صحيفة الاتحاد:
2024-07-06@03:44:51 GMT

«السينما الخضراء».. أفلام تعزز الاستدامة

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

تامر عبد الحميد (أبوظبي)
انطلاقاً من أهمية القضايا البيئية، وضرورة توظيف «الفن السابع» في تسليط الضوء على إبراز المشكلة والمخاطر التي تهدد كوكب الأرض، أنتج صناع السينما العربية والعالمية في السنوات الأخيرة عدداً من الأفلام القصيرة والوثائقية التي تستعرض التحديات البيئية التي تواجه العالم بكافة أنواعها، وتبنت قضايا عدة أسهمت بشكل كبير في توعية الجمهور بالأخطار البيئية، وتعزيز مستقبل مستدام للجميع، كما سلطت الضوء على قضية المياه الحيوية وارتباطها بتغير المناخ والتوازن البيئي وبقاء النوع البشري.

سينما جديدة
تغير المناخ والكوارث البيئية التي تنذر منذ سنوات بخطورة مستقبل الجميع على كوكب الأرض، أسهم في ظهور نوع جديد من السينما والتي يطلق عليها «السينما الخضراء» أو «السينما البيئية»، وتم تأسيس مهرجانات سينمائية بيئية عدة في المنطقة العربية، وحظيت دولة الإمارات العربية المتحدة بنصيب الأسد بإقامة 3 مهرجانات تشجع الإبداع في مجال السينما الخضراء وتحفز المبدعين على الإنتاج المعزز لثقافة الاستدامة وتعزيز السلوك الفردي الذي يحافظ على الطبيعة، وهي: «مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة»، الذي بدأ في عام 2013 ومن أهم فعالياته مسابقة «أفلام البيئة من الإمارات»، و«مهرجان السدر للأفلام البيئية» الذي تنظمه «هيئة البيئة – أبوظبي»، و«مهرجان المرموم: فيلم في الصحراء».

أبرز الأفلام
ومن أبرز الأفلام البيئية التي عُرضت في السنوات الأخيرة وشاركت في مهرجانات، حاصدة جوائز عدة، الألماني «مافيا الزواحف»، الصربي «قواعد ميشيل بولان للطعام»، الإماراتي «المياه الخضراء»، «تعلّمتُ من الأخطبوط»، الذي أنتج عام 2020، وحصد جائزة أوسكار كأفضل «وثائقي» عام 2021، «حياة على كوكبنا.. شهادة ورؤية للمستقبل» فيلم وثائقي بريطاني أُنتج عام 2020، فيلم «برونو مانسر.. صوت الغابة المطيرة»، و«احتضن الأرض».

«سباحة 62»
ويأتي (Swim 62)، «سباحة 62» أحدث الأفلام الإماراتية التي تم إنتاجها مؤخراً والذي من المقرر أن يُعرض في السينما المحلية تزامناً مع انطلاقة مؤتمر الأطراف «كوب 28» الذي تستضيفه الإمارات 30 نوفمبر الجاري، وتولى إنتاجه وإخراجه منصور اليبهوني الظاهري، انطلاقاً من مبادرة «سباحة 62» التي شاركت فيها عدد من الجهات الحكومية والخاصة، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية البيئة البحرية والسلامة المائية، حيث تم التنسيق مع البطل الإماراتي ولاعب الجو جيتسو منصور الظاهري لتنفيذ فيلم وثائقي يحمل العنوان نفسه «سباحة 62»، يتتبع قصته وفريقه في رحلة لا تصدق، فعلى الرغم من مخاوفه السابقة من السباحة، إلا أنه تمكن من قطع مسافة 62 كيلومتراً حول جزيرة أبوظبي في مدة 34 ساعة متواصلة، حيث تغلب على مخاوفه ليترك أثراً دائماً على حركة التغيير البيئي العالمية.

رحلة ملهمة
ولفت اليبهوني إلى أن فكرة الرحلة الملهمة وتنفيذ فيلم وثائقي عنها تعود إلى رغبة الظاهري في أن يكون جزءاً من حركة نشر الوعي البيئي، خصوصاً مع مؤتمر المناخ الدولي «كوب 28»، الحدث الذي تشارك فيه حكومات من جميع أنحاء العالم لتحقيق تغيير إيجابي على نطاق عالمي، إلى جانب تحديه في تحقيق المستحيل وتنفيذ مشروع ضخم، للتغلب على مخاوفه ويكون قدوة للأجيال الناشئة، كما يسلط الفيلم الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة والاستدامة، فهو بمثابة تذكير مؤثر بالحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات جماعية لمكافحة التغير المناخي.

أخبار ذات صلة Killers of the Flower Moon.. «زهرة القمر» مبادرات «رياضية» لحماية البيئة مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

برامج توعوية
وأشار اليبهوني إلى أن هذه النوعية من الأفلام المتخصصة عن البيئة تفرض وجودها في المهرجانات السينمائية، التي أنشأ بعضها برنامجاً يهدف إلى تحفيز صناع السينما لتوظيف لغة الفن السابع في الحفاظ على البيئة، لاسيما أن أفلام الطبيعة تهدف إلى توجيه رسالة عالمية لإنقاذ الكوكب ومعالجة مشكلات مزمنة كالتلوث البحري وتلوث الهواء وفقدان التنوع البيولوجي، بحيث يصبح محتوى هذه الأفلام أشبه بالمناهج التعليمية والبرامج التوعوية التي تشكل رافداً مهماً في بناء وعي الناشئة والمجتمع عموماً بقضايا البيئة.

«السدر للأفلام البيئية»
ومؤخراً عرض مهرجان «السدر للأفلام البيئية» الذي أقيمت فعاليات نسخته الثالثة في «مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي»، بالتعاون مع «هيئة البيئة - أبوظبي» و«جامعة نيويورك أبوظبي»، 10 أفلام عالمية وعربية ما بين وثائقية وقصيرة، تغطي الجوانب المتنوعة لقضية المياه، بداية من أهميتها الثقافية، ونهاية بدورها الحاسم في استدامة الأنظمة البيئية، ومنها: (The Whelming Sea)، الذي يجسد رحلة في حياة الحيوانات على حافة البحر، و(The First Days)، الذي يقدم معالجة ساحرة لقوة الطبيعة في تشيلي، و(Stepping Softly on Earth)، الذي يستعرض قصة نضال الشعوب الأصلية من أميركا اللاتينية، إضافة إلى (Everyday Life in a Syrian Village) للمخرج السوري عمر أميرالاي، والفيلم المصري (Drowning Fish).

قضية المياه
وأكد نزار أنداري، أستاذ العلوم الإنسانية، والمدير الفني للمهرجان أنه مع عام الاستدامة في دولة الإمارات، وبالتزامن مع انعقاد مؤتمر الأطراف «COP28»، ركزت دورة هذا العام في المهرجان على قضية المياه الحيوية، وارتباطها بتغير المناخ والتوازن البيئي، وتم عرض أفلام لتسليط الضوء على القضايا البيئية والقيادة الشبابية في هذا المجال، لتعزيز مستقبل مستدام للجميع، كما سلطت الأفلام الضوء على الأهمية الحيوية للمياه كأحد أهم الموارد الأساسية لاستمرار الحياة على كوكب الأرض، وحجم التحديات العالمية التي تواجهها. وأوضح نزار أن «السينما الخضراء» تلعب دوراً مهماً في التوعية البيئية للأجيال المقبلة، وتؤكد على أهمية «الفن السابع» في تسليط الضوء على القضايا البيئية، وإلهام الناس لفهم المخاطر التي يتعرض لها كوكب الأرض.

 تصوير تحت الماء
(Le Monde du silence) فيلم وثائقي فرنسي، أنتج عام 1956 واستخدم التصوير السينمائي تحت الماء لإظهار أعماق المحيط بالألوان، وحصد في العام نفسه جائزة «السعفة الذهبية» في مهرجان «كان» السينمائي، وكانت تقنية التصوير الفوتوغرافي عن قرب واللقطات البطيئة خطوات أولى في مسار الأفلام الوثائقية التي تضع الطبيعة محوراً لمحتواها.

سفاري الشارقة
«سفاري الشارقة»، فيلم وثائقي من إنتاج هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، بالاشتراك مع «المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة» وبالتعاون مع «هيئة البيئة والمحميات الطبيعية»، يرصد مراحل هذا المَعلم السياحي البيئي في الإمارات، وقد حصد جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل بمهرجان «جوائز نيويورك الدولي للأفلام» في الولايات المتحدة الأميركية، وترسخ هذه الجائزة أهمية هذا النوع من الأفلام، حيث إن الطبيعة تلعب دور البطولة ضمن رسالة عالمية للحفاظ على التنوع البيولوجي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السينما الاستدامة كوب 28 السينما العالمية السينما العربية فیلم وثائقی کوکب الأرض الضوء على

إقرأ أيضاً:

من هي الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ؟

تولت الدكتورة ياسمين فؤاد منصب وزيرة البيئة بجمهورية مصر العربية في 18 يونيو 2018، وكانت سيادتها تشغل سابقًا منصب مساعد وزير البيئة منذ عام 2014.

وقد تم تعيينها سيادتها كمنسق وزاري ومبعوث لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27.

وقد حصلت الدكتورة ياسمين فؤاد على ماجستير في العلوم البيئية ودكتوراه في العلوم السياسية - الدراسات الاورومتوسطية، ولديها أكثر من ٢٥ عامًا خبرة في مجالات البيئة والتعاون الدولي، وتولت سيادتها مناصب عديدة في الحكومة المصرية ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والجامعات.

بصفتها وزيرة البيئة تقوم سيادتها بقيادة دفة التغيير التحولي في قطاع البيئة في مصر من خلال خلق بيئة تمكينية أكثر توجهًا نحو تشجيع دور القطاع الخاص وذلك من خلال 1) قيادة عمليات اعداد واصدار قانون إدارة المخلفات (202/2020)، 2) قيادة تطوير وتنفيذ إستراتيجية وطنية لإدارة المخلفات؛ 3) تطوير فكرة تحويل المخلفات إلى طاقة كأداة اقتصادية جديدة ؛ 4) المشاركة في اعداد أول سندات حكومية خضراء في مصر والشرق الأوسط ؛ 5) المشاركة في قيادة دمج إبعاد الاستدامة البيئية في خطط الاستثمار القومية 6) تحسين نوعية هواء القاهرة الكبرى ودعم بناء البنية التحتية لإدارة المخلفات، كما قامت سيادتها بالمشاركة فى إعداد الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية ٢٠٥٠ وخطة مصر لتحديث المساهمات الوطنية ٢٠٣٠.

4905 مشاريع تنموية لأصحاب الصناعات اليدوية والحرفية من الأسر الأكثر احتياجا بالفيوم وزير السياحة والأثار: زيادة الطاقة الفندقية وأعداد الوافدين على رأس أولوياتنا (فيديو)

قادت ياسمين فؤاد بصفتها وزيرة البيئة، الوزارة على مدار 6 سنوات، بدفة التغيير التحولي في قطاع البيئة في مصر من خلال تغيير لغة الحوار حول البيئة وخلق بيئة تمكينية أكثر توجهًا نحو تشجيع دور القطاع الخاص، ومنها قيادة عمليات اعداد واصدار قانون إدارة المخلفات رقم ٢٠٢ لسنة ٢٠٢٠.

سعت ياسمين فؤاد إلى تطوير وتنفيذ إستراتيجية وطنية لإدارة المخلفات، وتطوير فكرة تحويل المخلفات إلى طاقة كأداة اقتصادية جديدة، كما شاركت في اعداد أول سندات حكومية خضراء في مصر والشرق الأوسط، إضافة إلى المشاركة في قيادة دمج إبعاد الاستدامة البيئية في خطط الاستثمار القومية، وتحسين نوعية هواء القاهرة الكبرى ودعم بناء البنية التحتية لإدارة متكاملة للمخلفات.

مهدت مجهودات الدكتورة ياسمين فؤاد الطريق لخلق ممارسات بيئية أكثر حساسية بين الأجيال الحالية والمستقبلية، حيث قادت تصميم واعداد وإطلاق العديد من المبادرات البيئية التي تهدف إلى زيادة الوعي البيئي وضمان مشاركة الشباب، مثل المبادرة الرئاسية "أتحضر للأخضر" لمدة ثلاث سنوات (2020-2023).

حققت الدكتورة ياسمين فؤاد إنجازات عظيمة وواضحة على المستوى الدولي، حيث من خلال منصبها كمنسق وزارى ومبعوث مؤتمر المناخ COP27 قادت سيادتها مفاوضات تمويل المناخ لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 بدبى. علاوة على ذلك كان لها دورًا حاسمًا في النهوض بجدول أعمال التنوع البيولوجي، واعداد الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020، بصفتها رئيسة المؤتمر الرابع عشر للأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجي (CBD COP14) منذ نوفمبر 2018. وفي هذا الإطار، أعدت سيادتها المبادرة المصرية والتي تهدف إلى ضمان التآزر بين اتفاقيات ريو الثلاث (تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر) – لضمان توفير الموارد المالية الكافية لمواجهة التحديات ذات الصلة. وقد تم إطلاق هذه المبادرة بعد اعتمادها في اتفاقية التنوع البيولوجي - COP14 في نوفمبر 2018.  حيث تم تعيينها رئيسة للمؤتمر الرابع عشر للأطراف في اتفاقيةالأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي (COP 14- CBD) حتى 2018-2021. وفيما يتعلق بالتغيرات المناخية، فقد شاركت سيادتها في قيادة مسار مفاوضات "تمويل المناخ" خلال الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) (كاتوفيتسي، بولندا، ديسمبر 2018)، والذي انعكس على انجاز الشق المالي ببرنامج عمل اتفاقية باريس على أكمل وجه.

وقد تولت سيادتها عدة مناصب وأشرفت على تنفيذ العديد من المهام في المجال البيئي حيث قدمت سيادتها الدعم إلى 1) معهد الأرض في تصميم مركز التميز للتكيف مع تغير المناخ، 2) مؤتمر وزراء البيئة الافارقة في قيادة وإدارة مبادرتين لتغير المناخ (مبادرة التكيف الأفريقية والمبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة، 3) منظمة حوض النيل (Nile Basin Discourse) والتي تعد منظمة غير حكومية إقليمية متخصصة في اعداد دراسة تأثير تغير المناخ على الموارد المائية في حوض النيل.

على المستوى الأكاديمي، تم اختيارها كمؤلفة رئيسية للفصل الرابع من التقرير الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ حول "تغير المناخ والتصحر وتدهور الأراضي والإدارة المستدامة للأراضي والأمن الغذائي وتدفق غازات الاحتباس الحراري في النظم البيئية الأرضية" في عام 2017.

الخبرة العملية:
- تم اختيارها كمؤلفة رئيسية 
في الفصل الرابع من التقرير الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بشأن "تغير المناخ والتصحر  وتدهور الأراضي، الإدارة المستدامة للأراضي، الأمن الغذائي والاحتباس الحراري وتدفقات الغاز في النظم البيئية الأرضية "في عام 2017.

مقالات مشابهة

  • الإيسيسكو تعقد دورة تدريبية في ماليزيا حول توظيف «الأتمتة» لمواجهة التحديات البيئية
  • انطلاق مهرجان الأفلام الكورية 2024 في الإمارات
  • رزان جمّال تواصل تصوير الجزء الثاني من مسلسل The Sandman
  • 5 أفلام إماراتية تنافس في صالات العرض
  • تخلص من الأفكار السلبية.. وحفز ذاتك لحياة جميلة
  • 25792 شجرة مثمرة في مدن منطقة الظفرة
  • هيئة البيئة بأبوظبي تُصدِر 8,500 شهادة على منصتها الخضراء للتعليم الإلكتروني
  • أفضل أفلام السينما المصرية على مر التاريخ: «تركت بصمة لا تنسى»
  • زيادة المسطحات الخضراء وتطوير المحميات.. وزيرة البيئة تكشف أهداف الوزارة خلال الفترة القادمة - فيديو
  • من هي الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ؟