أبوظبي (الاتحاد)
أكد معالي ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة (IAF)، أنّ جهود أبوظبي في صون الصقارة تراثاً إنسانياً بدأت منذ نحو خمسة عقود، في العام 1976 تمّ تنظيم أول مؤتمر دولي للحفاظ على الصقارة بتوجيهات ورعاية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي ما زال الصقارون في كلّ مكان يتمسّكون بالمحبة والتقدير له، مُثمّنين دوره المحوري المُهم في الارتقاء بالصقارة إلى فنّ تراثي إنساني أصيل، وازدياد رقعة مُمارستها بشكل مشروع، وتعزيز الصيد المُستدام في مختلف الدول.

أخبار ذات صلة «ايدج» تزود وزارة الدفاع بـ100 طائرة بدون طيّار تعاون بين «وام» والمكتب الإعلامي لحكومة الفجيرة

وتوجّه معاليه بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للصقارة أمس، بخالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ولسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، للدعم الكبير الذي يُقدّمه أصحاب السمو الشيوخ لجهود ومشاريع حماية التراث الإنساني، والذي تُعتبر الصقارة إحدى أهم ركائزه، وتعزيز أسس التعاون المُشترك بين مختلف الشعوب والثقافات، سيراً على ما زرعه المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في قلوب أبناء الإمارات من عشق للتراث والاعتزاز به.يُذكر أنّه في 16 نوفمبر من العام 2010، أعلنت اليونسكو اعتماد أكبر ملف مشترك للتراث غير المادي في تاريخ المنظمة الدولية، حيث شارك في إجراءات التسجيل حينها وإعداد الملف المشترك 11 دولة بقيادة الإمارات التي كان لها الفضل في إطلاق المُبادرة في العام 2005، وانضمّت إليها فيما بعد كل من السعودية، بلجيكا، التشيك، فرنسا، كوريا الجنوبية، المغرب، إسبانيا، سوريا، قطر، ومنغوليا. وانضمت إلى الملف عام 2012 النمسا والمجر، وكذلك كل من البرتغال، ألمانيا، إيطاليا، باكستان، وكازاخستان، في عام 2016. أما في عام 2021، فقد انضمّت إلى الملف كل من كرواتيا وإيرلندا وقرغيزستان وهولندا وبولندا وسلوفاكيا.
وبذلك بلغ عدد الدول المشاركة في ملف الصقارة اليوم 24 دولة. وهو ما انعكس على توسّع رقعة انتشار رياضة الصيد بالصقور عالمياً لتُمارس اليوم بشكل مشروع في 90 دولة من قبل ما يزيد على 100 ألف صقّار. وكان لأبوظبي الدور الأساس في تسجيل الصقارة ضمن لائحة التراث غير المادي لليونسكو، حيث تضافرت جهود العديد من الجهات والمؤسسات الرسمية المعنية بالتراث والثقافة في دولة الإمارات، وبدعمٍ كبير ومتابعة مباشرة من قبل أصحاب السمو الشيوخ، لتحقيق هذا الإنجاز والاعتراف الدولي المُهم بمشروعية ممارسة الصيد بالصقور.
يُذكر أنّه وخلال فعاليات الدورة الأخيرة من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية سبتمبر 2023، نظّم نادي صقّاري الإمارات، وبالتعاون مع الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، مؤتمر «استدامة الصقارة.. مواجهة تحدّيات القرن الحادي والعشرين». كما نظّم النادي مؤتمر «دور وسائل الإعلام في صون الصقارة والتراث الثقافي غير المادي» بمُشاركة واسعة. كما تميّز المعرض بنجاح كبير لمزاد الصقور المُكاثرة في الأسر، وللمُسابقات الفريدة من نوعها في مجال الصقارة.
وأكد المشاركون في مؤتمر استدامة الصقارة ضرورة توعية المجتمعات بأهمية الحفاظ على البيئة وحماية النظام البيئي المتوازن، والتعامل المسؤول مع الموارد الطبيعية، والكف عن الممارسات التي تؤثر سلباً على توازن البيئة، داعين إلى التركيز على مخاطبة الأجيال الجديدة لتوعيتهم بكيفية اختيار نمط حياة يُساهم في تعزيز الاستدامة من حولهم. وأوضحوا أنّه ما زالت هناك تحدّيات تواجه العمل في مجال الحفاظ على الصقارة، ولكن بمساعدة المنظمات الدولية، والاتفاقيات التي تُوقع مع العديد من الدول هناك اتجاه مُتزايد لدعم الممارسات الإيجابية والمُستدامة.
وأطلق الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة سلسلة من الحوارات والندوات الشهرية حول رياضة الصيد بالصقور بمناسبة يومها العالمي تبدأ يوم 15 نوفمبر. كما دعا الصقارون والأندية والمنظمات المعنية بالصقارة في مختلف أنحاء العالم، للمُشاركة بأنشطة تعليمية وفعاليات ثقافية للاحتفاء باليوم العالمي للصقارة، وتعزيز صورتها.
كما تقوم بعض أندية الصقارة في العالم بعدّة مُبادرات، منها زيارة مدارس محلية بصحبة الصقور بهدف شرح معنى التراث الثقافي، وأهمية رياضة الصيد بالصقور للطلاب والمعلمين على حدّ سواء، بالإضافة إلى أنشطة وفعاليات الرسم والتصوير الفوتوغرافي التي تُعبّر عن هذه المناسبة.

إنجازات عديدة 
مُنذ تأسيسه، حقق نادي صقاري الإمارات الكثير من الإنجازات في مجال الصيّد المُستدام، محلياً وعالمياً، وفي مُقدّمتها تنظيم معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية مُنذ العام 2003، والذي يُعتبر أهم وأضخم حدث من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، والأكثر حضوراً جماهيرياً على الصعيد العالمي.
ويتمثّل الإطار العام لاستراتيجية نادي صقاري الإمارات على مدى السنوات القادمة، في تحقيق مُمارسة الصقارة على نطاق واسع وبشكل مُستدام، وتطوير البرامج والبحوث للحفاظ على الصقور والطرائد، وزيادة أعدادها وأنواعها في البرية، وتحقيق القبول الواسع للصيد المُستدام على الصعيد العالمي.
أُشهر نادي صقاري الإمارات في سبتمبر من العام 2001 انطلاقاً من رؤية مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كمؤسسة مُجتمعية غير ربحية تدعم جهود أبوظبي في صون الصقارة باعتبارها أحد أهم ركائز التراث الإماراتي الوطني.
وعلى مدى أكثر من 22 عاماً، وبفضل الدعم اللامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مؤسس نادي صقاري الإمارات، الذي عُرف عنه شغفه برياضة الصيد بالصقور وعشق التراث، وبتوجيهات ومُتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة نادي صقاري الإمارات، نجح النادي في تحقيق العديد من الإنجازات الواعدة.

إرث تاريخي
يهدف النادي للمُحافظة على الصيد بالصقور تراثاً إنسانياً وإرثاً تاريخياً، والتعريف بالمبادئ الأساسية والمُمارسات السليمة للصقارة العربية وأخلاقياتها، وتعزيز الصيد المُستدام، ودعم الدراسات والتشريعات والآليات الهادفة للمُحافظة على التنوّع البيولوجي، والمُساهمة في مشاريع صون الصقور والطرائد وإكثارها في الأسر وحماية بيئاتها الطبيعية ومناطق انتشارها، بالإضافة لتنظيم الأنشطة والفعاليات ذات الصلة، وتطوير التعاون الدولي مع المؤسسات المعنية بصون الصقارة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الصقارة نادي صقاري الإمارات الإمارات نادی صقاری الإمارات بن زاید آل نهیان الصید بالصقور صون الصقارة الم ستدام م ستدام

إقرأ أيضاً:

تعرف إلى قصة حلم زايد للتعليم

العين - راشد النعيمي
يسلط إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اعتماد يوم الثامن والعشرين من فبراير من كل عام «اليوم الإماراتي للتعليم»، الضوء على يوم حافل في تاريخ الإمارات تقف خلفه قصة إنجاز بطلها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن مبكراً بأن أبناء الوطن هم ثروته الحقيقية.
وتم الإعلان عن هذا اليوم تخليداً لليوم الذي شهد فيه الشيخ زايد، تخريج أول دفعة من المعلمين من جامعة الإمارات عام 1982.
وبدأت جامعة الإمارات حلماً في ستينيات القرن الماضي، وكان حلماً بعيد المنال، لكن الإرادة والعزم حوّلاه إلى حقيقة عندما استقبلت الجامعة أول دفعة من الدارسين بها عام 1977، وكانت الفكرة الأساسية أن تكون بوتقة تجمع أبناء الوطن من مختلف الإمارات، لذا فهي حققت آمالاً عريضة للوطن الذي كان قد أعلن قادته وحدته قبل ست سنوات فقط من إنشاء جامعته الأم.
عندما تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مقاليد الحكم في أبوظبي عام 1966، كان يجلس ذات يوم في البر بمدينة العين مع مجموعة من أبناء شعبه عندما بادرهم بطرح حلمه في أن تصبح للوطن جامعة يدرس فيها الأبناء في بلدهم وبين أهلهم دون أن يتجشموا مشاق الغربة من أجل تحصيل العلم في الخارج.
وفجأة رسم، طيب الله ثراه، فوق الرمال خطوطاً تحدد موقع الجامعة بين مناطق مدينة العين، وهو الموقع نفسه الذي أقيمت فيه الجامعة عندما تحولت من حلم إلى حقيقة بعدما أنعم الله على البلاد بالنعمة والخير وبالرؤية الثاقبة لقائدهم زايد الخير.
وكانت كلية التربية التي احتضنت أول دفعة من المعلمين إحدى الكليات الأربع الأولى التي تأسست عليها جامعة الإمارات العربية المتحدة، وتعتبر واحدةً من أهم الكليات الريادية والاستراتيجية في منظومة التعليم العالي، لما لها من دور رائد في إعداد الكوادر التربوية والتعليمية، التي تعمل على تحقيق الرؤية الاستراتيجية للعملية التعليمية في الدولة.
وتقدم الكلية البرامج المهنية المتطورة في مجال إعداد المعلمين، وتأهيل قادة التعليم، وتقوم أيضاً بإجراء البحوث، وعقد المؤتمرات والندوات، وتوفير التدريب المهني الذي يلبي الاحتياجات التعليمية للدولة.
وتضم الكلية أربعة أقسام: هي المناهج وطرق التدريس، وأصول التربية، والصحة والتربية الرياضية، والتربية الخاصة، وتطرح برامج درجة البكالوريوس لإعداد المعلمين للتدريس في المرحلة الابتدائية، ودرجة الماجستير في التربية لتأهيل القادة التربويين والأخصائيين في المناهج الدراسية، وبرنامج الدكتوراه للبحوث التربوية والدراسات المتقدمة.
وإيماناً منه بأن أبناء الوطن هم ثروته الحقيقية، شهد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يوم 28 فبراير عام 1982 تخريج الدفعة الأولى من طلبة الجامعة والتي ضمت 378 خريجاً، حيث ألقى كلمة خلال الحفل، أكد فيها أن الرجال.. وليس المال.. هم الثروة الحقيقية لهذا الوطن وأن بناء الإنسان عمل صعب وشاق.
وخلال سنوات، أصبحت الجامعة أول جامعة وطنية شاملة في الإمارات ومضت وتوسعت كلياتها ومراكزها البحثية ووحداتها الأكاديمية وتوالت الدفعات التي تتخرج فيها لتكون جامعة بحثية شاملة، ويبلغ عدد الطلبة المسجلين بها حالياً أكثر من 17,500 طالب إماراتي ودولي.
وكونها الجامعة الرائدة في الإمارات، فإنها توفر مجموعة متنوعة من برامج الدراسات الجامعية وبرامج الدراسات العليا المعتمدة وذات الجودة العالية، حيث تتوزع هذه البرامج على 9 كليات، هي: الإدارة والاقتصاد، والتربية، والهندسة، والزراعة والطب البيطري، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وتقنية المعلومات، والقانون، والطب والعلوم الصحية، والعلوم.
وباحتوائها على نخبة متميزة من أعضاء هيئة التدريس الدوليين، وحرم جامعي جديد ومتطور، ومجموعة كاملة من الخدمات التي توفر الدعم للطلاب، فإن الجامعة توفر بيئة تعليمية لا مثيل لها في الإمارات العربية المتحدة.
وضمن سعيها لتحقيق مكانة بحثية دولية، تعمل الجامعة مع شركائها في القطاع الصناعي على توفير حلول بحثية للتحديات التي تواجه المجتمع المحلي والإقليمي والدولي.
وأنشأت الجامعة عدداً من المراكز البحثية ذات الأهمية الاستراتيجية للدولة والمنطقة، والتي تعنى بالمواضيع ذات الصلة بالقضايا المهمة في دولة الإمارات ودول المنطقة، كمصادر المياه، وعلاج أمراض السرطان.
كما صنفت جامعة الإمارات العربية المتحدة ضمن أفضل 6 جامعات على مستوى الوطن العربي وضمن أفضل 261 جامعة على مستوى العالم.
وصممت البرامج الأكاديمية في الجامعة بالشراكة مع أصحاب العمل، بما يضمن توظيف شريحة أكبر من الخريجين، حيث يحتل العديد منهم مناصب عليا في الصناعة والتجارة والقطاع الحكومي في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • ماس كهربائي وراء تفحم شقة سكنية في الشيخ زايد
  • إخماد حريق داخل شقة فى مدينة الشيخ زايد دون إصابات
  • ميقاتي: شكراً محمد بن زايد.. شكراً الإمارات على دعم لبنان
  • تعرف إلى قصة حلم زايد للتعليم
  • دون إصابات.. إخماد حريق شقة سكنية في الشيخ زايد
  • ضبط قرد بعد هروبه من مسكن مالكه بمدينة الشيخ زايد
  • الملفات الساخنة في اجتماع الخطيب "العاصف" مع لجنة التخطيط في الشيخ زايد
  • 4 ملفات الساخنة في اجتماع الخطيب مع لجنة التخطيط في الشيخ زايد اليوم
  • متحف كفر الشيخ يحتفل بيوم السياحة العالمي وفك رموز حجر رشيد
  • شكراً محمد بن زايد.. مواطنون يحتفون بإنجاز "برنامج الدخول العالمي"