دبي: «الخليج»

كشفت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، تفاصيل استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 على مستوى القطاعات في الدولة، وذلك عقب إطلاق حكومة الإمارات مؤخراً للاستراتيجية خلال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات.

وقالت مريم المهيري: «في عام 2021، بدأت المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050- التي تتولى وزارة التغير المناخي والبيئة تنسيقها - دراسة وتقييم واقتراح مسارات وطنية للعمل المناخي لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.

وعقب اعتماد حكومة دولة الإمارات الاستراتيجية الجديدة، فإننا نكشف الآن عن مجموعة من الممكنات والمبادرات التي من شأنها تسريع مسيرتنا لنصبح دولة محايدة مناخياً».

وأضافت: «تم وضع الاستراتيجية لتكون محركاً وطنياً للتقدم الاقتصادي والاجتماعي من خلال قيادة عملية الانتقال إلى خفض الانبعاثات، وبالتالي المساهمة في الجهود العالمية للتخفيف من أضرار المناخ. وستساهم الاستراتيجية في خلق العديد من فرص العمل الجديدة على نطاق واسع، من خلال توقع حوالي 200 ألف وظيفة جديدة، بما في ذلك الوظائف المستدامة ذات المهارات العالية عبر القطاعات الفرعية للطاقة الشمسية والبطاريات والهيدروجين».

الصورة

يتوقع أن يساهم تنفيذ الاستراتيجية في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3%، فضلاً عن تعزيز فرص التصدير. وتابعت: «علمتنا مسيرة دولة الإمارات نحو الاستدامة أن العمل المناخي يمكن أن يكون بمثابة حافز قوي للنمو والفرص الاقتصادية، وخلق فرص عمل جديدة مستدامة، وتوفير التقنيات بوتيرة سريعة، وإنشاء اقتصاد استشرافي قائم على أسس مستدامة.

وتعد الاستراتيجية جزءاً من مسيرة الدولة الطموحة نحو الحياد المناخي، وتوفر برنامجاً ملموساً على مستوى الدولة لتحقيق أهدافها لخفض الانبعاثات. وتبني هذه الاستراتيجية على المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، التي تم إطلاقها في عام 2021، والتي حددت الطموح المناخي لدولة الإمارات، تلاها إطلاق المسار الوطني للحياد المناخي عام 2022، والذي يحدد الجدول الزمني وآليات التنفيذ المرحلي للمبادرة.

والأهم من ذلك، أن الاستراتيجية تبين كيف ستحقق الدولة أهداف النسخة الثالثة من التقرير الثاني للمساهمات المحددة وطنياً الرامية إلى خفض الانبعاثات بنسبة 40% بحلول عام 2030، ومن ثم الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.

وقالت مريم المهيري: «قبل انعقاد مؤتمر الأطراف COP28 وفي إطار عام الاستدامة، تثبت استراتيجيتنا للحياد المناخي 2050 أن دولة الإمارات ملتزمة بواجبها المتمثل في التفكير في الأجيال المقبلة، وتتحلى بالإصرار لاتخاذ خطوات طموحة، وهو نهج يجسد إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، ورؤية وطموح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)».

25 برنامجاً

وتتضمن «استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050» الطموحة، أكثر من 25 برنامجاً تغطي ستة قطاعات أساسية هي الطاقة والصناعة والنقل والبناء والنفايات والزراعة. وستركز المبادرات على تحسين الكفاءة وزيادة نشر مصادر الطاقة المتجددة في جميع هذه القطاعات. كما سيتم التركيز على زيادة نسبة الطاقة النظيفة ورفع كفاءة الاستهلاك والتحول إلى أنظمة النقل المستدام، والمباني الخضراء، إضافة إلى استخدام الحلول القائمة على الطبيعة وتقنيات التقاط الكربون.

الصورة

كما حددت الاستراتيجية أهدافاً لخفض الانبعاثات لمختلف القطاعات. وكلها تساهم بشكل جماعي في تحقيق هدف الوصول إلى الحياد المناخي في دولة الإمارات.

إضافة إلى خفض انبعاثات قطاع الصناعة من 103 إلى 7 ملايين طن من كافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، وقطاع النقل من 24 مليون طن من كافئ غاز ثاني أكسيد الكربون إلى صفر بحلول 2050، والبناء من 62 إلى 1 مليون طن من كافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول 2050، وقطاع النفايات من 13 إلى 3 مليون طن من كافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول 2050، والزراعة من 6 إلى مليون طن من كافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050.

كما ستعمل الدولة على زيادة الانبعاثات السلبية والتي تعني تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة مثل التوسع في أشجار القرم، وتعزيز تكنولوجيا التقاط وتخزين الكربون لتصل قدرتها مجتمعة على امتصاص وتخزين 13 مليون طن من كافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050

وفي ما يتعلق بقطاع الطاقة، تهدف الاستراتيجية إلى تعزيز آليات وتقنيات التخزين، أما بالنسبة للصناعة، سيتم تعزيز استخدام المواد البديلة وتعزيز احتجاز الكربون وتخزينه. ولتقليل الانبعاثات في قطاع النقل، تركز الاستراتيجية على تعزيز وسائل النقل النظيفة، بما في ذلك المركبات الكهربائية. بينما بالنسبة لقطاع البناء، سيكون هناك تركيز أكبر على قوانين البناء واستخدام مواد البناء الخضراء.

ولخفض الانبعاثات في قطاع النفايات، تسعى الاستراتيجية إلى استكشاف مواد ومصادر طاقة بديلة، ودعم ركائز الاقتصاد الدائري، فضلاً عن تحسين الاستهلاك، وهو ما ينطبق أيضاً على قطاع الزراعة. وستكون هناك أولوية لالتقاط الانبعاثات الكربونية.

ثلاثة ممكنات استراتيجية

وحددت دولة الإمارات ثلاثة ممكنات ستساهم في خلق المنظومة التمكينية اللازمة لتحقيق استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، وتشمل تنفيذ آليات تمويل العمل المناخي، وتطوير تقنيات جديدة من خلال دعم البحث والتطوير، وخطة ديناميكية لتطوير وصقل المهارات والقدرات.

وستقوم وزارة التغير المناخي والبيئة بتنسيق هذه التدابير المرحلية على نطاق واسع، لتشمل جهود أكثر من 45 من الجهات المعنية الرئيسية، بما في ذلك وزارات، وجهات حكومية وشركات وطنية رائدة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مريم المهيري كوب 28 التغير المناخي استراتیجیة الإمارات للحیاد المناخی 2050 دولة الإمارات بحلول عام 2050 بحلول 2050

إقرأ أيضاً:

جناح الإمارات في COP29 يبحث تمكين المرأة بالعمل المناخي

دعت جلسات اليوم العاشر من مؤتمر الأطراف COP29 التي شهدها جناح دولة الإمارات، إلى توحيد الجهود من أجل تسريع تمكين وإشراك المزيد من النساء في المفاوضات والقرارات الخاصة بالعمل المناخي، ومنحهن الأدوات اللازمة لعرض وجهات نظرهن.

وحثت جلسات الجناح التي شهدت مشاركة رؤساء منظمات دولية وصناع قرار وخبراء وأكاديميين، على اتباع أفضل الممارسات والأساليب المبتكرة لدمج الثقافة في سياسات وبرامج المناخ، بهدف إرساء إطار قوي للعمل التعاوني وتعزيز التبادل والشراكة بين الشمال والجنوب.
وسلطت فعاليات الجناح الضوء على أهمية تبني ممارسات عالمية وتطوير سياسات مبتكرة تساهم في تحسين جودة الحياة للسكان وتعزز الاستدامة، وتحافظ في الوقت نفسه على الموارد الطبيعية والبيئية.

التنمية المستدامة

وفي جلسة بعنوان "تعزيز العمل المناخي الشامل: التحالف من أجل تمويل مناخي مستجيب لقضايا النوع الاجتماعي"، أوضحت رزان المبارك رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف "COP28"، أن "تأثير المناخ ليس محايدا بين الجنسين،" مشيرة إلى أن تمكين المرأة في الإمارات ساهم بشكل كبير في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة".
من جانبها، قالت ماري روبنسون الرئيسة السابقة لإيرلندا عضوة مجموعة الحكماء والناشطة في مجال حقوق المرأة، إن "السياسات المناخية المستجيبة للنوع الاجتماعي ستسرّع العمل المناخي، فالنساء على المستوى المحلي يسرّعن التحول ويحدثن فرقاً ملموساً".
وأكد قادة عدد من المنظمات الدولية والحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات الخيرية، أهمية توسيع الوصول إلى التمويل المناخي وتعزيز المساواة بين الجنسين في بناء اقتصاد مستدام وقادر على مواجهة تغيرات المناخ في المستقبل.
واستعرضت وزارة الطاقة والبنية التحتية بالتعاون مع شركة سبوتنيك تكنولوجيز، مشروع "التوأمة الرقمية ثلاثية الأبعاد للإمارات لتحسين قابلية العيش والاستدامة في المدن".

#الإمارات تؤكد الالتزام بمستقبل البيئة والموارد الطبيعيةhttps://t.co/Y1ahoNQVOB

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 20, 2024 منصة موحدة

ووصفت المهندسة نسيبة المرزوقي مديرة إدارة الدراسات والبحث والتطوير ورئيسة الابتكار في الوزارة، المشروع بأنه "منصة موحدة لدعم اتخاذ القرارات الحضرية من خلال توحيد المعلومات في مكان واحد" وأضافت: "يرتكز عملنا على مؤشرين رئيسيين للأداء، الاستدامة وجودة الحياة".
وأوضح أديتيا راماكريشنان من مؤسسة سبوتنيك، أن "هذه هي أول منصة توأمة رقمية حضرية تغطي دولة بأكملها وتقدم نسخة رقمية للبنية التحتية للإمارات تشمل المباني وأصول النقل على المستويين المحلي والاتحادي وتعتمد على الذكاء الاصطناعي لتمثيل تأثير مبادرات جودة الحياة والاستدامة بصرياً".
وشهد جناح الإمارات جلسة بعنوان "إعادة تعريف التنقل في الامتداد الحضري العالمي"، أعقبها جلسة بعنوان "ابتكار المستقبل: طريق الإمارات نحو مدن مستدامة ودائرية وذكية".

مقالات مشابهة

  • أبوظبي تحقق تقدماً كبيراً في تنفيذ استراتيجيتها للتغير المناخي
  • بريطانيا تتعهد بدعم الدول الغنية بالغابات لمكافحة التغير المناخي
  • بنات الإمارات في «COP29».. نماذج ملهمة في صناعة القرار المناخي
  • بريطانيا تكشف عن تقديرات وفيات السرطان بحلول عام 2050
  • بنات الإمارات في "COP29".. نماذج ملهمة في صناعة القرار المناخي العالمي
  • اليونيسف تتوقع معدل بقاء الرضع على الحياة إلى 98% بحلول عام 2050
  • جناح الإمارات في COP29 يبحث تمكين المرأة بالعمل المناخي
  • العلماء: الإمارات تخطط لزيادة المركبات الكهربائية والهجينة إلى 50% بحلول 2050
  • ندوة سفراء المناخ بمؤتمر "cop 29" توصي بإنشاء هيئة دولية مستقلة لمراقبة أداء أسواق الكربون
  • "يونيسيف": بحلول عام 2050 سيزداد عدد الأطفال المعرضين لموجات الحر بثمانية أضعاف