صحيفة الاتحاد:
2024-12-26@02:13:41 GMT

«حرق الخشب».. سر إبداع وداد الكندي

تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
اختارت الفنانة التشكيلية وداد سالم الكندي تقنية فنية متفردة للحفاظ على الموروث الإماراتي، ووضعه في قالب يحاكي الواقع إلى حد كبير، لإيصال الكثير من المفردات التراثية والبيئية بالدولة إلى العالمية في قالب فني، ومنها «النخلة» على وجه الخصوص. 
الكندي مهندسة ميكانيكية، تمارس الفن كهواية، تستخدم تقنيات متنوعة لإبداع لوحات فنية، ومنها تقنية حرق الخشب التي تجمع بين الرسم والخط، وتتطلب الكثير من مهارات تنفيذ عملية الحرق بسلاسة ودقة.

 

محاكاة الواقع
تعمل الكندي على تقنيات متنوعة لدعم أفكارها، ففي إنجاز لوحة «النخلة» مثلاً، استخدمت «حرق الخشب» لإظهار تفاصيل النخلة الدقيقة. واستخدمت في لوحة «فسيلة النخلة» الدقة الكبيرة للإضاءة على تفاصيل الخوص بشكل جيد، موضحة أن هذا العمل الدقيق استغرق أكثر من 30 يوماً، وتطلب جهداً ومهارة لإظهار جذع النخلة والعذوق والرطب ومسارات الفسيلة. وفي عمل آخر استخدمت الأكريليك والكانفاس مع انعكاس الإضاءة على اللوحة، كما أبدعت أعمالاً أخرى بالقلم الرصاص. 
وقالت الكندي: أحاول التركيز على رسم تفاصيل النخلة باستخدام تقنية «حرق الخشب»، كونها رمزاً من رموز التراث المحلي، وأحرص على إظهار تفاصيلها كما هي في الواقع، لاسيما الليف والكرب والجذع، لتحاكي الواقع ضمن لوحة بصرية أقرب إلى الحقيقية.

أخبار ذات صلة «تجار المستقبل».. حماة الموروث بيع لوحة لمونيه بمبلغ قياسي في مزاد بنيويورك

صبر ودقة
وتعمل الكندي على مشروعها الفني، الذي حظي بدعم صندوق خليفة لتطوير المشاريع، لما له من أهمية في الساحة الفنية والحفاظ على البيئة والموروث الطبيعي الإماراتي، مستخدمة تقنيات مختلفة تماماً عن اللوحة العادية، منها الحرق بالقلم عبر جهاز «الكنترولر»، بحيث تعمل على اللوحة مباشرة. كما ترسم العديد من الطيور والكائنات الحية في البيئة المحلية، منها الحبارى والصقر. 
وأشارت الكندي إلى أنها تفضل العمل بأدوات تحتاج إلى القوة والصبر والدقة، خلال ممارستها لفن الحرق على الخشب، وهذا الفن يمارسه عدد قليل من الفنانين مقارنة بتقنيات الرسم الأخرى، والفنان الذي يتقنه يستطيع الدمج بين فن الخط العربي والزخرفة والنقش.
وأكدت الكندي أنها تميل إلى إظهار الجمال في أعمالها وتركز على الإضاءة لأنها تلفت الانتباه، وتستخدم هذا الفن في الرسم الواقعي، وتوظف خطوطه وتدرجاته من دون إضافة الألوان.

خروج عن المألوف
أشارت التشكيلية وداد الكندي إلى أن تقنية «حرق الخشب» التي تتراوح ألوانها بين الغامق والبني الفاتح، يلجأ إليها بعضهم لكسر السائد والمألوف وابتكار طرق جديدة للرسم، للتعبير عن الواقع. وتعتبر هذه التقنية من الأعمال الصعبة بسبب عدم إمكانية التراجع عن الخطأ بحرية مثل باقي أنواع الرسم، كما أن تنفيذ اللوحة الواحدة يحتاج إلى وقت طويل.

جماليات النخلة
تركز في أعمالها على النخلة، لما لها من مكانة اعتبارية في الدولة والمنطقة، مستعملة تقنية «حرق الخشب» لإظهار تفاصيلها وجمالياتها، مؤكدة أن العمل يكون على الخشب مباشرة، وكثيراً ما تستخدم اللهب لتحصل على نتيجة جيدة، لافتة إلى أن العمل على مثل هذه اللوحة قد يستغرق 400 ساعة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الرسم الفنون التشكيلية الفن التشكيلي الموروث الإماراتي الموروث

إقرأ أيضاً:

دلالات ألوان رسوم الفراعنة في المعابد والجداريات.. إبداع المصري القديم

لم تقتصر عبقرية المصري القديم على دقة النحت عند صناعة التماثيل أو الإبداع في الرسم على الجداريات الفرعونية، بل برع وتفنن كذلك في اختيار الألوان التي زينت المعابد والمقابر وتركت دلالات ورموز عديدة رغب بها المصري القديم التعبير عن نفسه وتوصيل رسالته للعالم أجمع.. فما هي دلالات الألوان عند المصري القديم؟

استخدام ألوان من الطبيعة

تُعني كلمة أون في اللغة المصرية القديمة لون وهي ترمز أيضًا إلى الطبيعة، وفق ما قاله الدكتور عماد مهدي الخبير الأثري وعضو جمعية الأثريين المصريين، إذ أشارت جميع الألوان التي استخدمها المصري القديم إلى الطبيعة والبيئة المحيطة به، وكان يستخدم أيضًا مواد من الطبيعة تساعده على إتمام رسوماته وتلوينه مثل زلال البيض الذي كان يُشكل طبقة عازلة ضد الأتربة.

وعن مستخرجات الألوان، أضاف الخبير الأثري، خلال حديثه لـ«الوطن»، أن المصري القديم استخرج اللون الأبيض من الجبس الموجود في الحجر الجيري وكربونات الكالسيوم وكان يستخدم كبطانة عند التلوين، بينما استخرج اللون الأصفر من أكاسيد الحديد ومعدن الليمونيت وكربونات الزرنيخ، وهو اللون الأهم الذي دخل في تلوين الكثير من الرسومات والنقوش والتماثيل، واستخرج المصري القديم اللون الأحمر من أكاسيد الحديد، أما اللون الأسود فاستخرجه من الفحم الحجري أو النباتي، واستخرج اللونين الأخضر والأزرق من أكاسيد النحاس والسيليكا والمالاكيت.

دلالات فلسفية 

وأشارت الألوان الأساسية التي استخدمها المصري القديم إلى دلالات ورموز عديدة لها أبعاد فلسفية، أوضحها الدكتور عماد مهدي، فيرمز اللون الأصفر إلى الشمس الذهبية والعصر الذهبي، وقد استخدم في العديد من الرسومات والتماثيل مثل قناع الملك توت عنخ آمون، واستخدم المصري القديم اللون الأسود ليرمز إلى الموت والعالم الآخر وقد ظهر ذلك في تمثال الملك منتوحتب نب حبت رع، ويُدلل اللون الأبيض في عقيدة المصري القديم على الطهارة والفرح، أما اللون الأزرق السماوي فكان يرمز به إلى السماء والنجوم، بينما يرمز اللون البني الفاتح أو الغامق إلى لون بشرة المصريين القدماء. 

وكان يستخدم المصري القديم اللون الأخضر في رسوماته ونقوشه الفرعونية للدلالة على النماء والرفاهية، بينما استخدم اللون الأحمر للدلالة على الدم والغضب كما ظهر في تمثال الآلة سخمت سيدة الحرب في مصر القديمة، وتابع الخبير الأثري أن النحات المصري القديم تفرد في استخدام العروق الجيولوجية في تلوين التماثيل المصنوعة من الرخام وهذا ما برز في تمثال الملك رمسيس الثاني عندما ظهر جزء من العين بلون مختلف.

مقالات مشابهة

  • 4 أبراج فلكية تعشق الهاند ميد.. إبداع بلا حدود
  • فن «التقليم والتلقيح» على المرتفعات لكسب الرزق.. «يا طالع النخلة»
  • يوم مفتوح لكبار السن بـ"تقنية مسقط"
  • دلالات ألوان رسوم الفراعنة في المعابد والجداريات.. إبداع المصري القديم
  • سعر الدولار الكندي اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024
  • «المعاشات»: 47 مليوناً زيادة في النفقات التأمينية خلال نوفمبر
  • رداً على تهديد ترامب..الصين: قناة بنما إبداع عظيم للشعب البنمي
  • رابط الاستعلام وطريقة التظلم عن مخالفات المرور برقم اللوحة مجانًا
  • وزير الصناعة والنقل يبحث مع السفير الكندي بالقاهرة التعاون في مجال صناعة السيارات
  • وزير الصناعة يبحث مع السفير الكندي سبل التعاون في مجالي الصناعة والنقل