تشرين الثاني/نوفمبر 2023)، رفضهم المشاركة في "المناطق الآمنة" في غزة التي أعلنت من قبل طرف واحد من أطراف الصراع.
. مفوض أممي يدعو إلى تحقيق دولي! إسرائيل ترفض "فترات توقف إنسانية ممتدة" في غزة قبل إطلاق الرهائن بوريل يطالب بإطلاق الرهائن ويدعو إسرائيل إلى "عدم الانسياق خلف الغضب" اقتحام مستشفى الشفاء.. واشنطن تنفي موافقتها ومنظمة الصحة تدين
وقالوا في بيان مشترك: "باعتبارنا القادة في مجال تقديم المساعدة الإنسانية، فإن موقفنا واضح: لن نشارك في إقامة أي 'مناطق آمنة' يجري إنشاؤها في غزة دون موافقة الأطراف كافة عليها". وبحسب البيان فإنه "في ظل الظروف السائدة، تنطوي المقترحات التي ترمي إلى إقامة 'مناطق آمنة' على خطر إلحاق الأذى بالمدنيين، بما يشمله ذلك من وقوع خسائر كبيرة في الأرواح، ويجب رفضها".
ووقع قرابة 12 من رؤساء وكالات أممية من بينها مفوضية الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الانسانية وغيرها. وأكد البيان "لقد تسببت الأعمال القتالية الضارية وتدمير البنية التحتية المدنية على نطاق واسع في التهجير الجماعي الذي طال المدنيين" وأدت إلى نزوح 1,6 مليون شخص.
وانتقدت الأمم المتحدة دعوات إسرائيل للمدنيين في غزة الى التوجه إلى ما يسمى بـ"مناطق آمنة" في الجنوب، محذرة أن لا مكان آمنًا في القطاع، وأكدت: "لم تشارك أي من المنظمات الإنسانية التي نمثّلها في التحضير لوصول المهجرين إلى أي 'منطقة آمنة' - أو 'منطقة إنسانية'- مرتقبة في غزة". وتقول إسرائيل إن هدفها من الدعوات هو حماية المدنيين الذين تقول إن "حماس تستخدمهم دروعًا بشرية".
وشدد البيان أنه على أنه "دون إتاحة الظروف المناسبة، يمكن أن ينطوي تجميع المدنيين في هذه المناطق في سياق الأعمال القتالية الدائرة على خطر تعرُّضهم للهجوم وإيقاع المزيد من الأذى بهم".
وبحسب الموقعين فإنه "لا 'منطقة آمنة' تحظى بالأمان حقًا عندما يجري الإعلان عنها من جانب واحد أو تُفرض من خلال وجود القوات المسلحة". وأكد البيان أن أي حديث حول المناطق الآمنة "لا يجب أن يحيد (..) عن الالتزام الذي يملي على الأطراف أن تتوخى العناية الدائمة للحفاظ على حياة المدنيين - أينما كانوا - والوفاء باحتياجاتهم الأساسية".
وأضافوا "ينبغي أن يتمكن السكان المدنيون في غزة من الحصول على الضرورات الأساسية التي تبقيهم على قيد الحياة، بما فيها الغذاء والمياه والمأوى ومقتضيات النظافة الصحية، والصحة، والمساعدات والأمان"، وتابعوا: "ينبغي أن تملك المنظمات الإنسانية القدرة على الحصول على الوقود بكميات كافية لإيصال المعونات وتقديم الخدمات الأساسية".
"احتمال مباشر للموت جوعًا"
وحذر برنامج الأغذية العالمي الخميس أن السكان يواجهون "احتمالًا مباشرًا للموت جوعًا" في قطاع غزة، حيث أصبحت "إمدادات الغذاء والمياه معدومة عمليًا". وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين في بيان: "مع اقتراب فصل الشتاء، والملاجئ غير الآمنة والمكتظة، ونقص المياه النظيفة، يواجه المدنيون احتمالًا مباشرًا للموت جوعًا". وأكدت ماكين: "لا توجد طريقة لتلبية احتياجات الجوع الحالية من خلال معبر حدودي واحد قيد التشغيل" في إشارة إلى المساعدات عبر معبر رفح، وأضافت: "الأمل الوحيد هو فتح ممر آمن آخر لوصول المساعدات الإنسانية من أجل جلب الغذاء الضروري للحياة إلى غزة".
وبحسب البرنامج فإن نقص الوقود يعرقل أيضًا إيصال الطعام، بسبب عدم قدرة الشاحنات التي وصلت من مصر الثلاثاء إلى الوصول للمدنيين بسبب نقص الوقود. وأضاف: "الأغذية التي دخلت غزة لا تكفي سوى لتلبية 7 في المئة من الحد الأدنى اليومي من احتياجات السكان من السعرات الحرارية".
"الأونروا قد تضطر إلى تعليق عملياتها بالكامل"
من جانبه قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم الخميس إنه يعتقد أن هناك محاولة متعمدة "لخنق" عملها الإنساني في غزة، محذرًا من أن الوكالة قد تضطر إلى تعليق عملياتها بالكامل بسبب نقص الوقود. وأضاف أن كثيرًا من عمليات الأونروا، التي تقدم دعمًا لأكثر من 800 ألف نازح في قطاع غزة المحاصر، قد توقفت بالفعل، بما في ذلك العشرات من آبار المياه ومحطتا مياه ومحطات للتعامل مع مياه الصرف.
وأردف لازاريني قائلا للصحفيين في جنيف: "أعتقد أن هناك محاولة متعمدة لخنق عملياتنا وإصابة العملية بالشلل"، وقال: "نجازف بتعليق عملياتنا الإنسانية كلها. أعتقد أن من الشائن أن وكالات إنسانية تضطر للتسول من أجل الوقود". وأوضح لازاريني أن الوكالة أطلقت نداءات لأسابيع للحصول على الوقود الذي أُدخل إلى غزة أمس الأربعاء لأول مرة منذ بدء حرب إسرائيل وحماس، مشيرًا إلى أن الوقود الذي سُمح بدخوله، 24 ألف لتر من وقود الديزل لتشغيل شاحنات توزيع المساعدات التابعة للأمم المتحدة، لا يكفي ما يحتاج له سكان قطاع غزة للبقاء على قيد الحياة.
وتابع: "بسبب نقص الوقود، لن نستطيع إرسال شاحناتنا في أنحاء جنوب قطاع غزة حيث يوجد لدينا أشخاص ينتظرون توصيل (المساعدات) الإنسانية"، مشيرًا إلى معبر رفح المشترك مع مصر، وهو المعبر الوحيد المفتوح لإدخال مساعدات إنسانية.
وترفض إسرائيل دخول واردات الوقود قائلة إن حماس قد تستخدمها لأغراض عسكرية.
وحذر لازاريني من أنه "دون وقود سيكون من المحتوم سقوط قتلى من المدنيين بشكل لا يتصل مباشرة بالحملة العسكرية الانتقامية" بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال: "اليوم، ما نقوله هو أنه إذا لم يدخل الوقود فإن الناس سيموتون بسبب نقص الوقود. منذ متى بالتحديد، لا أعلم. لكن ذلك سيحدث عاجلًا لا آجلًا". وعن انقطاع الكهرباء صرح: "يمكن لذلك تأجيج أو تصعيد آخر نظام مدني متبق لدينا في قطاع غزة"، واصفًا نطاق الخسائر والدمار في غزة بأنه "مهول وحسب".
يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
م.ع.ح/خ.س (أ ف ب، رويترز)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الوضع الإنساني في غزة تدهور الوضع الإنساني في غزة غزة إسرائيل حماس الحرب بين إسرائيل وحماس الوضع الإنساني في غزة تدهور الوضع الإنساني في غزة غزة إسرائيل حماس الحرب بين إسرائيل وحماس بسبب نقص الوقود الأمم المتحدة مناطق آمنة فی غزة
إقرأ أيضاً:
فريق الأمم المتحدة يزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الصهيوني بميناء الحديدة
يمانيون/ الحديدة زار فريق بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، اليوم، مواقع الآليات والمعدات التشغيلية بميناء الحديدة، التي استهدفها العدوان الإسرائيلي، فجر الخميس الماضي، بعدد من الغارات.
واطلع الفريق الأممي ومعه وزير النقل والأشغال العامة محمد عياش قحيم، وعضو الفريق الوطني بلجنة إعادة الانتشار اللواء محمد القادري، ورئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر زيد الوشلي، وضابط الارتباط بلجنة دعم اتفاق الحديدة، على الكرين العائم والكرينات الجسرية واللنشات البحرية الخاصة بقطر السفن، التي طالها القصف الإجرامي الذي أدى إلى خروج البعض منها عن الخدمة والغرق في البحر.
واستمع الفريق الأممي من المختصين في الميناء، إلى شرح حول هذه الجريمة وتبعاتها على الوضع التشغيلي للميناء، ومدى الالتزام بمعايير الأمم المتحدة والإجراءات المتعلقة بخلو الموانئ من أي مظاهر عسكرية، خصوصا وأنها تخضع للرقابة من قبل بعثة الأمم المتحدة، وثلاث دوريات ميدانية.
وأكد وزير النقل والأشغال أن القوانين والتشريعات الدولية المتصلة بهذا الجانب تجرم بشكل واضح استهداف المدنيين والمنشآت المدنية.
وطالب بعثة الأمم المتحدة بالاضطلاع بدورها ومسؤولياتها وفق قرار ومهام تشكيلها، وإدانة تكرار العدوان الإسرائيلي على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ورفع تقرير للبعثة عن حجم الأضرار والانتهاك السافر، الذي تعرضت له هذه المنشآت الحيوية.
كما أكد الوزير قحيم، أن الأمم المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة لعدم قيامها بدورها تجاه هذه التداعيات الكارثية، والأضرار التي تمس مصالح الشعب اليمني، كون هذه المرافق الحيوية منشآت مدنية تقدم خدماتها لملايين اليمنيين.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني المتغطرس، لم يراعِ أي معاهدة أو قاعدة من قواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بعدوانه على شعوب المنطقة.