يظل الأطفال الحلقة الأضعف في الصراع الدائر داخل قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تتعمد استهدافهم بكل خسة ضاربة عرض الحائط بكل القوانين الدولية التي تجرم قت//ل المدنيين خاصة الصغار.

إسرائيل ومنذ عدوانها على قطاع غزة قبل 41 يوما لم تتوقف لحظة عن ملاحقة الأطفال والنساء، أكثر من 11 ألف شهيد غالبيتهم من الصغار، الذين ترى فيهم دولة الاحتلال تهديدا لمستقبلها، وأن الخلاص منهم قد يضمن لها الأمن والأمان.

مصر تتحرك لإنقاذ صغار غزة

وتبقى وسط هذا اللهيب المشتعل من أفواه القنابل والمدافع والبنادق، والذي لا يبقى ولا يذر، يخترق أجساد الصغار بلا هوادة، ويدك الأرض فوق رؤوسهم بخسة، أمل وحيد هو مصر، التي تكون دائما السند والحصن المنيع، يقصدها كل من تقطعت به سبل العيش في وطن أمن مستقر لا يتآمر عليه أحد كما هو حال غزة وباقي أراضي فلسطين.

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، الجهات المعنية بسرعة التنسيق لاستقبال الأطفال الفلسطينيين حديثي الولادة من قطاع غزة.

وأفادت مصادر مطلعة لقناة "القاهرة الإخبارية"، بأن هناك جهودًا مصرية مكثفة لنقل الأطفال حديثي الولادة من قطاع غزة إلى مصر حفاظًا على أرواحهم، مؤكدة أن مصر تجري اتصالاتها لنقل عدد من الأطفال الخدج بشكل عاجل من شمال القطاع إلى مصر.

وكانت مصر وجهت الدعوة لجميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة في تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية إلى الشعب الفلسطيني في غزة، تخفيفًا عن القطاع، واستجابةً لمعاناته نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل، وإيصال تلك المساعدات لمطار العريش الدولي، الذي تمَّ تحديده من لاستقبال المساعدات الإنسانية الدولية من الأطراف والمنظمات الدولية المختلفة.

وكشف مدير مستشفى الشفاء في غزة، الدكتور محمد أبو سلمية في وقت سابق، أن الأطفال الخدج في أكبر مستشفى في غزة، يتم لفهم ببطانيات الألمنيوم ووضعهم بجوار الماء الساخن في محاولة يائسة لإبقائهم على قيد الحياة.

يأتي ذلك مع مواصلة القوة النارية الإسرائيلية قصف الشوارع المحيطة مع نفاد احتياطيات الوقود المتبقية، مما يجعل المستشفى غير قادر على العمل.

وقال الدكتور محمد أبو سلمية، إن العاملين في مستشفى الشفاء يكافحون لإبقاء الأطفال حديثي الولادة على قيد الحياة بعد نفاد إمدادات الأكسجين، وكان عليهم نقل الأطفال يدويا من حاضنات وحدة الأطفال حديثي الولادة، إلى مكان آخر من المستشفى.

وأضاف أبو سلمية: "لقد كنت معهم منذ فترة. لقد أصبحوا الآن مكشوفين لأننا أخرجناهم من الحاضنات، ونقوم بتغليفهم بالقصدير ونضع بجانبهم الماء الساخن لنتمكن من تدفئتهم".

وكان قد وجه الرئيس السيسي في نفس الإطار، بسرعة استقبال طفل فلسطيني مصاب يواجه خطر الموت في معبر رفح وتوفير الرعاية الطبية له بأحد المستشفيات المصرية.

وتم بالفعل استقبال الطفل الفلسطيني المصاب ونقله إلى مستشفى معهد ناصر لإجراء الفحوصات الطبية وتقديم العلاج اللازم له.

وكان قد أكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة، الأربعاء، أن المسؤولين المصريين يعملون على نقل 36 طفلاً من حديثي الولادة من مستشفى الشفاء في غزة إلى مصر.

وأضاف عبدالغفار في تصريحات لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن وزارة الصحة تحاول تنسيق هذا النقل مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وأوضح: "لقد طُلب منا استقبال 36 طفلاً حديثي الولادة في الحاضنات. أنا أعمل مع فريقي ومع (السلطات) لمحاولة نقلهم إلى هنا في أقرب وقت ممكن... لدي 36 سيارة إسعاف مجهزة بأجهزة تهوية محمولة تنتظر على الحدود لاستقبال هؤلاء الأطفال... وإحضارهم على الفور إلى مستشفياتنا".

وتابع وزير الصحة قوله إن "النقل في حد ذاته يمثل تحديًا كبيرًا. لأنك بحاجة إلى سيارة إسعاف جاهزة مع حاضنات متحركة، لمحاولة إحضارهم إلى الحدود، وعلينا أن نكون مستعدين لاستقبالهم على الفور".

وأضاف أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أبلغته أنهم يحاولون وضع ثلاثة أطفال في حاضنة واحدة، "لأنهم لا يملكون هذا القدر من مصدر الطاقة لدعمهم".

وأكد أن الهلال الأحمر المصري جاهز عند معبر رفح الحدودي لاستقبال الأطفال، مُشددًا على أن "الوقت مهم وكل دقيقة لا ننقلهم فيها فإن فرص فقدان حياتهم مرتفعة للغاية".

حماية الاطفال حديثي الولادة 

في هذا الصدد قال شريف سمير الكاتب الصحفي ونائب رئيس تحرير بالاهرام، إن حرص مصر على حماية الاطفال حديثي الولادة في فلسطين، يحمل بعداً انسانياً شديد الاهمية وليس تحركا سياسيا ، مشيراً إلى ضرورة حماية للشعب الفلسطيني من الحرب الاسرائيلية حفاظا على ارواح الفلسطينيين ، ولكي يصبح هناك نسل متجدد، فالتركيز من السياسة المصرية على حماية الاطفال حديثي الولادة، هي رسالة شديدة اللهجة وشديدة الانسانية من مصر الى العالم بانها ستكون دائما الحارسة لكل البراعم والصغار الفلسطينيين حيث إنهم الوقود الحقيقي لاستمرار المقاومة واستمرار النضال ضد المحتل .

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أنه فيما يتعلق بعلاج المدنيين فقد حرصت مصر من خلال سياستها الثابتة والراسخة بعد 7 اكتوبر على ان يكون هناك حماية للقضية الفلسطينية من سيناريو التصفية النفسية والتصفية التاريخية التي تتبعه الة الحرب الاسرائيلية، وفي نفس الوقت ما يضمن الحماية الحقيقية لهذه القضية المركزية الام في الشرق الاوسط وهو ان يكون هناك دائما تجديد لدماء الشعب الفلسطيني والمحافظة على الارواح بشكل او بأخر لان هذا من شأنه ان يجدد الامل في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فبالتالي مصر حريصة على ان يكون هناك حفاظا على ارواح الفلسطينيين، لانهم الوقود الحقيقي و من خلالهم تستمر مسيرة النضال سواء كانت في الاراضي المحتلة او حتى على الحدود حيث مخططات النزوح الجماعي والهجرة القسرية و التهجير القسري بالنسبة للفلسطينيين.

واستكمل: من المتوقع أن تستمر قوات الاحتلال الاسرائيلي في التصعيد العسكري، سعيا وراء القضاء على القضية الفلسطينية برمتها، مشيراً إلى أن اهم سلاح تتسلح به هذه القضية هو الصمود واستمرار المقاومة، ولكن القيادة الاسرائيلية تعتمد على بث اليأس في نفوس الفلسطينيين، ولكن مصر تتحرك في اتجاه ان يكون هناك حماية للارواح و أن يكون هناك غطاء لكل طفل وكل شاب فلسطيني، باعتبارهم امتداد للقضية ، و من خلالهم يستمر النضال رغم كل محاولات التجريف ومحاولات الاغتصاب والقضاء تماما او انتهاك لكل الاعراف والمواثيق الدولية.

من جانبه أشاد الدكتور طارق البرديسي الخبير في العلاقات الدولية بتحركات الدولة المصرية حيث إنها تقوم ببذل جهداً كبيراً في سبيل توفير كل الدعم وتوفير كل سبل الرعاية وفي خدمات الطوارئ ، مشيراً إلى أن مصر تسخر كل طاقاتها الطبية والصحية من اجل خدمة اشقائنا الفلسطينيين. 

وأضاف لــ"صدى البلد" أن السيناريو المتوقع لهذه الحرب أن يكون هناك انكسار وهزيمة للإسرائيليين وانتهاء هذه الحكومة، ولكن بكل أسف هناك ضحايا بالآلاف في صفوف المدنيين العزل هم من قتلوا في هذه الحرب، ولكن اسرائيل لم تحقق اي انتصارات ولا سياسية ولا عسكرية، ولكن الفاتورة كانت قاسية.

واستكمل: إنسانية الرئيس واضحة فيما يتعلق باستقبال هؤلاء الاطفال، واتصور أن تكون الحملة الانتخابية لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي توجه لدعم اهالينا في في غزة ، حيث إن ذلك يتفق مع مواقف الرئيس وانسانيته.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة حماس قوات الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل عبد الفتاح السيسي معبر رفح مستشفى الشفاء حدیثی الولادة ان یکون هناک قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

هل يجوز السكوت عن إقرار قانون حماية الطفل في البرلمان العراقي؟ بعد مقتل الطفلة نرجس والطفل موسى

بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

لا يمكن النظر إلى حادثتي مقتل الطفلة نرجس والطفل موسى إلا كجرس إنذار صادم يقرع بقوة ضمير المجتمع والدولة في العراق، ليكشف هشاشة الحماية القانونية للأطفال، ويعري الواقع الأليم الذي يعيشه ملايين الأطفال في ظل غياب قانون فاعل وشامل لحمايتهم. حين يُقتل طفل ببراءة موسى، أو تُغتال طفولة نرجس بوحشية، لا يكون الجُرم فردياً فقط، بل تتحمل مسؤوليته دولة بأكملها تقاعست عن تشريع قانون يضع حياة الطفل فوق كل اعتبار.

السكوت عن إقرار قانون حماية الطفل لم يعد خياراً أخلاقياً، ولا حتى سياسياً. فكل تأخير في تشريع هذا القانون يعني ترك ملايين الأطفال عرضةً للاستغلال، العنف، الإهمال، والزواج المبكر. وفي ظل غياب الحماية القانونية، تتكرر المآسي، وتتحول الجرائم من استثناءات مأساوية إلى نمط مألوف ومُرعب.

العراق، ورغم توقيعه على اتفاقية حقوق الطفل منذ عام 1994، لم ينجح حتى اليوم في ترجمة هذه الالتزامات الدولية إلى قانون وطني متكامل يحمي حقوق الطفل. ما زال الطفل العراقي يفتقر إلى مظلة قانونية تنصفه أمام الظلم، وتمنع الاعتداء عليه، وتحاسِب من ينتهك طفولته. إن وجود قانون حماية الطفل لم يعد ترفاً تشريعياً، بل ضرورة ملحّة تفرضها الأحداث اليومية والدماء البريئة التي تُراق دون رادع.

قانون حماية الطفل يجب أن يتضمن إجراءات واضحة لمتابعة حالات العنف الأسري، ويمنح المؤسسات المختصة الصلاحيات للتدخل العاجل لحماية الطفل. يجب أن يتضمن آليات لرصد الانتهاكات، وبرامج توعية للأهالي، وأن يُجّرم الإهمال والعنف بكافة أشكاله، سواء كان جسدياً، نفسياً، أو لفظياً. كما يجب أن يحدد العقوبات بحق من يُعرّض حياة الأطفال للخطر، أو يُحرّض على إيذائهم، أو يُقصّر في حمايتهم.

إن السكوت عن تشريع هذا القانون يُعتبر تواطؤاً غير مباشر مع الجناة. بل إن كل من يتقاعس عن تمريره، يشارك – بصمته – في صناعة بيئة خصبة للعنف والإهمال والقتل بحق الأطفال. وإذا كان البرلمان العراقي عاجزاً عن الوقوف مع أطفال بلاده في أصعب لحظاتهم، فمتى سيتحرك؟ أليس من واجب كل نائب أن يضع مصلحة الأطفال فوق كل حساب سياسي أو حزبي؟

المجتمع المدني، الإعلام، المؤسسات الدينية، والنشطاء، جميعهم مدعوون اليوم لتشكيل ضغط شعبي واسع لإقرار قانون حماية الطفل دون تأخير. لأن كل يوم يُمرّ دون هذا القانون، هو فرصة جديدة لمأساة أخرى، لجريمة أخرى، لصرخة أخرى لا يسمعها أحد.

ختاماً، لا يجوز – لا قانوناً، ولا أخلاقاً، ولا إنسانياً – السكوت بعد اليوم. الطفلة نرجس والطفل موسى ليسوا مجرد أسماء عابرة في نشرات الأخبار، بل جرح نازف في قلب العراق، لن يلتئم إلا بعد أن تنتصر العدالة، ويُقرّ قانون ينصفهم وينقذ من تبقى من الأطفال قبل فوات الأوان.

انوار داود الخفاجي

مقالات مشابهة

  • هل يجوز السكوت عن إقرار قانون حماية الطفل في البرلمان العراقي؟ بعد مقتل الطفلة نرجس والطفل موسى
  • وصول أطفال جرحى من قطاع غزة إلى مالطا للعلاج
  • انتقادات واسعة لـ بايدن بسبب مصطلح عن الأطفال
  • نجوا من القصف ويهددهم التجويع.. إسرائيل تخنق حديثي الولادة بغزة
  • وفاة 3 أطفال أشقاء في ظروف غامضة بالعياط| القصة الكاملة
  • الجار الله: سعدنا بزيارة الرئيس السيسي للكويت.. ومصر أصبحت قبلة للاستثمار الصناعي والزراعي
  • الحرب دخلت عامها الثالث.. أطفال السودان يدفعون الفاتورة الأعلى
  • اليونيسف .. “أرقام مفزعة” بشأن أطفال السودان
  • التجويع كسلاح… كيف تحوّلت بطون أطفال غزة إلى ساحة حرب؟
  • بسبب الحرب.. "أرقام مفزعة" من اليونيسف بشأن أطفال السودان