«السينما الخضراء».. أفلام تعزز الاستدامة
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
انطلاقاً من أهمية القضايا البيئية، وضرورة توظيف «الفن السابع» في تسليط الضوء على إبراز المشكلة والمخاطر التي تهدد كوكب الأرض، أنتج صناع السينما العربية والعالمية في السنوات الأخيرة عدداً من الأفلام القصيرة والوثائقية التي تستعرض التحديات البيئية التي تواجه العالم بكافة أنواعها، وتبنت قضايا عدة أسهمت بشكل كبير في توعية الجمهور بالأخطار البيئية، وتعزيز مستقبل مستدام للجميع، كما سلطت الضوء على قضية المياه الحيوية وارتباطها بتغير المناخ والتوازن البيئي وبقاء النوع البشري.
سينما جديدة
تغير المناخ والكوارث البيئية التي تنذر منذ سنوات بخطورة مستقبل الجميع على كوكب الأرض، أسهم في ظهور نوع جديد من السينما والتي يطلق عليها «السينما الخضراء» أو «السينما البيئية»، وتم تأسيس مهرجانات سينمائية بيئية عدة في المنطقة العربية، وحظيت دولة الإمارات العربية المتحدة بنصيب الأسد بإقامة 3 مهرجانات تشجع الإبداع في مجال السينما الخضراء وتحفز المبدعين على الإنتاج المعزز لثقافة الاستدامة وتعزيز السلوك الفردي الذي يحافظ على الطبيعة، وهي: «مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة»، الذي بدأ في عام 2013 ومن أهم فعالياته مسابقة «أفلام البيئة من الإمارات»، و«مهرجان السدر للأفلام البيئية» الذي تنظمه «هيئة البيئة – أبوظبي»، و«مهرجان المرموم: فيلم في الصحراء».
أبرز الأفلام
ومن أبرز الأفلام البيئية التي عُرضت في السنوات الأخيرة وشاركت في مهرجانات، حاصدة جوائز عدة، الألماني «مافيا الزواحف»، الصربي «قواعد ميشيل بولان للطعام»، الإماراتي «المياه الخضراء»، «تعلّمتُ من الأخطبوط»، الذي أنتج عام 2020، وحصد جائزة أوسكار كأفضل «وثائقي» عام 2021، «حياة على كوكبنا.. شهادة ورؤية للمستقبل» فيلم وثائقي بريطاني أُنتج عام 2020، فيلم «برونو مانسر.. صوت الغابة المطيرة»، و«احتضن الأرض».
«سباحة 62»
ويأتي (Swim 62)، «سباحة 62» أحدث الأفلام الإماراتية التي تم إنتاجها مؤخراً والذي من المقرر أن يُعرض في السينما المحلية تزامناً مع انطلاقة مؤتمر الأطراف «كوب 28» الذي تستضيفه الإمارات 30 نوفمبر الجاري، وتولى إنتاجه وإخراجه منصور اليبهوني الظاهري، انطلاقاً من مبادرة «سباحة 62» التي شاركت فيها عدد من الجهات الحكومية والخاصة، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية البيئة البحرية والسلامة المائية، حيث تم التنسيق مع البطل الإماراتي ولاعب الجو جيتسو منصور الظاهري لتنفيذ فيلم وثائقي يحمل العنوان نفسه «سباحة 62»، يتتبع قصته وفريقه في رحلة لا تصدق، فعلى الرغم من مخاوفه السابقة من السباحة، إلا أنه تمكن من قطع مسافة 62 كيلومتراً حول جزيرة أبوظبي في مدة 34 ساعة متواصلة، حيث تغلب على مخاوفه ليترك أثراً دائماً على حركة التغيير البيئي العالمية.
رحلة ملهمة
ولفت اليبهوني إلى أن فكرة الرحلة الملهمة وتنفيذ فيلم وثائقي عنها تعود إلى رغبة الظاهري في أن يكون جزءاً من حركة نشر الوعي البيئي، خصوصاً مع مؤتمر المناخ الدولي «كوب 28»، الحدث الذي تشارك فيه حكومات من جميع أنحاء العالم لتحقيق تغيير إيجابي على نطاق عالمي، إلى جانب تحديه في تحقيق المستحيل وتنفيذ مشروع ضخم، للتغلب على مخاوفه ويكون قدوة للأجيال الناشئة، كما يسلط الفيلم الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة والاستدامة، فهو بمثابة تذكير مؤثر بالحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات جماعية لمكافحة التغير المناخي.
برامج توعوية
وأشار اليبهوني إلى أن هذه النوعية من الأفلام المتخصصة عن البيئة تفرض وجودها في المهرجانات السينمائية، التي أنشأ بعضها برنامجاً يهدف إلى تحفيز صناع السينما لتوظيف لغة الفن السابع في الحفاظ على البيئة، لاسيما أن أفلام الطبيعة تهدف إلى توجيه رسالة عالمية لإنقاذ الكوكب ومعالجة مشكلات مزمنة كالتلوث البحري وتلوث الهواء وفقدان التنوع البيولوجي، بحيث يصبح محتوى هذه الأفلام أشبه بالمناهج التعليمية والبرامج التوعوية التي تشكل رافداً مهماً في بناء وعي الناشئة والمجتمع عموماً بقضايا البيئة.
«السدر للأفلام البيئية»
ومؤخراً عرض مهرجان «السدر للأفلام البيئية» الذي أقيمت فعاليات نسخته الثالثة في «مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي»، بالتعاون مع «هيئة البيئة - أبوظبي» و«جامعة نيويورك أبوظبي»، 10 أفلام عالمية وعربية ما بين وثائقية وقصيرة، تغطي الجوانب المتنوعة لقضية المياه، بداية من أهميتها الثقافية، ونهاية بدورها الحاسم في استدامة الأنظمة البيئية، ومنها: (The Whelming Sea)، الذي يجسد رحلة في حياة الحيوانات على حافة البحر، و(The First Days)، الذي يقدم معالجة ساحرة لقوة الطبيعة في تشيلي، و(Stepping Softly on Earth)، الذي يستعرض قصة نضال الشعوب الأصلية من أميركا اللاتينية، إضافة إلى (Everyday Life in a Syrian Village) للمخرج السوري عمر أميرالاي، والفيلم المصري (Drowning Fish).
قضية المياه
وأكد نزار أنداري، أستاذ العلوم الإنسانية، والمدير الفني للمهرجان أنه مع عام الاستدامة في دولة الإمارات، وبالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأطراف «COP28»، ركزت دورة هذا العام في المهرجان على قضية المياه الحيوية، وارتباطها بتغير المناخ والتوازن البيئي، وتم عرض أفلام لتسليط الضوء على القضايا البيئية والقيادة الشبابية في هذا المجال، لتعزيز مستقبل مستدام للجميع، كما سلطت الأفلام الضوء على الأهمية الحيوية للمياه كأحد أهم الموارد الأساسية لاستمرار الحياة على كوكب الأرض، وحجم التحديات العالمية التي تواجهها. وأوضح نزار أن «السينما الخضراء» تلعب دوراً مهماً في التوعية البيئية للأجيال المقبلة، وتؤكد على أهمية «الفن السابع» في تسليط الضوء على القضايا البيئية، وإلهام الناس لفهم المخاطر التي يتعرض لها كوكب الأرض.
تصوير تحت الماء
(Le Monde du silence) فيلم وثائقي فرنسي، أنتج عام 1956 واستخدم التصوير السينمائي تحت الماء لإظهار أعماق المحيط بالألوان، وحصد في العام نفسه جائزة «السعفة الذهبية» في مهرجان «كان» السينمائي، وكانت تقنية التصوير الفوتوغرافي عن قرب واللقطات البطيئة خطوات أولى في مسار الأفلام الوثائقية التي تضع الطبيعة محوراً لمحتواها.
سفاري الشارقة
«سفاري الشارقة»، فيلم وثائقي من إنتاج هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، بالاشتراك مع «المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة» وبالتعاون مع «هيئة البيئة والمحميات الطبيعية»، يرصد مراحل هذا المَعلم السياحي البيئي في الإمارات، وقد حصد جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل بمهرجان «جوائز نيويورك الدولي للأفلام» في الولايات المتحدة الأميركية، وترسخ هذه الجائزة أهمية هذا النوع من الأفلام، حيث إن الطبيعة تلعب دور البطولة ضمن رسالة عالمية للحفاظ على التنوع البيولوجي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السينما الاستدامة كوب 28 السينما العالمية السينما العربية فیلم وثائقی کوکب الأرض الضوء على
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تعلن إطلاق مشروع تطوير الإرشادات التوجيهية للعلامة الخضراء
أطلقت وزارة البيئة مشروع تطوير الإرشادات التوجيهية للعلامة الخضراء للمنتجات البلاستيكية «Green label»، من خلال جهاز تنظيم إدارة المخلفات «WMRA» التابع لوزارة البيئة، وبالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي «giz»، والبرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة.
وأوضحت ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أنَّه تمّ إنشاء نظام العلامة الخضراء للمنتجات البلاستيكية وفقًا للمادة 52 من قانون المخلفات رقم 202 لسنة 2020 ، مشيرة الى ان الإرشادات الخاصة بالعلامات الخضراء للمنتجات البلاستيكية ستتيح توجيهات لمصنعي البلاستيك المهتمين بالاستدامة وحماية البيئة.
شهادة العلامة الخضراء تهدف إلى تشجيع إعادة التدويروأضافت أنَّ شهادة العلامة الخضراء تهدف إلى تشجيع إعادة التدوير مما يقلل من التأثير السلبي على البيئة ،ومشكلة تراكم المخلفات البلاستيكية، ويتحدد نطاق العلامات الخضراء على منح الشهادة للمنتجات البلاستيكية أو التغليف التي تستخدم نسبة من المواد المعاد تدويرها في المواد المدخلة، أو المنتجات التي يتم إعادة تصميمها لتسهيل إعادة التدوير، أو البلاستيك الذي يتحلل بالكامل بيولوجياً.
وتقدم ياسر عبدالله خلال كلمته بالشكر لكل الجهات المشاركة في إطلاق هذا المشروع على الجهود المبذولة والتعاون المثمر، مستعرضًا جهود الدولة المصرية للنهوض بمنظومة المخلفات على مستوى الجمهورية.
وأشار إلى أنَّ اللائحة التنفيذية الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء لقانون تنظيم إدارة المخلفات رقم 202 لسنة 2020، أوضحت ماهية العلامة الخضراء التي تمنح للمصنعين، فهي شهادة تمنح للمصنعين، من خلال تقديم المنشأة طلب إلى جهاز تنظيم إدارة المخلفات التابع لوزارة البيئة للحصول على العلامة الخضراء.
وتابع أنَّه يتمّ منح العلامة الخضراء للمصنعين الذين يعيدون تصميم المنتج بحيث يصبح قابلًا للتدوير كليا أو جزئيًا، بما لا يؤثر سلبًا على مواصفات المنتج النهائي، ويحد من تراكم المخلفات الصناعية في المحطات الوسيطة والمدافن.
وأوضح الرئيس التنفيذي أنَّ العلامة تركز على البوليمرات ذات قابلية إعادة التدوير العالية، وتقتصر على أربعة أنواع محددة وهى PET، وHDPE، وLDPE، وPP، كما تحدد الإرشادات متطلبات التصميم لكل نوع من أنواع البوليمر وبعض منتجاته لتسهيل إعادة التدوير بعد الاستخدام، وتحسين جودة البلاستيك المعاد تدويره، وتقليل المخلفات البلاستيكية المتراكمة.
يجب على منتجات Green Label البلاستيكية الالتزام بالمواصفات القياسية المصريةوأشار إلى أنَّه يجب أن تلتزم منتجات Green Label البلاستيكية أيضًا بالمواصفات القياسية المصرية، المدرجة في الوثائق المنشورة من قبل الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة (EOS)، وأن تستوفي المنتجات البلاستيكية الملامسة للأغذية المعايير والمتطلبات التي حددتها الهيئة القومية لسلامة الغذاء (NFSA)، وذلك لضمان الاستخدام الآمن.
ولفت إلى أن الإرشادات تتضمن أيضًا مجموعة من الاختبارات والمعايير الميكانيكية والكيميائية للتحقق من خصائص البلاستيك المعاد تدويره، والتأكّد من احتفاظه بالخصائص اللازمة للتطبيق المطلوب استخدامه فيه .
وأكّد أنَّ الجدول الزمني المقترح يهدف إلى تنفيذ نظام العلامة الخضراء إلى الانتقال تدريجياً إلى الامتثال الكامل، وتسهيل وتشجيع الشركات المصنعة للحصول على شهادة العلامة الخضراء، كما تحدد المبادئ التوجيهية خطوات التسجيل، والمستندات المطلوبة لتقديم الطلب، وفترة صلاحية الشهادة والتي يقترح أن تكون لمدة 3 سنوات، مع التحقق من الامتثال سنويا، وتقديم بعض الحوافز لتشجيع المزيد من المنتجين على التقدم بطلب للحصول على Green Label.
فيما أعربت كريستين دي جي عن سعادتها بالمشاركة في إطلاق خطوة جديدة في مصر وهي العلامة الخضراء لإنتاج البلاستيك وتقديم الأدلة الإرشادية في هذا الشأن.
وأشادت بجهود ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في دفع هذه الجهود، فعندما طلب جهاز تنظيم إدارة المخلفات دعم GIZ في هذا الصدد، كأحد الآليات التي تساعد في تنفيذ قانون تنظيم المخلفات فيما يخص الحد من استخدام البلاستيك، واستطعنا بمساعدة الاستشاريين والمتخصصين الخروج بهذا المنتج، تحت مظلة المكون الفني للبرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة ومشروع الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية، وفي إطار حرص وزارة البيئة على تعزيز الاقتصاد الدوار، خاصة مع التعاون في إعداد الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدوار، وتحت مظلتها مبادرة العلامة الخضراء والمسؤولية الممتدة للمنتج، ويعطي المستهلك الفرصة لاختيار الاستدامة.
وشهد الحدث عرض لفيديو وثائقي حول المبادئ التوجيهية للعلامة الخضراء لإنتاج المنتجات البلاستيكية، ومقدمة حول المبادئ التوجيهية للعلامة الخضراء لإنتاج المنتجات البلاستيكية، وأيضًا الإطار التنظيمي، ومعدل إنتاج المنتجات البلاستيكية في مصر، وأنواع البلاستيك المحظورة في العلامة الخضراء، بالإضافة الى عرض للمبادرات العالمية وأمثلة للنجاحات في مجال تطبيق وضع العلامات الخضراء، بالإضافة إلى عرض لإرشادات وضع العلامات الخضراء على المنتجات البلاستيكية والتغليفات التي تحتوي على محتوى معاد تدويره أو المصممة لإعادة التدوير، ومتطلبات التصميم لكل بوليمر، وتصميم معايير إعادة التدوير لمنتجات معينة.