دبلوماسي يمني: حل القضية الفلسطينية "المجس" الذي ستقاس به قدرة العالم على استعادة إنسانية العصر
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
أكد السفير اليمني لدى المملكة المتحدة ياسين سعيد نعمان، الخميس، أن حل القضية الفلسطينية سيكون "بمثابة المجس الذي ستقاس به قدرة العالم على استعادة انسانية العصر"، بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 41 يوما.
وقال ياسين سعيد نعمان، في مقال نشره على صفحته بمنصة "فيسبوك"،: "يسجل التاريخ البشري أن "أريحا" في فلسطين هي أقدم المدن المأهولة، وسيسجل "غزة"(في فلسطين أيضاً) كأهم المدن التي اختبرت فيها مصداقية العالم في تمسكه بالقيم الانسانية في هذا العصر الذي تتحول فيه المستشفيات إلى مقابر جماعية".
وأضاف أن "العالم أمام محنة لا تقل تعقيداً عما شهدته عصور قديمة، وكانت سبباً في انهيار حضاراتها حينما أخذت تفقد عوامل وأسباب نشوئها واستمرارها".
وأشار إلى أن "المضمون الذي توافق عليه المؤرخون هو أن حضارة هذا العصر إنما تستمد قوتها وزخمها من إعادة الاعتبار للإنسانية وقيام الدولة الوطنية الديمقراطية، وحقوق الانسان، والحريات، والعدل، والمساواة، والاخاء، وتجريم التمييز العنصري..، وأن كل ما شهدته من اختراعات وتقدم معرفي وعلمي وتكنولوجي إنما يصب في خدمة الانسان".
وتابع: "ولا ندري ما إذا كانوا قد أغفلوا حقيقة أن هذا التقدم قد بني على معايير تناقضت موضوعياً مع تلك القيم، وهي معايير القوة والتنافس غير المتكافئ، وحق القوي في الاستئثار بحاجته من ثروات العالم، وحقه في انتاج أسلحة الدمار الشامل، وحقه في إعلان الحروب حينما تواجه مصالحه أي عارض، وحقه في صياغة النظام العالمي الذي يؤمن عمل آليات هذا النظام لصالح الأقوياء وحدهم".
وأكد أنه "في قلب هذه المعايير تكمن عوامل وأسباب الانهيارات التي أخذت توسع المساحة بين قيم حضارة هذا العصر والسلوك المراوغ والمفضي في نهاية المطاف إلى العمل من خارجها وعلى نحو يناقض جوهرها".
وختم بالقول: "شكل الموقف مما يحدث في "غزة" ، أحد الكسور التي أصابت منظومة هذه القيم، ولن يتم ترميمها إلا بحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً ، وسيكون هذا الحل بمثابة المجس الذي ستقاس به قدرة العالم على استعادة انسانية العصر رغماً عما أحدثته القوة من كسور في قيمه".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل ياسين سعيد نعمان اليمن الكيان الصهيوني
إقرأ أيضاً:
اليمنيون لا يرتدعون: تحليل صهيوني: لا قدرة لـ”اسرائيل” على الحسم أمام اليمن
الثورة / متابعات
قال معلّق الشؤون العسكرية في القناة 13 “الإسرائيلية” ألون بن ديفيد إن المسؤولين “الإسرائيليين” يدركون بأن محاربة اليمنيين هي معركة طويلة، ولا تقتصر على هجوم أو اثنيْن، ويعترفون بأنه لا يوجد لدى “تل أبيب” قدرة حقيقية للحسم في اليمن.
وبحسب بن ديفيد، “إسرائيل” تعمل في اليمن تحت قيديْن صعبيْن:
“الأول: استخباري؛ اليمن ليست غزة ولا لبنان، ونحن لا نرسل عشرات المسيّرات كل يوم فوقه. والثاني: عملاني. بسبب بُعد المسافة، حيث إن “إسرائيل” تستطيع أن تستخدم في الأساس سلاح الجو لكن كل هدف هناك يحتاج إلى عشرات الطائرات، وتأثير هذه الهجمات محدود، لذلك التحدي الأساسي لـ”إسرائيل” هو إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بأن الحوثيين (أنصار الله) هم مشكلة عالمية”.
أما معلّق الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، فقد كتب أن: “الاستيقاظ المتكرر الذي عانى منه “سكان” وسط “إسرائيل” في عتمة الليل، في هذا الأسبوع، بسبب إطلاق صواريخ من اليمن، وضع محاولات نتنياهو التبجّح بنصر مطلق، ظاهريًا على عتبة التحقّق، في موضع سخرية. فصواريخ اليمن تُقدّم تذكيرًا بأن كل القضية بعيدة عن أن تنتهي. و”إسرائيل” وجدت نفسها في خضم حرب استنزاف جديدة، هذه المرة تُدار من اليمن”.
كما رأى الكاتب أنه: “مع وقف إطلاق النار من لبنان، ووقف إطلاق الطائرات المسيّرة من العراق، وانحسار القتال في غزة، بقي “الحوثيون” التهديد الأساسي لوسط “إسرائيل”، من دون جهدٍ من ناحيتهم. يكفي في معدّلٍ وسطي إطلاق صاروخٍ واحد كل يومين، كي يرسّخوا في الوعي بأنهم آخر من يتحمّلون عبء الصراع ضد “إسرائيل”، في إظهار تضامنهم مع حماس في قطاع غزة. في المقابل، ومن أجل الرد، “إسرائيل” بحاجة إلى جهدٍ هائل، مثل هجوم طائرات حربية على مسافة 1800 كلم، والذي يفرض تخطيطًا واستثمار الكثير من الموارد”.
ولفت هرئيل إلى أن “إسرائيل” على الرغم من الضرر الكبير الذي تُسبّبه بشكل غير مسبوق، هي لا تجد طريقة لردع اليمنيين الذين واجهوا السعودية والإمارات وهم لا يرتدعون”